لقمان يوسف
من الاصدارات الحديثة بخصوص سوريا كتاب بعنوان الانفجار السوري للمؤلف عبد الباقي اليوسف وهو من طباعة ونشر دار الزمان ومركز آشتي للدراسات , حيث يبحث في الهوية, الانتماء, الكرد, الوطنية, والتسوية الوطنية.
يحتوي الكتاب على اربعمائة صفحة من القطع المتوسط ومقسم الى ستة ابواب.
الباب الاول يبدأ بنشوء الدولة السورية وينتهي بكيفية الحاق جزء من كردستان بها(كردستان الغربية).
الباب الثاني , ويبدأ بمشكلة الانتماء وفشل الدولة الوطنية ,وهو يتضمن خمسة فصول بالإضافة الى المدخل, وهذا الباب بمثابة القاء الضوء على الاقليات الموجودة في سوريا مروراً بمرحلة الانتداب الفرنسي وانتهاءً بفشل الدولة الوطنية.
الباب الثالث, ويبدأ بالمسألة الكردية والتي هي من النقاط الهامة ذات التأثير في الانفجار السوري وبروزها كقضية شعب تم طمسها في الفترة المنصرمة, وانتهاءً بدور عائلة الاسد باضطهاد الكرد.
الباب الرابع حيث يتجه الكاتب لشرح الاسباب التي ادت الى الانفجار الحالي المستمر وذلك من خلال اربعة فصول يتم من خلالها تسليط الضوء على الاسباب التي ادت الى الانفجار والاسباب التي حالت دون تحول الانتفاضة الى ثورة.
الباب الخامس ويبدأ بتناول حقيقة القضايا في المشهد السوري ليتم بعد ذلك الخوض في تفاصيله بعد مرور خمس سنوات على الانتفاضة وينتهي بمسألة الديمقراطية.
اما الباب السادس والاخير من الكتاب فهو يتضمن وجهة نظر المؤلف في التسوية ,الديمقراطية التوافقية ,والفدرالية بالاضافة الى الخاتمة والملاحق.
من خلال البحث في ثنايا الكتاب وما يتضمنه من مواضيع لا بد للقارئ ان يتوقف عند عدة نقاط مهمة للغاية والتي من شأنها التعرف على الحقائق التي كانت غامضة ,بل كانت الكثير منها غائبة في دراسات الكُتاب والباحثين المتعلقة بالشأن الكردي يشكل خاص و السوري بشكل عام. كذلك القارئ المطلع على الحياة السياسية للمؤلف يلاحظ ما يلي:
1-نجاح المؤلف في الابتعاد عن المزاجية الشخصية والعاطفة الحزبية, خاصةً و ان المؤلف كان سكرتيراً لحزب يكيتي الكردي في سوريا لفترة من الفترات, ومازال مستمراً في العمل السياسي وهو عضو في المكتب السياسي للحزب المذكور.
2-الاعتماد في تأليف الكتاب على الوثائق والمراجع العائدة لجهات وشخصيات اثبتت مصداقيتها في مواقفها وتحاليلها المتعلقة بمضمون الكتاب.
3-المؤلف طرح وجهة نظره بكل جرأة مثبتاً حججه وبراهينه من خلال شرح الاسباب مع ذكر النتائج التي نتجت.
بعد الانتهاء من قراءة الكتاب يلاحظ القارئ ان المؤلف استطاع تجميع عدة كتب في كتاب واحد وذلك لمواضيع متعددة ومتعلقة بنفس الوقت بالمحور المتعلق بالانفجار السوري الذي هو العنوان المميز للكتاب ,فضلاً عن اسلوب السرد الروائي الناجح في عدد من الفصول.
لا شك ان كتاب الانفجار السوري للمؤلف عبد الباقي اليوسف يجمع بين عدة مواضيع من تاريخية, سياسية, جغرافية وثقافية, لكن الاهم من ذلك ان الكتاب واكب الحدث واستطاع المؤلف من خلاله ان يوضح للقارئ مجريات الاحداث على الساحة السورية والاسباب التي ادت الى الكارثة الوضحة للعيان.
اخيراً كتاب الانفجار السوري بمحتواه القيم وفي هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص اغناء للمكتبة الكردية, والسورية وغيرها من المكتبات المهتمة بالشأن, بالإضافة انه سيصبح مرجعاً ووثيقة تاريخية مستقبلاً.