جيهان شيركو اربيل
الرسام الكردي( محمد مولود) من عباقرة فن الرسم في كوردستان ، ولد في مدينة كوي عام 1936 .التحق بالدراسة في مدينة زاخو ومن ثم عاد إلى مدينة كوي لأكمال دراستة ، بدأ الرسم في سن العاشرة من عمره كان يقضي معظم أوقاته بالرسم . تخرج سنة 1955 من معهد المعلمين في ديالى بدرجه عالية جدا مما ساعده على الحصول على زمالة إلى الاتحاد السوفيتي وبسبب ميوله القومية لم يتم الموافقة على ارساله لخارج البلاد .
وفي عام 1966 اصبح معلم مادة الرسم في اعدادية رزكاري في أربيل. عين عام 1996 رئيس قسم الرسم في النشاط المدرسي في أربيل . تميز وأبدع في فنون كثيرة منها الرسم ، التخريم ،النحت ، الخزف ، زخرفة ، التصوير ، والرسم على الزجاج والمصنوعات اليدوية وصنع الحلي، جرافك ، التحنيط ، صنع الفخارو التماثيل والنسيج و الخط بأنواعه وفي استعراض سريع للنتاج الفني الذي خلفه الفنان ، سوف نلاحظ الا””””سس المستمدة من المدرسة الوقعية ، التي بنى عليها فيما بعد شغفه بالمدرسة الانطباعية التا””””ثيرية ، وقد بدا ذلك واضحا في كثير من اعماله ، مثل لوحة ( العرس ) التي تناثرت فيها الا””””لوان بعفوية وجرا””””ة لا نظير لها ، متجاهلاً وبشكل كامل الخطوط التي تحدد اطراف وحواف الحدث المنظور في اللوحة ، كما هو متبع في المدرسة الانطباعية .
ولكن المميز لهذا الفنان هو التخريم فبداية فن التخريم في أربيل تعود للرسام محمد مولود في خمسينيات القرن الماضي فهو المؤسس الأول – بلا منازع – لفن التخريم في (أربيل ) حيث استطاع ان يصنع لوحة تخريم ( سفينة نوح) طولها 14.5سم وهي عبارة عن مجموعة حيوانات تم توزيعها بحرفية شديدة ضمن مساحة ضيقة في اللوحة ، ليس فقط كعنصر زخرفي ، وانما كموضوع اساسي ( الطوفان ) المستمد من العقيدة الاسلامية ، وبالتالي من الفن الإسلامي ، الذي يعتمد على صور الحيوانات والطيور ، وزخارف نباتية من اوراق وفروع ، وقد راعى الفنان التماثل والتناظر في اللوحة بشكل عام ، وفي اطار اللوحة بشكل خاص ، كسمة مميزة للفن الإسلامي الزخرفي . والان موجودة في متحف نيويورك ويبلغ ثمنها مليون ونصف المليون دولار.
سفينة نوح
وتوجد لوحة تخريم مطابقة للوحة (سفينة نوح) في منزل الرسام حاليا في أربيل وقد حدثتنا ابنة الرسام (نهاوند مولود لعشق الوالد للفن فتعلقه كان غير طبيعي يختلف عن شخص هاوي لأنه كان عاشقا للرسم والنحت والتخريم كان يؤدي كل هذا أمامنا دون الذهاب لغرفة منعزلة وكنا نتعجب كيف لايمل أويتعب وكان هذا سببا في تعلمنا فن الرسم والخط ولاكن لانصل لمستوى الوالد مهما ابدعنا وكان يفتخر كثيرا بلوحة التخريم سفينة نوح التي وصلت لمتحف نيورك) .
الكثير من الرسامين المبدعين في كوردستان من تلامذة الرسام منهم ( فؤاد عبد الرحمن ، عبد القادراسماعيل قه رني ، يوسف عبد القادر ، جوهر محمد ) وأكد الاستاذ جوهر محمد (رئيس قسم الرسم في النشاط المدرسي في أربيل) حين سألنا عن الرسام في مرسمه أجاب :
ان الرسام محمد مولود كان يدرسنا مادة الرسم في متوسطة قنديل وقد شجعني كثيرا على الرسم وقد كان يحدثنا عن اشهر رسامي العالم بأستمرار وهو كان متأثرا بالرسام الفرنسي رينوار وبيكاسو كان بارعا في نقل الوحات العالمية للرسامين الكلاسيك اما التخريم فقد كان الوحيد في أربيل بل كردستان كلها يجيد هذا الفن المعرفته التامة بأستخدام الات خاصة بهذا الفن واشهر لوحات التخريم كانت سفينة نوح التي هي الان في متحف نيورك ) .
اقام العديد من المعارض الشخصية ما بين عامي 1960- 1990 شارك في جميع المعارض التي كانت تقام في بغداد واهمها عام 1974حيث تم شراء لوحة سفينة نوح من قبل سيدة كوردية ثرية إلى ان وصلت الوحة إلى متحف نيورك .
رسم الآف اللوحات على مدى خمسين عاما وصنع التماثيل لشعراء مشهورين مثل حاجي قادر كويي، و هيمن موكرياني .واستمر في المشاركة في جميع المعارض التي كانت تقام إلى ان وافته المنية في عام 2006 وبوفاتة تفقد كوردستان أحد مبدعيها في مجال فن التخريم ، واتمنى من حكومة كوردستان وخاصتا وزارة الثقافة ان تحتفظ بنسخة لجميع هذه الوحات خشية إتلافها بمرور الزمن وان تكون مصدر من المصادر لتعلم فن التخريم .