حاوره: هجار بوطاني
في غربة حزمت كل آلامنا كان لنا هذا اللقاء مع الصحفي والإعلامي سليمان كرو، هذا الرجل الذي ضرب الأرض رحيلا من هول نظام استبد بالشعب طوال سنوات من الحكم. الصحفي الذي تلعثمت الكلمات في ثغره وهو يقف على ناصية أحداثها
من هو سليمان كرو ، وماهي حالته الاجتماعية ….؟
سليمان محمد كرو هو امرؤ طموح ولد يوم 10 آذار عام 1969 في قرية شاوك ، منطقة تل أبيض (كري سبي ) التابعة لمحافظة الرقة وتبعد عن مدينة كوباني 40 كم ، امرؤ عانى من تدوين اسمه في السجلات السورية الرسمية سبعة عشر عاما، متزوج و أب لولدين (فاضل 19 سنة، بهنام 9 سنوات (ومقيم مع أسرتي في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق بصفة لاجئ معترف بنا من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لم يتمم دراسته الجامعية للظروف المادية الصعبة والاعتقال السياسي
كل إنسان له إلمام ما وعلاقة ما، هلا حدثتنا عن علاقتك بالصحافة …..؟
علاقتي بالصحافة كعلاقة الروح بالجسد فإن ابتعدت عن الصحافة فقدت الحياة واليوم الذي لا أكتب فيه مقالا ً أو نقدا ً سياسيا ً أعده خسارة تناسلت من ساعات وجودي كصحفي
متى بدأت العمل الصحفي وبمن تأثرت من الصحفيين…………..؟
منذ طفولتي كانت لي اهتمامات أدبية وصحفية وحتى سياسية لذلك انتسبتُ لشبيبة خالد بكداش عام 1981 وللحزب الشيوعي السوري 1982. اُعتقلتُ لأول مرة 1982 بالصف الأول الإعدادي من قبل قسم مخابرات أمن الدولة بتل أبيض لكن ل ساعات، بدأت العمل الصحفي عام 1987 من خلال أول قصيدة لي أو نستطيع أن نعدها خاطرة بعنوان (أغنية لنا) نشرت في جريدة تشرين السورية ثم عملت كمراسل لجريدة نضال الشعب في محافظة الرقة . بين عامي 1987 ـ 1995 ، هذه الجريدة كانت لسان حال الحزب الشيوعي في سوريا أما عن التأثير الصحفي، فلقد كان للصحفي السوري الكبير وليد معماري وكذلك الأخ والصديق إبراهيم اليوسف ، هذان الصحفيان كان لهما تأثير كبير علي ّ ومن خلال كتاباتهما استمد قلمي جرأته وصوته الإعلامي ولا أنكر دور البدرخانيين في تعزيز انتمائي القومي والوطني .
ماذا عن عملك في الإعلام .؟
عمد الكاتب والصحفي إبراهيم اليوسف إلى تأسيس أول مؤسسة مهنية إعلامية كردية سوريا فوجدتها الحاضنة الثقافية الوطنية قبل أن تكون مهنية حُرة. أما عن تأسيس نقابة صحفيي كردستان – سوريا فقد جاءت الفكرة من قبلي نتيجة لتعدد الأُطر الصحفية والإعلامية الكردية وما كان إلا أن نطرح فكرة بجمع هذه الأطر في الجسد الواحد واحدة وقد لاقت الفكرة الترحيب والتشجيع من الزملاء الصحفيين والإعلاميين وكذلك لاقت الدعم المادي والمعنوي من حكومة إقليم كردستان العراق وخاصة من معالي وزير الثقافة والشباب الدكتور كاوا محمود. ولكن الحالة الحزبية فرضت بسطها على الكلمات الحرة لأولئك الأحرار من الإعلاميين حيث شكلت نقابة وتم انتخاب نقيب للنقابة وبروح حزبية ضيقة ما فقدها عامل وحدة الكلمة الحُرة بعدما كان الهدف السامي من التأسيس وضع بنية تحتية صلبة للعمل الإعلامي تتمتع باستقلالية مطلقة حتى تأخذ دور السلطة الأولى وليست الرابعة.
ماذا عن تجربتكم مع جريدة ( كردستان بيتنا ( ..؟ و ِلم َّ توقفت هذه الجريدة ..؟
بعد إقامة الدورات الصحفية والإعلامية من قبل النقابة والتي لاقت نجاحا ً كبيراً عملنا على تأسيس جريدة ومنتدى (كردستان بيتنا) حيث كان عدد المتخرجين 168 ناشطة وناشط إعلامي نجح قسم كبير منهم ليكونوا صحفيين وإعلاميين في دور الصحافة والنشر وفي الإذاعات والفضائيات الكردية وحتى العربية الكبرى. وكان هدف الجريدة هو إيجاد فرص العمل لأولئك الخريجين من الناشطين غير أن الحالة المادية التي مرت بها الجريدة فرضت على وقف صدورها غير أننا سنعمل جاهدين على إعادة إصدار الجريدة في المستقبل القريب وهناك نقطة لا بد أن أنوه لها وهي أنني كنت الممول الوحيد للجريدة.
انطلقت الثورة السورية وكنت من أوائل الإعلاميين الذين وقفوا مع الشعب في إعلاء كلمة التغيير
لنظام الحكم هل تحدثنا عن مواقفكم الثورية وما هو سبب هجرتك وأسرتك خارج الوطن …..؟
الثورة شعور لازمني منذ فطرتي وطفولتي وكبر هذا الشعور مع انتمائي للحزب الشيوعي، هذا الحزب الذي
استمددت منه القوة الفكرية والثقافية لمحاربة الفوارق الطبقية بمجتمعنا السوري وأيضاً رفض سياسة التمييز العنصري الذي مارسهُ حزب البعث و العصابة الأسدية تجاه الشعب الكردي وقضيته العادلة والتي مازالت تشكل أهم أسباب تعلق الإنسان الكردي بالسياسة والحياة الثورية وأجزم بأنهُ لم ولن يتخلى عنها لطالما يرى نفسهُ مواطن درجة ثانية على أرضهِ التاريخية و المقسمة حسب اتفاقية سايكس بيكو الإجرامية بحق شعبنا الكردي وهنا لا بُد من التأكيد بأن خارطة الشرق الأوسط الجديد لم ولن تنعم بالأمن والسلام إلا بحل القضية الكردية واستقلال كردستان هذا على الصعيد العالمي أما على الصعيد السوري ستبقى الأزمة في ديمومة ٍ طالما هناك نظام ديكتاتوري ومعارضة تلبس ثوب النفاق السياسي والحل الوحيد في حل الأزمة السورية هو بناء دولة تستوعب كل المكونات الشعب السوري في ظل نظام فيدرالي وغير ذلك ستكون سورية أمام تقسيم حتمي أما عن هجرتي وأسرتي لخارج الوطن هي لأسباب تتعلق بمشاركتي في الأنشطة الإعلامية والمواقف السياسية في دعم انتفاضة قامشلي عام 2004 بكل الوسائل والإمكانيات والسبب الرئيسي لهجرتي هو تأييدي لقوى إعلان دمشق هذا التأييد الذي ولَد َّ سخطا ً ونقمة لدى النظام السوري تجاهي واتجاه عائلتي ولكثرة الاستدعاء والترهيب لي ولأفراد عائلتي رحلنا عن الوطن في نهاية 2004
هل من تهديدات تعرضت لها قبل وخلال فترة الثورة السورية…….؟
إن أغلب التهديدات التي تعرضت لها كانت من قوى المعارضة وجماعة الأخوان والتكفيريين ولكن جميع هذه التهديدات باءت بالفشل وذلك من خلال إرادتي وما أتحلى بها من قيم الثورة ولو فرضنا إنهم حققوا مبتغاهم فأن نيران روحي الثورية ستحرقهم ولا بد للأجيال القادمة من أن تحمل مشاعل النضال .
ليتك حدثتنا عن تجربتك الحزبية ثم الاستقالة الدائمة من العمل الحزبي ….؟
إن أول تجربة حزبية لي كانت في بداية الثمانيات القرن الماضي، وقتها كنت مع عدد من الشباب نسعى وراء حزب هادف، يعمل على بناء الإنسان ويحقق وجوده الاجتماعي، يحافظ على كرامته وعزته وقد وجدنا هذا في الحزب الشيوعي جماعة خالد بكداش، طبعا ً هذه التسمية أطلقت بعد انشقاق مراد يوسف وبعض من رفاقه عن الحزب وبقيت مواظبا ً حتى انحراف الحزب عن مساره الثوري ومبادئه السياسية بعدما رفض الانسحاب من الجبهة الوطنية التقدمية بزعامة حزب البعث الشوفيني ونكرانهِ لحقوقنا القومية العادلة في سوريا ومن هذا المنطلق قدمت استقالتي عام 1998 والانضمام بعد ثلاث عشر سنة لحزب آزادي الكردي وأمين عامها مصطفى جمعة، هذا الحزب الذي يحمل نفس الأفكار والمبادئ اليسارية الاشتراكية ولكن بوحدته مع بقية الأحزاب في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا.
في 2014 وبعد تخبط سياسي وخلافات تنظيمية في الحزب الوليد مع عدم استقلالية القرار السياسي قررت مع عدد من الرفاق بوقف الاستمرارية وتأسيس حزب التآخي الكردستاني الحر تحت شعار (بالتآخي الإنساني والقومي والوطني سنعمل معاً لبناء الإنسان والوطن الكردستاني الحُر) غير أن هذا الحزب بعد عدة أشهر من تأسيسه توحد مع حزبي آزادي تحت أسم حزب آزادي الكردستاني وبعد ذلك بفترة وجيزة استقلتُ من الحياة الحزبية بعد قناعة تامة بانحراف معظم أحزابنا الكردية السورية عن نضالها السياسي القومي والوطني العام وتحولها لمجموعات تعمل وفق أجندتها
لقد وقفت إلى جانب الثورة ودافعت عن ثوارها ولكن بعد مضي عام بدأت بالنقد اللاذع للثورة …….؟
. بعد عدة أشهر من الهتاف والمطالبة بتغيير نظام الحكم في سورية بدأت الجماعات الإسلامية بالتسلق على جسد الثورة واستلام البعض منهم زمام القيادة وانصياعهم المذل لمطالب الدول الإقليمية والدولية وخاصة تركيا والقطر والسعودية وقفت من الثورة موقف الناقد الأول، لكن بعيدا ً عن الشخصيات الوطنية المخلصة والوفية
هل كان للنقد دور في وصفك بالمشاكس ……؟
سبب وصف البعض لي بالمشاكس نابع عن إيماني بالقضية أي كانت وإبداء المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحقيقة لدي تعتبر العمود الفقري لذا أجد نفسي هدفا ً لسهام تجار الوطنية، أولئك المتسلقون على دفة القيادة السياسية منها والثقافية.
يقال أنه تم ترشيحك للعضوية في مجلس الشعب، أتمنى لو أخبرتنا عن عدم نجاحك في هذه الانتخابات ……؟
بعد عضويتي في هيئة تحرير جريدة نضال الشعب بين عامي1997-1995 تم ترشيحي من قبل الحزب لعضوية مجلس الشعب عن قائمة الجبهة الوطنية التقدمية لمحافظة الرقة، دورة1993 إلا أنني كنت أول الراسبين و بكل قوائم تلك الجبهة والسبب في رسوبي هو كلماتي في الحملة الانتخابية والتي تتلخص في إلغاء الطائفية السياسية والاعتراف بالقضية الكردية والسماح للشعب الكردي في تقرير مصيره وأن يكونوا الكرد لهم كافة الحقوق المشروعة على رقعة الجمهورية السورية.
ماهي المهام التي وكلت إليك خلال فترة عملكم في الصحافة وفي التنظيم السياسي …..؟
مؤسس ورئيس اللجنة التحضيرية لتأسيس نقابة صحفيي كردستان سوريا 2013 –
عضو نقابة صحفيي كردستان العراق والاتحاد الدولي للصحفيين IFl-
مدير القسم الكردي في فضائية سوريا الشعب – سابقاً
مُعد ومقدم برنامج صوت الحرية (دنكي آزادي (اليومي المباشر باللغتين الكردية والعربية على فضائية سوريا الشعب لمدة سنة وشهرين من 2011 – 2013 –
مُعد ومقدم برنامج روناهيا روج ئافا (نور كردستان الغربية) المباشر على فضائية هولير لمدة 11 شهر ما بين عامي 2013 – 2014 . –
. – صاحب امتياز ورئيس تحرير جريدة و منتدى) كردستان بيتنا)
أستاذ إعلامي بالمعهد العربي للتنمية والمواطنة البريطاني ـ فرع أربيل
مؤسس ورئيس حزب التآخي الكوردستاني P.B.K. –
عضو سابق في معظم هيئات المعارضة السورية منذ عام 2000 . –
ماذا عن كتاباتكم الأدبية والسياسية وما عن مشاريعكم المستقبلية ………؟
لقد كتبت كل مذكراتي في كتابين الأول ساخر تحت عنوان (الحب بالدولار) فيه كل تفاصيل حياتي وبالدقة التامة والكتاب الثاني سياسي بحت يتلخص في جميع آرائي ومقالاتي السياسية
هل من كلمة أخيرة ………..؟
أشكركم من القلب أتمنى لكم النجاح الدائم مع الأماني أن نعمل سويا ً بفكر واحد لنقترب سويا ً من يوم الحرية
حرية شعبنا ووطننا الشامخ
28 أيار 2019