جان بابيير: أكتب الرواية بلغة شعرية، ولغة السرد لا تجذبني

 حاوره: إدريس سالم 
 
جان بابيير، شاعر وروائي ومخرج سينمائي كوردي، ولد في 27 آذار عام 1970م في قرية (بوزيك) بمدينة كوباني في غربي كوردستان. صدر له حتى الآن، شعراً ورواية:

  • شطحاتٌ في الجحيم (شعر)، 1998م – دمشق.
  • الأوتاد (رواية)، 2000م – دمشق.
  • ديوان شعر باللغة الكوردية (Gewiriya Helbeste Za)، 2001م – بيروت.
  • قراراتُ الخطيئة (شعر)، مشترك مع الشاعر صلاح الدين مسلم، 2003م.
  • ثلاثية كورستان:
  • §       فوضى الفوضى (رواية)، 2005م. 
    §       صريرُ الأحدِ غرفةُ الأربعاء (رواية) 2007م. 
    §       نبوءةٌ اغتالها التدوين (رواية). 
    ·       طفلٌ يلعبُ في حديقة الآخرين (شعر)، 2012م. 
    ·       عقدٌ قرانٍ في القصيدة (شعر)، مشترك مع الشاعرة الأمازيغية خديجة بلوش، 2013م – تونس. 
    ·       متنُ الغجر (شعر)، مشترك مع الشاعرة تارا إيبو. 
      
    إلى جانب عمله ككاتب، عمل أيضاً في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، والإخراج السينمائي، حيث أخرج: 
    –         فيلمان وثائقيان: (لالش)، والآخر (جيكرخوين لم يرحل). 
    –         فيلم صامت بعنوان: (الخطوة). 
    –         فيلمان روائيان، الأول قصير بعنوان (نفرستان)، والآخر طويل بعنوان (الرمّان المحظوظ). 
    –         فيلمان قصيران، الأول بعنوان (الحلم)، والآخر (الزمن). 
    –         ثلاثية كوميدية تحت عنوان (أمام الستارة). 
    –         فيلم قصير: (الأغنية المتكسّرة). 
      
    وفي تجربته الروائية الأولى أوكل لنفسه مهمّة الإمساك بالقارئ والاحتفاظ به حتى النهاية، بعد أن يقرأ آخر صفحة في الرواية، يسرد فيها ألم ذاته ووطنه في عالمين متناقضين (الحبّ والحرب)، إذ هرب من الحرب؛ رافضاً أن يكون مقاتلاً بين الوديان والجبال، وبأسلحة تقليدية غير متطوّرة، ليخسر في الحبّ، فيعيش في دوّامة الجحيم. 
      
    تنقسم رواية الأوتاد الصادرة بطبعتها الأولى في دمشق عام 2000م، وبطبعتها الثانية في القاهرة عن دار “مقام” عام 2018م إلى أربعة فصول رئيسية: 
    ·       الفصل الأول: تنهيدة التراب: 
    وفيه يبدأ الكاتب بسرد أحداث قصّته من الطفولة وحتى نضوجه في فعاليات الحياة المتنوعة. 
    ·       الفصل الثاني: أرجوحة النار: 
    سرد لعلاقة عشق سوريالية وتراجيدية بين هتاو وحبيبته ميديا، التي تفارق الحياة برصاصة تغتالها، فتخطف روحها. 
    ·       الفصل الثالث: ترانيم الهواء: 
    وفيه يسرد لعلاقة حبّ رومانسية وبورنوجنسية بين شاهو وأفين، حيث يمجّد الألم، ويندّد بالواقع المأساوي بأفكار ذاتية إبداعية، ليفضح لَعْنتي الكورد المستبدّتين “الجغرافية والتاريخ”، إلى جانب “السياسة”، تلك اللعنة العالمية التي حلّت بالبشر. 
    ·       الفصل الرابع: أثلام الماء: 
    خلط في تداعيات نفسية وروحية بين الحلم واليقظة. 
      
    وللحديث أكثر عن رواية الأوتاد، وما فيها من أحداث وإسقاطات وأفكار، حاورت صحيفة “كوردستان” الروائي الكوردي (جان بابيير) في هذا اللقاء. 
      
      
      
    إلى نصّ الحوار: 
      

    ·       الأوتاد.. روايتك الأولى، وأوّل كوبانيّ يكتب الرواية. ما الرسالة التي أردت إيصالها إلى المجتمع الكوردي؟

    حينما كتبت تلك الرواية لم أكن أعلم أنني أكتب أول رواية في مدينة تقع على أرض جغرافية مطاردة، وتظهر كَشَامة على خدّ الموت، دون أن تموت، كنت خارجاً من الحرب ومثخناً بالجراح، لم أكن أملك حتى ثمن قوتي اليومي، كنت في حيّ قابون الدمشقي أعيش في قبو رطب، مساحته أربعة أمتار، أقرب من زنزانة إلى مسكن، وأعمل محرّراً في جريدة فنية براتب زهيد، كان هناك شيء يحثّني على الكتابة من منطلق يجب أن تتطوّر المجتمعات روائياً، وأن أعكس مجتمعي الذي أنتمي إليه من خلال الرواية. 
      
      

    ·       كم استغرقت معك كتابة هذه الملحمة الجميلة؟

    المدّة الزمنية كانت قصيرة، ما يقارب الستة أشهر، لأني كنت أكتب بوتيرة عالية، لكن بعد صدورها، تيقّنت أنها كأكلة غير ناضجة استوت على نار، وتأخّرت بطباعتها، والتي كانت إصداراً خاصّاً. 
      

     

    ·       حدّثنا عن قصّة الملاحقة الأمنية والاعتقال التعسفي الذي أطالك بسبب الأوتاد.

    بعد صدور الرواية ، تم اعتقالي في مدينة الرقة لمدّة قصيرة، ومن ثم أصبحت كلّ أجهزة الأمن تلاحقني، حتى وصل بهم الأمر في أن يقوم أحد العناصر بزيارتي في مقرّ الجريدة بحيّ الحلبوني في دمشق، تقريباً كلّ يوم، ممّا اضطرّ صاحبها أن يستغني عن خدماتي. وبعد تركي لوظيفتي، لم يعد ذلك العنصر يأتي إلى مكتب الجريدة؛ فاستبدلنا الأدوار، إذ أصبحت أداوم عند فروعهم الكثيرة؛ فيرسلوني في طلبي في العاشرة صباحاً، أبقى لديهم حتى نهاية الدوام وأعود، كانوا يقومون بتعجيزي، ومحاربتي بقوتي اليومي، فعملت بمهن كثيرة، ناطور مزرعة، موظّف قطع تذاكر، أعمال البناء، لكن شعلة الكتابة لم تنطفئ في قلبي، بل ازدادت صرامة. 
      
      

    ·       ما التقنيات الروائية التي استخدمتها في روايتك؟

    هي السرد، والفلاش باك (الاستحضار الفني)، ولم أتبع مذهباً أدبياً محدّداً في الكتابة، كتبتُ بضمير الأنا الراوي والضمير الغائب، وقد تجد في فصل واحد الرمزية والواقعية، فيما تأرجحت فصول أخرى بين السوريالية والواقعية. 
      
      

    ·       مَن هم الأبطال الحقيقيون الذين تكلمت عنهم من خلال شاهو وهتاو وميديا وأفين..؟

    كلّهم أبطال حقيقيون، من لحم ودماء، يعيشون بيننا، ولكنّني أضفت إلى شخصياتهم شيء من الحبر؛ لتلاءم العمل، ويكونوا أقرب إلينا، ولأحرّرهم من عزلة الروح التي يستندون عليها، بين العجز والفضيلة. 
      
      

    تقول في فصل “تنهيدة التراب”:

    “.. بُكارة الجسد فانية، أما بُكارة الروح فليست لك…”.

    وأيضاً:

    “.. أفاعي من الغبار تصعد نحو السماء، اقترب من النجوم، يحسُّ أنفاسها الدافئة في صدره، يرى السماء عارية في التجاعيد الحرفية للنجوم…”.

    ·       ما أهمية الرواية الشعرية؟ وهل استطعت من خلالها إيصال الوجع الكوردي إلى الرأي العام الأدبي والثقافي في الشرق الأوسط؟

    لم أكن أريد أن أكتب رواية سردية؛ لأنني قبل الأوتاد أصدرت مطولات شعرية، لذا ارتأيت أن أكتب بلغة شعرية، ومازلت إلى الآن أتبع ذلك الأسلوب في البناء الروائي، لغة السرد تشبه التقارير ولا تجذبني، لكني أبقي على عناصر القصّة واضحة دون أن تؤثّر عليها الشعرية، وهذه الشعرية يجب أن تخدم البناء القصصي. 
      
      

    يقول الشاعر أحمد عبد الكريم ونوس في مقدمته عن روايتك:

    “.. الأوتاد عمل أدبي أعرض من الرواية، وأعلى من القصيدة…”.

    ·       ماذا يقصد؟ وبم تردّ عليه، سواء كان كلامه سلباً أو إيجاباً؟

    أحمد ونوس صديق مقرّب مني، لكن لا أعلم له عنواناً الآن؛ والحرب فرّقتنا، تقاسمنا الشقاء والحرف والهموم والأحلام على مائدة واحدة. أعتقد كلامه مديح، وقد لا أستحق ذلك المديح منه. 
      

     

    ·       ما الفترة الزمنية والمكانية التي تعود روايتك إليها؟ وما أحداثها القاسية؟

    من السبعينيات إلى نهاية التسعينيات. أفول الماركسية والفكر اليساري، ضياع الحلم الثوري، تحاكي هزيمة ذلك الجيل، ظروف ولادة الشخصيات والأحداث العاصفة، التي مرّوا بها، كلّ واحد منهم عاش بظروف متشابهة، وكتبت أقدارهم فضة مذابة، وسالت على الأوراق. 
      
                          

    تقول في الصفحة (55):

    “.. وسلكاً دقيقاً عُلّقت عليه صور آپو، البارزاني، الطالباني، شفان بلحيته الكثّة، وكأنه ينادي بمعزوفته ويدعو القادة للوحدة، وعندما سأله عن سعر الصور، أجاب الرجل بدون اكتراث:

             ديناران، ديناران، خمسة دنانير.

    وأشار بيده إلى صورة آپو:

             ولم هذه أغلى؟!

    ابتسم البائع من تحت شاربيه:

             لأن هذا يطالب بكوردستان، وهؤلاء بالحكم الذاتي…”.

    ·       ماذا أردت أن تقول في هذا الحوار العميق بإيحاءاته السياسية والفكرية؟

    أردت القول بلسان البسطاء وعامة الشعب: “لا للانقسامات والشرذمة”. 
      
      

    ممّا جاء في فصل “أرجوحة النار”:

    “.. نحن نبيع الكلام والشعارات، وتُقاس الوطنية بمقاسات سراويلنا؛ لأن من بين كلّ الكائنات، البشر وحدهم يرصدون أموالاً طائلة وأرواحاً كثيرة يزهقونها، يسمّونها الحرب، من أجل الوصول إلى غاياتهم، إنهم سيدفعون المحرّرين في الجرائد؛ ليسلّطوا سيوفهم على رقاب الحقيقة، إنها الحرب من أجل الفوز بالسلطة، لا يخجلون، كلّ السفالات مُباحة في السياسة، والكتّاب المأجورون هم سفلة حقيقيون، ليقولوا: إن الحزب الأصفر على حقّ، أو الأخضر على حقّ، وبذلك ترتفع أصوات أبواقهم…”.

    ·       أيّهما يعطي نتيجة في الرواية على الصعيد السياسي: الهجوم على الحركة الكوردية وفضحها أم انتقاد إداراتها؟

    إن إجابتي للسؤال العاشر  بهذا الشكل: “الحرب والسياسة التي تسيرها رحم ينجب كلّ قبح أليم”، وتقوّض من معاني هذه الجملة بقدر ما تكون مختلفاً معي تكون بنظري جميلاً، ولا يجب أن يطول اليوم أكثر، وتستحقّ جغرافيتنا أفضل ممّا رسم لها، لكن لم يسمع أحد هذيانهم في حضرة الموت، حينها ولدت الصفحات قصيدة من الدم، وأعتقد الفضح والانتقاد يؤدّيان إلى النتيجة ذاتها. 
      
      

    “.. ألعن الألوان، أبا الألوان، وصانع خلق الألوان، أصفر موت، أخضر موت، نزاع، خلاف، كراسي، سلطة…”.

    ·       ماذا قصدت بالألوان؟ وما قصّتها؟

    هي انقسامات وإيديولوجيات تفرّق الناس، لتعود كلّ ملّة إلى تابوتها الخاصّ ليقول “أنا الأفضل أنا الأنصع” بالرغم من إننا في مواجهة على تخوم القرف، لكن هذه الحقائق مثقلة بضريبة وجودنا المقتبس من تلك المرجعيات التي شيّدناها بأنفسنا. 
      
      

    ·       انتقدت روايتك بالسرد القصصي الكثيف. هل مهمة الراوي – كتابياً – فقط أن يسرد الأحداث؟

    السرد، هو تبئير أفعال ورواية أحداث، يقوم على ركيزتين أساسيتين، الأولى: البناء القصصي، أيّ وجود قصّة، تُحكى وتُسرد، أما الركيزة الثانية: وهذه القصة تروى بطريقة ما، ويسمّى سرد لأركان النصّ، أيّ بوجود طرفين، هما شخص يسرد وآخر يروي. علاقة الراوي بالمروي والتبئير يحتمل تفاعل القارئ وأيضاً الراوي الكلي والجزئي، وليس كلّ عمل نكتبه يكون كامل الأركان. 
      
      

    ·       هل كانت شخصيات الرواية قوية أم ضعيفة لغة وحواراً وروحاً سيكيولوجياً؟

    حاولت في أن تكون شخصيات الرواية مستقلة عني، لكني تأثّرت بهم، وأثّروا فيّ، بقدر أفعالهم وأدوارهم، مثلما يقول فرويد “الروائي خالق صغير”، حاولت أن أكون أباً مُنصفاً، ونتيجة الأحداث كانت لكلّ شخصية إرهاصاتها الخاصة، والتفاصيل الصغيرة هي التي شكلت ماهيتهم السيكولوجية، ليبدوا كم هم في الرواية. 
      
      

    ·       العدوّ عنصر مهمّ في الرواية. لم غيّبت هذا العنصر في الرواية؟ وماذا كان بديلك له؟ 

    تمّ تغييب وتهميش العدوّ وبدراية، أيّ لم أركّز على شخصياتهم، ولم أصف ملامحهم، لكنهم كانوا بأذهان الشخصيات بأفعالهم وسلوكهم واستبعادهم مشهدياً، هو يقابل نفيه، وإنكارهم لوجودنا جغرافياً وانتمائياً. 
      
      

    ·       ما آخر أعمالك في عالم الرواية والشعر؟

    تحت الطبع رواية (هيْمِن تكنّسين ظلالك)، وبين هيمن والأوتاد هناك ثلاثية فوضى الفوضى وتسعة عشر عاماً. سوف تطبع هيمن في دار “مقام” المصرية للنشر والتوزيع. 
      
      
      
    اقتباسات جميلة وأقوال معبّرة، من عدّة فصول، من رواية الأوتاد: 
    ·       بُكارة الجسد فانية، أما بُكارة الروح فليست لك. 
      
    ·       أفاعي من الغبار تصعد نحو السماء، اقترب من النجوم، يحسُّ أنفاسها الدافئة في صدره، يرى السماء عارية في التجاعيد الحرفية للنجوم. (ص 19). 
      
    ·       حبل الأسئلة يلتفّ حول عنقه، سلاحه الوحيد أمام لوحة أصناف التعذيب السوريالية، إيمانه وثقته بنفسه، أوقد قنديل الإرادة قي دهليز الروح” (ص 20). 
      
    ·       وسلكاً دقيقاً عُلّقت عليه صور آپو، البارزاني، الطالباني، شفان بلحيته الكثّة، وكأنه ينادي بمعزوفته ويدعو القادة للوحدة، وعندما سأله عن سعر الصور، أجاب الرجل بدون اكتراث: 
    –         ديناران، ديناران، خمسة دنانير. 
    وأشار بيده إلى صورة آپو: 
    –         ولم هذه أغلى؟! 
    ابتسم البائع من تحت شاربيه: 
    –         لأن هذا يطالب بكوردستان، وهؤلاء بالحكم الذاتي. (ص 55). 
      
    ·       نحن نبيع الكلام والشعارات، وتُقاس الوطنية بمقاسات سراويلنا؛ لأن من بين كلّ الكائنات، البشر وحدهم يرصدون أموالاً طائلة وأرواحاً كثيرة يزهقونها، يسمّونها الحرب، من أجل الوصول إلى غاياتهم، إنهم سيدفعون المحرّرين في الجرائد؛ ليسلّطوا سيوفهم على رقاب الحقيقة، إنها الحرب من أجل الفوز بالسلطة، لا يخجلون، كلّ السفالات مُباحة في السياسة، والكتّاب المأجورون هم سفلة حقيقيون، ليقولوا: إن الحزب الأصفر على حقّ، أو الأخضر على حقّ، وبذلك ترتفع أصوات أبواقهم. (ص 59). 
      
    ·       وما بالي أرى في اللوحة جرح وطني في خاصرة آسيا؟ ينزف دون أن يشعر به الجسد، وينظر إلى خاصرته لا مبالياً، بلد الأنفالات، والهجرة، وكمّ الأفواه، والاغتيالات، والقيادات، والأفكار، والجميع موثوقون إلى كراسيهم بحبالٍ فولاذية، والأحزاب المشطورة ضدّ بعضها البعض، تطلّ برؤوسها على أشلاء هذا الجسد. (116). 
      
    ·       المتّة المنقوعة، ويسكي الفقراء. 
      
    ·       في الصبح لا أعرف كيف تمّ إزالة اسمي من لائحة الفرز؟ وأنت تودّين أن تعلني حبّنا أمام ستمائة رفيق ورفيقة. 
    –         لا… لا. سيقومون بتصفيتنا الجسدية؛ بحجّة محاكمة المفاهيم. (ص 156). 
      

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…