أنين جدّتي

ناريمان حسن
كانت جدّتي واجمة جداً 
تدفنُ جدائلها الشيب 
تحتَ نافذة بيتنا الرمادية 
بتحسّر
بين منفى ومنفى 
ومن ثم تنظر..
إلى خيوطها الجراحية 
التي بقيت على جسدها 
حينما أصبحت امرأة 
بكلْية واحدة 
تدخن التبغ، 
وتبتلعُ بقاياه دون رغبة 
تغزل لي ولإخوتي 
من بقايا الصوف المخلوفة 
في صندوقها العتيد 
دمية أشبه بفزاعة 
الدمية التي لطالما خشينا 
من فكرة احتضانها في الليل
كان الحزن ينساب بين أنيابها 
تنظر للسماء بتنهدٍ
بانتظار غيوماً فمطراً 
تغتال أحلام صباها 
العالقة بين قلبها 
وجدائلها.. 
فتأخّر المطرُ كثيراً 
في حرارة ذاك الوقت 
واختنقت هي
بين رماد النزوح 
أنيناً،
فدموع.. 
لم تعي إن القبور فقط 
تحمل عبقَ وثقل خيباتنا 
وإن ذاك التراب الذي 
تتزيّن به القامات 
وحده سيفشي أسرارنا
لإله العدل

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…