حلم هذا الصباح

كيفهات أسعد
لم أرتب موعداً هادئاً للقائكِ هذا الصباح
لم أفعل ذلك 
هذا الصباح” بالذات” قبل أن يرن المنبه بقليل
 تهزني أمي من قدمي.
 كي أفلت من نومي 
– قم : الإفطار جاهز ؛ تأخرت عن الدوام 
لم أنتبه إلى زوجتي المستلقية
على السرير
في الغرفة الثانية القريبة من الحمام وأنا ذاهب أن 
أغسل وجهي 
لم أنتبه إلى الساعة المعلقة على الحائط المقابل أيضاً
لم أتذكر شيئا في هذا الصباح ، ذاكرتي كانت كعربة معطلة 
لم يشغل ذاكرتي أي شيء غير اسمك كصرير مفصل في بابٍ قديم
لم يشغل ذاكرتي إلا وأنت أمام ” الصليب الأحمر ” هناك
-هل سأصل قبلك كما العادة ؟ أم تكون قد سبقتني ؟
سأصل قبلك حتماً -أنتظرك-
ستحضرين بالتأكيد  مثل كل مرةٍ ألتقيك،بشعرك الخرنوبي المدفون تحت حجابك السادة ،
بعينيك السوداويين العميقتين كبحر 
تحت نظارتك الطبية الرقيقة ، بوجهك الذي مثل عباد الشمس
 في ربيع ماطر
ستحضرين وأنت تلبسين شفتيك الحمراوين الشهيين
تقطعين الشارع إليَّ
على سبل الحب أو ما شابه 
في المقعد الخلفي تجلسين 
يسير يومنا هذا كله على ما يرام
لم أرتب اليوم موعداً … كنتُ أشتهيك
قبل أن يرن المنبه وأنت معي .
أصحو على الساعة الرابعة والنصف صباحاً وأنت معي 
لا أنت موجودة 
لا صوتك 
رائحة عطرك .. لا شيء أبداً 
كل شيء هرب مني كبالون نخزه دبوس عاق
كان حلماً ،ولا شيء أعمله 
غير أن أُمرنَ صوتي على اسمك
غير اني أحب امراة ساحرة وكل العالم يعرف أني أحبك سراً…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…