زوبـــــــير يـــوســـــف
الى غريب وهو يجلد ذاته, معتبرا اياها,, ذاتنا الجمعية ,,..يشتم موتها بعد ان يجزم بكونها ميتة , ويقر , بل يحكم : ان الجميع ميتين ونحن ميتين , والحي الوحيد هو مالفا الذي في مخيلته ,فقط مالفا هوالحي …
اهي الحاجة الى الاله- الرمز- المعبود- الكامل؟
اذ لا بد
. اذ لا بد من ايجاده , حتى ولو من بين اللذين لم يكونوا يوما كذلك ,اذ بامكانك إعادة احيائهم واكسابهم ما تشاء,واسباغ الكمال على من تشاء و حرمان من تشاء منه , كما حدث مرارا ويحدث.
انها حاجة الانسان القديمة،في البحث عن المطهر المقدس،ليسلم الغريب اليه آلامه ويقاسمه الشكوى،اذ توصد على المقاسي او الوحيد المستوحد الجهات،الابواب..
أجل انها لجوء العابد الى الصومعة, واشعال شمعة في حضرة ذكرى من رحلوا.
اسمح لي صديقي ان اتخذك ممثلا عن من ترى موتك في موتهم- ربما موتهم من موتك ..لذا سأخاطبهم – أقصد الميتين – من خلالك
عزيزي ( الميت فعلا)
صديقي الذي( لم يلد أصلا)
ـ تأكد أولا أني لن أحاول أ ن أحييك من موتك اذ لا أدعي تلك المقدرة
– لكني أتقن العربية التي تتقنها .. وأكتب الان للميتين في مقالك.
لعلك (لعلكم) انت فعلا ميت, ولربما لم تلد كما تكون الولادة الحية ,حيث علامات الحياة تثير بصر وبصيرة كل ذي حياة , وتنتج رفضا ,اونغما او ما هومغاير خارج على الموت ,أومستسخف الرتابة اللاحية , بل ربما علامته السخرية ملىء الروح من موات المرتبين وفق جمع الملبخ الغيرسالم بالضرورة.
أنا هكذا أعرف الحياة
فرد لا يصفق للمارقين
قلم لا يجامل الافاقين
كلمة حرة طليقة تلقن العالمين
ان الحياة الحيية الحقة هي نزع ثوب الميتين عن حي واضح أمين
قرع دؤوب على مكياج المملقين من تجارالزيف مدعي الحضارة.. جلاس القبح المهين
لا زخرف رسم ولا بهجة زيف ولا رونق لون متكلف متباسم لاجل رضى الدافعين
أنا أعرف الحياة نقية كالمطر الحزين
يغسل الأرض جيئة كل السنين
لا يشترى المطر سيدي ولا يلقن التهطال ولا يتملق الطبالين
ان الحياة هداية نورها لوحة لا ترسم لقصر السلاطين
ولا تجري مجراهم كل حين
تحت اسم محبة جعبتها قيح الكراهة ملأى رماح مرتزقة نبالين
وسلام مظهرا مزينا بالبالونات وفي الخفى ألف خنجر تطيح بالرقاب والعباد النازحين
ان الحي حي حين لا يجامل باسم الوطن والحب , قميء محتل ,والوطن مذ أبد سجين
أي حي هذا الذي يرسم للامبراطور اللذيذ , مغيب النبيذ لحصانه المبغل , باقة زهر مشرق رصين
…
أدعوك عزيزي غريب ملا زلال الى سرد واقعي, بعيد عن الانشاء آفة العقل العربي …
قل ببساطة كان نشيطا ,برع واحب الرسم ,في الحارة ,, تل حجر,,طلب من جدته ان تتوسط له ليسمح له الأستاذ عبد الرحمن شيخ مطر(كان طالبا آنذاك مستأجرا لغرفة في حوشهم) باستخدام الوانه ونسخ لوحته… وتعجب الطالب من براعة عمر في النقل والتقليد …. بعد ذاك نشأ واجاد في نسخ ونقل وتكبير افيشات الأفلام في بداياته , وكان متمكنا في المماثلة ببراعة ودأب شديد, وتابع في نفس المنحى من نسخ لوحات محبوبة للذوق الأوروبي.. حاول ان يوجد مكانا للوحة تمثله واجتهد و دفعه اقتناء لوحات الزهر, والطبيعة الى المزيد من الإصرار ..
أن تحب عملك وتحسنه لهو أمر حسن
طبعا متاحف الغرب غيرمجبرة لاقتناء اعمال فنانين شرقيين ..و لا خطط لديها في هذا الاتجاه وهي ليست ملزمة بتبني فنوننا الجميلة والقبيحة هي ملتزمة بمصالحها.
هل روى مالفا حكايتنا حقا – ربما روى حكايتك صديقي ومن حقك ان تراه مرآتك –
ام روى حكايته …حتما شغف برسم رواية له, رواها حكايته وبشيء من الرومنسية..
لقد مثل الرجل نفسه ,وكان سجينها , واسيرها لم يكن قط للاخرين , كان متأثرا بالفنانين الرومنسيين وسيرة حياتهم.
لقد تمثل حياة الفنانين الأوروبيين من القرن18و ال19 في مشاهد منها
وخاصة الانغلاق في الانا المفصولة عن المنبت والمكان, الغارقة في التضخم الانوي الفار الهارب من نار الواقع , والمفارق للعام الاجتماعي السياسي .
هو شكل تعال على كل شيء ليس الاه ,
ليس غير الانا تمارس الانا في علييها.
ونحن لا نطالبه ولم نطالبه بتغيير رفاهيته اذ ركن اليها وكانت شبيهته.
نشدد على ما كان وما هو عليه دون رتوش و اخراج, و إضافة مساحيق الأدوار البطولية او الأدوار الثانوية اوالكومبارس .
اذ بقي في الحالتين اسير وسطين , سوق الطبقة الحاكمة التي تقتني, وتدفع ثمن اللوحة وسوق لوحات الطبيعة التجارية الأوروبية التي تحاكي ذائقتهم التاريخية
….
واذا سالتني عن جماليتها هي لا تلامس لا الاحلام الجماعية لموطنه وقومه ولا الوعي الذي تتوخاه منه عقول أي جماعة حية واعية تعيش مرحلة انكار, و سطو مركزي ديني وسياسي عرقي ….
تعمل للانعتاق من القهرو الانسلاخات القسرية والصهر والتغييب والالغاء
أي جمال هذا الذي بلا جوهروبلا وزن.
رسم لحدائق الغرب زهورهم, ومدنهم , و مزهرياتهم ,وارضهم وارضاهم…
هو ……انا لست هنا بمعرض شرح تجربته ومحطاتها …وهذا ليس مجالي ….
ـ أنت :(حكايته-نا الحزينةبابعادها الايحائية الحافلة بحقولها الرمزية الماثلة للادراك بتجريدية تسكن الذهن ككيان خارج السياقات *)!!!
انت تدرك حقولا رمزية بابعاد ايحائية وتقول تمثل مجردة تسكن ذهنك كيانا خارج السياقات ……يعني ان لا تدرك شيئا وهذا صحيح لانك تقر ان النتيجة هي حكايته الحافلة باللادراك واللاوعي والمحصلة صفر الهروب الميت.
– أنت 🙁 ذاكرتنا لا تتجاوز ما في الحاويات ولا تلتقط الا القاذورات ,ما أقذرها وما اقذرنا)…!!
يا لهذه الذاكرة التي تشكلت فقط منذ عصرحاويات البلديات ….مؤسف صديقي حكمك…انه الاسى – القساوة
أنت: (ولا أقمنا الحوارات )
صحيح مئة بالمئة فالتكرار والنقل الاعمى سمة المتحدثين الكتاب ,وغياب الحوار آفة
ـ أنت (لم نرغب يوما في معرفته )
ربما معك حق انت لم تتمكن من معرفته, فالتهويل سيد المعارف , والخطب أداة تلقين الفزع المقدس , و المدائح الموجهة سبيل الاعماء ,وتكبير الصور , تدفع المتفرج للسجود ,وكل ما بني على التفخيم والمبالغات الحسية الشعورية , مصبه جماليات الوهم الأكبر.
أخيرا لقد تهالك ذوق الجمهور , وتشطط وعيهم , و الغريب والكتاب( الغرباء )ينشطون في المزيد من الالغاز والتجريد, والايغال في الوهم ..
العقل.. العقل …
العقل وترك لغة المجاز والرومانسية .. وإيجاد المنطق المستند على حقائق التاريخ والاقتصاد وسيرة الناس دون شاعريات رسخها التأدب العربي فبركة, والتخلي عن أسلوب الويل والخطابة و المدح…. , طريق العقل, هي الطريق الوحيدة, للتحاور وبناء الاذهان والقيم الاصيلة , التي ترسخت عبر العصور………. , الوعي الجمالي ينتظر الاحياء والأحياء لا من نحييهم عنوة .