أثمة كُرد جيّدون

ماجد ع  محمد
“الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت”
ما قيل عنهم ينسحب علينا 
يصدحُ القطبُ المؤمنُ
بأعلى هديره
ويردِّد خلفه ألوفٌ مؤلّفةُ من المسرنمين
ويمشي على هَدي نفثاته الألوفُ
ليسقطوا من شوقِ الاستماع إلى مزاميره تباعا
وكأنّهم من فيض التسليمِ بآياته المُزلزلةِ جدرانٌ وسقوفُ
ومن هيستريا الإيمان بعويله المبين
يحلفون بكل الرؤوس المقطوعة في غزوات المسلمين
بأن هذا الناطق الناصع وحده
مِن بين كل مَن يتربع على سنامِ المسكونةِ 
صوت فيالق المتدينين
ويُمهرون بحوافِ الأيدي والأقدام
بأن هذي البلاد التي لم يبلغ تديُّنها بعدُ مرحلة الهُيام
لم ولا تحارب إلاّ الكرد المرتدين!!
و” … “
كما جاء في ملحق المزمورِ اللعين
وحدهم من الكرد السيئين
وتُعيد الحشودُ قولَ القطبِ قائلةً
إن حضارتنا الثرية 
كما تعلمون بالأحداثِ والصورِ والسيَرِ التاريخية 
أبداً!!
ولم!! 
ولا!!
ولن تحارب الكرد الجيدين
وليست ضد وجود أو حتى ولادة الأطنانِ من الكرد الجيدين
ولا تفكّر إلى الآن بإبادة الكرد الجيدين
ولا مانع لديها من بقاء الكرد الجيدين أحياءَ
ككل الحيوانات الأليفة في حواكير المسلمين
وبالرغم من أن حلفانهم محقونٌ بالشطط
ورغم نتانة الفحيح المرقّط
إلاّ أنه ما من دليلٍ ملموسٍ من لدن الربِ
أو وثيقةٍ من قِبل رُسلهِ أو نوّابه قط
تُشيرُ أو
تُثبتُ أو
تُقرُ  أو
تُؤكدُ بأن في مخيالِ ساسة هذه البقعة المهدورة من خاصرة المعمورة
ثمّة كردٌ شبهُ جيدين
حتى ولو كانت أبدانهم نديّةً ما تزال بعطر الإلهِ
أو بقيت أفئدتهم كحال الغاطسين في أعماق الأبديةِ
تتعمّد كل هُنيهةٍ بدموع القديسين.
15/10/2019

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…

حاوره: إدريس سالم

تنهض جميع نصوصي الروائية دون استثناء على أرضية واقعية، أعيشها حقيقة كسيرة حياة، إلا إن أسلوب الواقعية السحرية والكوابيس والهلوسات وأحلام اليقظة، هو ما ينقلها من واقعيتها ووثائقيتها المباشرة، إلى نصوص عبثية هلامية، تبدو كأنها منفصلة عن أصولها. لم أكتب في أيّ مرّة أبداً نصّاً متخيّلاً؛ فما يمدّني به الواقع هو أكبر من…