الجهة الخامسة «حول كتابات الراحل رزو أوسي» الحلقة الاولى: طلَب إدراج

ابراهيم محمود
من المؤسف أن الكاتب الكُردي المتعدد المواهب ” رزو أوسي Rezoyê  Osê ” والذي عاش ستين عاماً ” 1950-2010 “، يكاد يفتقر حتى الآن، وفي حدود اهتماماتي إلى تلك الدراسة التي تضيء عالمه، وكما عرّف ويعرَّف به من قبل الذي يعرَّف بهم: أصدقاءه عن قرب. إذ ليست تلك الكتابات التقريظية وما فيها من ركيزة رثائية، حتى أكثرها تميُّزاً بالصفة النقدية، ذات صلة به. وهنا أراه الكاتب والباحث المتيتّم من قبَل جل هؤلاء، إذ بمقدار كتابتهم عنه وهي مناسباتية، كما سنرى، بمقدار ما يتعمق التباعد بينهم وبينه، وتتم خيانة الصداقة نفسها، فصداقة الكاتب ليست في مدحه، وإنما في إبراز ثراء عالمه وتناقضاته. هذا ما لم يتحقق حتى الآن.
هنا أقول عن أنه لا يمكن لأي مطّلع على مسيرته الحياتية وسيرته الكتابية، إلا ويقرّ بأهمية ما انشغل به وما أبدع فيه في جوانب شتى: فولكلورية، نقدية، لغوية، تراثية، أدبية ” شعرية، قصصية “، وترجمية…الخ، عدا الأمور الإدارية بالنسبة للمجلات والأنشطة الثقافية الكردية ومستجداتها. يكفي لأي متابع أن يلقّم اسمه بالكردية انترنتياً حتى  تتراءى عشرات العناوين المألوفة، وفي مواقع مختلفة، لا تخلو من تكرار من ناحية، ومن التأكيد على فكرة رئيسة، وهي أنها إجمالاً، لا تتحدث عن رزو أوسي كما هي بطاقته الأدبية والبحثية، إنما كما هو معروف في مرآة هؤلاء من ناحية أخرى. ألا ينعكس ذلك بالتالي على بنية بطاقة الراحل بالمقابل أيضاً ؟
إننا إزاء خيانة مفهوم الصداقة العملية في العمق هذه المرة !
وحين أنوّه إلى هذه النقطة، وهي محورية كما أنها مفصلية في بحثنا، فلأنني لست في معرض الشك فيما قيل في الراحل أوسي، بمقدار ما أتحدث عما تكونه الكتابة الفاعلة، وما لم تكنه، فما قيل فيه لا يعدو أن يكون ثناء دورياً مزمناً، وابتعاداً عما يشير إليه في تعددية مواهبه، وجدّيته.
لقد نعته أحد أصدقائه المقربين بـ” الخالد “، وهو الدكتور سعدالدين ملا، كما سنرى، وهذا يعني إخراجه من نطاقه البشري، واعتباره فوق النقد، إلى جانب إلغاء أي علاقة صداقة بين الاثنين كنتيجة، طالما أنها تشير إلى نوع من التوحد بينهما، فثمة الفاني وثمة الخالد تقديراً.
إن نقطة البداية في التواصل وفي تأكيد بقاء الآخر هي في كيفية هضْم ما تركه وراءه وتجاوزه وليس تقليده، دون ذلك يكون اجترار. ولا أشك للحظة واحدة أن الراحل كان يختزن في داخله الكثير مما يستحق الإصغاء والاهتمام والمتابعة، سوى أن كثيرين ممن تحلقوا حوله لم يكونوا بتلك السوية المعرفية: أولاً ليتفاعلوا معه، وليحسنوا حواره ونقده وتعميق أثره بالمقابل ثانياً.
إن محتويات مجلة ” Pirs : القضية “، والتي شكَّلت ملفاً خاصاً بعددها الـ” 48 – 2010 “، بمناسبة رحيل الكاتب أوسي، وتحمل لوغو” مجلة ثقافية مستقلة “، لا أعتقدها هكذا، بمقدار ما تنعطف على ما هو سياسي وتحزبي في آن من خلال بنية موادها وطريقة طرحها للقضايا، ولعل مضمون هذا العدد نفسه، يمثّل شاهد عيان على التقريظ المعتاد هنا وهناك من أوله إلى آخره، حتى من خلال المسمى بـ” المقالات والدراسات “، فما قيل أثناء تشييع جنازته، وفي أربعينيته، عبَّر عن هذا الجانب، أي الصدمة برحيله، وما في ذلك من عويل وتهويل وتبجيل، وهي إشكالية كبرى تسِم جوهر الثقافة العاجزة عن التفاعل مع المتغيرات والتقدم إلى الأفضل، فمسيرة الأمم والشعوب الفاعلة تاريخياً ثرية بأسماء المساهمين في إبقائها قوية البنيان معززة ومجدة من الداخل، وإضفاء أي طابع من المثالية والتفريد على أي كان، يعني أنه لن تلد الأمة مثيلاً له، وهذا من صفات المجتمع الذي يعدَم تاريخه الفعلي، يعدم حقيقة ما هو عليه أساساً.
في هذا السياق، ربما أجد فيما كتبه عنه صديقه الباحث اللغوي زاغروس حاجو في موقع ” رزو أوسي ” إلى جانب كتابات آخرين من المقربين من الراحل، وتحت عنوان ” الناقد رزو أوسي ” يعوَّل عليه في النطاق الوجداني، لكن البحث كاستقصاء واكتشاف، غير موجود، وقد طغى المديح الاستثنائي. فعبارات من مثل ” الإنسان القدير، الصديق الوفي، الكاتب الحقيقي: الأصلي “، توصيفية، وربما ما يلي ذلك حين يقول من باب التأكيد على ما تقدَّم : 
” إحدى مزايا رزو نقد الموضوعات، وتتمثل هذه المزية بشكل معمَّق في نقد نموذجي حول كتاب ” أنت Tu” للكاتب وصاحب المؤلفات الكثيرة محمد اوزون .”. ولا أدري هل جاءت مفردة ” كتاب ” آنفاً، وليس ” رواية ” سهواً، أم عن وعي. في الحالة الأولى، يمكن اعتبار ذلك جرّاء تأثر حاجو برحيل صديقه، في الحالة الثانية، يعتبَر ذلك تجاوباً كلياً مع كل ما كتبه أوسي في اوزون عموماً وفي روايته تلك خصوصاً، كما لو أن إسناد ” الرواية ” إلى العنوان في غير محله، ولا أرى في ذلك صواباً، لأن ليس من المعقول أن نتلمس تماهياً جانبياً، على مدى عشرات الصفحات، كما سنرى، وهذا يقلّل من فاعلية مفهوم النقد في محتوى العنوان بالذات.
إن ما ترجمه حاجو بشكل واضح، من السويدية إلى الكردية، من خلال مقاله ” كيف يكتب الكاتب عن الكتب ؟ ” وفي موقع الراحل، يأتي في إطار التشديد – ربما- على أن ما تعرض له أوسى في نقوده يمثّل جوهر هذا المقال، أي باعتباره شهادة على فلَاح الراحل في كتاباته، كما في هذه النقاط: البداية، الحدث، الرمز، المجتمع، الأسلوب، الكتابة، لملمة الأجزاء…الخ.
في البداية مثلاً ” اذكرْ اسم الكتاب، وعرّف بالكاتب، وأشِر إلى موضوع الكتاب إذا كان جوهرياً…”، طبعاً تلك إحدى تقنيات الرواية، وليس كل نماذج الرواية، خصوصاً في الرواية الحديثة أو ما بعد الحداثة، حيث لا يؤتى على ذكر أي تعريف بالكاتب، إنما على موضوعه، كما لو أن موضوعه هو الذي يتكفل بتحديد موقعه .
ولعل من الجدير بالتسمية، هو ما تناوله الباحث برزو محمود في عدة حلقات جوانب من حياة كاتب الراحل ، والمنشورة في موقع ” Malpera Kultûrname “، ما بين ” 21-12/  2010  ثم : 2-1/ 18-1/8-2/ 25-2/ 2011 ” تحت عنوان ” الخبير بالكردية والمتنور والفولكلوري: رزو أوسي “، فما كتبه يستحق الثناء، لأن ثمة جهداً مبذولاً في المتابعة، إلا أن محرّك الكتابة مخيّب للآمال، إذ سعيت إلى العثور ولو على نقطة واحدة تصله بالنقد دون جدوى، كون الوارد ينتمي إلى حقل المقال التقريظي بسرديته، وليس المقال البحثي أو النقدي.
ويمكن أن أورد هذا المقطع مترجماً، وهو في الحلقة الأولى ، وآمل أن تكون الترجمة مفهومة ”  نحن، ككتاب ومثقفين لا نتوقف عند مؤلفات زملائنا، إلا بعد رحيله. حينها نتسارع إلى الاهتمام به والبحث عن كتاباته، وقراءتها من جديد. أقولها، وأول من أوجّه إليه النقد قبل أي كان، هو أنا، حيث إنني انتبهت من جديد إلى مؤلفات رزو بعد رحيله. ليس لأنني لم أقرأها قبل ذلك، بمقدار ما كانت القراءة تلك عابرة حيث كنا معاً، دون أن نقرأها بعمق ودقة، والنظر إليها بعين النقد، بالرغم من أن رزو نفسه هو من دعانا إلى ذلك، من خلال إبداء رأينا” النقدي ” في كتاباته واعتقاداته. وثمة نقطة أخرى يعرَف بها المثقفون والكتاب الكرد في سوريا، وهي: عندما ننتقد مؤلفات بعضنا بعضاً، نذكر السلبيات فقط، بينما في موت الكاتب، فثمة الإيجابيات فقط.أريد أن أقول عن أن المهم هو أن نسمّي إيجابيات الكاتب ومؤلفاته في حياته وهو معافى، ونقولها، ونكتب عنه بذلك. ولا أدري ما إذا كانت سيكولوجيتنا نحن الكرد ترى الأمور هكذا، أم أنها أمر طبيعي قائم لدى أي كان .” .
من حيث المبدأ ثمة حقيقة تسِم بنية القول، غير أن هناك أسئلة تطرح نفسها في الحال: أولاً، جهة التعميم ” من هم المعنيون بالكتاب والمثقفين ؟ “، و” من هم هؤلاء الزملاء الكتاب ؟ “، و” من يمكن توجيه المسئولية إليه قبل سواه أولاً ؟ ” .
ثانياً، في الوقت الذي يمارس ” الباحث ” النقد الذاتي، إلا أن ذلك لا أظنه يشفع له، لأن حراك الكتابة لديه يخرجه عن الطريق الواضح المعالم كثيراً. فالتعميم لا يفيد إطلاقاً، إذ لا بد من التسمية. ثالثاً، هل حقاً أن المثقفين والكتاب الكرد في سوريا هم كما هو تقييمه لهم في تجنب النقد، إلا بعد رحيل الكاتب، أو يكون النقد أحادياً: السلبيات في الحياة، والإيجابيات إثر رحيله؟
ومن باب التوضيح، كما أشرت في العديد من مقالاتي، ما أفصح عنه برزولا يشمل الكتاب ومن ثم المثقفين الكرد في سوريا وحدهم، إنما في الجهات الأخرى ” كما الحال في إقليم كردستان العراق ، وما تلمسته في اعترافات كتاب كرد من جهات أخرى كذلك “، وهذا الأمر عائد إلى طبيعة العلاقات الأبوية والمحسوبياتية كردياً، وانتفاء روح المدنية، كما ينبغي فيها.
 لعله يذكر تجربتي المتواضعة في هذا المجال، وهو عالم بتفاصيلها، وقد تناولت عشرات الأسماء في العشر الأول من هذا القرن، فلماذا التجاهل؟ ولهذا، يكون الحديث عن السيكولوجية هروباً من الواقع نفسه، والكاتب برزو مشمول بهذه الصفة بالذات، لأنه فيما أثاره هنا تعمَّد الإطناب والسرد دون أي تذكير بجانب نقدي، أو أفصح عن مكانة الراحل وقلَّل من مكانته هو، وبالتالي، فإن سيكولوجيته السالفة الذكر مدرجة في هذا المضمار.
لاحقاً يقول ” سأحاول في هذا المقال التعريف برزو من عدة جوانب، وإظهار قيمة مؤلفاته للقرّاء، حيث إن نص رزو يحمل أهمية في عالم الكتابة الكردية “. وأجد أن ما ينطلق منه لا يؤخَذ به، كما لو أن القرّاء في عمومهم ينتظرون منه هذا التعريف، أو التوصيف، حيث إن فضيلة الكتابة المختلفة هي في اعتماد النقد لتحمُل بصمة الكاتب حيث يصبح باحثاً، وكان الأفضل له أن يقول: سأحاول التعرض لجوانب مختلفة في كتابات رزو أوسي. جوانب لا يمكن لها أن تكتسب قيمتها إلا في وجهيها السلبي والإيجابي.
يتأكد ذلك في الحلقة الرابعة من مقاله، حين يقتبس قولاً منه ويدعو إلى تمثّله ” علينا أن نكون حازمين/ جادين مع بعضنا بعضا” في النقد “، وليس أن نكون عنيدين مع بعضنا بعضاً …”.
ذلك بيت القصيد: أولاً، هل يعتقد برزو تمام الاعتقاد بما ينقله هنا، وأن ذلك كان يطبَّق حتى لدى الباحث رزو ؟ أم أن هناك أهواء تعني الباحث أو الكاتب عموماً تؤثر فيه لاشعورياً، أو انطلاقاً من طبيعة موقعه في المجتمع، وبنية ثقافته، ونوعية صلاته مع المحيطين به؟
ثانياً، حتى بالنسبة لبرزو، في مثال له، هل كان يلتزم هذا القول؟ ففي الحلقة الرابعة من مقاله، يستعين بمثال يخص الكاتب حليم يوسف، وموقف رزو منه، وبإيجاز شديد ” أريد أن أقول عن أن مهب ريح الحداثة جلي في قصص الأستاذ حليم يوسف، ولكنه يضيع في دوامة الكلاسيك والواقعية . “.
والسؤال هنا: لماذا أورد هذا المثال وليس سواه؟ كأن يسمّي الباحث دحام عبدالفتاح، أو محمد اوزون، وهو أكثر من شمله الراحل بـ” النقد “، وهو ما سيتضح معنا لاحقاً ؟ أي إحراج هنا؟ إحراج يطال العلاقات الشخصية، ولا بد أنه عالم بما أشير إليه، ومن يحيط بذلك علماً أيضاً.
لعلّي أسمّيها المحاباة والاستلطاف بأكثر من معنى، وبالطريقة هذه ينعدم النقد.
من خلال قراءة ما هو مكتوب عن الكاتب الراحل، تتشكل صورة آية في التفرد على الصعد كافة، بالنسبة إلى المعلم أو الأستاذ ” Mamosta “، كما تهجاه البعض” معلّمنا- أستاذنا”. إن من أولى أولويات الكتابة لدى المتحدث عن معلمه هو أن يحاول التعلم منه وتجاوزه، كما هو صنيع المعلّم ” الإبداعي – البحثي “، ودون ذلك ينتهي المجتمع، لا بل يكون ضحية من يتمثله ويشيد به وهو يحتضر أو ” مكانك راوح “، وتفقد الكتابة كل قيمة اعتبارية ونقدية لها.
ولعل الذي تتبعته أفصح عن أوجه خلل لم أستغربها جرّاء حالة التزكيات والتبريكات والتقريظات هنا وهناك، ولهذا كان تناولي لكتابات الراحل رزو اوسي من خلال المجلد الأول من أعماله، والصادر عن دار ” آر Ar”، ستانبول، 2014، ومحتويات المجلد هي موضوع بحثي والذي يستغرق حلقات تترى، وهي في تنوعها البحثي كما هو تنوع اهتمامات متعدد المواهب رزو اوسي.
وإذ أنوّه إلى هذه النقطة، فلأنني وجدت فيما أثير حوله أولاً، وما أثاره هو بدوره، محفّزاً على الكتابة النقدية، هذه قبل كل شيء، أما ثانياً، فبغية إضاءة عالم هذا الكاتب والباحث، وآمل من عائلته وأهله وأصدقائه ” المقرَّبين ” منه أن يعتبروا ما أكتبه هنا إسهاماً في المسار البحثي، وتعرفاً فعلياً قدر المستطاع على الشخصية الكتابية والبحثية للراحل، وليس هناك ما يعادل النقد قيمة في التاريخ، وليس في التاريخ ما يوسّع حدوده ويثري اسمه كالنقد وليس سوى النقد.
الحلقة الثانية: المجلد الأول وشقاء الكلمة 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…