أنا العطّار «عزرا»، لكِ

كيفهات أسعد
كصوتِ حذاءٍ على أحجارِ الشارعِ السوداء، يُحدث ضجيجاً، 
حين تمر سيدة أنيقةٌ بكعبها العالي. 
يرجوني الشعرُ في مدحكِ، كما ترجو الطبلةُ “الدمْ تَكْ” في صدى خطواتكِ. هذه الليلة – كعكازة سليمان – ينهشني النمل. 
أكتبُ تفاصيلَ يومنا مستلقياً.
تلبّسني رائحتُكِ في جسدي،
كما تعشش العِطارة دكان “عزرا”  في قامشلي.
رائحةُ أنفاسكِ، وأنتِ تلهثينَ،
كأنها حربٌ مرّت على رئتيكِ. 
أُحدثني 
وانا أشمّكِ كضابطٍ يتفقد رتبته متباهياً. 
أتبلل بعطركِ،
حين انطفأ الفجر على نهديكِ المكتظ بها الستيانة،
كمحل مخصص لبيع التحف. 
حين وجدتُ رأسي منحشراً بينهما، كعريس محتار بين العروسة وصديقتها. أسرق كلمةً من هناك، وقبلةً من هنا. 
وأقول: 
لازال جسدي بخير. 
وأنا خارج من هذه المعركة، ورائحتكِ، ولون الورد المرصوف على حلمتيكِ كبذورمن نبتة الحرمل.
• من كتاب شعري جديد، قيد الانجاز.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…