جيهان شيركو/ أربيل
تل قصرا (1) هو أحد التلول الأثرية الكبيرة التي تقع في الشمال الغربي من قلعة اربيل ، في ناحية (عينكاوه) التي تبعد بحدود 4 كلم عن محافظة اربيل اقليم كردستان .
يقع تل قصرا في الجهة الشمالية الغربية من عينكاوه شرق كنيسة ماركوركيس ، تبلغ مساحته الحالية بعد التجاوز عليه بحدود 1250م2 على شكل دائري قطره بحدود 40م ، ويرتفع عن المنطقة المجاورة له بحدود 5م ، ذو حواف منحدرة بصورة حادة .
كان التل يستخدم كمقبرة لدفن الموتى في عينكاوه لغاية عام 1960م ، سُجل هذا الأثر من قبل مديرية الآثار العامة عام 1945م ، تحت اسم قصر (مقبرة عين كاوه – تل) ، واعتبر منذ ذلك الوقت موقعاً اثريًا ، لكن مع الأسف على الرغم من ذلك تم التجاوز على التل من قبل أهالي عينكاوه والجهات المسؤولة ، هذا التجاوز شمل الشوارع ، الكنيسة ، البيوت ، لم يبقى منها سوى المساحة المحاطة بسياج حجري (2).
القسم الأكبر من المساحة أزيل عند قيام بلدية عينكاوه بتنفيذ شارع على شكل حرفT عام 1967 بين التل وكنيسة ماركوركيس المبنية على القسم الغربي منه .
أذكر بهذه المناسبة أنني قرأت عن بيت صغير في ڤيينا ، كان عمره بضع مئات من السنين ، قررت البلدية إزالته لإقامة صرح عصري ضخم مكانه ، ولكن المظاهرات قامت في كل مكان ، رافضة هذا المشروع ، وطالبوا بإقامة الصرح في مكان آخر ، كان ذلك عام ألفين ميلادي بالضبط .
أما هنا .. فإنه يدهشني أن العامة والجهات المسؤولة يتبارون في إتلاف تراث هو أغلى حتى من الذهب .
يعتقد اهالي عينكاوه الذين التقيت بهم ان هذا التل اكتسب إسمه لوجود قصر لأمير كان يحكم المنطقة ، وقد كتب د.يوسف خلف رئيس بعثة التنقيب في تل قصرا ” من المحتمل إن التسمية جاءت ربما بسبب كونه مخيما عسكريا وربما كان موقع قصر لقائد حظي برتبة عسكرية كانت تسمى كصرkisir أو رب كيصير rab kisri أي آمر المجموعة ، وهذا مجرد افتراض .. ” .
– الذهاب إلى عينكاوه
اقلني الباص إلى عينكاوه حيث يقع تل قصرا ، طوال الطريق كنت افكر بعينكاوه حيث يرجع تأريخها إلى قدم تأريخ مدينة اربيل ، ولماذا عينكاوه على بعد هذه المسافة من قلعة اربيل بالذات ؟ لماذا اختار اهالي عينكاوه العيش في هذه المنطقة دون سواها ؟ وهل لخصوبة الأراضي علاقة بهذا الاختيار ، ربما هو سر من اسرار الآلهة الأربعة نرجو أن تكشف الأيام عنه .
وقف الباص قرب المتحف السرياني محلة دركا ، نزلت ثم سرت بعض الخطوات ، حيث ظهر التل من بعيد ، بمظهر بسيط ومتواضع ، لا يكاد يشي بما يختزنه تحت طبقاته من توالي الأحداث والدهور ، واصلت سيري إلى ان وصلت موقع تل قصرا الذي كان محاطا̎ بسياج حجري(3) ، عند حافة التل لوحة مكتوب عليها معلومات قيمة عن تل قصرا بعد ان اكملت قراءتها ، ودونت محتوياتها توجهت إلى أعلى التل ، كانت آثار التنقيبات ظاهرة ، حفر على شكل مربعات واثار بعض القبور وبعض العظام المتناثرة.
عندما وصلت قمة التل كان كل شيء ساكناً ، نظرت إلى كل الجهات ، كانت كنيسة ماركوركيس(4) امامي ومزار مارت شموني والمتحف السرياني (5) من خلفي ، بقية الجهات شوارع وبيوت قديمة تحيط بتل قصرا ، كانت رائحة الأرض الندية تملأ المكان ، توقفت قليلاً ، مأخوذة بهيمنة المكان وتأثيره على نفسي .. أغمضت عيني لبرهة ، وانتابتني رغبة جامحة في أن تمسك بي قوة غامضة ، لتطيح بي الى غابر السنين ، فأعيش في كنف هذه الحضارة الرائعة ، التي سادت يوماً ما ، فكانت ملء السمع والبصر ، هذه هي تل قصرا ، وهذه عينكاوه ، وهناك أربائيلو ، وللحظات .. انتابتني رعدة شديدة هزت كياني ، وارتعشت لها أطرافي ، اذ أحسستُ انني أقتحم عالماً لاذ بالهدوء والسكينة منذ آلاف السنين ، بعد أن أدى رسالته بما له وعليه ، وها أنذا يدفعني عشقي القديم وفضولي المتجدد الى أن استنطق الترب والحجر.
نزلت من فوق التل ونفسي مترعة بالكثير من التساؤلات عن هذا المكان الذي يلفه الغموض ، وتكتنفه الأسرار .
قررت القيام بجولة داخل عينكاوه لعلي اجمع معلومات تشبع فضولي … توجهت الى الكنيسة فالتقطت لها صوراً من داخلها .
وفي الجهة الشرقية للتل رحب بي الاستاذ ( جرجيس شمعون) واخبرني بنبرة تطفح بالأسى :
” التلة كانت اكبر من هذه المساحة ، الشوارع قطعت تل قصرا من كل الجهات ، كنت في صباي اصعد مع الاصدقاء إلى القمة وننزل بالدراجات ، ولم اشاهد آثاراً قديمة بل كانت مقبرة عينكاوه ومنذ زمن أجدادنا معروف بأن التلة قصر لأمير المنطقة ” .
بعدها توجهت إلى الجهة الخلفية للتل.. كان هناك صف من الطابوق ظاهر للعيان وحفر صغيره في الجدران ، تمعنت فيها كثيرا (6)، ربما كان هو السور الذي يحيط بالقصر، كنت مذهولة من رؤية هذه الآثار عن قرب ، وتمنيت ان اظل بقربها وتخيلت العمال الأقوياء الذين وضعوا هذه القطع من الطابوق دون أن يخطر لهم اني سوف أكتب عنها يوماً ما بعد آلاف السنين ، اصطخبت في أذني صدى اصوات أولئك العمال ، ومحاولاتهم العنيدة والصبورة في زحزحة هذه الأطنان من الحجارة التي سوف تخلد جهدهم وتفانيهم،بعدها التقطت صوراً للتل من كافة الزوايا لاحتفظ بها في ارشيفي .
عبرت الشارع ودخلت مكتب فهمي للعقارات وسألت الاستاذ (حكمت بهنان) عن التل فأجابني مشكورا ” التل كان قصراً لأمير المنطقة وفي أربعينات القرن الماضي تم اكتشاف الكثير من الاثارالقديمة من قبل مديرية الاثار العراقية ، كانت تضم مقبرة عينكاوه وفي مزار مارت شموني ايضا̎ توجد مقبرة اخرى قديمة “.
بعد ان ودعت الاستاذ بهنان .. توجهت إلى مزار مارت شموني لرؤية المزار ومقبرة الغرباء التقطت مجموعة من الصور .
اثناء زياراتي التقيت بالعديد من اهالي عينكاوه من بينهم الاستاذ (حبيب لوقا نباتي 7 ) والذي
سألته سؤالا كان يراودني كثيرا̎ … وهو لماذا لايعرف أحد اسم الأمير اوالقائد العسكري الذي سكن هذا التل ؟ فأجاب ضاحكاً:
” لو سألت اي شخص الآن عن اسمه الخماسي لوجد صعوبة في ذكره ، فما بالك باسم يعود تأريخه إلى 4500 ق.م .؟ … لكني تساءلتُ ولماذا اذا نتذكر اسماء سنحاريب و اشور بانيبال وسميراميس بعد آلاف السنين ؟ وبعد مناقشة حامية .. شكرت الجميع وانصرفت مودعة .
كنت سعيدة لأني اتنقل فوق أطلال شوارع رومانية اكتشفت حول تل قصرا ، ولا اعلم لماذا كلما كنت امر في محلة دركا كنت احس بأن بوابة كبيرة كانت موجودة هنا تطل على الموقع ، وسلالم حجرية كثيرة يتوجب الصعود عليها للوصول الى القصر ، وعلمت من السكان ان هناك مساحات من الاراضي حول التل تنخفض بأستمرار وهذا يؤكد أن اثاراً موجودة تحتها لم تكتشف بعد ، على أمل تنقيبات مستقبلية تشمل كافة مساحة التل وما حولها ، ربما سيعثر على الواح مكتوبة تكشف لنا عن معلومات مهمة كاسم الأمير أو القائد العسكري للقصر ، كما حصل مؤخرا في قصر شمامك التي عثر فيها على الطوب المنقوش عليه اسم الملك أدد نيراري الأول مؤكدة وجود قصرفي كاكزو يعود إلى صاحب العرش الآشوري(8) .
اسأل نفسي دائما لماذا هجر السكان العيش فوق التلال ( تل قصرا ، تل قالينج اغا ، تل كلك مشك ،… ) هل للعيش في مكان افضل ؟ ، ام اندلعت حرب طاحنة او تفشى مرض خطير.. فتبعثر السكان وتشتتوا في أماكن أخرى ..؟
– شكل تل قصرا قبل آلاف السنين ..
يظهر لنا الكشف الموقعي على التل في 18/9/1945 بأن ” التل كان عبارة عن مرتفعين متلاصقين وان الكنيسة الحالية كانت مبنية على جزء من التل ، أما الان فلا يوجد أثر للتل الآخر ، حيث تم أزالته بالكامل ” .
كنت اريد ان اعرف شكل تل قصرا قبل آلاف السنين ، قبل فتح الشارع فيه وتقسيمه إلى شقين وإزالة القسم الملاصق لكنيسة ماركوركيس لم اعثرعلى اي صورة ، ولكن الأستاذ فاروق حنا مدير متحف التراث السرياني سابقا تمكن من رسم وتخطيط صورتين توضيحيتين ومن جانبين مختلفين لتل قصرا وبناية كنيسة ماركوركيس والبيوت الطينية في عينكاوه .
وفي مقابلتي مع الاستاذ فاروق شرح لي كيف كان شكل تل قصرا ” كان التل عبارة عن مرتفعين متلاصقين وبناية الكنيسة كانت مبنية على الشمال الغربي منه ، مع مرورالزمن ونتيجة الانحراف المستمر للتربة لم يبق أثر للتل الصغير (9) .
وفي بداية الستينيات من القرن الماضي ، تم ردمه لفتح الشارع فيه بآليات الحفر الحديثة . يتذكر كل من شاهد التل قبل فتح الشارع فيه وتقسيمه الى شقين كيف كان انحداره وميلانه بإتجاه بناية الكنيسة واضحا̎ وصولا̎ إلى شرقها ، والتي كانت مقبرة داخلية ضمن سياج بناية المبني بالحجارة على جزء من التل ، يتم الصعود اليها من داخل بناية الكنيسة.. وتم إزالة بقايا التل من جانب بناية الكنيسة ، وضم ارضيته اليها وتم تسييجها لاحقا̎ ، وضاع جزء كبير منه دون اجراء اي تنقيب ، ولربما ضاع معه الكثير مما كان يمكن أن يدلنا على ماضي قريتنا وتأريخنا “.
– العثورعلى آثار حول تل قصرا وفي مسافات متباعدة ..
على بعد مسافات مختلفة من تل قصرا عثرعلى آثار من قبل أهالي عينكاوه اثناء عملية البناء ، وهذا يدل على وجود بقايا مدينة ، مكان سكن وعمل لمجتمع بأكمله ، مع قصر قديم على تل كبير.
ذكر لي الاستاذ كوركيس يعقوب اوستا راوندوزي
” في المنتزه الصغير المقابل لدارنا عند الحفر لسنتيمترات قليلة ظهرت آثار عدد من التنانير، قطر فوهة كل تنور90سم ، ويبعد كل تنور عن الآخر مسافة متر، ذو حافات فخارية وحولها رماد ابيض ، وبالقرب من التلة ، وخلال اعمال البناء في بيت اختي حفرنا حفرة بعمق 10م للصرف الصحي عثرنا على نفق قطره مترين يذهب باتجاه تل قصرا فتوقفنا عن الحفر ، يستخدم الآن للمياه الثقيلة ، وكنت اسمع من أجدادي بوجود نفق من تل قصرا باتجاه مزارمارت شموني ، ومن هناك يوجد نفق اخر باتجاه قرية كزنه ، لا احد يعلم الكثير عن هذة الأنفاق، وقد كانت تستخدم أيضا̎ من قبل الأهالي كملجأ للاختباء من هجوم العصمليين ” .
عثر أثناء الحفريات وفي مناطق مختلفة من عينكاوه على الكثير من الأنفاق تربط أزقة ومحلات عينكاوه ببعضها ، والظاهر أن دائرة الآثار لم تهتم بها كمثيله المكتشف قرب مسجد شيخي جولي التاريخي في اربيل.
وعن عمر هذه الاثار المكتشفة ذكر الاستاذ كوركيس بأن الاستاذ أمير حنا شابو اخذ عينات من هذه المكتشفات فخار وقطعه ذهبية وطابوقة من كنيسة مارعودا الأثرية إلى هولندا وبعد الدراسة تبين ان هذه الآثار عمرها يزيد عن ألف عام .
– تل قصرا في رواية عمكا للأستاذ سعدي المالح ..
كتب الاستاذ (سعدي المالح) في رواية عمكا وصفا دقيقا لما حدث كيف تم شق الطريق فوق هذا الأثر ، وكيف أجهش بالبكاء حين أزيل بيته ، ولولا رواية عمكا ما كنا عرفنا مجريات الأحداث ونقتطف مما كتبه :
” كانت علامات حمراء رسمت ، منذ سنوات على أسطح بيوت كثيرة وجدرانها على شكل خط مستقيم من غرب القرية إلى شرقها تحدد موقع شارع جديد مرشح للفتح .. ” …
هذه التلة التاريخية تعود في الأقل لسبعة آلاف سنة ، إذ اكتشف الآثاريون في طبقاتها هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال، تعود لمختلف الحقب الزمنية منذ مرحلة تل العبيد ، ….
لقد رقد هنا على رجاء القيامة او دون رجاء ، كل الذين تعاقبوا على هذه البقعة من الأرض من السوبارتويين والآشوريين المؤمنين بالإله آشور والإلهة عشتار وأحفادهم المؤمنين بالمسيح منذ ألفي سنة وربما آخرين، يهود وفرس وميديين، من يدري؟ مئات الآلاف دفنوا في هذه التلة وباحة الكنيسة المجاورة ” .
ما هي الحضارات التي عاشت في تل قصرا ؟ هل كان يمثل في السابق قصرا̎ ؟ ما هي الادلة ؟
لمعرفة ذلك تجب دراسة نتائج التنقيبات التي ربما ستجيب على بعض من هذه الأسئلة .
- التنقيبات في تل قصرا ..
قامت جامعة صلاح الدين – قسم الاثار خلال اعوام 2004-2005-2006-2007-2008 بإجراء عمليات التنقيب . وكانت البعثة برئاسة السيد د.يوسف خلف عبد الله، وعضوية السادة د.عبد الله خورشيد قادر ، د.نعمان جمعة ، د. نرمين حمد أمين ، د.احمد ميرزا ،.السيد مهدي جلال ، وعدد من الآثريين .
تم اختيار مساحة من الجناح الجنوبي الشرقي للتل للتنقيب الأفقي ، مع مقطع دراسي و مقطع ثانٍ في الجزء الشرقي لتوضيح وتمييز الأدوار الحضارية . تم الكشف عن اربع طبقات ومجموعة من اللقى الأثرية تدل على ان الموقع كان مسكونا خلال عصور زمنية مختلفة في فترات تأريخية متقطعه.
اثار معمارية في تــل قــصــرا
– الطــبقـــة الأولـــى :
بعد الوصول إلى عمق 1.5م عثر على إعداد من الحصى الكبيرة مع بقايا لموقد بسيط يجاوره أربعة صفوف من أربعة حجارات مرصوفة على نسق واحد وأسس لبناء لم يبق منه شيء ، مع دلائل غير واضحة لكتلة من اللبن ، وربما يعود سبب فقدان هذه الأسس لأنها تمثل الطبقة الأولى والتي تعرضت إلى النهب والتدمير من قبل السكان المجاورين بعد مغادرة ساكني القصر، ومما يعزز هذا الرأي هو ان سمك هذه الأسس 122سم (10) وقياس الطابوق (38×38×5)سم ، وهذا يعطينا التفسير المنطقي لتسميته بالقصر ،
ويضاف إلى ذلك ان هذه الأسس وبهذة المتانة تعطينا انطباعا بأنه بناء ذو أهمية في ذلك الوقت ، هذا إذا ما علمنا ان القصور المكتشفة في آشور ليست اكثر متانة من هذه الأسس مما يعزز رأينا بان هذا البناء له علاقة وثيقة بالفترة آلاشورية .
اهم معثورات هذة الطبقة تنور قطره 90سم وارتفاع الجزء المتبقى منه 25سم و بقايا مخزنين من الطين لحفظ الحبوب ومخيط من العظم ومِرْوَدٌ عاجي بطول 13سم (11) .
كنت افكر في هذا المرود الذي عثر عليه في تل قصرا ، فالقطع العاجيه لا يملكها سوى الأمراء والملوك ، فهل هذا يعني بأننا عثرنا على مرود الملك أو زوجته اللذيْنِ سكنا في هذا التل ؟ ربما توجد المكحلة ايضا̎ في مكان ما ولكن لم يعثرعليها بعد ، ام لعلها ضاعت عندما تم نقل أنقاض التل إلى خربة عينكاوه الاثرية .؟ ، سوف اذهب لاحقا̎ إلى المتحف لرؤية هذا المرود .
بعد الانتهاء من تنقيب الطبقة الأولى وجد اكثر من أرضية اختلفت في مستوياتها عن الأخرى، ربما هذا ناتج عن الترميم المستمر أو بسبب الانحدار للتل .
كانت معاثر الطبقة الأولى (12) وملتقطاتها، اقرب إلى العصرالآشوري الوسيط 1365-911 ق.م .
– الطــبقـــة الثـــانيـــــة :
تم الكشف عن وحدتين بناء تتميز بأسس جدران من اللبن نستنتج من سمكها بأنها تعود إلى بناء مهم وكبير ، في قسم منها مقطوعة بسبب القبور الحديثة ، ومبني بعضها فوق أسس من الجص والطين وتميزت بعض الحجارة بأنها كبيرة الحجم (13) بشكل لافت للنظر اذ إنها تعطينا سببا مقنعا بأن هذة الحجارة كانت تعتبر أسسا قوية لبناء ضخم كان يقوم فوقها ، يبلغ حجمها احيانا
(30×20×20)سم ، حيث إن بعضها ربما يزن مابين 50-60 كغم .
احتوت الوحدة البنائية الأولى …على بقايا جدار مبني في بعض أجزاءه على أسس من الحصى المخلوط بالطين وبعرض 165سم ومرفقين بناء .
أما في الوحدة البنائية الثانية .. فقد كشف عن بقايا ثلاث مرافق بناء ، وعثر تحت أسسها وأرضيتها قناة للمياه الثقيلة (14) ممثلة بمجرى ذو فرعين يلتقيان عند نقطة يصب فيه خارج الدار ، و ينحدران من الجهتين الجنوبية والشرقية.
المجرى الأول معمول بالحصى الكبير ويبلغ طوله في الضلع الجنوبي 135سم ويعلوه ثلاثة صفوف من الطابوق، وتختلف قياسات وأشكال هذا الطابوق ، أما المجرى الثاني والذي يمتد إلى نقطة لقائه بالمجرى الأول ، فقد بلغ طوله المكتشف 220سم ، ان وجود هذا المجرى وبهذة الترتيبة المهمة يعطي الدليل على ان هذا الموقع كانت تستوطنه شخصية مهمة وربما حاكم المنطقة وهذا البناء ربما يكون قصرا كبيرا جرى التجاوز عليه .
ما عثرعليه من معاثر الطبقة الثانية ، يمكن اعادة تاريخها إلى العصر الاشوري الوسيط وربما إلى بدايته ونهاية العصرالاشوري القديم الذي يعاصر ويقابل العهد البابلي القديم 2000– 1594 ق.م.
– الطــبقـــة الثــالثـــة :
تم اكتشاف جدران هذه الطبقة في المربعين A-B4 وكانت بدورين ، وقد اظهر التنقيب
في المربع 2B. ان الجدران قد نالت عناية خاصة تدعو للتساؤل ، فقد بنيت الجدران باللبن المستطيل (40×26×10) سم ودعمت تلك الجدران بجدار اضافي اقل عرضا ، أسُسُه مشيدة بالحجر .
ما عثرعليه من معاثر الطبقة الثالثة (15) يمكن اعادة تاريخها إلى عصر الوركاء (الفترة المتأخرة).
– الطــبقـــة الــرابعـــة :
كانت جدرانها مبنية بالطين الاحمر الصلب ، وبتتبع تلك الجدران ظهر انها تعود إلى بناية دعم ركنها الجنوبي الشرقي ببرج دائري. وقد ارتبطت به إضافة بنائية متدرجة .. بعدها توقفت التنقيبات ، عثر على العديد من اللقى الفخارية وادوات حجرية وكسرة من مثقب عظمي صغير(16).
– فـــــخـــار تــــل قــــصـــرا :
للفخار دور مهم في الدراسات الأثرية وكإحدى الشواهد الهامة لتوضيح مراحل تطور المجتمع وطرق معيشة الأنسان في العصور القديمة ، لذا سأبين بعض كسرالفخاريات المكتشفة من قبل فريق التنقيب حتى نتعرف على المراحل التأريخية التي مر بها التل.
- فخار عصر العبيد 4500 ق.م (17) :
عثرعلى كسرة من بدن آنية جؤجؤية الشكل بزخرفتها الهندسية المعمولة باللون الأسود على سطح الفخار الأخضر، وقوام الزخرفة مثلثات متتابعه تحصر بينها معينات صغيرة ، لها ما يناظرها في فخار العبيد .
- فخارعصر الوركاء 3500 ق.م :
عثرعلى أنواع مختلفة من فخار هذا العصر بأنواعه المختلفة في تل قصرا الجرار المزينة بالاطواق البارزة وزينة أفعى بارزة ، والحافات المحززة والمقعرة السطح والمزخرفة بشكل معينات وخطوط شعاعية وكذلك الزخرفة بالدوائر والخطوط الافقية التي تطوق بدن الاواني الصغيرة .
كان فخار الطبقة الثالثة احادي اللون Monochrome وهذه ميزة من ميزات فخارالوركاء ، كان اللون الجوزي الغامق غالب في التزيين على اللونيين الاسود والاحمر .
عثر في الدورالاول على كسرة من جرة متوسطة تفردت بتزينها باللون الاحمر وقوام زخرفها مربعات صغيرة ، وفي الدورالثاني عثرعلى كسر قطعتين جؤجؤيتين اقتصرت الزينة فيها على خط احمر في منطقة الانحراف ، ولم يعرف المنقبون سر الزخرفة بهذا اللون فقط الاحمر (18).
وكانت الوفرة في الفخار المطلي Slipped باللون الاحمر والرمادي ويتميز بعضه بكونه مدلوكا بعناية فائقة مما يجعل سطحه صقيلا لماعا Burnished وان اقرب المواقع الشائع فيها هذا النوع من الفخار هو موقع قالينج اغا في اربيل ، وقد تميزت كسرة من هذا النوع بندرتها كسرة خضراء اللون رقيقة المقطع لايتجاوز سمكها 0.2-0.3سم ، فهي من الفخارالمسمى بفخار قشرالبيض Egg Shall Ware .
- فخارعصر السلالات 2800- 2370 ق .م ..
عثرعلى العديد من الكسر المزينة بالأطواق البارزة والنقوش المعمولة بالحز التي شاعت في اشور في عصر فجر السلالات السومرية ، وعثرعلى كسرة من حافة حب ، مزينة بطريقة الباربوتين بشكل أفعى مرقطة تمد رأسها إلى الفوهة ، و حامل جرار فخاري، قاعدته مفقودة ، حافته متموجه ولون فخاره اصفر ، طراز هذه الحاملات عرف في آشور في عصر فجر السلالات الثالث .
كتب د.يوسف خلف ” عثرعلى كسرة من الفخار ملونة (19) ادخلتنا في ارتباك لتحديد زمن هذه الكسرة فهي ربما تعود إلى عصرالسلالات أو اقدم من ذلك ، والتساؤل هنا كيف وصلت هذه الكسرة الى هذه الطبقة ؟ وهل هي بسبب عوامل التعرية أو التبادل التجاري أو ان الآشوريين قد شغلوا مستوطنا سومريا مهجورا، والجواب ستعطينا اياه التنقيبات القادمة في هذا التل ”
وفي السياق ذاته كتب د.طه باقر عن بقايا فخار عصر السلالات في الأجزاء الشمالية من العراق ” في الموضع الأثري المسمى نوزي من منطقة كركوك ( يورغان تبه ) وجدت بقايا أثرية من دور جمدة نصر . أما بقايا عصر فجر السلالات فلم يعثرعليها في هذه المنطقة ، بل نجد المدينة تظهر في العصرالآكدي التالي باسم Gasur ، ولكن أظهر المسح الأثري للتلول الكائنة في هذه المنطقة وجود ملتقطات سطحية كثيرة من فخارعصر فجر السلالات ” .
انا ايضا فكرت في كيفية وصول هذه القطعة إلى تل قصرا ، ولمعرفة المزيد عن هذه الكسرة توجهت إلى كلية الآثار لمقابلة د.يوسف خلف لكن مع الأسف اخبروني أنه خارج البلاد .
وبخصوص مجموعة كسر الأواني ذات الأبدان الجؤجؤية (المقرفصة) الملونة التي عثرعليها في ركام الطبقتين 2-3 المزينة بزخارف هندسية ، كتب د.يوسف خلف ” هذه المجموعة ينطبق عليها وصف الفخارالسومري القديم … وهوالفخارالمتعدد الألوان، يغلب عليه اللون الأحمرو مشتقاته “.
اما هيئة مجلة سوبارتو المتخصصة بالآثار فكان لها رأي مخالف ، فقد كتبت ..
” هذه الطبقات كانت تعود للعصر الخوري – الميتاني ، والفخار المكتشف في هذه الطبقات ينطبق عليها وصف فخار هذا العصر، لأن الفخار المكتشف في كردستان في تلك الفترة كانت تعود للعصرالخوري- الميتاني 1700-1300ق.م. ” .
وقد اكد على ذلك استاذ الآثار د.دلشاد زاموا ” اثناء التنقيبات عام 2004-2005 عثرعلى قرية في الموقع الاثري تل قصرا في عينكاوه تضم آثار خورية ”
- فخار العصر الآشوري …
احتوت ركام الطبقتين الأولى والثانية على نماذج جيدة من فخارالعصرالآشوري القديم والوسيط ، الممتد من 2006 ق.م إلى الالف الاول ق.م . ومن تلك النماذج أجزاء من جرار جيدة الصنعة ، أبدانها بيضوية وقواعدها قليلة التقعر ، وقدور طبخ ذات أبدان كروية وحافة حلقية ، وقد استعملت الأخيرة قبورا للأطفال الحديثي الولادة .
كما عثرعلى قطعتين من الفخار تشبهان المزهرية ربما يمثلان حامل للأواني الفخارية وهذان الحاملان قاعديتهما معقودتان والحافات العليا ، معمولة بهيئة متموجة (20) ، ان قواعد حاملات الاواني ذات النهاية المتموجة التي اكتشفت في تل قصرا ، نجد لها نظيرا في الفخار المكتشف في اشور في الطبقة G التي تعود إلى نهاية الالف الرابع بداية الالف الثالث ق.م. وباعتقادنا ان كسرة تل قصرا اقدم زمنا ، وقد عثرعلى نظيره في تل كلك مشك .
– قبور تل قصرا (21) ..
في الطبقة الثانية …. عثرعلى جرة في داخلها هيكل عظمي لطفل رضيع محفور تحت الأرضية ، عثرعلى مثل هذه القبور في تل قالينج اغا في أربيل ، كما عثرعلى ثلاث قبور داخل قدور فخارية وواحد من القدور ضم رفاة لفتاة معوقة ، وهذه القبورالثلاث غطيت فوهاتها وكانت اتجاه هذه الفوهات نحو الغرب ، الامر الذي يذكرنا بقبور الاطفال المعاصرة في تل كلك مشك في اربيل .
وفي الطبقة الثالثة …. دفن سكان الطبقة الثالثة موتاهم في حفر بسيطة داخل غرف بيوتهم و الهياكل متجهة في أغلبها (شرق- غرب) بوضعية القرفصاء .
وقد كشفت التنقيبات عن قبر تدل بقايا العظام المتناثرة على احتمال ان يكون مدفونا بطريقة القرفصاء على جانبه الايسر ورأسه باتجاه الغرب ، وكان من بقايا اثاثه الجنائزي دبوس نحاسي عند الكتف وجرة متوسطة الحجم (22) وضعت عند قدميه حمراء الطينة ، كروية البدن.
– الدمى واللـقى الاثـرية التي عثر عليها في تل قصرا..
عثرعلى العديد من الدمى الفخارية منها دمية غيركاملة لرجل ملتح يتمنطق بحزام عريض ، وكان الجزء المتبقي من عضده المرفوع ما يدل على انه كان يحمل أداة ما (23)، كما عثرعلى ساق دمية اشبه بساق الفيل (24) .
عثر في أرضيات الطبقة الثالثة على العديد من الادوات الحجرية الشائعة (مطارق ، مجارش و صنارات ، وأدوات الشظايا الصغيرة Microlithic ، وازميل برونزي مع خرزة من العقيق الابيض ، وكسرة من آنية ذات نتوئين يخترقها ثقب وشكلها العام يشبه الاجراس الفخارية المكتشفة في بابل وتل مرضي (25) .
وفي الطبقة الثالثة عثر على العديد من القواقع النهرية قرب عدد من المواقد وكان قسم منها غير محترق ، والأصداف والقواقع التي يعثرعليها في المواقع الأثرية يمكن أن تستعمل كدليل على وجود تجارة أو أن المنطقة كانت مغمورة بمياه البحار قبل ملايين السنين .
– الكسرالغريبة المكتشفة في تل قصرا ..
كسرة زخرفتها على شكل خطوط متموجة عملت بالحفروهي غريبة على فخار هذا العصر، علما ان طينتها حمراء كثيرة التبن ويظهر ذلك من خلال المسامات الموجودة ، وكسرة من لوح فخاري ربما يكون تقويما أو لوح فأل ( تنجيم) (26) وكما نعلم أن علم الفلك احد العلوم التي انتشرت في بلاد الرافدين ، وكان يتم الإجابة عن تساؤلات الملوك الآشوريين عن طريق الفأل والتنجيم أوعن طرق الأحلام .
و من اللقى المهمة آنية نذرية بشكل قنفذ (27) علما ان هذة الدمى عرفت في عدة مواقع من الالف الثالث والثاني ق.م. فهل العثور على هذه الآنية يمكن ان يوصلنا لمعبد أو جناح ديني مرتبط بالقصر؟ اذ علمنا انه تم العثور على نموذج اخر لآنية ربما كانت طقسية اسطوانية الشكل (28) اذ حفظت بعناية في حفرة داخل جزء من جدار لم نجد لها نموذجا في مواقع اخرى.
– اللـقى الأثـرية التي عثرعليها بعد التنقيبات ..
بعد التنقيبات عثرعلى لقى أثرية في مكان التنقيب ، قسم منها على سطح التل وأخرى على أطرافه ، لرؤية الأثارالمكتشفة قمت بزيارة متحف التراث السرياني وعند مدخل المتحف شاهدت المجسم الطيني (29) الذي صنعه الاستاذ فاروق حنا حيث يجسد كل جوانب الحياة في عينكاوه قبل ستين عاما حيث الازقة المختلفة والساقية التي تحيط بها وتل قصرا وكنيسة ماركوركيس ، ذكرني هذا المجسم بـ (مادورودام) النموذج المصغر لمعالم هولندا .
بعدها تجولت في المتحف الذي يضم كل ما يتعلق بتاريخ الشعب السرياني ، شاهدت جزء من حوض حجري كبير (30) ، ولوحة بيضوية الشكل عليها رجل لطائر ، وسنارة باب التي كانت تستخدم لتثبيت الأبواب الخشبية ، وسراج ، ومجموعة من الأحجاروطابوق آشوري(31) على أحد وجهيه مخطط من ثلاثة مربعات متداخلة توقفت كثيرا امامها ، تفكيرا في المسألة وطريقة كتابتها على هذا الطابوق ، وكنت افكر ماذا كان يريد ان يشرح لنا هذا الشخص ، ولو كانت هذه الطابوقة مكتشفة في اي دولة كم دراسة كانت ستجرى عليها حتى الآن ؟ .
بحثت عن المرود وبقية الآثار المكتشفة في تل قصرا ولكني لم اجدها ! شعرت بحزن عميق ، اخبرني الاستاذ ( كلدو رمزي) مدير متحف التراث السرياني ان هذه الاثار المعروضة تم اكتشافها بعد التنقيبات في تل قصرا ، أما الآثار المكتشفة اثناء التنقيبات تم نقلها إلى المتحف الحضاري في اربيل .
توجهت للمتحف الحضاري في اربيل بحثت عن المرود ، و لم اجده بين كل المعروضات ، ولا اعلم كم من السنين سأنتظر لرؤية هذه الآثار التي اكتشفت في بلدي ؟ إن كان للعمر بقية ؟
– دراسة للدكتور نائل حنون ..
من خلال دراسة اثرية للدكتور نائل حنون يثبت فيها ان اسم اربيل التاريخي مقتصر على القلعة فقط ، اما ما احاط بها من مدن اوقرى وثيقة الصلة بها فقد حمل ، اسماء اخرى.
ولأثبات ذلك كتب د.نائل حنون ” تقدم لنا وثيقة مسمارية (32) عثرعليها في نمرود معلومات قيمة اذ يرد فيها ذكرعن سبع مدن وقرى توصف جميعها في النص بأنها تقع في ضواحي ( قني Qanni) اربائيل هي : رمتبا، خرو، شاسي، ادوا، كباشي ، خسانا ، سخارونايا .
وقد اثبتت المسوحات الآثارية التي جرت منذ عام 1945 في النطاق المحيط بقلعة اربيل ، والى بعد لايزيد عن سبعة كيلومترات ، وجود سبعة مواقع اثرية اثبت المسح احتوائها لآثار تعود إلى العهد الآشوري الحديث وبعض العصور الاقدم منه ، واسماء هذه المواقع هي : كرد جنان ، تل رشكن ، تل قصر، تل حاجي لر ، تل سيد احمد ، كرد كلك مشك ، كرد ملا خطيب”.
من خلال هذه الدراسة للدكتور نائل حنون يظهر لنا بأن لهذه القرى خصوصية اخرى لانعلمها.. وكيف سنعلم ان لم يقم أحد بدراستها !
– ضياع بقية التلال الأثرية في عينكاوه ..
هناك العديد من المواقع الأثرية القديمة في عينكاوه تنتشر بالقرب منها ومن ضمن المواقع الأثرية المسجلة في العراق عام 1945 خربة عين كاوه ، تلنتا أو كرد مسينا ، تل يلده ، تل مارعودة و تل قصرا .
في الستينيات من القرن الماضي ، عند فتح الشارع مرورا بتل قصرا الآثري ، تم نقل أنقاض تل قصرا إلى خربة عينكاوه (خوبرتا) (33) الآثرية التي كانت حفرة كبيرة تقع جنوب عينكاوه (بارك عينكاوه حاليا ) يعود تأريخها إلى عصر( حلف-أريدو4500 ق.م ) وبعد نقل كل هذة الانقاض لم يبقى لخربة عينكاوه الآثرية اي اثر .
وبقية الأماكن الأثرية تلنتا ، تل يلده ، تل مارعودة تحولت إلى مطاراربيل الدولي وشركات ، انها خسارة كبيرة ان تضيع هذه التلال الأثرية التي كانت تعود لعصور مختلفة وتضم الكثير من الآثار .
الاستنتاجات ..
تبين من خلال نتائج النقيبات ان تل قصرا موقع اثري كبير استوطن فيه الانسان في فترات تأريخية متقطعة ، بدأ من عصر العبيد ، الوركاء، الخوري، الميتاني ، الآشوري ويبدو من خلال التنقيب انه لاتوجد اية اثار تعود إلى الألف الثالث ق.م ، وهي الفترة السومرية والتي ربما لم يعد هذا الموقع مستوطنا في تلك الفترة ، واهم ما تم الكشف عنه ، اسس لبناء تؤكد انها لقصر كبير.
رغم ان تل قصرا ادرج كموقع اثري الا انه لايلقي اي اهتمام من قبل دائرة الآثار، سوى السياج الحجري حول المساحة المتبقيه ، وخلال زياراتي المتكررة لم اشاهد اي زائر، كان يفترض ان يكون تل قصرا وسيلة لجذب السياح والباحثين الأجانب ، لكنها مهملة منسية .
ياناس يا عالم .. هذا التل الوحيد المتبقي في عينكاوه ، يعود تأريخه إلى 4500 سنة قبل الميلاد ،
وهو بحاجة لدراسات وبحوث مكثفة ، لكشف الأسرار المخفية ، وإماطة اللثام عن صفحات غنية وهامة لتاريخ المنطقة ، لأنها كنوز حقيقية ، وثروة حقيقية ، نعتز ونثرى بها ، ولكن .. على مَــنْ تقرأ مزاميرك ياداؤود ..؟
تمنيت ان لاينتهي هذا البحث لكي تستمر زياراتي لعينكاوه ، والوقوف على اطلال تل قصرا ، التي لا تزال الكثير من اسرارها رجماً بظهر الغيب ، وها انا ذا اركب الباص للعودة إلى أربيل ، ألقيت نظرة أخيرة على التلة و هي تختفي شيئا … فشيئا عن ناظري.. ، لوحت لها بيدي وقلت لها كيبنخ تل قصرا .
جيهان شيركو / اربيل
———————————————————————————————————-
• بالغ الشكروالتقدير الى :
الأستاذ فاروق حنا عتوهبي ، للآثاري الأستاذ جمال جميل ، متحف التراث السرياني ، مكتبة الثقافة السريانية ، المكتبة العامة في عينكاوه .
المصادر والمراجع :
- فاروق حنا عتوهبي ، عنكاوا في ذاكرة أبنائها ، 2017.
- فاروق حنا عتوهبي ، قراءة لتخطيطين من عنكاوا ، مجلة رديا كلدايا ، العدد 60 ، 2019 ص 37.
- عزيزعبدالاحد نباتي ، تأريخ عينكاوه ،2000 ، ص10- 26 .
- حنا عبدالأحد روفو ، لمحة عن تاريخ عنكاوه ماضيها وحاضرها ،2003، ص15- 45 .
- سعدي المالح ، عنكاوا في الأصل والفصل وملاحظات أخرى، 1997 ، ص9-13.
- حنا عبدالاحد روفو ، المواقع الاثرية والمزارات القديمة في عنكاوه ، مجلة شاندر، العدد 4 ، 1997 ، ص87 – 90.
- حنا عبدالاحد روفو ، عنكاوة نبذة عن تأريخها وتسميتها ، مجلة شاندر، العدد 7 ،1998 ، ص87 -97، العدد 8 ص88 .
- ميلاد عبد المسيح سلمان ، تل قصرا الاثري في عنكاوا ، مجلة رديا كلدايا ، العدد 15، 2004، ص51.
- سعدي المالح ، رواية عمكا ، 2013.
- يوسف خلف عبد الله الفهداوي، تقرير بعثة التنقيب خلال المواسم 1،2،3.
- فاضل علي غالب ، التنقيب المغناطيسي لموقع تلة قصرا في أربيل ، مجلة شاندر العدد 8 ، 1998، ص 79، 87.
- يوسف خلف عبد الله الفهداوي ، التنقيب في تل قصرا عنكاوا ، مجلة بانيبال ، العدد 45 ، 2010 ، ص112-124.
- يوسف خلف عبد الله الفهداوي ، التنقيب في تل قصرا الموسم الاول 2004 ، ترجمة جمال جميل اسعد ، مجلة سوبارتو ، عدد 3 ، اربيل 2009، ، ص12-29.
- عماد عبد السلام رؤوف ، عنكاوا في القرن 16، مجلة رديا كلدايا ، العدد 52، 2016، ص40.
- دلشاد عزيز زاموا ، كرونولوجيا أربيل 65000ق.م -242م ، انسكلوبيديا اربيل ، 2009، ص534 .
- زيدان برادوستي ، دليل قسم الآثار ، اربيل 2013، ص 66-70.
- نائل حنون ، مواطن السكن خارج قلعة أربيل ، مجلة بين النهرين عدد 91،92 ، بغداد 1995، ص 151- 168.
- بشير يوسف فرنسيس ، عين كاوه (منطقة اربيل) ، موسوعة المدن والمواقع في العراق –
ج2 ، ص738- 739
- محافظة اربيل ، ناحية عينكاوة ، اربيل خلال 10 سنوات ذهبية 2004-2013 ، 2014 ، ص 84- 87 .
- طه باقروفؤاد سفر ، المرشد إلى مواطن الآثاروالحضارة ، الرحلة الخامسة ، بغداد ، مديرية
الفنون والثقافة ،1966، ص 7 .
- عزيز محمد أمين زيباری ، ترسيم الأفراد ) الكهنة – كبار الموظفين ( في بلاد الرافدين ،
مجلة المركزالعربي للبحوث والدراسات ، 2015، ص65.
- جمال بابان ، اصول أسماء المدن والمواقع العراقية ، بغداد 1989 ، ج1 ص 214-215 .
- فرج بصمه جي ، بحث في الفخار ، سومر ، العدد الرابع 1948 ، ص15-25.
- اوسكاررويتر، بابل المدينة الداخلية ، ترجمة د.نوال خورشيد سعيد – د.علي يحييى منصور
- اندريه فالتز ، معابد عشتار القديمة ، ترجمة عبد الرزاق كامل الحسن – د.نوال خورشيد سعيد ،1986
- قحطان رشيد صالح ، الكشاف الأثري في العراق ، 1987.
- امل متاب ، حسين علي حمزة ، معتصم رشيد ، سعدية شاكر ، سومر ج1،2 المجلد 46 ، تنقيبات تل محمد ص127.
- النتائج الحديثة للتنقيبات الأثرية في موقع قصر شمامك الموسم السابع 2018 : الطبقات الأثرية ، والبقايا المعمارية ، ماريا غراسيا ، أوليفيه روو، عمرأحمد محمود ، نرمين على محمد أمين ، بحوث المؤتمر العلمي الدولي الثالث آثاروتراث كوردستان ، ص 249.
- حسين علي حمزة ، نتائج التنقيب في تل مرضي ، سومر / المجلد 49.
- تقي الدباغ ، الفخار القديم، مجلة سومر، م20 ، ج 1،2، مديرية الآثار العامة، بغداد، 1964، ص87.
- مؤيد سعيد ، الفخار منذ عصرفجر السلالات حتى نهاية العصرالبابلي القديم، حضارة
العراق ،ج3 ، ص 35.
- زبيربلال اسماعيل ، أربيل في أدوارها التأريخية .
- عبد الرقيب يوسف ، حدود كردستان الجنوبية تاريخيا̎ وجغرافيا خلال خمسة الآف عام وما ترتب على الحاقها بالعراق ، 2005 .
- أندريه بارو، بلاد آشور، ترجمة وتعليق عيسى سلمان و سليم طه التكريتي .
- طه باقر ، مقدمة في تأريخ الحضارات، ص312 .
- د.نعمان جمعة ابراهيم ، تنقيبات تل كلك مشك ، الموسم الثاني 2011.
- مديرية الآثار العامة ، المواقع الأثرية في العراق ، بغداد سنة 1970.
- د. فوزي رشيد ، الجيش والسلاح ، حضارة العراق ج2 ، بغداد ، 1985، ص39 -62.
- إيفا كانجيك – كير شباوم ، تاريخ الآشوريّين القديم ، ترجمة د . فاروق إسماعيل ، 2008.
- ازھار ھاشم شیت ، الألوان في الحضارة الآشوریة ، مجلة أبحاث كلیة التربیة الأساسیة ،
المجلد ٣ ، العدد ٣ ، 2005.
- هاري ساغز، ترجمة، تحقيق : خالد اسعد عيسى -أحمد غسان سبانو، 2008.
- سنتان في كردستان ، دبليو .ار.هي ، ترجمة فؤاد جميل . 1973.
44-Administrative Tablets from the North-West Palace, Nimrud
p70 .Barbara Parker
45- Pre-Sargonid Temples in the Diyala Region , Pinhas Delougaz.
¬ مصدر صورة الدرون لموقع تل قصرا Erbil Plain Archaeological Surveyjg