كوني رش: أنتمي إلى هذه الأرض الكوردية بكل ثقلها التاريخي

يعد الكاتب والشاعر الكوردي والمختص بشؤون العائلة البدرخانية كوني رش من الكتاب المعروفين على الصعيد الثقافي والأدبي في أجزاء كوردستان كافة، لاسيما في كوردستان سوريا، ويعد من الأوائل الذين كتبوا بلغتهم الأم الكوردية، ويهتم بالتراث والفلكلور الكورديين.
وقدم أبحاثاً ودراسات حول العائلة البدرخانية، ونبش تاريخ هذه الأسرة، بل وغيرها من الأسرة الكوردية العريقة، وتقديراً لجهوده المبذولة في خدمة الأدب الكوردي ولغته نال العديد من الجوائز، وأبرزها كان في عام 1998 حيث حاز على الوسام الذهبي من حكومة إقليم كوردستان، بالإضافة إلى جائزة جكرخوين للإبداع التي أسسها إبراهيم اليوسف، وكان كوني رش أحد أعضاء لجنة التحكيم في دورتها الأولى مع رزو أوسي وحفيظ عبد الرحمن.  
صدر للكاتب كوني رش، حتى الآن، الكثير من الأعمال، منها: «الأمير جلادت بدرخان حياته وفكره» بالكوردية والعربية، «قصص الأمراء» مجموعة قصص فلكلورية بالكوردية، «سيبان وجين» مجموعة شعرية للأطفال بالكوردية، «انتفاضة ساسون 1925 -1936» بالكوردية والعربية، «عثمان صبري 1905 -1993» بالكوردية، «أنا تلميذ بدرخان» مجموعة شعرية للأطفال بالكوردية «ياوطن» مجموعة شعرية بالكوردية، «بوابة الحياة والحب» مجموعة شعرية بالكوردية، «جودي جبل المقاصد» مجموعة شعرية بالكوردية، «قامشلو»دراسة في جغرافية المدن، «شجرة الدلب» مجموعة شعرية بالكوردية، «صهيل الليالي الأسيرة» مجموعة شعرية بالكوردية، «قصائد الأطفال» ديوان شعري للأطفال بالكوردية، «مدينة جزيرة بوتان وبلاغة الأمير بدرخان» بالكوردية، «من نجوم الوطن المحظور» بالكوردية.
وكاتبنا لايزال مثابراً على العطاء .. وفيمايلي حوارنا معه:
 كيف بدأ الاهتمام بالكتابة لديك؟
تعود بدايات اهتمامي وتواصلي الثقافي والكتابي إلى مرحلة الشياب.. مع قدوم الطلائع الكوردية المثقفة من كوردستان الجنوبية عام 1976 والشمالية عام 1980 إلى سوريا، تعرفت على بعض المثقفين الفارين من سلطات بلادهم بعد مكوثهم فترة في سوريا، وبعدها انتقلوا إلى أوروبا وهناك بدأوا بنشر الصحف والمجلات باللغة الكوردية مثل مجلة ” آرمانج وبربانك ” إذ كانوا يزودونني بأعداد منها ومجلة “بيشنك” و”كل” اللتان كانتا تصدران في سوريا.
بعد تأسيس المعهد الكوردي في باريس شباط 1983، بدأت اتصالاتي مع مجلة هيفي التابعة لها ونشرت فيها لمرة واحدة، إنما عن تواصلي مع صحيفة “ريا تازه” الصادرة في يريفان فقد بدأ تواصلي معها عن طريق الشاعر عسكر بويك والمؤرخ أورديخان جليل، ولا أخفي وجود الشاعر الكبير جكرخوين بيننا وما له من دور كبير في مجال القراءة والكتابة باللغة الكوردية اللاتينية، كل هذا دفعني إلى إصدار مجلة  كورزك كول Gurzek Gul في آذار 1989 مع صديقي عبد الباقي حسيني، وعبر هذه المجلة تفتحت آفاقي المعرفية أكثر وتعرفت على الشعراء والمثقفين الكورد والعرب في الداخل والخارج بشكل أكثر من السابق حينئذ، وفي بداية التسعينات بدأ تواصلي الثقافي مع كورد إيران في أورمية من خلال (مركز نشر فرهنك وأدبيات كوردية) ومجلتها “سروه”، بعد الانتفاضة المليونية في عام 1991 وتحرير إقليم كوردستان العراق من نير السلطة في بغداد وتأسيس الحكومة الكوردية في صيف 1992 بدأ في ذلك الجزء من كوردستان ثورة ثقافية، كان لا بد من سبل للتواصل الثقافي مع المثقفين في هذا الجزء، حينها أوقفت مجلتي “كورزك كول” بعد أن بقيت وحيداً أشرف على إصدارها، وبدأت بنشر مقالاتي وقصائدي في صحف ومجلات إقليم كوردستان العراق، كما بدأت بتشجيع زملائي من الكتاب والأدباء على مراسلتهم، أما كوردستان الشمالية تركيا، فقد بدأ تواصلي الثقافي معهم بعد تأسيس المعهد الكوردي في استانبول عام 1992 وإصدارهم لصحيفة “ولات”  Welat  الأسبوعية ومجلة “روشن Rewshen” الشهرية، وما زلت أثابر وأجاهد لدعم هذا التواصل الثقافي وخاصة مع المثقفين في إقليم كوردستان العراق وكوردستان الشمالية، إذ أحاول بشتى الوسائل الحفاظ على هذا التواصل الثقافي هنا وهناك…
ما هو أقرب عمل من أعمالك إليك؟ ولماذا؟
جميع أعمالي محببة لدي.. مارست فيما مضى وما أزال كتابة الأجناس الأدبية المختلفة، الدراسات والبحوث التاريخية، الكتابة الصحفية والمقالة والخاطرة والشعر، وكم أتمنى أن أحترف كتابة الرواية وأنا حالياً عاكف على مشروع روائي..
 أي المجالات تريحك أكثر؟
إنني أشبه ثقافتنا الكوردية الأصيلة بقلعة “كوركيل” في شرنخ، أو قلعة “برجا بلك” في الجزيرة البوتابية، تلك القلعة التي لم يبق منها شيء سوى الجدران والأساسات الراسخة في الأرض رسوخ جبال جودي وبيري مكرون وآرارات.. وأنا ارتاح عندما أمر بهذه القلعة وأحاول أن أضع الأحجار المتهدمة فوق بعضها البعض، كي أعيد للقلعة بناءها وشموخها، فمن جهة الأبواب والنوافذ، كتبت التاريخ حتى لا يضيع، ومن جهة الشقوق في الجدران، كتبت الشعر كي أسد هذه الشقوق، والآن أحاول جاهداً كتابة الرواية كي أغطي بها سقف هذه القلعة.. كأي كوردي غيور ارتاح عندما أحاول القيام بكل هذه الأعمال، كتبت الشعر والقصة والمقالة والأبحاث والدراسات التاريخية.. أرى نفسي مرتاحاً في الكتابة النثرية والتاريخية أكثر من غيرهما من الأنواع الأدبية الأخرى.  
أنت هائم بالأساطير والقصص الكوردية: ما هو السبب؟
كوني أنتمي إلى هذه الأرض الكوردية بكل ثقلها التاريخي على مساحة بلاد مابين النهرين (مزوبوتاميا).. انتمي إلى ثقافتها واديانها وفلسفتها الثرية عبر الاساطير والفولكلور الغني جدا.. وأنا احد المهتمين بهذا التراث الجميل.. وكوني احد المهتمين بالجزري والخاني و الأمير بدرخان الأزيزي.. اعتبر نفسي هذا المزيج وهذه هي هويتي أي المحافظة على لغة شعبي من الضياع..
ما سبب أهتمامك بالعائلة بالبدرخانية من خلال أعمالك؟
البدرخانيون يشبهون جبال جودي وهراكول وبيري مكرون، وعادة الجبال لا ترى شموخها، لكن! ذلك الشموخ يبدو واضحاً في عيون الآخرين وأنا واحد من أولئك الناس الذين اكتشفوا عظمة البدرخانيين، إنهم أكبر مما نظن بكثير.. إنهم ثورة وثقافة وصحافة وديبلوماسية، أتحفوا التاريخ الكوردي الحديث والمعاصر بتضحياتهم الجمة وفي مجالات عديدة. وإذا كان شعاع عشقي للبدرخانيين قد أضاء بعض الجوانب المظلمة من حياتهم عبر كتابي (الأمير جلادت بدرخان: حياته وفكره) فإن شعاع عظمتهم قد أضاء عتمة أعماقي وبالتالي فإن شعاع عظمتهم أقوى بكثير من شعاع عشقي لهم، لأن هذا العشق الملتهب لم يستطع أن يضيء جوانب مهمة وكثيرة من تضحيات البدرخانيين…
الأمير جلادت بدرخان اسمه مثل نجمة ساطعة في سماء كوردستان وهذه النجمة كانت خافتة الوهج قليلة الإضاءة رغم نورها البهي…! واليوم مع تقدم الكورد ورقيهم نحو الحضارة والعلم والمعرفة، يشاهدون نور هذه النجمة على حقيقتها وستصبح هذه النجمة كوكباً مضيئاً لا ينطفئ أو يخفت ضوءه مع تقدم الوعي الكوردي، لأن الأمير جلادت بدرخان ينبوع من النور والإضاءة، عندما نشرت كتابي في عام 1992 استقبل بالاستحسان وبالجميل والوفاء من قبل بعض المهتمين بالثقافة الكوردية، لكن العديدين من الكورد تساءلوا من يكون جلادت بدرخان؟! علماً أن النسخة الأصلية للكتاب وهي باللغة الكوردية تم طبعها في السويد / استوكهولم عام 1997. وأعود لأذكر القارئ الكريم بمقولة للأمير جلادت عالي بد رخان: (يا أولاد! عار وعيب وخجل، إما أن تقرؤوا وتكتبوا بلغتكم أو لا تقولوا نحن كورد) .
متى كانت بداياتك الأدبية؟
مع بداياتي الطفولية كنت أظن بان العالم أجمع تتكلم اللغة الكوردية ولا يوجد لغة أخرى غيرها.. ونحن قابعين في تلك القرية (دودا) الواقعة على طريق الحرير, بين قامشلي ونصيبين من الشرق وعامودا وماردين من الغرب, حيث كان أهالي القرية  يجهلون  تماما اللغة العربية…حقيقتا, كان لمضافة والدي  الدور الكبير في حبي للتراث الشفوي الكوردي وبالتالي للغة الكوردية.. دخلنا المدارس..تعلمنا اللغة العربية..
لاحقاً، كان لزياراتي المتكررة للشاعر جكرخوين قبل هجرته إلى السويد1979الأثر الكبير في حبي للكتابة,  هذا الحب والشغف المولع دفعي إلى الاهتمام بالتراث والفلكلور الكوردي وبشكل خاص تراث العائلة البدرخانية. في عام 1977 توجهت إلى ألمانيا الغربية- آنذاك- لإكمال دراستي الجامعية، إلا أن فترة مكوثي لم تدم طويلاً، لعدم تحمل والدي مصاريف الدراسة الباهظة، وأيضاً لعدم تحملي شقاوة الغربة… فعدت إلى الوطن، ومنذ ذلك الحين تفرغت للثقافة الكوردية بشكل خاص وعملي، وخاصة بعد قدوم الطلائع الكوردية المثقفة من جمهورية أرمينيا الاشتراكية في الثمانينيات كما ذكرت.. و قد كان لقصائد جكرخوين وأغاني شفان برور أيضاً، دور كبير في دفعي نحو حب اللغة والكتابة بها… و أيضاً تأثرت بالمثقفين الكورد الذين نزحوا من تركيا إلى القامشلي، و كذلك عبر صدور مجلة  Pesheng وصحيفة Gel ومجلات الاحزاب الكوردية مثل: Gulistan وGelawej وSter  الخ … وفي آذار 1989 أصدرنا مجلة باللغة الكوردية تحت اسم باقة ورد.
ما الذي تفضل الشعر القديم أو الشعر الحديث؟
كتابة الشعر حالة وجدانية فردية، عندما تجتاحني هذه الحالة دون وعي وإرادة مني، ألجأ إلى الحياة الاجتماعية التي هي بحد ذاتها وفي منتهاها عبارة عن مشاهد درامية مثيرة ومؤثرة في نفس الوقت، وكوني من المهتمين بالتراث الشفوي الكوردي المليء بالأساطير والملاحم والقصص الدرامية الشيقة كما ذكرت سابق، إضافة إلى الحكم والأمثال المعبرة في الجانب الآخر لذا، قد تراني أزين قصائدي بجمل تتماها في أصالتها وقوتها والتي بدوري أنمنمها على طريقة (ايديوم) حصرا،ً وهذه الجمل بحد ذاتها تركيبية هادفة وقد أستعير من التراث شخصيات أسطورية معروفة، ولها دورها الفعال في التراث الكوردي وأوظفها في كتاباتي بشكل رمزي، في الوقت الذي أمنحها معاني ودلالات الشخصية التي تؤول هي بدورها في تحويل المعاناة الفردية إلى معاناة جماعية، وهكذا تكون لدي قصيدة شعرية أو قصيدة على شكل قصة شعرية تراجيدية أدفع بها إلى القارئ، قديمة كانت أو حديثة. و على وجه التحديد والدقة افضل قصيدة النثر..
 من من الكتاب أثروا في أعمالك الأدبية؟
بالنسبة لأسماء الكتب والمؤلفين يمكن إدراج الأسماء التالية، استثني طبعاً أولئك الكتاب الذين كتبوا باللغة العربية وحسب رأيي: الراعي الكوردي لمؤلفه عرب شمو، الألفباء الكوردية وقواعدها للأمير جلادت بدرخان ، بئر القدر للروائي محمد أوزون، قرية دونو للروائي محمود باكسي، الصحافة الكوردية في كوردستان الشمالية وتركيا للكاتبين محمود لوندي ومالميسانز، موتى لا ينامون للقاص حليم يوسف، المرأة الكوردية للكاتب روهات الاكوم ، ذكرياتي ومشاهداتي لمؤلفه حسن هشيار، سيرة حياتي للشاعر جكرخوين، من الخزينة الممنوعة للباحث زين العابدين زنار، تاريخ الأدب الكوردي للكاتب قناتي كوردو وغير هذه الكتب…
أما بالنسبة للكتاب والمؤلفين الذين أبدعوا باللغة الكوردية – الأبجدية اللاتينية – هناك العديدون من أمثال الأمير جلادت بدرخان وكاميران بدرخان، قدري جان، عثمان صبري، نور الدين ظاظا، صباح قارا، أحمد آراس، مالميسانز، كمال بورقاي، فرات جوهري، رشو زيلان، محمد اوزون، محمود باكسي حليم، يوسف موسى عنتر، سامي تان… ومن الشعراء: جكرخوين، عثمان صبري، قدري جان، روزن بارناس، صبري بوتاني، جركسي ره ش، كمال بورقاي، تيريز وغيرهم. أما الصحفيون فهم: الأمير مقداد مدحت بدرخان، والأمير عبد الرحمن، والأمير ثريا والأمير عبد الرزاق، والأمير جلادت والأمير كاميران بدرخان، وممدوح سليم بك، وحمزة بك مكسي، موسى عنتر، أديب كراهان، سامي تان، فرات جوهري، كمال بورقاي، بيره ميرد، حزني موكرياني، وغيرهم وغيرهم.
ولا أكتمك سراً فقد أكون غير مطلع بشكل كاف عل نهضة وتطور الآداب الكوردية المكتوبة بالأبجدية العربية وبشكل خاص اللهجة السورانية لكن ‍!الحق يقال إنهم يفوقوننا في الكثير من المجالات وهذا يعود إلى تاريخهم العريق والقديم في حرية استعمال اللغة الكوردية على نقيضنا.
 لم لقبت نفسك بـ ‹كوني رش› ؟ ألا يوحي هذا اللقب بالحزن والألم؟
كوني ره ش: اسم ككل الأسماء الكوردية وهذه العادة دارجة بين الشعب الكوردي وهي ميزة يفتخرون بها.. وأعتقد بأن الكثير من الشعوب في العالم يلقبون بكذا أسماء، كاسم علي أحمد اسبر (ادونيس) وغيره.. ايضاً الهنود الحمر في أمريكا كانوا يلقبون بألقاب مشابهة، وأنا عندما كنيت بـ (كوني ره ش) وذلك لأسباب امنية.. كوني كنت اكتب بالكوردية واللغة الكوردية كانت ممنوعة من الأجهزة الأمنية حتى لا انكشف.. واختياري للاسم جاء من باب إعجابي بأحد مسني قريتي، كان جدي قد لقبه بـ (كوني ره ش)، نظراً لكرمه وشهامته وأشهرت بين أبناء قومي في الداخل والخارج بهذا الاسم.. وأنا سعيد.. واليوم أحاول جاهداً الحفاظ على ديمومة هذا الاسم، وهذه المحاولة تكمن في مدى كتاباتي ونوعية ما أكتب.
 في نهاية حوارنا: ماذا تريد أن تقول؟
كوني أنتمي إلى هذه الأرض الكوردية بكل ثقلها التاريخي على مساحة بلاد مابين النهرين (مزوبوتاميا)..أنتمي إلى ثقافتها وأديانها وفلسفتها الثرية عبر الفولكلور الغني جدا ..وأنا أحد المهتمين بهذا التراث الجميل ..وكوني احد المهتمين بالجزري والخاني والأمير جلادت بدرخان الآزيزي.. اعتبر نفسي هذا المزيج وهذه هي هويتي  أي المحافظة على لغة شعبي من الضياع.. وأخيرا أقول: إذا لم يكن الكاتب متقناً لألف باء الحب ..فمن الصعب أن تصل رسالته..!!.
حوار وتقديم: رونیدا احمد مراسلة باسنيوز

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…