أحمد حيدر
أذكر جيدا
ما حدث لأبي عند سماعه نبأ انتكاسة ثورة أيلول بعد إعلان اتفاقية الجزائر المشؤومة 1975
لم يتمالك نفسه
رمى جهاز الراديو على الأرض
جلس القرفصاء ووضع رأسه بين يديه وركبتيه لبرهة ثم مسح دموعه قبل أن يرفع رأسه كي لا يرى أحدا دموعه
ومضى مسرعا ناحية باب الحوش
أذكر ايضا
ملامح الحزن التي ارتسمت على وجوه رجال الحارة : حجي نذير آغا وحمي عفدكو وحسن حجي عزيز وشفيق اوسي وصالح وانكي وآخرون ….
تحولت سهراتهم إلى مراثي
والنهار حلم مؤود
رحلوا…..
كلهم رحلوا
وقلوبهم تنزف بحسرة
ياه …في 25 ايلول
كم سيفرحوا بالنبأ العظيم ؟
كم ستتغير سيرة ذنوبنا
في آلامهم ؟