علي جعفر
الكثير من الإخوة المهتمّين بالشأن الثقافي الكوردي على علم بأنّنا و منذ أعوام نبحث و نعكف على توثيق تاريخ كورد أوروبا، حيث أنّ وجود الكورد في هذه البلدان ــــــ حقيقةً ــــــ لم يعُد ينحصر في بضعة عشرات من الطلبة الكورد كما كان عليه الأمر منتصف القرن الماضي، بل تعدّاه ليصل عددهم التقريبي إلى أكثر من ثلاثة ملايين كوردي ، و أصبحت هناك جالية كوردية انخرطت في كافة مناحي الحياة في هذه البلدان ،فمنهم من هم برلمانيون و ساسة لهم مكانتهم، و منهم شعراء و كتاب و مفكرون معروفون، مترجمون و قُضاة و محامون، أساتذة و معلمون، أطباء و صيادلة، مدراء و مفتّشون في سلك مراقبة الأسلحة الكيمائية المُحرّمة دولياً، أصحاب شهادات عليا في الكثير من الاختصاصات، وصولاً إلى سلك البوليس و غيره. و هذه ما يجعلهم عنصراً فاعلاً يُؤثّر و يتأثّر، تاركاً بصماته في هذه المجتمعات.
و من هنا رأينا من الضرورة بمكان توثيق تاريخ هذه الجالية، فبدأت في عام 2016 بإصدار الجزء الأول من سلسلة ( كورد المهجر )، تناولت فيه المؤتمرات العامة لـ: ( جمعية الطلبة الكورد في أوروبا – KSSE ) كأوّل مؤسسة كوردستانية جامعة تنشط على الساحة الأوروبية،و تُعبّر عن الحضور الكوردي في الغرب، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق المتعلّقة بها.
أمّا الجزء الثاني فهو جاهز للطّبع، ننوي إصداره أوائل العام المقبل و هو مُخصّص للناحية الفكرية و السياسية للجمعية، ومنشوراتها بمختلف اللغات،و فروعها في مختلف الدول الأوروبية و التي بلغت 17 فرعاً، وصولاً إلى مجموعة أخرى من الوثائق المُتعلّقة بها.
أمّا الجزء الثالث الذي أصدرناه هذه الأيّام فهو خاصّ بصحيفة ( Dengê Kurdistan )، التي كانت لسان حال جمعية الطلبة الكورد في أوروبا في انطلاقتها الأولى عام 1949، و التي لم تكن لترى النّور لولا الجهود المُضنية للدكتور الراحل نور الدين زازا، حيث جاء في الصفحة 101 من مذكراته: ” …… كنت أعمل ليل نهار في تحرير المقالات والضرب على الآلة الكاتبة والناسخة….. “.
لقد بذلت جُهداً و وقتاً كبيرين للحصول على هذه الصحيفة، فمنذُ تسعة أعوام و أنا أزور الكثير من عواصم و مدن الدول الأوروبية و خارجها بحثاً عنها، لكنّني في كلّ مرّة كنت أرجع خالي الوفاض. و في إحدى زياراتي لجنوب كوردستان، بداية عام ( 2017 ) للأكاديمية الكوردية في هولير العاصمة، و أثناء الحديث مع نائب رئيس الأكاديمية د. نجاتي عبد الله أعلمني بأنّه أكمل دراسته الجامعية في باريس و أنّ لديه نسخة مصوّرة بالكاميرا عنها في مكتبة واحدة فقط في باريس، والتي وفّرها لي مشكوراً .
المشكلة التي واجهتني فيما بعد أنّ المقالات الواردة في الأعداد الخمسة كانت غير واضحة، أي لا يستطيع المرء أن يقرأها بسهولة، لذلك عكفت على تنضيدها كلمة بكلمة، بل حرفاً بحرف، و لكم أن تتخيّلوا مدى الوقت الذي أنفقته، و الجهد الذي بذلته، خاصة أنني لا أتقن اللغة الفرنسية التي كُتِبَت بها أكثرية المقالات.
بعد ذلك بعثت النسخة المنضضة مع الأصلية إلى ابن الزميل الكاتب مامد جمو في باريس آبو مامد جمو الذي قارن النسختين مع بعضهما و ردَّهما لي ثانية مشكوراً. كما أتقدّم بالشكر و الامتنان للدكتور كندال نزان رئيس المعهد الكردي في باريس الذي صحّح ما ورد في القسم الفرنسي من أخطاء إملائية.
أما د. نجاتي عبد الله فقد تفضّل مشكوراً بكتابة مقدمة باللغة الفرنسية، و راجع الكتاب قبل الطباعة، بالإضافة إلى كتابة عرض و تعريف سريع بالكرمانجية الجنوبية حول مضمون الأعداد الخمسة، كان قد نشره سابقاً في إحدى المجلات الكوردية بجنوب كوردستان. و بدوري فقد أرفقت الصحيفة بكتابة مقدمة باللغتين الكوردية و العربية.
أخيراَ، هذا الجزء يحتوي على النسخة الأصلية و النسخة المنضدة من قبلنا، و يجدر أن أنوِّه إلى أنّني لم أتصرف بلغة و أسلوب الكتابات التي تضمنتها هذه الأعداد الخمسة، و التي مجموع صفحاتها بلغت ( 49 )، منها ( 7 ) صفحات بالكوردية اللاتينة، و صفحتان الإنكليزية، أمّا باقي الصفحات فجميعها بالفرنسية.
نكون بتوثيقنا الجديد هذا قد أنقذنا هذه الصحيفة من الفقدان و الضياع ، و لمن يريد اقتناء نسخة من هذا الجزء أو الجزء الأول يمكنه العثور عليه من خلال الإيميل و رقم الهاتف الآتي: ( xani60@hotmail.de ) أو رقم الهاتف ( 00491749392118 ).