حوار مع الشاعرة والكاتبة اللبنانية إخلاص فرنسيس

أجرى الحوار: نصر محمد 
 
نحمل صمتنا ليتغلغل في جلباب حرفها. يغرد التآلف على وتر التناغم. نركب حبرها بموجه الوهاج ونحتضن بالإحساس شموخ شهقتها. من دواخل صقلت خلجاتها حرفية ألأيام.
يكتبنا قلمها أملا وتأملا. ونبضا نحو الجرح والضماد. تجلس  في ابصارنا كلماتها. فنحتسي حكاية الذاكرة والنسيان من ملامحها المسافرة إلينا. معتقة تلك المعاني على أهداب أوراقها. تسقي العطش فينا وتعطر مزهرية رغبتنا. لنحلق مع تواشيحها. منا اليها. يلتحف البوح أنفاسها. انها الشاعرة والكاتبة اللبنانية إخلاص فرنسيس ضيفتنا وضيفتكم اليوم 

اخلاص فرنسيس كاتبة لبنانية من قرية علما الشعب في الجنوب اللبناني  
من مواليد ١٩٦٤  
عاصرت الحرب اللبنانية وأثرت فيها تأثيرا شديدا وهاجرت لأمريكا عام ٢٠٠٤ 
تعمل بالتعليم بأمريكا  
متزوجة ولديها أربعة شباب  
عاشت تحت أزير الرصاص وصوت المدافع اثناء نشأتها: 
 كانت في فترة الحرب اللبنانية التي عاصرتها طيلة ٢٥ عاما، خطفت منها سنين طفولتها، طفلة ٨ سنوات نشأت على أزيز الرصاص وهدير المدافع واخبار القتل والتهجير والصراع والتشرذم بين ابناء الوطن الواحد، كانت الطبيعة ملجأها ولكنها حرمت منه للأسباب الأمنية الضيقة آنذاك صراع الكبار على ارض الوطن خطف منها الحلم وأجمل سنين المراهقة وحتى مقاعد الدراسة خطفت منها في خلال تلك المرحلة وكانت المدارس تغلق ابوابها لفترات طويلة حين تخدم المعارك، ولم يبق من تلك الطفولة سوى ألوان الفراشات وهدير البحر وهواء الصنوبر يدغدغ مخيلتها، وكبرت وحملت معها ذلك الحلم الملون بقلم الرصاص وأجنحة الفراشات  
أحلامها:  
لم تتخل عن حلمها في الكتابة ومارستها خارج الوطن وكانت الكتابة الملجأ الجديد الذي تلجأ اليه والوسيلة للتعبير عن الذات ودواء مارسته حباً وعشقاً في الكتابة  
وما كان يشغلها دائما المناداة بالحريات العامة وخاصة حرية المرأة في المجتمعات العربية خاصة التي مازالت تخضع لثقافة ذكورية ولذلك بدأت رحلتها للتعرف على نساء من مختلف أقطار العالم العربي والأجنبي من الغرب والشرق مما ساعدها ذلك على إبداعها وانتاجها 
إنتاجها الادبي رواية “رغبات مهشمة” توزي الاهرام مصر 
ودار غوايات للنشر بيروت 
“على مرمى قُبلة” مجموعة قصصية مؤلفة من ٢٨ قصة قصيرة  
إصدار دار يافا للنشر الأردن  
وتوزيع دار كنوز مصر  
ديوان شعر “حين يزهر الورد” عبارة عن حواريات غزل مع الشاعر السوري معروف عازار 
انتاج تحت الطبع:  
العشق المقدس 
يتناول ٢٠ شخصية من الكتاب المقدس  
ديوان شعر “تراتيل البحر” 
اخلاص فرنسيس التي لم تدع الحياة بصعابها وتحدياتها ان تقف بينها وبين تحقيق ذاتها، وحلمها أن تعمل بإصرار وتصميم على تحقيق رسالتها 
نالت جوائز تقديرية تكريماً على انتاجها الادبي 
من جمعية الحفاظ على التراث المصري  
وجمعية الشبان المسيحية في القاهرة بالإضافة الى كتاب الاهرام من مؤسسة الاهرام 
  
.أيّها الليلُ 
هل تأذنُ لي بانتظارِ القمرِ 
 يصهلُ في سمائِكَ 
أيها الليلُ 
ثمّةَ مأساةٌ تضربُ صدري 
ألا تلفّني بنفنافِ ضبابِكَ؟ 
شهقتي تتعرّقُ حنينًا 
 تتّسعُ مثلَ منفيٍّ من وطنٍ منسيٍّ 
تسمعُ منّي  
 تنزلقُ مثلَ حلمٍ سريعٍ 
يتسرّبُ من بينِ أصابعي كالمطرِ 
أيّها الليلُ 
داخلَ دفتري سطرٌ جافٌّ 
مثلُ رصيفٍ صلدٍ 
هجرَهُ العشّاقُ 
 وأصبحَ مرتعًا للكواسرِ 
فاسمحْ أن يبلّلَ يبابَهُ النّدى الطائشُ 
 الخارجُ من لهفةِ الفجرِ 
أيّها الليلُ  
طالَ بيَ المكوثُ على شرفتِكَ 
لا أدري إن كنتُ مفترسةً أم فريسةً  
أعيدُ صياغةَ أيامي 
وأقدامُكَ تزحفُ خلفي وأمامي 
أحتسي القهوةَ المرّةَ دونَ مزاجٍ 
أيّها الليلُ 
هل تسمحُ أن أسألَكَ عنّي 
 عن حزنِ العالمِ 
عن رحيلِ النّهارِ؟  
عن رائحةِ الياسمينِ 
عن تلصّصِ النّجومِ 
عن الأطفالِ العاريةِ أقدامُهمْ 
 عن طيشِ الأحلامِ 
وعن عاشقةٍ محنّكةٍ وأمٍّ ثكلى؟   
أيّها الليلُ 
أكتبُكَ بقلمِهِ الخشبيِّ المخضّبِ 
  أعيدُ صياغةَ مزاجِ الرّيحِ 
 وانتحابِ الموجِ داخلَ القصيدةِ  
أيّها الليلُ 
أعدْني إلى صنوبرةٍ 
 يشعُّ من عينيها قلبي 
ودعْني أبكِ على صدرِ الغيابِ 
……   ….. اهلا وسهلا بك 
  
– بداية نرحب بك كاتبتنا وشاعرتنا الكبيرة في هذه الفسحة الحوارية التي نتمنى صادقين ان تسافرين بنا عبرها.  إلى عالمك المليئ بروعة الحياة وجمال الروح وبهجة العلم ونور الحكمة واول سؤال نود منك الإجابة عليه.. من هي الكاتبة والشاعرة إخلاص فرنسيس ومتى بدأت تعانق وهج الحرف 
  
* شكرا لك استاذ نصر وشرف لي أن اكون ضيفتك وضيفة هذا الصرح الجميل،  
اخلاص فرنسيس  
لبنانيّة من قرية جنوبيّة صغيرة في حجمها، كبيرة في قلبها، تنام على كتف هضبة صغيرة، صباحا تقبّل الشمس وردها الجوريّ، ومساء تغرق في ألوان الغسق، تستحمّ في البحر الأبيض المتوسط، تترك خلفها وشاح الليل يلفها. 
 ولدت في عائلة متواضعة مؤلّفة من خمس أخوات وثلاثة أخوة، كانت أصغر البنات، مدلّلة أبيها ورفيقته، الأب الذي كان يحبّ الفنّ والغناء، والأمّ التي كانت تردّد الشعر عن ظهر قلب، زوجة، وأم لأربعة شباب، لقد بدأت الكتابة في سن متأخرة تقريبا من حوالي عشر سنوات 
  
– مرحلة الطفولة هي من مراحل ذات الاهمية في حياة الانسان .. من هنا حدثينا عن مرحلة طفولتك 
  
* لقد كانت طفولتي صعبة بعض الشيء لقد ولدت في سنين الحرب، تقريبا،  
ترعرعت على أزيز الرصاص وصوت المدافع، لم يكن هناك متسع لي للحلم كالاطفال العاديين، وتعذر عليّ حينها أن امارس هواياتي المحببة أي الخروج الى الطبيعة  الركض في  الوديان والسهول، ومطاردة الفراش، كنت اعشق النوم على سطوح منزلي، اغازل القمر، ارسم صورة فارس احلامي، على صخور صفحات الغيم وعلى صخور  الجبال التي التي تحيط بضيعتي أحاول أن أشرب العلم من نبع الضيعة في عمق الوادي، وكان كلّ هذا قد غرق في سُبات عميق أو في موت سحيق. 
  
– ما أبشع الحرب .. 
لكن هل أثرت على اخلاص الشاعرة ايجابا في نسج الكلمة و التعبير و الشعر .. 
  
*  نعم لقد أثرت الحرب ايجابا من ناحية الكتابة فكل كتابة خيالية لا بد ان يكون لها اساس في الواقع وهكذا كانت الحرب ذلك الاساس الواقعي الذي نهش روحي وقلبي وترك اثاره في كلي 
  
– كونك م̷ـن جيل عاشر الحروب والهجرة م̷ـــِْن الوطن…..هل الضروف السيئة للأديب تساهم في غزارة وقوة حرفه أم السعادة قصيرة جداً لٱ نلبث كتابتها حتى تغادر 
  
*إن الظروف تلعب دورا هاما في صقل كتابات الكاتب  وفكره من حيث ان الكاتب جزء لا يتجزأ عن محيطه، من عاش الظروف لا تغادره حتى ولو كتبها خاصة من ينقلها بالاحساس الصادق وليس لمجرد الكتابة عنها للكتابة 
  
–  ك غيرك من الشعراء. لا بد أن تكون لديك بدايات على درب الأدب والكلمة الجميلة. متى واين كانت أول تجربة شعرية لك 
  
* نعم الشعر كان اول بدايتي وديوان حين يزهر الورد مع الصديق الشاعر معروف عازار كان اول ديوان شعر عبارة عن حواريات غزلية  
  
–  ماهي مقومات الاستمرارية للمرأة المثقفة كي تستمر في أداء رسالتها الاجتماعية وخاصة إذا كانت شاعرة وكاتبة  مبدعة 
  
* القراءة من أهم المقومات للاستمرارية للكاتب او الكاتبة لاطلاع على الادب المحلي العالمي وقراءته بعين الناقد والمتعلم معا، وتأتي بعد ذلك الكتابة الموضوعية التي تحكي واقع الحياة، نشر الإيجابية والجمال والمناداة طبعا في كل مجتمع بما ينقصه وفي مجتمعنا الشرقي أكثر ما ينقصنا خاصة كنساء الحرية واثبات وجود المرأة وفعاليتها في المجتمع 
  
–  يتحدثون عن الشعر الانثوي. هل تعتقدين ان ما تكتبينه يقع في هذا الإطار  وهل احساس المرأة الشاعرة مايميز بها عن الرجل 
  
* الشعر الانثوي، لا أعتقد أن هناك شعر أو أدب أنثوي لا أحب هذه التسمية لانها ابدا والاديبة تكتب عن الرجل والمرأة كما الأديب يكتب عن الاثنان ، هناك ميزة واحدة اقول ان المرأة ابرع فيها من الرجل أنها تستطيع التعبير عما يخالج المرأة أكثر من الرجل، تعبير عن هواجس انسانة زرعوا بداخلها ممنوعات وبالكتابة تستطيع المرأة 
  
–  مارأيك في الكتابة النسائية ؟ وما رأيك في رؤية العالم العربي لها ؟ وهل تخشين منافسة الرجال ؟ 
  
* سؤال جميل جدا 🙂  
لا أخشى مهاجمة الرجال، لاني انسانة أؤمن بحريتي في التعبير كما حريته هو، إن المرأة دائما تهاجم خاصة في المجتمعات العربية ليس من الرجال فقط وإنما من بعض النساء اللواتي يخضعن نفوسهن لارادة الرجل وتذوب في شخصيته ربما تحت مسميات ما الدين او المجتمع وما الى ذلك، نحتاج أكثر نساء ان يخرجن من قوقعتهن يعبرن عن أنفسهن وعن الأخريات ويثبتن وجودهن ككائن حي يستحق الحياة وله صوت، فالمرأة تكتب بالعقل والعاطفة وهذا ما يجعلها أكثر تأثير في المجتمع إن سمح لها التعبير، وبما أنها تتعرض للقمع فعليها انتزاع حقها بالتعبير انتزاع 
  
– في كتاباتك توجهين دائما رسائل بان الحب هو الغالب,, رسائل لرفع الظلم والقهر والعبودية عن الانسان بشكل عام وعن المراة بشكل خاص,, هل أنت مع حرية المرأة اقتصاديا واجتماعيا؟ 
  
* الحب هو حرية، والحب هو حياة، من لا يعرف الحب لا يعرف الحياة، واصعب العبوديات هي الجهل، من لا يعرف قوة الحب يبقى جاهل وتحت نير العبودية، اما عن حرية المرأة اقتصاديا يعني انخراطها في الحياة العملية ونعم أنا من المؤيدين لهذه الحرية فهي تنعكس إيجابا على شخصية المرأة ..بالنسبة لحريتها اجتماعيا كذلك بما أنها إنسان فاعل ومعطاء في المجتمع على ان تلتزم بكل ما يضمن لها الاحترام ولا ينتقص من أنوثتها وإنسانيتها. 
  
–  يستمد منا روحه ويمدنا بها من خلال ما منحناه من احساس.. بماذا يحدثنا الحرف عن عاطفة الانسانة إخلاص فرنسيس 
  
* الحرف يقتل أما الروح فتحيي، هذا هو ما أؤمن به، بالنسبة لإخلاص فرنسيس إن الحرف الخالي من الروح هو حرف قاتل لان الروح هي الحياة لهذا أخذ الحرف الميت واعطيه من روحي وكلاهما معا يأخذان من قلبي ويبثان حياة أينما حللت 
  
– متى تقول الشاعرة إخلاص فرنسيس مازلت اختبأ في عميق شرودك أيتها القصيدة 
  
* الشاعر دائم البحث عن شيء ما، روحه تهيم تبحث تفتش عن مكان آمن تركن إليه، العلم يتخبط بالظلام والحجر خاصة أيامنا الان، البوح يصد معظم الأحيان ويجابه بالرفض، لهذا اخلاص فرنسيس تختبأ في شرود القصيدة هناك تفاهم روحي بيني وبينها أبثها لواعجي فتبتسم لي بحنان، القصيدة الملاذ، هي الحبيب هي مرآة النفس والذات القصيدة هي الوجه الآخر لي إن صح التعبير! 
  
– / أيها الليل 
هل تأذن لي بانتظار القمر 
يصهل في سمائك / 
كيف يسقط حلم الليل بين راحتي إخلاص فرنسيس 
  
*الليل هو صديق وعالم الشاعر منذ القديم، هو النديم وهو موطن الحلم والتأمل، هو ذلك المدى الذي يسافر فيه الشاعر بالحلم، يناجيه يعاتبه يصغي إليه يأخذ منه ويعطيه 
  
– الحرف هويتي… ماالقاسم المشترك الذي يرسمه الحرف بين الانسانة إخلاص فرنسيس والشاعرة إخلاص فرنسيس 
  
*الحرف هو امتداد وهمزة وصل ما بين إخلاص الانسانة وإخلاص الشاعرة،  
كما الصوت والصورة بُعدٌ لكياني الإنساني، ولاستكمال الصورة.. 
الفكرة الحيّة، والحرف الجميل الذي يخترق الروح، والكلمة الحلوة تبقى آثارها إلى أبعد مدى..لذا أكتفي بأن أكون فكرة وكلمة في كيان امرأة أحبّت الحياة برغم ما فيها من منغصات وآلام. 
  
– عندما نغادر أنفسنا لنقرر مصاحبة الحرف. اي الديار يسكننا فيها هذا الاخير 
  
* سؤال جميل ، ما أن يمسك الحرف زمام الكتابة نترك أنفسنا ونغادر معه الى حالات معينة منها الجمال، الوجع الظلم القهر، فالحرف هو آلة التعبير التي يمتلكها الشاعر والكاتب بشكل عام، يسكنك الوجع فتكتب عنه، يسكنك القهر فتكتبه، يسكنك العشق فتكتبه ويسكنك الجمال فتكتبه، ومع كل حالة انت تعالج ما تسكن من خلال الحرف فتقدم لكل داء دواء 
  
– لك رواية بأسم / رغبات مهمشة / لوتحدثينا عن هذه الرواية بشكل موجز 
  
*رواية رغبات مهشمة هي رواية من أرض الواقع القصة دارت في مواقع التواصل الاجتماعي بين شخصين المجتمع والتقاليد وقف عائق في طريق حبهما، اخذت القصة واضفت لها بعض من خيالي اكيد كشفت واقع معاش للأبطال وصرخة ألم وقيد وقدمت من خلالها رسالتي،   ، فيها تناولت جوانب كثيرة متشعّبة من شخصيّتي المرأة والرجل، وما يعانيانه في المجتمع الشّرقيّ، هذا المجتمع الذي يجد فيه شمس نفسه مقيّدًا بالظروف الاجتماعية التي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه الإنسانيّة البسيطة مع من يحبّ في ظلال الحبّ. 
 لقد صوّرت طبيعة النفس البشريّة حين تكون قاب قوسين أو أدنى من الموت، والانتصار عليه بقوة الحبّ، وعالجت مسألة الحبّ بمعانيه كافّة، على المستوى الفكري والروحي والجسدي، ومتى وكيف يتخطّى حدود الزمان والمكان والتقاليد والأعراف في صياغة أدبيّة سهلة دون أن يمس أحدا بأي أذى. 
 الحبّ هو جوهر حياة الإنسان منذ كان، الحبّ تحت وصاية البيئة الاجتماعية التي لها موقفها المناقض الذي يرى فيه خروجا ومروقا على قوانينها الصارمة. 
ولم أنس تصوير طبيعة وطني الجميل لبنان في ثنايا الرواية. 
  
– الرواية من حكاية تتشكل في خيال الكاتب إلى حياة كاملة على الورق.. بينها يعيش الكاتب حياة أخرى بتفاصيلها الخاصة اثناء هذه المرحلة ولاتظهر للقارئ مارأيك بهذا الكلام 
  
*  نعم ولا، أنا في كتاباتي كلّها في الوجعِ، وشريكتها في النضالِ، إن الكاتب هو ذلك الذي على الورق بذات اللحظة التي ليس هو من على الورق فالكاتب يتقمص الشخصية يعيش الحالة وهو يكتبها بكل ما فيها من مشاعر وإحساس، يضع فيها من أنفاسه، يشعر مع الشخصيات يسافر الى الأماكن بروحه، يسكنه الوجع كما النشوة، 
  
– أدق أو أصعب سر في حياتك. هل يمكن أن تبوحي به في عمل روائي 
  
* ههههههههه دعني أفكر سؤال جميل وملغوم الاجابة: 
في كل يوم انا اكتب سر 
  
– التهجين بين الشعر النثري والكتابة السردية الا يجعلك عرضة للناقد على اساس هدم خصوصية كل جنس أدبي 
  
* بالنسبة لي لقد كان المزج بين الشعر والنثر في الرواية ناجح جدا، لقد لقيت استحسان كبير مديح وإطراء عندما مزجت الشعر مع السرد الروائي، فرواية رغبات مهشمة هي مزيج من الشعر والسرد والنثر، وقد اعتبرت خطوة جريئة وجميلة، فالشعر كان الموسيقى التصويرية التي رافقت السرد 
  
–  كل انسان ناجح ومتميز لا بد ان يتعرض لهجوم من قبل النقاد والشارع العام .. استاذتنا إخلاص فرنسيس هل تعرضت لمثل هذه الأمور 
  
* إن الغيرة أسوأ ما يتعرض له الكاتب في الشارع العام وليس من النقاد ، الغيرة ممن هم في نفس المجال او غير مجال حتى، أنا أرحب بالنقد كما أقول دائما ولا يشكل أي مشكلة لي، اما بالنسبة للشارع العام، علينا ان نتمتع بصدر رحب ونعي ان النجاح يثير غيرة البعض، والهجوم من البعض الاخر ولكن من له رؤية وتصميم واضح على النجاح عليه أن يغلق اذنه ويترّفع عن التفاهات ويمضي قدما الى الامام ولا يقف عند هذه الأشياء، 
  
– إخلاص فرنسيس لبنانية تعيش في أمريكا. ماذا فعلت الغربة في وجدانها وإبداعها 
  
* الغربة كلمة كبيرة جدا، الحرية في الغربة سمحت لي ان ارى نفسي بمنظار آخر الغربة منحتني التعرف على مجتمع جديد ان اسكن الى نفسي اراها من جديد ،مع حرية التعبير بعيدا عن اي ضغوطات مجتمعية وموروثات الغربة وسعت افاقي وخيالي وفتحتني على عوالم جديدة صقلت موهبتي وكتاباتي، الغربة كان لها الدور الأكبر في ولوجي هذا المجال، الحنين للوطن، الحنين للأهل، التحديات التي تواجه الإنسان في الغربة من وحدة واشتياق، كلّ هذه العوامل أدت إلى أن أتجه إلى التعبير عنها بالكتابة، كانت الكتابة المنفذ الوحيد الذي أستطيع أن أعبر به عما أشعر وأحسّ، وكانت بمثابة علاج لي وشفاء، 
  
– هل اضاف العالم الافتراضي شيئا جديدا الى الادب والثقافة بنظرك 
  
* نعم ولا، إن العالم الافتراضي هو مثل حقل شاسع، فيه من كل شيء الثمار كما الاشواك، بالنسبة لي افسح المجال للتعرف الى شريحة كبيرة من الادباء والمثقفين، ولكن أهملوا وضاعوا في متاهات متسلقي الثقافة، ومحبي المظاهر والتصفيق وممن يدعون الكتابة بشكل عام، 
  
– في الختام ماهي رسالة المبدعة إخلاص فرنسيس لجيل الرواية الجديد من الشباب 
  
* الحب، حب الذات والآخر، ورسالة وجهت لي وأنقلها للآخر، اقرأ قبل أن تكتب، ونصيحة مني انا، حين تكتب اكتب بحبر القلب، 
  
وفي نهاية هذا اللقاء الممتع والشيق أتقدم بجزيل الشكر إلى شاعرتنا وكاتبتنا الأنيقة إخلاص فرنسيس لقد كنت صديقتنا الأقرب. عرفناك اكثر واحببناك اكثر 
شكرا لروعتك ولمجهودك ولاتساع صدرك .. 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…