اللوحة للفنان التشكيلي سيف داود
والقصيدة للشاعرة والفنانة اللبنانبة نجوى القلعاني
مسحوا ملح الحجر
ومشوا
عصروا آخر الدّمع
ومشوا
من الحي القديم إلى المدى المسفوك
حملوا شعاع البساتين
أفراح الماء
قطرات العنب
ومشوا بلا حقائب
حقائبُهم لم تتسعْ لأذرع تعصرُ ما تبقّى
من مائها ودمها
لم تتسع لأصابع تقطف ذكرى البيادر
وكواكب الليالي
كيف لها أن تتّسع لطريق النّحل
وحشائش القلب؟
لنعاس اليمام وعرق
الدّرب؟
رحلوا عراةً عكازُهم الصّبر مرفأهم
بالدّمع مبلول
تاركين لليل الدّاجي أن يلد فجرًا نقيًا
بصحبة النّدى
رحلوا تاركين للظل الطويل رِجلا ساخنة
تحرس مدن اللوز وريف الجوز وحقول
الفستق
رحلوا بيباس الفصول
إلا أنّ أقدامهم التي سرقت الدّمع
ومرايا الضجر
ستورق
وسيُطرَق البابُ من جديد
ويطأطىء رأسه أيلول
03/03/2019
بيروت – لبنان