حاوره: إدريس سالم
“لربّما الوجودُ توحّدَ مع منفاك، ومضيتَ نحو تجاعيدِ ذاكرةٍ أدمنَت التسكّعَ، على أرصفة الأملِ المقابلة للأحلام الهاربةِ من شاعرية القنّاص
فكم أنت حرٌّ في رسم زنزانتك!
كم أنت حرٌّ في عبورك للوقت!
كم أنت حرٌّ في وجودك!
وهكذا.. أنا حرٌّ وحرٌّ بينَ موتين
موتٌ في وطنٍ بعثرَه النمل
وموتٌ في منفى أدمنَه الذلّ”.
هكذا يقول الشاعر “رشيد جمال”، الذي وُلِد عام 1984م، في مدينة كوباني المبتورة من ذاكرتها ونقاوتها، وتحديداً في قرية (صولان) الجميلة بطبيعتها الجبلية ومغاراتها. يحمل إجازة في الفلسفة، من جامعة تشرين بمدينة اللاذقية السورية، يعمل مدرّساً، ولا ينتمي إلى أيّ توجّهات سياسية، يؤمن أن استمرارية الشعر، مرتبط بوجود وحضور الرجل والمرأة كعاشقين.
يكرّس جمال حياته للأدب عموماً، والشعر على وجه الخصوص، ليسافر بقصائده إلى عدد كبير من دول العالم العربي، حيث صدر له حتى الآن ثلاثة مجموعات شعرية، الأولى “الحبُّ اليتيم” صدرت عام 2005م، عن مطبعة المأنوس في اللاذقية، الثانية “ترانيمُ الحبّ” عام 2009م، عن دار الزمان بدمشق، والثالثة “رسائلُ منسيةٌ على هوامش الحبّ والوطن” عام 2017م، عن دار فضاءات في الأردن.
يرى أن للربيع العربي تأثير كبير وإيجابي على المشهد الإبداعي بشكل عام، وأن الأدب دخل إلى عمق معاناة الشعوب المضطهدة، بعدما كانت في حالة تردّد وخوف، وللحديث أكثر عن الشاعر وأعماله وإبداعاته ومشاريعه المستقبلية، أجرت صحيفة كوردستان حواراً مطوّلاً معه.
إلى نصّ الحوار:
كغيرك من الشعراء، لا بدّ أن تكون لديك بدايات على درب الأدب والكلمة الوضيئة.
متى، وأين كانت أول تجربة شعرية لك؟ وكيف تصفها؟
البداية كانت من ريف مدينة كوباني، عندما كنت في العمر الثالث عشر، حاولت كتابة الخواطر والنصوص. إنها الخطوة الأولى التي عادت مليئة بالخوف والحذر، لكن تجاوزت هذا المرحلة عن طريق كتابتي رسائل للعشّاق، وهذا ما جعلني أدخل في أعماق الحالات الوجدانية؛ ليس عن طريق تجاربي فحسب؛ إنما عن طريق حالات الآخرين، فكانت في كل رسالة قصّة وقصيدة جديدة.
بِمَ تعرّف ديوانك لقرّائك فكرياً ولغوياً؟
البحث عن الأنا والآخر المنفيين على هوامش الوطن المهمّش أيضاً على هوامش المنفى الفاقد للحبّ العطش للحنان المتعلق بذاكرة الإنسان الفاقد أيضاً لأبجدية الإنسان.
بالنسبة للغة التعابير تحاول رسم لوحات، لعلّها تتحوّل لحلم يمنحها سعادة مؤقّتة ولو لثواني قليلة في ليلة خالية من القصف والرصاص.
لاحظت أن عنوان ديوانك الثالث “رسائلٌ منسيةٌ على هوامش الحبّ والوطن” يقع في فصلين أو جملتين.
لماذا هذا العنوان الكلاسيكي؟ وهل أنت مَن اخترته؟
الرسائل موجهة إلى الإنسان الذي أفقده كل ما يربطه بذاته، والعنوان بحدّ ذاته رسالة من ضمن تلك الرسائل، فالحبّ والوطن أجمل الأشياء التي نحبّها، والعلاقة بينهما تشبه كثيراً العلاقة التي تربط الوطن بالمرأة، فنحن لا نستطيع التمييز بين حضن المرأة والوطن في القصيدة، وهناك ترابط كبير من حيث التهميش بكل تفاصيل الوجود.
نعم أنا اخترت العنوان، وقد يكون كلاسيكياً أو لا. ربّما. لا أعرف تماماً.
الإهداء “إلى إنسانية الإنسان” كان خارجاً عن المألوف، وهي مقولة لرئيس وزراء كندا “جاستن ترودو – Justin Trudeau”.
ما الرسائل التي أردت إيصالها للقارئ، والمجتمع بشكل عام؟
نحن نبحث عن الإنسانية التي أحرقتها الحرب، وهذا الرجل مثال على الإنسانية، وذلك من خلال مواقفه الإنسانية. فأمنية كل شخص شرقي أن يكون حاكم الدولة، كهذا الإنسان.
أنا أرى في هذا الرجل كل صفات الإنسان الحقيقي.
تسكن قصيدتك الأولى من الديوان “مقعد آخر للغبار” جمالية فكرية وإيحاءات نفسية. حدثنا عنها. ما أهمية هذه الجمالية في نفسك؟
مقعد آخر للغبار، هي محاولة العبور إلى الضفة الأخرى للآخر المسكون في شطحات الأنا، إنها لحظة عبور الأنا نحو الآخر الموجود في داخلي، فكل شيء صادق يكون جميلاً بدون الكلمات أيضاً، والنظرة الصادقة أيضاً تكون جميلة، وهكذا دائماً، كل التعابير والصور في (مقعدٌ آخر للغبار) كانت صادقة موجّهة إلى حالة حيّة موجودة ومُعاشة بكل تفاصيلها معي.
إنها لحظة الحقيقة التي تحرّرني من تعاسة الواقع.
“رحيل مبعثر على الورق”.
مَن الذي تتحدّث عنه في هذا النصّ، الواضح من خلال الضمير الغائب (هاء)؟ ولِم الرحيل أو الفراق – برأيك – بات الفاصل الثابت في القضايا العاطفية؟
كتبت هذه القصيدة في المرحلة الجامعية، عام 2008م، هي حالة جميلة، ولكنها كانت عابرة مع أنثى حقيقية حاولت أسر كآبتي ودخول فوضاي، دون استئذان.
كانت فوضوية ومزاجية أكثر من القصيدة وشاعرها، ومجنونة كما الموسيقا في ليالي الشتاء.
ورحلت دون أن ترحل، تاركة فيّ ندوباً لتحوّلها إلى رحيل مبعثر على الورق، لأن جوهر الحبّ هو المعاناة.
الصور والتشبيهات الفكرية والجمالية واللغوية كثيفة في نصّ “ظلّ الانتظار”. ماذا تريد من خلالها، بشكل عام، أو خاصّ؟
إنها حالة حرمان من تفاصيل الحبّ البسيطة، الانتظار الذي طالما رسمه العاشق في مخيلته، دون أن تأتي الحبيبة.
الصور والجمالية اللغوية متعلقة بحالة الصدق الموجودة بين كلمات العشق. أيّ حالة أو مشاعر صادقة لا بدّ من أن تولد شيئاً جميلاً، إن كانت موسيقا، رسم، أدب.. فالصدق مع الذات هو الصورة الأجمل في الحبّ والإبداع.
أنت تقول:
“… للقلم الذي يكتبُني
للقميص الذي يلبسُني
المعطف الذي يخنقُني..”.
إلامَ رمزت بالقلم والقميص والمعطف؟ وما الرابط المعنوي المشترك بينهم؟
القلم أداة نحاول بها التحرّر من هواجس الحالات الباطنية والخروج بها إلى الوجود. القميص حالة مرئية واضحة للعيّان، بألوان وتفاصيل. والمعطف هو الدفء الذي يحرّرنا من برودة الحياة.
فكل هذه التفاصيل مجتمعة توصلنا إلى نتيجة مفادها التعاسة والتعب والحزن..، وكل شيء في الحبّ يحرقنا، لكي نحيا من جديد.
“… الوجعُ المَنسيُّ على ذاكرة المساء
والبوحُ القاطنُ خلفَ التجاعيد”.
هل الوجع بات شريكاً أبدياً للإنسان في الحروب، أم أن العقل الشرقي هو مَن لا يستطيع التغلّب على واقعه وظروفه؟
نعم.
في الحرب كل شيء يفنى بطريقة ما؛ كل شيء يتحوّل لرماد بطريقة ما؛ كل جنازة تمشي إلى المقبرة بطريقة ما..؛ في الحرب الأكثر إبداعاً هو الموت؛ والأكثر بناء هي المقبرة.
العقل الشرقي في حالة استبداد واضطهاد دائمة، في شّتى مجالات الحياة.
ما الفكر الفلسفي الكامن في نصّ “أكانت هنا أم هناك…؟”، أم هو الواقع الذي فرض نفسه بقوة الاستبداد العقائدي والاجتماعي؟
الإشكالية التي يحاول الإنسان التحرّر منها، ويفشل دائماً، قوانين الحياة، العقائد والعادات (أيّ الوجود الحقيقي هو وجود الأنا التي تحاول التحرّر من المورث المناقض للأنا الوجودية).
أيجب أن يُلازم العدم والفراغ حياة الشعراء؟ وهل ذلك يعتبر طاقة تدفعهم لارتكاب المزيد من الإبداع؟ حيث تقول في “لحظة فراغ”:
“… طاولةٌ فارغة
كؤوسٌ في حالة فوضى
والفراغُ في كلّ مكان
يتفقّدُ الكتبَ المُهترِئة”.
عندما نتحدث عن الفراغ فإننا نبحث عن الأشياء المفقودة فينا، فالفراغ هو الملاء، لأنه يبحث عن المفقود، ومجرّد البحث عن الشيء هو بحدّ ذاته ملئ، فهناك حركة وصيرورة وزمن، وهذه العناصر تؤكّد وجود المتناقض للعدم والفراغ، وهذا ضروري؛ ليس للشاعر فحسب؛ بل لكل إنسان يبحث عن جديد وخلق أشياء لم تكن موجودة.
وأيضاً أسأل هنا: ما أهمية العزلة والوحدة في حياة الشاعر؟
بالنسبة للعزلة والوحدة هي الهروب من ضجيج وضوضاء الحياة الملآنة بالفوضى غير المحبّبة، أيّ الفوضى بالمعنى السلبي، فيجب أن نعتزل بذاتنا لنراها بوضوح أكثر، فنحن نكتب ونرسم ونلحّن عندما نكون منعزلين ووحيدين، فأظنّ أن العزلة والوحدة ضرورية لحياتنا.
الصور البيانية، من استعارات وتشبيهات وكنايات، كانت حاضرة وبقوّة في مجموعتك الشعرية، على خلاف البديع والمعاني، وكذلك الحضور البارز للأفعال على نحو إيحائي مستمرّ، للحدث الواقعي والخيالي.
ما هدفك أو رسالتك من ذلك؟ حدثنا أكثر..
صديقي: عندما أكتب، فأنا لا أفكّر بأيّ شيء، لا باللغة ولا الضمير ولا أيّ شيء آخر، أكون منعزلاً عن العالم وما يحيطني، أكون في حالة سُكر وانفعال، ما يهمّني هو اللحاق بملاك الكلمات وإمساكه قبل أن أفقده؛ هذا الملاك الذي أحاول من خلاله أن أسرق بعض الجمال منه، لأرسمه على الورق.
هناك في “لمسةُ الحبِّ الأخيرة”، وأيضاً “اذهبْ.. ودعني للضياع” روح الشاعرة الثائرة على الحبّ والألم، وكأنّ مَن تكتب هي شاعرة عاشقة.
ماذا أردت من ذلك؟ هل من توضيح أكثر حول هذا الأمر؟
في “لمسة الحبّ الأخيرة” قصة واقعية لأنثى عاشقة، وأيضاً في قصيدة “اذهب.. ودعني للضياع” هي محاربة المجتمع الرجولي الذي تكون المرأة في حالة اضطهاد وتهميش.
القصيدتان لنفس الفتاة التي أحبّت بصدق وتعرّضت للطعن، فالأنثى عندما تحبّ بصدق تضحّي بكل شيء من أجل الحبيب، لذلك تتعرّض دائماً للانكسار، والمجتمع الشرقي مجتمع رجولي لا يرحم المرأة عندما تعشق.
خلال قراءاتي العميقة في ديوانك “رسائلٌ منسيةٌ على هوامش الحبّ والوطن” لأكثر من مرّة، لاحظت أن لغة القصيدة كانت واضحة وبسيطة وهادئة، ولكن لن يفهمها – أيّ قارئ – بهذا القدْر من البساطة، لتشعّب الخيال والصور والفِكر.
هل من الممكن أن تبيّن لي موقفك من ثنائية الوضوح والغموض؟
التعقيد لغة الضعفاء. العمل الأدبي الذي يعتمد على بساطة اللغة يكون أكثر جمالية وأعمق تعبيراً، فبالكلمة البسيطة تستطيع أن تصنع صوراً وتراكيب أجمل من الكلمات الصعبة، فالصورة عندما تكون فيها نوعاً من الغموض فهو أمر طبيعي وضروري، لأن الشعر يعتمد على الغموض، والخيال هو أيضاً نوع من الغموض، فهناك فرق بين التعقيد والغموض.
التعقيد هو ضياع القارئ بين الكلمات، التي لا تعتمد على الفكرة، وحتى صاحب القصيدة لا يعرف ماذا يريد من هذه القصيدة؟!
أما الغموض – برأي – هو لغة الشعر، والإنسان بطبيعته يحب الغموض ويبحث عنه.
ما القضايا الفكرية التي تجذبُك، وتهوى الغوص فيها؟
الإنسان هو القضية التي تشغلني بكل جوانبها.
كتبت في “شقوقُ الحذاء”:
“… والأقدامُ أدمنت على شقوق الأحذية
والـ (أنتَ) في خجلٍ طفولي
ينحني للحياة
والأنا..
خلفَ ظلّ الأحذيةِ المَشنوقة…”.
والسؤال هُنا: أهي لعبة (الأنا والأنت) بين المثقف والقارئ، أو السياسي والمواطن، أو المدرّس والطالب، أو الطبيب والمريض..، المسؤول والموظف، أم أن هناك رسالة أخرى؟
بل هي لغة الذات الضائعة بين متاهات الأنا والـ “أنت”، الموجودتان بداخل كل إنسان، الفكرة التي تحاول أن تحرّر ذاتنا، وأيضاً التي تحاول سجن ذاتنا هي لغة الأفكار المتناقضة بين الأنا الباطنية، التي تكون ذاتنا الحقيقية، والـ “أنت” التي تكون في باطننا أيضاً، ولكن لا تكون خاضعة لذاتنا، إنما خاضعة للمجتمع الذي نحاول دائماً وبشتى الوسائل أن نحرّر منها (الأنا).
يقول القاصّ والكاتب “سربند حبيب” في قراءته عن ديوانك: “بذاكرة عاشق متيّم ينبش الشاعرُ عن الحبّ، فلا تخلو أيّة قصيدة من الحبّ، فالحبّ عنده أعظمُ من القصائد”.
ماذا تقول له؟ وهل “حبيب” أصاب في ذلك؟
نعم.
الحبّ هو جوهر الوجود. بالحبّ يُبنى الإنسان ويحقّق إنسانيته, عندما نحبّ يتغيّر كل شيء؛ ليصبح جميلاً، ونصبح ذاتنا.
الشام أو كما عنونت قصيدتك “قميصُ الياسمين”. ما الجرح أو التجربة التي عشتها في هذه القصيدة؟ حيث تقول:
“جرحٌ يبعثُ الحياة
على الجدران
يمضي نحو الشروق
كشوق دوّارِ الشمس..”.
دمشق مدينة الياسمين، التي أنجبت الكثير لعالم الإبداع، ولا تستحقّ كل هذا الدمار والموت. دمشق أيقونة الشرق, التي حوّلوها لمقبرة جماعية. دمشق ما زالت تبحث عن الحياة بين المقابر!!
بحسب ما وصلني من مصادر موثقة، أن طالباً جامعياً من إحدى جامعات المغرب العربي تواصل معك، ليأخذ تفاصيل أكثر ومعلومات أعمق، ويضعها في حلقة البحث التي يعدّها عن ديوانك “رسائلٌ منسيةٌ على هوامش الحبّ والوطن”.
ما القصّة؟ هل توضّح لنا أكثر؟
نعم.
تواصل معي طالب في السنة الرابعة بجامعة محمد الأول بمدينة (وَجدة) المغربية، إذ كان يعدّ حلقة بحث عن مجموعتي الشعرية، تحت عنوان “تكامل الفكرة والصورة في الشعر المعاصر، رسائل منسية نموذجاً”، وتواصله معي كان من أجل التعمّق في الديوان أكثر.
“… والأحلامُ تمضي نحوَ وطنٍ
اعتادَ الانتظار
خلفَ سياجِ المَنفى..”.
عندما تصبح حياة الشاعر لعبة بيد المنفى، يصعب عليه العيش مع وطن اغتيل في المنافي.
ماذا تقول لمنفاك؟ وما الذي قدّمه لك؟
المنفى هو الصديق الوفي الذي ما زال معي منذ الطفولة، حتى في ذاك المنفى كنت أشعر بالمنفى، كنت دائماً خلف السياج، وما زلت أنتمي إلى ذاك المكان, ولكن لا أعرف إن كان هو أيضاً ينتمي إلي، أو يقبل الانتماء لعالمي.
أما بالنسبة إلى هنا، لا شيء أتعس من هذا الرجل الذي يسكنني ويجرّدني كل يوم من شيء أحبّه أنا.
يرى بعض النقاد أن الشاعر إذا أضاف إلى شاعريته وأدبه روح الفلسفة وحكمتها، يكون أقرب إلى تصوير خلجات النفس البشرية والتعبير عن أحاسيسها بدقة.
وبما أنك شاعر، وفي نفس الوقت أستاذ في مادة الفلسفة، وقصائدك تتشح بروح الفلسفة، خاصة الوجودية، فكيف تتصوّر إضافاتِ الفلسفة على الشعر ومظاهر تأثيرها فيه، وفي نفس المتلقي؟
الفلسفة هي الفكر الذي يبحث عن الوجود بكل تفاصيله، ليبني الإنسان. والشعر رسالة إنسانية، تبحث عن الجمال في داخل الإنسان، وذو وظيفة إنسانية، لذلك عندما نحاول دمج الفكرة مع اللغة الجميلة يولد لدينا سيمفونية تودّ أن تحرّر الإنسان من قيوده.
إذاً الشعر أو الأدب بشكل عام بدون الفلسفة يكون ناقصاً، فلا بدّ من توظيف الفكر في الأدب، فمعظم الأدباء والشعراء فلاسفة، ورسالة الفلسفة والشعر واحدة؛ هي بناء الإنسان.
ماذا تقرأ الآن؟ وماذا تكتب؟
أقرأ أيّ شيء يقع بين يدي: (أدب، فلسفة، علوم…)، إذ ليس هناك شيء محدّد، أما اليوم أقرأ رواية “يوتوبيا” لأحمد خالد توفيق.
ما زلت أكتب الشعر، وأحاول خوض تجربة جديدة في الأدب، وقريباً سيصدر لي مجموعة شعرية جديدة.
ما رسالتك للجيل الجديد، الذي في غالبيته، بقدر ما يجب أن يهتم بولادة الفكرة الجديدة، نراه يبحث عن الأضواء والمظاهر.. كسؤال أخير لحوارنا؟
القراءة ثم القراءة. يجب أن تقرأ أكثر ممّا تكتب في هذه المرحلة من العمر، لا نستطيع أن نأتي بالجديد إن لم نعرف القديم، والشهرة تأتي فيما بعد، والأهم أن تمتلك إرادة قوية وثقة بالنفس، لأن البيئة الاجتماعية هنا محبطة وغير مشجّعة، لذلك يجب دائماً الاعتماد على النفس وعدم اليأس.