أجرت الحوار: فيدان ابراهيم
بمشاركة الإخوة المتابعين
من هي نارين الشاعرة والانسانة؟
ولدت في ديركا حمكو من أسرةٍ وطنيّة مثقفة، والدي عمر سيف الدّين كان ممن انتسب إلى الپارتي واعتقل وسجن إثْر ذلك، لكنّ الموت اختطفه وهو في ذروة عطائه وفي ريعان شبابه وأنا طفلة لم أتجاوز السّنتين؛ بعد عشرة أعوام لحقت به والدتي، فتكفّلني أخي وأختي، وكان لأختي پريخان دوراً كبيراً في حياتي عوّضتني عن دفء وحنان والديّ، وتأثيرها الأبرز كان علي لأنّها أوّل وأصدق مَنْ شجّعني على التّعلّم والتّعليم وحبّ الأدب والكتابة، وعلّمتني الأبجديّة الكرديّة بالحروف اللاتينيّة. أنهيت مراحل تعليمي الثّلاثة في ديركا حمكو، وبعدها توجّهت إلى دمشق، وحصلت على إجازة في الآداب من جامعة دمشق كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة قسم الّلغة العربيّة، درّستُ وعلّمت في مراحل التّعليم الثّلاثة، وفيما بعد كنت أمينة للمكتبة والوسائل. أنا أم لـ “داستان وسازين وشيرين”.
ما هي أحب أوقات الكتابة لدى نارين عمر؟ وما مدى تأثير الليل على الشعراء انطلاقا من مقولة الليل وحي الشعراء؟
الليل هو أكثر أوقات تأمّل الحسّ والقلم معاً حين يتناغمان مع الفكر والوجدان، ويبثّ فيهم روحاً لا تشبه الأرواح الأخرى، روحاً تظلّ تحيي صاحبها والآخرين معاً في اللحظة ذاتها، روحاً لا تعرف الزّوال والنّهاية لأنّها تتنقل كالفراشة من جسد إلى جسد. بالنّسبة إلى الشّقّ الأوّل من السّؤال، ليس لديّ أوقات محدّدة للكتابة، وأستطيع الكتابة والتّعبير بأيّة لحظة كانت، وكلّما اقتضت الحاجة، مع وجوب الاعتراف بخصوصيّة الشّعر.
للشعر خصوصيته ورمزيته ودهشته، أي بمعنى كيف انسجمت مع هذا العالم، وكيف بدأت نارين عمر كتابة الشعر ، ولماذا الشعر تحديداً؟؟؟
لا أعرف متى بدأت نظم الشّعر لأنّني ولدت، وكبرتُ مع الشّعر والغناء والموسيقا، أخي عادل سيف الدّين كان شاعراً مجيداً وهو مؤلف قصيدة “آزادا شيرين” للخالد محمد شيخو وابن عمتي عبد الجليل وكذلك ابن خالي عبد الله، كانو شعراء ومثقفين وكانوا يجتمعون في بيتنا مع عدد من المهتمين بالثّقافة والأدب، ينظمون الشّعر، ويلقون علينا أشعار كبار شعراء الكرد والعرب وغيرهم، وكنت ومنذ صغري أبكي متأثّرة بأغنية أسمعها من أمي أو النّسوة في الأعراس والمناسبات، لاحظت عليّ أختي العظيمة “پريخان، پري” ذلك، فأرسلتني إلى السّيّدة فلك، وعلّمتني تلاوة القرآن، كما علّمتني أختي الأبجديّة الكرديّة، وهكذا ازددت عشقاً للأدب والموسيقا عموماً وللشّعر بشكل خاص مع وجود مكتبة في بيتنا تضمّ مختلف الكتب والمجلّدات والمؤلّفات الأدبيّة والثّقافيّة والمعرفيّة.
لمن تكتب نارين عمر؟
بصراحة بدأتُ الكتابة لنفسي، لأعبّر من خلالها ومن خلال القلم عن مكنونات ذاتي ووجودي بما تحمل من العواطف بفرعيها المشاعر والأحاسيس، لأعبّر من خلالها عن موافقتي ورفضي لواقع أعيشه، فيما بعد وحين أدركت فوائد ومتعة الكتابة على اعتبارها خير دواء لكلّ داء، وخير أنيس لي في كلّ الأوقات بدأتُ أكتبُ للآخرين لأعبّر عن عواطفهم وأفكارهم ورغائبهم بطريقة تلامس حسّهم ووجدانهم، وبدأتُ أدرك أنّ القلم كالسّلاح خير مدافع عن نفسي والبشر الذين أعيش معهم ووطني وشعبي وطبيعة بلادي.
من خلال مسيرتك الثقافية ماهي اهم الجوائز التي حصلتِ عليها؟
– جائزة الشّاعر تيريژ Seydayê Tîrêj.
– جائزة من الحزب الدّيمقراطيّ الكرديّ في سوريا الپارتي.
– جائزة منظّمة المرأة في حزب الوحدة الدّيمقراطيّ الكرديّ في سوريّا.
– جائزة العلّامة والشّاعر ملا أحمد پالو من قبل رابطة الكتّاب والصّحفييّن الكورد في سوريّا.
– جائزة اتحاد نساء كردستان سوريا.
– شهادة تقدير من فرقة ديرك الموسيقيّة بقيادة الفنّان جوان صبري.
– وسام أفضل كاتبة لعام 2009 من موقع دلجان الالكتروني.
– الجائزة الثّالثة للقصّة القصيرة من دار الأدباء الثّقافيّة بإدارة الشّيخة خلدية آل خليفة.
– مجسّم للشّاعر جكرخوين من منظّمة المرأة بالحسكة في حزب الوحدة الكرديّ.
– جائزة مهرجان الشّعر الكورديّ التّاسع عشر بالإضافة إلى كوني صنّفت من بين أفضل الكتّاب على مستوى العالم من قبل لجنة تحكيم شعبة الكتّاب والأدباء في منتدى الصّحافة العالميّة لعام 2009 م كما وتمّ التّنويه إلى العديد من أعمالها الأدبيّة المشاركة في مسابقات وجوائز عربيّة وعالميّة.
نود أن تعددي لنا اصداراتك ونتاجاتك الادبية، ومشاريعك المستقبلية؟
حتى الآن نشرت لي مجموعتين شعريّتين إحداهما بالكرديّة بعنوان perîxana min والآخرى بالعربيّة بعنوان حيث الصّمت يحتضر، ونشرتا في عام 2008م.
يتجاوز عدد مؤلّفاتي المخطوطة والجاهزة للطّبع والنّشر أكثر من 15مؤلفاً: ثلاث روايات بالعربيّة الهروب إلى الحياة وبوح في رئة الواقع والهجرة وهودج الهجران وبالكرديّة
Henasên bîranînê
Koçberiya bê nav
أكثر من ست مجموعات شعريّة شعر نثري وموزون، مجموعتان قصصيّتان باللّغتين الكورديّة والعربيّة دراسة حول ظاهرة العنوسة والأخرى عن جرائم الشّرف ودراسة عن تاريخ المرأة الكورديّة ماضياً وحاضراً كما أحضرت مجموعتين شّعريّتين ومجموعتين قصصيّتين للأطفال والصّغار بالكرديّة والعربيّة أيضاّ، وقد نشرت بعضاً منها في مجلات ومواقع مختلفة، واعتبرت هذه الأعمال من أهمّ ما أنجزت. كتاب عن الفنّانات الكرديّات منذ القرن الثّامن عشر وحتى وقتنا الحالي، وكتاب عن الفنّانين الكورد الرّجال وكتاب عن الأغاني الخاصة بالعروسين في الفلكلور الكرديّ.
كنت سأبدأ بطبع ونشر العديد منها ولكنّ الظّروف التي يمرّ بها شعبنا ووطننا خلال السّنوات الخمسة الماضية جعلتني أؤجّل هذا الموضوع.
نارين عمر كشاعرة كردية ما رأيك بالشعر الكردي؟ وهل تجدين أنه أخذ مكانته بين الأوساط الثقافية؟
الشّعر الكرديّ المتميّز موجود، ولدينا شعراء مميّزين أثبتوا جدارتهم ولهم تأثير كبير على شعبنا وحضوره بين الأوساط الأدبيّة والثّقافية، ولكن ما يلزم هو وجوب الاهتمام بهذا الشّعر وبالشّعراء الكرد من قبل الجهات الرّسميّة وغير الرّسميّة.
ماهي أهم كتاباتك التي تركت في نفسك أثراً جميلا؟
كلّ ما أكتبه ترك ويترك في نفسي أثراً جميلاً حتّى لو كتبت في موضوع الحزن والألم، لأنّ القلم بالنّسبة لي هو الصّديق الصّدوق، والكتابة هي الخلّ الوفيّ، ولكن يظلّ الشّعر هو عشقي الأبديّ لأنّني من خلاله أجد نفسي التي أبحث عنها، لذلك أذكر مقولتي عن الشّعر دوماً:
الشّعر هو
غذاء الرّوح
متنفّس القلب
خليل الواجد.
هل لك أن تذكري لنا من هم الشّعراء الذين اتخذتهم قدوة لك؟
معظم شعرائنا الكرد قرأت لهم، وتأثّرت بما أبدعه فكرهم وحسّهم قديماً وحديثاً، وكذلك قرأت للكثير الكثير من الشّعراء العرب، وقرأت المعلّقات كلّها كونها كانت ضمن اختصاصي، لذلك أخذت من كلّ منهم خصلة، ثمّ حاولتُ أن أكتب بطريقتي، وأرسم لنفسي مسْلكاً خاصاً بمشاعري وأفكاري، طبعاً مع الإشارة إلى قصائد الشّعراء الأجانب المترجمة إلى العربيّة والكرديّة.
هل بوسعك أن تعلني للقراء أنك ما زلت تحلمين بغد أفضل للقصيدة والشعر ، وهل مستقبلها واعد على الاقل بالنسبة لك ؟
الشّعر لا يموت، ولا يتأثّر بتعاقب الفصول والأزمان لأنّه يعتبر المكوّن المماثل للماء والهواء والنّار للكائنات وخاصة البشر، وإن مات الشّعر ماتت الموسيقا والألحان، لولا الشّعر لما وُجدت الموسيقا.
نعم، أتطلّع لمستقبل القصيدة والشّعر بتفاؤل وأمل.
هل تعتقدين أنّ للمرأة شعر خاص بها أم الشّعر يبقى شعراً سواء كان للمرأة او للرجل أو الشاب؟ أي السؤال الذي يطرح نفسه: هل للشعر جنس أم يبقى شعراً وقصيدة يكتبها المذكر والمؤنث؟
ليس هناك شعر نسويّ ونسائيّ وشعر ذكريّ وذكوريّ، الشّعر يبقى شعراً سواء كتب على أوتار شعور وفكر المرأة أو الرّجل، وما يميّز شعر أحدهما من الآخر هو الجودة المتمثّلة في الصّدق والتّعبير.
كيف تعالج نارين عمر واقع المراة شعرياً …؟
أعالجه من خلال كوني امرأة أوّلاً، أعيش واقعها بكلّ حيثياته وتجلّياته، بكلّ تناقضاته وأضداده، وثانياً كونها النّصف الذي يتقاسم مع الرّجل الرّوح والعقل معاً، لذلك أحاول أن أستخدم المفردات بمعانيها التي يكون لها وقْع وأثر عليها وعلى القارئ.
هل يمكن ربط ظاهرة الشعر خصوصا والظاهرة الثقافية في المناطق الكردية عموما بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية بكل محتوياتها وهل يمكن استخلاص بعض هذه التحولات التي جرت ضمن الظاهرة الثقافية من خلال الشعراء الاكثر تأثيرا في المشهد الشعري عندنا وكيف؟
الشّعر في جوهره والكتابة ليس ظاهرة إذا كان من يكتب، وينظم الشّعر لديه ملكات الكتابة والنّظم، ولكن معك حقّ خلال السّنوات الأخيرة، ونتيجة التّحوّلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسية وغيرها تحوّل إلى ظاهرة، وعلى الرّغم من أنّ الكثير من الذين نزلوا إلى هذا المعترك نزلوا لتحقيق غايات وأهداف تخصّهم، ولا يملكون مقوّمات الكتابة والشّعر إلا أنّنا سُعدنا بأقلام ظهرت، وأعطت، وأبدعت، ولها تأثير في المشهد الشّعري والأدبيّ.
ما يسعدني هنا هو ظهور جيل من شبّاننا وشاباتنا الذين أحيت فيهم هذه التّحوّلات الرّوح والنّفس، جعلوننا نأمل خيراً وسلاماً بحاضرنا ومستقبلنا.
هل الأدب حاليا مرآة للواقع؟أم أن الزمن قد اختلف ؟؟
بكلّ تأكيد لولا ظهور هذه التّحوّلات لما وجدنا هذه الأعداد الهائلة، صار لي بهذا المجال أكثر من ثلاثين سنة منذ عام 1983 وحتّى عام 2011 كان عدد الكتّاب والشّعراء والسّياسيين وغيرهم قليلاً جدّاً، والگروپات والجمعيات التي أسّسناها كان عدد مؤسّيسها قليلاً ومحدوداً وكذلك عدد الضّيوف، علماً أنّني ألقيت محاضرات وأمسيات بعموم الوطن من ديرك إلى الشّام، كنّا نعاني من قلّة عدد الضّيوف.
لا أعتقد أنّ الأدب يقوم بمهمّته كاملة حالياً لأنّ العدد الهائل ممّن يكتب، وينشر لا يمتلك موهبة وحرفيّة الكتابة والأدب لا يلتزم بقواعد وشروط وخصوصيتهما، وذلك لأنّه يجهلها، لذلك لا يستطيع التّعبير عن الواقع كما يجب، بل نجد معظمهم يكتبون في موضوعات تحضّ على أمور نحن بغنى عنها، وتثير حفيظة البعض ضدّ البعض، بينما الأديب أو الكاتب الحقيقيّ والمتمكّن بكلّ تأكيد ما يزال يلعب دوره، ويعتبر أدبه تعبيراً حقيقيّاً عن الواقع.
العنوسة في المجتمع الكردي ارتفعت نسبتها كثيراً، الدلالات والاسباب باستفاضة كونكِ قمتِ بدراسة في هذا المجال. ؟
نعم، منذ أكثر من عشرين سنة وأنا أبحث في هذا الموضوع وليس في المجتمع الكرديّ فحسب، بل وفي مجتمعات شرقيّة أخرى.
أسبابها عديدة اجتماعيّة، فكريّة، دينيّة، سياسيّة تتعلّق بواقع المجتمع والأحداث التي تشهده، والأزمات التي تجتاحه وخاصة في زمن الحروب والهجرات والغلاء المعيشيّ، وهي ظاهرة اجتاحت مجتمعنا الكرديّ منذ أعوام، وحين بُذلت جهود للحدّ منها عصفت بنا الأحداث الأخيرة، وخلطت كلّ الأوراق.
لو سنحت الفرصة لنارين عمر وحصلت على باقة من أجمل الورود لمن تقدمها
بكلّ تأكيد سأقدّمها إلى روح شقيقتي الكبرى وأمّي وتوأم روحي ومعلّمتي وملهمتي “پريخان، پري”.
ماذا يعني كلمة سيدتي الفاضلة لنارين عمر
أحترم كلّ مَنْ يلفظ هذه العبارة، ولكن أرى لها معنيين، الأوّل يشير إلى احترام الآخر لك، أما المعنى الآخر فيخلق حاجزاً من التّعامل الرّسمي بينك وبين الآخر.
نارين عمر تكتب الشعر باللغتين الكردية والعربية ما هو المميز بين اللغتين وأيهما تفضلين أكثر؟
كما ذكرت قبل قليل أهلي علّموني الأبجديّة الكرديّة “أبجديّتي ولغتي” منذ صغري، وكذلك علّموني الأبجديّة العربيّة، واللغة الثّانية لي والتي يجب أن أهتمّ بها، وأقرأ وأكتب بها في المدرسة، فعشقتُ الاثنتين، ولهذا السّبب اخترت دراسة العربية كاختصاص جامعيّ، ولكن تظلّ الكرديّة هي ذاتي ووجودي وماهيّتي التي أحسّ حينما أكتب بها بخصوصيّتي كفرد ضمن المنظومة البشريّة على الرّغم من أنّي أتمنّى أن أتقن كلّ لغات العالم لأكتب بها، ومن خلالها أعرّف العالم بأمتي وشعبي ووجودنا.
هل لنارين عمر أشعار على كوردستان أو على ديركا حمكو كونك أنت من ديرك؟
نعم قصائد كثيرة كتبتها عن كردستان وعن ديرك، لأنّهما بالنّسبة إلي القلب والرّوح.
برأيك متى يكون الشاعر قريباً من قرائه؟
يكون الشّاعر قريباً من قرّائه عندما يتمكّن من ملامسة مشاعره وأحاسيسه ومخاطبة عقله وفكره ودغدغة وجدانه، يجب أن يوصل كلّ هذا إليهم، الأمر الآخر عليه أن يكون صادقاً مع نفسه أثناء نظم شعره ليكون صادقاً معهم، والأمر الأهمّ أن يكون متواضعاً في تعامله معهم، ويتقبّل آراءهم كيفما كانت.
آخر كتاباتك شعراً ورواية هل يوجد فيهما ما يخص الوضع الانساني بسوريا بشكل عام؟
نعم، انتهيت منذ فترة من كتابة رواية عن الواقع الكرديّ والمرأة ومسألة الهجرة باللغة الكرديّة، والآن أواصل كتابة رواية عن هجرتنا الأخيرة من خلال مشاهداتي وعيشي وتعايشي مع الجموع الغفيرة من مختلف الأمم والشّعوب والقوميّات، وفيها أتحدّث عمّ حلّ بالوطن وبنا.
بالإضافة إلى العديد من القصائد الشّعرية والقصص القصيرة والمقالات والدّراسات
هل كتبت شعراً لكوباني؟
نعم كتبتُ قصائد بالكرديّة والعربيّة لكوباني، بالإضافة إلى عدّة مقالات.
يقولون إن الشعراء لهم أوقات يأتيهم فيها الهام الشعر هل هذا صحيح ام ان الشاعر او الشاعرة يقرر ماسيكتب ويفكر بنسج الكلمات؟
أنا أعيش الحالتين معاً.
إذا أردت نظم شعر عن مناسبة أو حادثة وحدث ما أو عن أشخاص أستطيع الكتابة بكلّ أريحيّة وهذا ما حدث أثناء فاجعة قامشلو والتّفجير الذي حدث فيها، بعد سماعي للخبر وتأثّري العميق بالفاجعة أمسكت القلم، ونظّمت القصيدة، وبعد أيام لحّنها، وغناها فنّاننا المبدع هڤال قامشلوكي، وأعيش حالة الوحي والإلهام أيضاً، فقد تأتيني الفكرة فجأة كوميض، وأكتبها لذلك في كلّ زمان ومكان أحمل قلماً ودفتراً حتّى قبل النّوم أضعهما تحت المخدة فقد تأتيني فكرة، فأدوّنها كي لا أنساها، ولكن على العموم لا أحبّذ كثيراً مقولة أنّ للشّاعر وقت معيّن أو جوّ خاص للكتابة.
لماذا لم تتضمن سيرتك الذاتية حديثا عن الكروبات الثقافية في ديرك التي كنت عضواً فيها وأساسا لها منذ زمن بعيد؟ لماذا لم نرك في مجال الترجمة؟
الإخوة الذين نشروا السّيرة فضّلوا أن يكتبوا عن هذا الموضوع في مناسبة أخرى، وإكراماً لك ولأحبّتي الذين يتابعوننا سأكتب بإيجاز عنها.
أوّل گروب أسّسته مع زميلاتي وصديقاتي كان في عام 1983 وكنت وقتها طالبة في المرحلة الثّانويّة، وفي عام 1988 أسّست گروباً آخر وانطلق تأسيسه من بيتنا، وفي عام 1990 كان الگروب الثّالث.
في عام 1995 أسّسنا گروب ديرك الثّقافي
في عام 2005 أسّسنا معاً حبيبة قلبي گروب باغي ژنين ديركا حمكو
Baxê jinên Dêrika Henko
ويعدّ من أروع الگروپات الثّقافية والاجتماعيّة والنّسائية في ديرك.
في عام 2004 أسّسنا
Tevna çand û hunera kurdî
في عام 2012 أسّسنا الاتحاد النّسائيّ الكرديّ، وأعتزّ بأنّي كنت صاحبة الفكرة.
بالإضافة إلى گروپات وجمعيّات ثقافية وأدبية مع كردنا في قامشلو وكركي لكي وغيرها من المدن الكردية.
بالنّسبة للتّرجمة وخلال سنوات قمت لوحدي أو بمشاركة آخرين بترجمة العديد من القصائد الشّعرية والمقالات والقصص، وما أزال.
كلمة ختامية نختتم بها هذا الحوار رسالتك لجيل الصاعد
دوماٍ أقول، وكتبتُ في هذا الموضوع:
الشّباب هم صمّام الأمان للمجتمعات، ولمجتمعنا الكرديّ تحديداً.
عيشوا حياتكم بلحظاتها ودقائقها، تمتّعوا بعمركم واستمتعوا بأيّامه، ولا تدعوا لحظات الفرح والسّعادة تفرّ منكم، بل اخلقوها وإن كنتم في خضّم حزنكم وألمكم، ولكن حافظوا على هدوء نفسكم، وتوازن ذاتكم ومهما علا شأنكم، وسما مقامكم أكثروا من التّواضع والاتزان، لأنّهما مفتاح ولوجكم إلى القلب والنّفس.
الحرص، الحرص على الطّباع والطّبائع الكرديّة الأصيلة والنّبيلة، وجعل حبّ الوطن والشّعب وخدمتهما من الإيمان والتّقوى.
لكم ورود الشّكر وزهور المحبّة على حسن استضافتكم لي، وأتمنّى ألا أكون قد أثقلت عليكم بالرّدود، ولنا لقاءات أخرى على المحبّة والوفاء.