– هوزان امين – دبي
بدأت فعاليات أمسية التآخي الكردية العربية في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الجمعة 16/ شباط/2007 . في فندق بالم بدبي ، هذه الامسية التي نظمتها مؤسسة سما للثقافة والفنون ، والتي عودتنا دائماً على بذل الجهود، و سلوك كل الطرق التي تؤدي الى التقارب والانسجام بين المثقفين الكرد والعرب والتي تعتبر احدى اهم الاهداف التي تؤمن بها المؤسسة وفي سبيلها كانت انطلاقة المؤسسة ، بالاضافة الى تعريف المثقفين العرب بالثقافة والفن الكرديين ، واظهار مدى مهارة هذا الشعب واتقانه ليس للغته فحسب بل قدرته على تدوين الادب والشعر باللغات الاخرى .
بدأت فعاليات أمسية التآخي الكردية العربية في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الجمعة 16/ شباط/2007 . في فندق بالم بدبي ، هذه الامسية التي نظمتها مؤسسة سما للثقافة والفنون ، والتي عودتنا دائماً على بذل الجهود، و سلوك كل الطرق التي تؤدي الى التقارب والانسجام بين المثقفين الكرد والعرب والتي تعتبر احدى اهم الاهداف التي تؤمن بها المؤسسة وفي سبيلها كانت انطلاقة المؤسسة ، بالاضافة الى تعريف المثقفين العرب بالثقافة والفن الكرديين ، واظهار مدى مهارة هذا الشعب واتقانه ليس للغته فحسب بل قدرته على تدوين الادب والشعر باللغات الاخرى .
محاولاً خلق صورة جديدة بدلاً من الصورة المترسخة في ذهنية المثقف العربي والثقافة المنضوية تحت لواء الانظمة الحاكمة . والتي طالماً صوروا ان المثقف الكردي هش وغير قادر على الابداع .
هذه الخطوة التي تمهد لرؤية أوضح وتعطي بصيصاً من الامل لتذوب بعضاً من الصقيع المتجمد والمتراكم في هذا الجفاء .
فقد جمعت هذه الامسية اللطيفة لفيفاً من المثقفين الكرد والعرب ، بالاضافة الى جمع من ابناء الجالية الكردية في دولة الامارات العربية المتحدة ، وحملت شعار “على ضفاف الشعر والفن نلتقي ”
ما احلى اللقيا على ضفاف هذا السحر ، هذا البحر الذي جمع كل ما هو جميل ورائع في لغة عالمية تحاكي المشاعر وتهز الكيان ، وتخفق لها الافئدة ، بالفعل انه المكان الوحيد القادر على لملمة جراح الماضي ، والبدء من جديد ، هذه الكلمة التي تختصر آلاف الصور ، في جملة واحدة ، هذا النبع الفياض الذي لا ينقطع ، يستمر في العطاء والتجديد ، متجاوزاً ، الاميال والمسافات الطويلة ، قادراً على اشعال القلوب . وإذابة هذه الجبال الشاهقة من التجمد المتراكم عبر السنين ، ليدفئ القلوب ، ويعطى معنى آخر للمكان .
فقط به يتجاوزون كل ما مر بهم من ماض لفه غيوم البعد والفراق ، وبه تصبح للكلمة طعم آخر ، به تنسجم الكلمة وتلتحم مع الروح ليعطي للزمن فحوى آخر . انه الشعر الذي جمعهم ولا شيئ سواه ، ربما به يستطيعون بطلاقة قول الحكايا بشكل آخر ، ربما به يخاطبون ضمائرنهم ، ربما به يحاسبون وجدانهم ، وبه يتجاوزون السياسة والسياسيين ، وعجزهم امام التغيير . بالفعل انه المكان الامثل للقاء وتحت ظله يتم التحاور . الشعر هذا الكائن الغريب العجيب والسحري الذي جمعهم على ضفة بحره ، الذي لا غروب له يظل مشعاً طوال الزمان ، وبه تسمو وتتعالى صرخات وآهات المعاناة . معاناة شعب عاش الالم بكل الوانه .
مؤسسة سما التي تعتبر من أحدى اهم المؤسسات الكردية والوحيدة تقريباً في دول الخليج العربي ، نظمت هذه الامسية .
وكان مقدم وعريف الحفلة الاستاذ أبو بروسك الذي امتاز بأسلوبه الشيق في ادارة الامسية ، وأبدع في ترجمة القصائد الكردية التي القيت في الامسية الى العربية بصورة ارتجالية رائعة، وقام السيد عارف رمضان مدير المؤسسة بإلقاء كلمة مقتضبة باللغتين العربية والكردية ، مرحباً بالحضور الكريم ومن ثم تحدث عن اهمية هذه الملتقيات ، ودورها في توطيد اواصر الاخوة والتعارف بين الشعبين العربي والكردي ، هذان الشعبان اللذان عاشا معاً ويجمعهم العديد من الخصائص التي تؤهلهم لان يكونوا اخوة في جميع المجالات والساحات الفكرية منها والسياسية . ومن بعده تتالى الأخوة الشعراء واحد تلو الآخر .
حيث اعتلى الشاعر والمغني بكر الجبور صرح المنصة والقى بعضاً من قصائده بصحبة آلة العود ..ثم القى الشاعر الكردي المتألق عزيز غمجفين باللغة الكردية بعضًاً من اشعاره المدونة في ديوانه الشعري الاول (الزنزانه الصغيرة) والثاني (البرعم ) واختار منها اشهر قصائده (حلبجة و من عامودا حتى عفرين و دلبري) وقد ادمع عيون الحضور بقصائده المؤثرة ، ويكاد يكون الوحيد في تلك الامسية الذي القى باللغة الكردية . الى جانب الاستاذ علاء الدين جنكو . الذي كان خاتمة الامسية .
ومن بعده اعتلت الاعلامية والشاعرة فاتن حموي المنصة والقت بعضاً من قصائدها الجميلة . من ثم الشاعرة فدوى الكيلاني قدمت باقة من اجمل القصائد – قصائد جبال بوتان و قصص العشق والوجد والهيام . بعدها القى الشاعر العربي وصديق الشعب الكردي حسان عزت قدم بلغة شاعرية حلوة بعض من اشعاره , وبعده القت الشاعرة نورا ترخو وقرأت بعض القصائد . وهكذا تبادل الشعراء المنصة . واطفوا جوا جميلاً على المستمعين . والمصغين اليهم دون ملل . الى ان وصل الدور الى الشاعر الاماراتي خالد عبدالله الظنهاوي . ومن بعده دخل الشاعر والكاتب الكردي جميل داري على الجمهور . وقدم بلغة بديعة وقرأ بعض القصائد . وبعد ها صعد ضيف شرف الامسية الكاتب داريوس داري المنصة والقى بعض من اشعاره الجميلة . وكان مسك ختام الشعر الاستاذ علاء الدين جنكو .
بعدها غنت الفنانة سهير شقير اغنية جميلة .تبادل المثقفون على انغامها في صورة جميلة ومعبرة الدبكات الفلكلورية الكردية والعربية. وتداول المثقفون العرب والكرد الحوار بعدها ، ناقشوا خلالها قضايا جوهرية تلمس واقع الثقافتين الكردية والعربية ، متمنين في الوقت ذاته تكرار هذه الامسيات لبناء جسر متين وفتح قنوات للتواصل المستمر بين الثقافتين.
هذه الامسية اثبتت ان المثقفين الكرد تأثروا تأثراً عميقاً بالثقافة العربية ، وظهر بشكل جلي طغيان الصبغة العربية على النتاجات الفكرية الكردية والتي تعبر عن هموم ومشاكل تخص العرب والكرد معاً . ربما لم تكن في تلك الامسية ، بل منذ عقود من الزمن ظل الشعراء الكرد يصرخون ويأنون بلغة الضاد ولكن مع الاسف الشديد لا من مجيب . وربما يجدر بي ان اذكر مثالاً على تغني الشعراء الكرد بتضحيات الثوار والمقاومين العرب للاستعمار الاجنبي أمثال جميلة بوحيرد وغيرها ، وخلدوهم ومجدوا ذكراهم . ونجد ذلك بكل وضوح في قصيدة للشاعر الكردي الكبير عبدالله كوران والمعنونة ” قصة أخوة ” حيث قال
.
أخي العربي ذو العيون السود …….. نصيبك مرٌ كنصيبي
وربما يجدر بنا ايضاً ان نسأل المثقف العربي متى تصبح ملماً ومهتماً بالثقافة الكردية التي لا تقل شأناً عن ايه ثقافة اخرى ..؟ الى متى سيظل هذا الحب من طرف واحد..؟ …. ونظل نحن المعذبون وحتى المذنبون في هذه العلاقة .
وهل سنسمع شعراء آخرين ، كما فعل الشاعر الفلسطيني محمود درويش …ل ( سليم بركات ) الكردي الذي لا يملك سوى الريح …….؟
**********
hozan_34@hotmail.com
هذه الخطوة التي تمهد لرؤية أوضح وتعطي بصيصاً من الامل لتذوب بعضاً من الصقيع المتجمد والمتراكم في هذا الجفاء .
فقد جمعت هذه الامسية اللطيفة لفيفاً من المثقفين الكرد والعرب ، بالاضافة الى جمع من ابناء الجالية الكردية في دولة الامارات العربية المتحدة ، وحملت شعار “على ضفاف الشعر والفن نلتقي ”
ما احلى اللقيا على ضفاف هذا السحر ، هذا البحر الذي جمع كل ما هو جميل ورائع في لغة عالمية تحاكي المشاعر وتهز الكيان ، وتخفق لها الافئدة ، بالفعل انه المكان الوحيد القادر على لملمة جراح الماضي ، والبدء من جديد ، هذه الكلمة التي تختصر آلاف الصور ، في جملة واحدة ، هذا النبع الفياض الذي لا ينقطع ، يستمر في العطاء والتجديد ، متجاوزاً ، الاميال والمسافات الطويلة ، قادراً على اشعال القلوب . وإذابة هذه الجبال الشاهقة من التجمد المتراكم عبر السنين ، ليدفئ القلوب ، ويعطى معنى آخر للمكان .
فقط به يتجاوزون كل ما مر بهم من ماض لفه غيوم البعد والفراق ، وبه تصبح للكلمة طعم آخر ، به تنسجم الكلمة وتلتحم مع الروح ليعطي للزمن فحوى آخر . انه الشعر الذي جمعهم ولا شيئ سواه ، ربما به يستطيعون بطلاقة قول الحكايا بشكل آخر ، ربما به يخاطبون ضمائرنهم ، ربما به يحاسبون وجدانهم ، وبه يتجاوزون السياسة والسياسيين ، وعجزهم امام التغيير . بالفعل انه المكان الامثل للقاء وتحت ظله يتم التحاور . الشعر هذا الكائن الغريب العجيب والسحري الذي جمعهم على ضفة بحره ، الذي لا غروب له يظل مشعاً طوال الزمان ، وبه تسمو وتتعالى صرخات وآهات المعاناة . معاناة شعب عاش الالم بكل الوانه .
مؤسسة سما التي تعتبر من أحدى اهم المؤسسات الكردية والوحيدة تقريباً في دول الخليج العربي ، نظمت هذه الامسية .
وكان مقدم وعريف الحفلة الاستاذ أبو بروسك الذي امتاز بأسلوبه الشيق في ادارة الامسية ، وأبدع في ترجمة القصائد الكردية التي القيت في الامسية الى العربية بصورة ارتجالية رائعة، وقام السيد عارف رمضان مدير المؤسسة بإلقاء كلمة مقتضبة باللغتين العربية والكردية ، مرحباً بالحضور الكريم ومن ثم تحدث عن اهمية هذه الملتقيات ، ودورها في توطيد اواصر الاخوة والتعارف بين الشعبين العربي والكردي ، هذان الشعبان اللذان عاشا معاً ويجمعهم العديد من الخصائص التي تؤهلهم لان يكونوا اخوة في جميع المجالات والساحات الفكرية منها والسياسية . ومن بعده تتالى الأخوة الشعراء واحد تلو الآخر .
حيث اعتلى الشاعر والمغني بكر الجبور صرح المنصة والقى بعضاً من قصائده بصحبة آلة العود ..ثم القى الشاعر الكردي المتألق عزيز غمجفين باللغة الكردية بعضًاً من اشعاره المدونة في ديوانه الشعري الاول (الزنزانه الصغيرة) والثاني (البرعم ) واختار منها اشهر قصائده (حلبجة و من عامودا حتى عفرين و دلبري) وقد ادمع عيون الحضور بقصائده المؤثرة ، ويكاد يكون الوحيد في تلك الامسية الذي القى باللغة الكردية . الى جانب الاستاذ علاء الدين جنكو . الذي كان خاتمة الامسية .
ومن بعده اعتلت الاعلامية والشاعرة فاتن حموي المنصة والقت بعضاً من قصائدها الجميلة . من ثم الشاعرة فدوى الكيلاني قدمت باقة من اجمل القصائد – قصائد جبال بوتان و قصص العشق والوجد والهيام . بعدها القى الشاعر العربي وصديق الشعب الكردي حسان عزت قدم بلغة شاعرية حلوة بعض من اشعاره , وبعده القت الشاعرة نورا ترخو وقرأت بعض القصائد . وهكذا تبادل الشعراء المنصة . واطفوا جوا جميلاً على المستمعين . والمصغين اليهم دون ملل . الى ان وصل الدور الى الشاعر الاماراتي خالد عبدالله الظنهاوي . ومن بعده دخل الشاعر والكاتب الكردي جميل داري على الجمهور . وقدم بلغة بديعة وقرأ بعض القصائد . وبعد ها صعد ضيف شرف الامسية الكاتب داريوس داري المنصة والقى بعض من اشعاره الجميلة . وكان مسك ختام الشعر الاستاذ علاء الدين جنكو .
بعدها غنت الفنانة سهير شقير اغنية جميلة .تبادل المثقفون على انغامها في صورة جميلة ومعبرة الدبكات الفلكلورية الكردية والعربية. وتداول المثقفون العرب والكرد الحوار بعدها ، ناقشوا خلالها قضايا جوهرية تلمس واقع الثقافتين الكردية والعربية ، متمنين في الوقت ذاته تكرار هذه الامسيات لبناء جسر متين وفتح قنوات للتواصل المستمر بين الثقافتين.
هذه الامسية اثبتت ان المثقفين الكرد تأثروا تأثراً عميقاً بالثقافة العربية ، وظهر بشكل جلي طغيان الصبغة العربية على النتاجات الفكرية الكردية والتي تعبر عن هموم ومشاكل تخص العرب والكرد معاً . ربما لم تكن في تلك الامسية ، بل منذ عقود من الزمن ظل الشعراء الكرد يصرخون ويأنون بلغة الضاد ولكن مع الاسف الشديد لا من مجيب . وربما يجدر بي ان اذكر مثالاً على تغني الشعراء الكرد بتضحيات الثوار والمقاومين العرب للاستعمار الاجنبي أمثال جميلة بوحيرد وغيرها ، وخلدوهم ومجدوا ذكراهم . ونجد ذلك بكل وضوح في قصيدة للشاعر الكردي الكبير عبدالله كوران والمعنونة ” قصة أخوة ” حيث قال
.
أخي العربي ذو العيون السود …….. نصيبك مرٌ كنصيبي
وربما يجدر بنا ايضاً ان نسأل المثقف العربي متى تصبح ملماً ومهتماً بالثقافة الكردية التي لا تقل شأناً عن ايه ثقافة اخرى ..؟ الى متى سيظل هذا الحب من طرف واحد..؟ …. ونظل نحن المعذبون وحتى المذنبون في هذه العلاقة .
وهل سنسمع شعراء آخرين ، كما فعل الشاعر الفلسطيني محمود درويش …ل ( سليم بركات ) الكردي الذي لا يملك سوى الريح …….؟
**********
hozan_34@hotmail.com