لوحة وقصيدة

 اللوحة للفنان التشكيلي سيف داود 
والقصيدة للشاعرة والفنانة اللبنانبة نجوى القلعاني
مسحوا ملح الحجر
 ومشوا
عصروا آخر الدّمع
ومشوا
من الحي القديم إلى المدى المسفوك 
حملوا شعاع البساتين
 أفراح الماء
 قطرات العنب
 ومشوا  بلا حقائب 
حقائبُهم لم تتسعْ  لأذرع تعصرُ ما تبقّى 
من مائها ودمها 
 لم تتسع لأصابع تقطف ذكرى البيادر 
وكواكب الليالي 
 كيف لها أن تتّسع لطريق النّحل 
وحشائش القلب؟ 
لنعاس اليمام وعرق 
الدّرب؟ 
رحلوا عراةً عكازُهم الصّبر مرفأهم 
بالدّمع مبلول 
  تاركين لليل الدّاجي  أن يلد فجرًا نقيًا 
بصحبة النّدى 
رحلوا تاركين للظل الطويل رِجلا ساخنة
 تحرس مدن اللوز وريف الجوز وحقول 
الفستق 
رحلوا بيباس الفصول 
إلا أنّ أقدامهم  التي سرقت الدّمع 
ومرايا الضجر
 ستورق 
وسيُطرَق البابُ من جديد
ويطأطىء رأسه أيلول
03/03/2019
بيروت – لبنان


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

قصة: مشعل تمو
ترجمة: ماهين شيخاني

في تلك الغرفة الواسعة , المترامية الأطراف ، كان الضابط يخطو جيئة وذهابا , ومابين كل خطوتين , بثني ركبته اليمنى ويداه متشابكتان , تهتزان خلف ظهره ، ودون أن ينظر إليَّ قال:
– نعلم ماذا تفعلون و ماذا تكتبون ! إذاكان رأسك صلداً فقد كسرنا روؤس أقسى ! إذاكنت عنيداً فنحن…

فراس حج محمد| فلسطين

هذه الرواية من الروايات القليلة التي لم أندم أنني قرأتها، وأنفقت في الاستمتاع بها يومين كاملين، فعلى الرغم من متنها الممتد لأكثر من (350) صفحة، إلا أنها دفعتني للقراءة دون توقف بنسخة إلكترونية، هذا لم يحدث معي سوى في كتب قليلة جداً، أعادتني “صلاة القلق” إلى نفسي قارئا نهماً، قبل أن تصيبني…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

عِلْمُ المَنْطِقِ هُوَ عِلْمٌ يَبْحَثُ في القواعدِ والأُسُسِ التي تُنظِّم التفكيرَ الصحيح ، وتُميِّز بَيْنَ الاستدلالِ السليمِ والاستدلالِ الخاطئ . وَهَذا العِلْمُ آلةٌ قانونية تَحْمِي الذِّهْنَ مِنَ الخَطأ في الفِكْرِ .

يُعْتَبَرُ الفَيلسوفُ اليوناني أَرِسْطُو طاليس ( 384 ق. م _ 322 ق.م ) مُؤسِّسَ عِلْمِ المَنْطِقِ . وَهُوَ…

ماهين شيخاني

قيل إن المخيم لم يُبنَ على أرضٍ عادية، بل على فراغٍ قديم ابتلع قرى وذاكرات.

من يعبر بوابته لا يعود كما كان؛ فالزمن هناك يسير مكسورا، والساعات المعلقة على جدران الخيم لا تعطي التوقيت ذاته، وكأن كل خيمة تعيش في ساعة مختلفة. بعض الناس فقدوا أسماءهم، وآخرون استعاروا أسماء غيرهم. وفي مساءٍ لم يُعرف تاريخه،…