سيظل هزار موكرياني حياَ في الذاكرة الكردية

عدنان بشير الرسول

ستة عسر عاماً مضت على رحيل المعلم الفقيد والمفكر الشاعر عبدالرحمن شرفكندي ((hejar)) ونحن لم نوفه حقه،بل ربما لم نتذكره إلافي ذكرى رحيله أو عند قراءة بعض نتاجا ته الغزيرة .ستة عشر عاماً خلت منذ غيابه حدث خلالها أحداث جسام كانت بحاجة إلى أنامله الذهبية لتسطر من كل واحدة قطعة أدبية تخلدها خلود الدهر .
أجل نقف اليوم بإجلال وتقدير لرحيل أحد أعمدة الأدب الكردي ومن أبرز إعلامه فقد كان شاعرنا العظيم لوحده يشكل صرحاً ثقافياً جمع في شخصه أصالة الأمة الكردية وعنفوانها ،وحافظاً لجزء كبير من تراثه الثقافي والشعبي بالإضافة إلى مواكبته للأحداث التي عاصرها وجسدها في نصوص أدبية ومقاطع شعرية خالدة ستظل في ذاكرة شعبنا وإلى الأبد .
لقد  كانت مؤلفات hejar   في الاتحاد السوفييتي مركز اهتمام للدراسة الأدبية النقدية قدمها العضو العامل كريم أيوبي في معهد اللغات التابع للأكاديمية العلمية السوفيتية كأطروحة لنيل درجة الدكتوراه في فلسفة الأدب (1)
وقد أجاد السيد فلك الدين كاكائي عندما كتب عنه قبيل رحيله بأشهر معدودات (إنه أحد أعمدة النهضة الثقافية الكردية المعاصرة 00000 (Hejar) مفكر كبير وفيلسوف للثقافة الوطنية الكردية قبل إن يكون شاعراً (2)

سيرته الذاتية

ولد المفكر والأديب الكردي عبدالرحمن بن حاجي ملا مصطفى شرفكندي في مدينة مهاباد عام 1921م في كنف أسرة دينية ميسورة الحال ومثقفة . أمضى فترة شبابه في مدينة العلم والثورة بمسقط رأسه .أهتم منذ نعومة أظافره باللغة الكردية ودرس الأدب الكردي بمختلف فروعها بتركيز ودراية عميقين وكان يعتبر الشعراء المعروفين // نالي حاجي قادر كوي من أساتذته في الأدب الكردي وعندما بلغ الخامسة والعشرين من العمر شارك مع صديقه الشاعر الكردي هيمن في أول وزارة إعلام كردية من القرن العشرين في جمهورية مها باد وكان لهما دوراً بارزاً وفعالاً في نشر وتوسيع الثقافة الكردية .وبعد سقوط الجمهورية الكردية عاش في المنفى وجاب بغداد وكركوك والسليمانية ودمشق وبيروت . نشر قصائده بكثافة في المجلات (نشتمان – هالال ) وشارك عام 1953 كمندوب عن الشعب الكردي في المهرجان العالمي للشبيبة في مدينة بوخارست ثم زار الاتحاد السوفييتي السابق ونال عضوية شرف في اتحاد كتاب أذربيجان السوفييتية .
عاش في ظل ثورة أيلول الوطنية /1961-1975/ وأمضى أجمل أيامه إلى جانب الزعيم الكردي الراحل مصطفى لبرزاني وتابع عن كسب أخبار ثورة 26 أيار الوطنية التقدمية فيما بعد .
لاقى مرارة الحياة وضنك العيش واستفاد كثيراً من أسفاره المختلفة في إتقان اللهجات الكردية المتعددة وإجراء المقارنة بينها .
أمضى نصف قرن في دأبه المتواصل وعمله المثابر في خدمة الأدب الكردي متلقياً ومعطاءً .نال خلالها حب الشعب  الكردي وثقته الغالية وتقدير الأدباء والشعراء والمثقفين على امتداد كردستان وتوج سنين عمره بوسام لبارزاني الخالد (3)

أعماله وكتاباته

1-    تفسير كردي للقرآن الكريم وهي ترجمة أمينة وكاملة
2-    انجاز الجزء الثاني من قاموس كردي كردي فارسي وهو أضخم قاموس كردي يضم أكثر من 70 ألف كلمة
3-    ديوانه الشعري الأول((إلى كردستان))
4-    ترجمة وتحقيق الشرفنامة لمؤلفه شرف خان البدليسي
5-    تحقيق لديوان أمير شعراء الكرد ((ديوان الملا الجزري))
6-    ديوانه آلا كوك الصادر عام 1945
7-    ترجمة كتاب عشيرة جاوان من العربية إلى الكردية
8-    ملحمة تساؤلات العقل من الحظ
9-    كتاب عن تاريخ السليمانية
10-           إصدار ديوانه الثاني عام 1958 بعد هروبه إلى سوريا  جراء ملاحقة الحكومة العراقية له
11-           ترجمة رباعيات الخيام للشاعر الإيراني عمر الخيام إلى الكردية شعراً.
12-           ترجمة  كتاب  قانون الطب للشيخ أبو علي سينا في عدة أجزاء من العربية على الفارسية
13-           طبعة هامة لملحمة (مم وزين) مقارنة ومنقحة مع شرح أبياته بمختلف اللهجات الكردية وأعاد نظم الديوان باللهجة السورانية الموكرية ورافقه بالكتاب وكتب مقدمة رائعة للديوان .
14-           ست كتب متفرقة بالكردية موضوعة أو مترجمة في شؤون ثقافية وفكرية مختلفة.

مقترحات وأمنيات

أولاً – أقرار وسام باسمه /وسام هزار للآداب / مقرونة بجوائز مادية مناسبة. ومنحه لأفضل عمل أدبي كردي في كل عام وذلك اثر مسابقة تحدد شروطها وتفاصيلها من قبل لجنة مختصة تشكل لهذه الغاية من قبل أتجاد أدباء الكرد . ليكون تكريماً وتخليداً لاسمه من جهة ويكون حافزاً لشحذ الهمم وتجنيد الطاقات وتسخيرها لخدمة الكرد وكردستان فكأنما يكون ذلك عطاء منه لا ينضب حتى بعد رحيله جسداً فيكون له حضوره روحاً وخيالاً من جهة ثانية .
ثانياً – تسمية إحدى المعاهد أو المراكز العلمية أو الأدبية باسمه تخليداً لذكراه العطرة وتشجيع السادة طلبة الدراسات العليا في الجامعات الكردستانية والعالمية الراغبين بالبحث العلمي وتناول حياته وأدبه وشعره وفلسفته وحياة وأعمال جميع الأدباء والشعراء الكرد في أجزاء كردستان بالدراسة والتمحيص وذلك بتقديم كافة المصادر والمعلومات المطلوبة لهم وإفساح المجال أمام دراساتهم تلك بالطبع والنشر والتوزيع .
ثالثاً – طباعة كافة أعماله وكتاباته المخطوطة والتي التي لم ترى النور بعد.
 وإعادة طبع نتاجا ته وكتبه المطبوعة سابقاً والعمل على ترجمتها إلى اللغات الحية ونشرها على أوسع نطاق وبذلك نكون قد أسدينا جزءاً من واجبنا اتجاه هذا الأديب الكبير والمفكر الجليل
سلامً فقيدنا ورمزنا يوم رحيلك
سلاماً يا من بقيت خالداً في ضمير الأمة الكردية.
 سلاماً لأجمل اسم على شفاه أطفال كردستان.
الهامش:
1- موجز تاريخ الأدب الكردي المعاصر للدكتور معروف خزن دار الترجمة عن اللغة الروسية إلى العربية للدكتور عبدا لمجيد شيخو – الناشر هوشنك كرداغي ص167-180
2- من مقال منشور ضمن زاوية ثقافة كردية بقلم السيد فلك الدين كاكائي في صحيفة صدى كردستان العدد 34 تشرين الثاني 1990 للحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق – في بيروت
3- عن أخبار كردستان – نشرة إخبارية يصدرها قسم الإعلام في المكتب السياسي للحزب PDK .
السنة /11/ العدد 192 بتاريخ 4-3-1990
4- المعلومات مقتبسة عن مقال السيد فلك الدين الكاكائي السابق الذكر
  
ديركا حمكو – سوريا
ednan.beshir@nefel.com   

   

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…