لوحة وقصيدة

 اللوحة للفنان التشكيلي سيف داود 
والقصيدة للشاعرة والفنانة اللبنانبة نجوى القلعاني
مسحوا ملح الحجر
 ومشوا
عصروا آخر الدّمع
ومشوا
من الحي القديم إلى المدى المسفوك 
حملوا شعاع البساتين
 أفراح الماء
 قطرات العنب
 ومشوا  بلا حقائب 
حقائبُهم لم تتسعْ  لأذرع تعصرُ ما تبقّى 
من مائها ودمها 
 لم تتسع لأصابع تقطف ذكرى البيادر 
وكواكب الليالي 
 كيف لها أن تتّسع لطريق النّحل 
وحشائش القلب؟ 
لنعاس اليمام وعرق 
الدّرب؟ 
رحلوا عراةً عكازُهم الصّبر مرفأهم 
بالدّمع مبلول 
  تاركين لليل الدّاجي  أن يلد فجرًا نقيًا 
بصحبة النّدى 
رحلوا تاركين للظل الطويل رِجلا ساخنة
 تحرس مدن اللوز وريف الجوز وحقول 
الفستق 
رحلوا بيباس الفصول 
إلا أنّ أقدامهم  التي سرقت الدّمع 
ومرايا الضجر
 ستورق 
وسيُطرَق البابُ من جديد
ويطأطىء رأسه أيلول
03/03/2019
بيروت – لبنان


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…