هذا هو عنوان الرواية الأولى للدكتور آلان كيكاني. والكتاب الثاني له بعد صدور مجموعته القصصية (قلب من ذهب) عن دار النشر (Dar) في مدينة القامشلي قبل سنتين. والرواية صدرت عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان، وهي من 275 صفحة من القطع المتوسط.
تلقي الرواية الضوء على مشكلة هجرة الشباب إلى أوروبا، أسبابها، ومخاطرها، والنتائج التي تنجم عنها. وإذا كانت أحداثها تدور في نهاية القرن الماضي مروراً إلى عام 2002 فإن موجات هجرة السوريين الحالية إلى القارة الخضراء تبعث الدفء في كلماتها وتجعها وكأنها تعبر عن الواقع الراهن.
خليل وزينب كرديان عراقيان يولدان في قرية قريبة من الحدود العراقية التركية ويجمعهما منذ نعومة اظافرهما حب بريء وطاهر، إلا أن الظروف الاجتماعية والسياسية وما يشوبها من عادات وتقاليد بالية تحول دون قطفهما لثمار حبهما، ولهذا وفي ليلة باردة تكدس فيها الثلج على الأرض حتى وصل إلى مستوى الركب يقرران قطع الحدود القريبة من قريتهما والفرار إلى أوروبا بصورة غير شرعية. وفي الطريق يلاقيان الويلات، وتقف المصائب في وجهيهما إلى درجة أن وصولهما إلى وجهتهما يستغرق ثلاث سنوات.
وفي أوروبا، وتحديداً في إنكلترا كانت سعادتها مبتورة وقصيرة، إذ ما انفكت لعنة العادات والتقاليد تلاحقهما من خلفهما حتى نالت منهما، وجردتهما من أعز ما عندهما، فلذة كبدهما، وحولت حياتهما إلى جحيم لا يطاق. وما زاد الطين بلة وأجج من سعير هذا الجحيم هو نمو موجة العنصرية لدى الشباب الإنكليزي ضد كل ما هو أجبني، إذ سرعان ما وجد خليل وزينب نفسيهما مستهدفين في شوارع مانشستر.
وهكذا، ما كانا ينتهيان من مصيبة حتى كانت أختها لهما بالمرصاد.
وفي النهاية لا يجد الزوجان خلاصهما إلا في العودة إلى الوطن.
والجدير بالذكر ان الرواية محملة بجرعة زائدة من التراجيديا، لعلها تعكس المأساة التي يعيشها العراقيون عموماً منذ زمن، والكرد منهم على وجه الخصوص.
ليل ولات الطويل يعني ليل الوطن الطويل.
لماذا طال ليل الوطن؟
وما الذي أطاله؟
ومن كان السبب؟ ل
عل القارئ يجد جزءاً من الأجوبة على هذه الأسئلة في متن الرواية.