حوار مع الفنانة اعتدال : لا أبالغ إذا قلت ان الطموحات تتغير حسب تغير الإمكانات

  حسين أحمد :
Hisen65@hotmal.com

الفنانة اعتدال تملك صوتا جميلا وأسلوبا رقيقا يؤثر في الروح بأدائها المتزن للأغنيات الكردية , شاركت اعتدال كثيرا في حقل الفن والغناء والألبومات وأحياءها للحفلات الغنائية . وبدراية عرفت اعتدال كيف تختار الكلمات والموسيقى الأكثر انسجاما وملائمة لشخصيتها ولإمكاناتها الفنية فصار لها من المشجعين والمتذوقين بسبب اختيارها الموفق للنمط الغنائي السماعي الهادئ ….

فبسبب إحرازها لهذه النجاحات وأيضا بسبب ألبومها الجديد التي ستطلقها قريبا في الأسواق . , كان لنا معها هذا الحوار السريع :
تقول الفنانة اعتدال في هذا الحوار :
– ان معظم أغنياتي هي من الحاني مع التقدير لمن شاركني ببعض الإلحان من الإخوة الملحنين ..؟
– أضع الأغنية الكردية في خانة الحسرة ..؟!!
– كون الأشياء نسبية فالطموح أيضا نسبي ..؟!
– في بعض الأحيان العن الساعة التي اقتربت إلى الفن ..؟
– التقدير لكل الفنانين الذين يسعون إلى إسعاد العالم المحيط بهم بالغناء واخص بالذكر الفنان الكبيرالراحل (محمد شيخو….) .
– ان سمات أي أغنية ناجحة تنبع من يستطيع جعل الآخرين يشاركونها ..
– الشركات الطامحة إلى الربح الكبير لا تلتفت إلى الأغنية والمغني والمغنية التي تتطلب الجودة والإتقان..
– الرؤية الفنية العميقة تلعب دورا في نجاح الأغنية …

س- الفنانة اعتدال هل يمكننا ان نتعرف على بداياتك..؟ وكيف كانت..؟! وما الذي أخذك إلى عالم الفن والغناء هذا العالم المليء بالمتاعب والهموم ان صح التعبير ..؟؟

من الإحياء البائسة التي تحيط بنا والبيوت الطينية وحماستي للغناء والتشجيع الذي لقيته من المدرسة من خلال إعجاب المدرسين بصوتي إضافة إلى المشاركة في حفلات المقربين والعائلة , وثقتي بصوتي وأدائي المتقن في أداء بعض ألاغاني لكبار الفنانين كذالك مشاركتي مع الفرق الفلكلورية الكردية في مناسبات وعيد النوروز كل ذلك وعوامل أخرى استدرجتني إلى عالم الغناء والفن .

 س- بعد هذه المسيرة الطويلة والشاقة. .ماذا حققت الفنانة اعتدال حتى الآن…وماهي طموحاتك في المستقبل …؟!

أرى من حقي بداية ان اطرح سؤال من وحي سؤالك عن مسيرتي :
والسؤال هنا يطرح نفسه :  
ماهي القيم التي على أساسها أحقق طموحاتي الغنائية ..؟؟ مسيرتي شاقة نعم بالحرقة والألم الطويلة لا بالمقارنة مع المغنيين الذين سبقوني في هذا المجال, لا أبالغ إذا قلت ان الطموحات الفنية تتغير حسب تغير الإمكانات .وكون الأشياء نسبية فالطموح أيضا نسبي وأصعب اللحظات عندما تكون الإمكانات غير متوفرة وهي إحدى المعوقات الرئيسية في عدم تحقيق الطموحات فاضطر بعض الأحيان لعن الساعة التي اقتربت إلى الفن ذلك انطلاقا من ان المرأة في مجتمعنا – والرجل عموما – ضحية سلطة اجتماعية زائفة لا تمنحك الحق في ان تكون أنت كما تريد ..

س- يؤكد جوناتان راندال في كتابه (امة في الشقاق) ان ارض كردستان ارض الالف ثورة ألف حسرة . برؤية فنية كيف تنظر الفنانة اعتدال إلى الموسيقا الكردية اليوم خاصة في سوريا ..؟؟ هل هي في خانة الثورة أم في خانة الحسرة …؟! 

 اعتقد ان الموسيقى الكردية التي كانت تشحن بالبطاقة الوجدانية تجعلها ملازما بهموم الناس كأغنيات الفنان الكبير( شفان برور) التي أحدثت ثورة في الغناء لان في زمن الثورة الإعلامية لم تعد للأغنية الكردية صدى ثورية لهذا أضع الأغنية الكردية في خانة الحسرة …

س-هناك قول لتشايكو فسكي : (لا يعنيني من يضع قواعد للناس بل يعنيني من يصنع أغنياتهم … لذلك من هم الفنانين الكورد وغير الكرد خاصة صانعوا (الأغنية الكردية) والذين تأثرت بهم الفنانة اعتدال  ..؟ وهل لنا ان نعرف كيف تأثرت..؟! أو أن تبين لنا مواطن هذا التأثير ..؟!

الحكم هو ما بيني وبين مستمعي أغاني إذا ما اعترفوا لي ان الأغنية الفلانية تستحق التقدير والإعجاب أقول إنني تأثرت بهذا الفنان أو ذاك صنع معي الأغنية الكردية ولهذا خوفا ان اذكر أسماء أنسى الآخر سهوا اعفي نفسي من الإجابة مع التقدير لكل الفنانين الذين يسعون إلى إسعاد العالم المحيط بهم بالغناء واخص بالذكر الفنان الكبير (محمد شيخو) ومن بين كل الفنانين الذين تأثرت بهم واحمل للرواد الأوائل أيضا باقة من الود والاحترام في قلبي ..

 

س-  ثمة جدل بان هناك خيط غير مرئي بين اللحن والملحن أي ان الملحن يقدم من تفاعلاته الروحية ..؟؟! هذا يعني مهما أبدعت الفنانة اعتدال في الغناء فهي تحمل تأثيرات الملحن .. ماريك بهذا الكلام ..

أخي المحترم : كلامك عن اللحن والملحن وعن التفاعلات الروحية جميل ومغر لدرجة التشوق للقول ان معظم أغنياتي هي من الحاني مع التقدير لمن شاركني ببعض الإلحان من الإخوة الملحنين  

س- هل باستطاعة الفنانة اعتدال ان تقيم الأغنية الكردية الناجحة ..وماهي سمات هذا النجاح . . وهل نستطيع معرفته ..؟!

ان سمات أي أغنية ناجحة تنبع من يستطيع جعل الآخرين يشاركونها ..

س- ثمة قول بان نجاح الأغنية وشهرتها تنطلق من القصيدة , برأيك إلى أي مدى هذه الرؤية صحيحة ..؟

معروف ان لكل أغنية مقومات نجاحها .. المهم القصيدة واللحن والأداء والشهرة تبدا من هذه المقومات الثلاثة والاهم بالطبع الرؤية الفنية العميقة تلعب دورا في نجاح الأغنية .

س – عندما تغني الفنانة اعتدال في حفلة ما أيهما تشدها أكثر اللحن أم القصيدة …؟؟

اللحن والقصيدة معا لأنهما من مقومات نجاح الأغنية ..

س – بعد اطلاق البومك الأول في عام ( 2003 ) ولاشك أنها لاقت شهرة في الوسط الشعبي الكردي ..الآن وبعد هذه الشهرة إلى أين تسير بك الفن والموسيقا والغناء والحفلات… يا اعتدال  ….؟!  

جميل هذا الطرح .. وجميل هو النقاش حول هموم الأغنية الكردية في منطقتنا … لنكن واقعيين أكثر أين سيرت الموسيقى فنانين كبار وفنانات وغيرهم مع الجيل الجديد وهم على طريق مغيبين ومهشمين , ونحن بالجهد والعطاء نسير الفن ولا تسيرنا والشركات الطامحة إلى الربح لا تلتفت إلى الأغنية والمغني والمغنية التي تتطلب الجودة والإتقان والتريث والصبر في العطاء .

 س-كيف توقعين لألبومك الجديد ( 2007) هل ستنج.. وماهي دواعي هذا النجاح …؟!

سأترك للمستمع التوقعات ودواعي النجاح أتمنى ان لا اصطدم مثل بطاقات اليانصيب الحديثة بالقول ( حظ أوفر ) وشكرا لك ومع نهاية الحوار أتمنى لك التوفيق والنجاح بإذن الله …………
ـــــــــــــــــ

* الفنانة اعتدال – من مواليد مدينة قامشلو

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…