حوار مع الشاعر سيامند شيخي

أجرى الحوار: نصر محمد 
  
للشعر روح واعدة بمزيد من الحب والشوق ينطق بالشاعر إلى عوالم من الخيال المبدع ويحط بالمتلقي في وديان من الروعة والانطلاق… فالشعراء هم أطفال العالم الذين يغردون بصوت مسموع ويبكون بصوت مقموع. 
حوارنا اليوم مع احد مبدعي الشعر الشباب الواعد بالعطاء والخير والجمال.. مع الشاعر سيامند شيخي 
سيامند شيخي شاعر سوري مواليد / 1966 قرية جيلكي / وهو شاعر موهوب يكتب للوطن وللفرح ولا يقع في الرتابة ابدا. مشاعره نهر عذب دائم الفيض. وهو من تهمهم تجاربهم الشعرية ويعملون عليها بكد وجد ومثابرة، درس الابتدائية في قرية(bellê) المجاورة لقريته ب3 كم والتي سماها جكرخوين ب(جهنم) ،تربى في عائلة مالكة القرية ( آل علو) ذكرها الشاعر جكرخوين في ديوانه. 

تابع الابتدائية والاعدادية والثانوية في القامشلي ،ثم التحق بجامعة حلب كلية الآداب قسم اللغة العربية ،وكان لديه ميول كبيرة في القراءة من قصص وروايات وشعر.
بدأ بالكتابة في منتصف الثمانينات اثناء دراسته في جامعة حلب ، حيث شارك بملتقى الادباء الشباب في الجامعة عام 87 و88 ومن ضمن الشعراء المشاركين: مها بكر، ولقمان ديركي، وحسين بن حمزة، صالح دياب وكتاب القصة القصيرة: احمد عمر وحليم يوسف ونجم الدين سمّان وغيرهم.
نشر قصائده في عدة مجلات وصحف منها الاسبوع الادبي والثقافة الجديدة ومواسم ،وكما شارك بعدة امسيات في القامشلي.
وايضا شارك في التمثيل المسرحي انذاك في مسرحية (الشهية) لالمرآنسون واخراج الفنان طراد خليل حيث قدم عدة عروض في المركز الثقافي في كل من القامشلي والحسكة عام 1989. تعرض للاعتقال من قبل الامن العسكري في حلب اثناء دراسته في جامعة حلب عام 3/12/1987 مع اخيه زكريا ووليد حسني وجوان يوسف و امين مراد بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي وأطلق سراحهم بعد 10 ايام من التحقيق المشين.
له ديوان واحد مطبوع / لاجئ كوطن هادئ كنغم  / من قبل اتحاد الكتاب والصحفيين كرد في سوريا. و آخر مخطوط.  في نهاية عام 2004 اصيب بالتهاب السحايا مما ادى الى شلل رباعي اقعده في كرسي متحرك.. وهو غير متأهل.
  

جيلكي
بَيادُركِ
     تشتعل بالحقول
     المُرتجفة بين أصابعك
          ***
نوافذكِ
    تَستسلم للأُحجية 
     وتلفظ ألغازٱ في أوانها
            ***
جَدوَلُكِ الوحيد
المريض في وحدته
            لا يقرأ الشتاء
              ***
فضاؤك
 المُلبّد بالكلام
يدمعُ خجلٱ 
    من شجون ترابك
آه…..آه 
حتى!!!
(علو ) و(چلو)
مازالا يتلوان مواسمك
           بربيع جكر خوين.
 
….  ….  ….  …..  ….
 
لسنا وحيدين
فهناك من يتقاسمون
خبزنا اليابس
الماء…التراب…الشجر
وأمي التي تخطئ 
عشرات المرات
 عدِّ نعجاتها العشرين
وأبي المُكشّر دائماً
والمقنّع بألاف الأسئلة
وجارتنا العنيدة
المُصّرة أبداً
على الكلام
 
لسنا وحيدين…
ما دمنا هنا 
فكل الناس معنا
لا أحد يفارقنا
حتى الحكام يشمُّون
رائحة جسدنا المُحترق
وينادوننا
تعالوا…
تعالوا…
الآن..
كلُّ شيءٍ باتَ وشيك الحدوث
الموت…
القبلة…
الصمت…
الفراغ…
كلُّ شيء دون إستثناء
كلّ ما نتصوّره
وما لا نتصوّره
معنا الآن 
الآن.
                 حلب ١٩٨٦
 
– هل من لمحة تعريفية عن سيامند شيخي. كيف تصف للقارئ الشاعر الذي بداخلك ؟
 
* سيامند شيخي شاعر رقيق بسيط كالماء يحب الجمال ويستمد القوة والجرأة من حب الاخرين ويجيد توظيف هذا الحب في مجمل تفاعلاته مع الاخر.
 
– كغيرك من الشعراء. لا بد أن تكون لديك بدايات على درب الأدب والكلمة الجميلة. متى واين كانت أول تجربة شعرية لك؟
 
* كانت بداياتي الاولى في ثمانينات القرن الماضي في المشاركة في الملتقيات الادبية للشعراء الشباب في جامعة حلب حيث كانت تقام ملتقى للأدباء الشباب في كلية الآداب فصليآ حيث كنت مشاركا مع الشعراء الشباب في ذلك الوقت مع مجموعة من الشعراء الشباب : مها بكر ولقمان ديركي وصالح دياب وآخرين بالإضافة الى كتاب القصة القصيرة : احمد عمر وحليم يوسف ونجم الدين سمّان وغيرهم ، بالإضافة الى نشر قصائدي في صحيفة الاسبوع الادبي في صفحة كان يديرها الشاعر شوقي بغدادي بالإضافة الى مجلة دراسات اشتراكية ومواسم.
 
– القصيدة رسالة مفتوحة للعالم . وانت تكتب هل تفكر في القارئ؟
 
* في كتابة القصيدة أُلامس دائما معاناة القارى والتي هي جزء من معاناتي ، بالطبع دون الولوج الي الغموض في الصورة وابراز الجانب المضيئ والمدهش بلقطة تحاكي داخله.
 
– يقول الشاعر المكسيكي الراحل اوكتافيو باث.. الحب موقف بطولي وأعظم ابتكار للحضارة الانسانية .. كيف توظف نعمة الحب لخدمة القصيدة لديك؟
 
* بالطبع القصيدة تعكس. الصورة الجريئة في داخلي واحاول ان اجملّها في لقطة مفاجئة و متمردة تشع بكل مافي داخلي ويتلقاها القارئ بالصورة ذاتها او قريب منها.
 
– هل من أصوات شعرية في مدينتك القامشلي يمكن أن ينظر اليها بعين الدهشة والإعجاب؟
 
* بالطبع ثمة اصوات شعرية جميلة اقرؤها اكثر من قراءة ، وللأسف غادرت اكثرها فضائي القريب.
 
– الشاعر سيامند شيخي أمامك مرآة كبيرة لا تشاهد فيها إلا مستقبل سوريا عامة وروج افا خاصة. صف لنا هذا المستقبل..
 
* للأسف مستقبل غير منظور وغير واضح ، ولتداخل اجندات الاطراف وإقصاء الكفاءات وابعادها  والوضع في روج افا اكثر غموضا وتشظيا.
 
– هل كتابتك لقصيدة النثر كان ثورة على الموروث التقليد ام قناعة ترسخت لديك ان زمن القصيدة العامودية قد ولى؟
 
* ارى في قصيدة النثر فضاء واسعاً يجعلني اكثر جرأة في التعبير عن الواقع المعاش والتقط ما هو بسيط واجعله اكثر دهشة وتمرداً. كانت (لاجئ كوطن هادئ كنغم) باكورة اعمالي المطبوعة من قبل الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا وهو العمل الذي جعلني قوة وحضوراً ، حيث تضمنت قصاًئدي اًلاًولى بخصوصيتهاً اًلتي لاًمست بعمق ماً كنت اًعيشه في تلك اًلمرحلة اًلدقيقة بتفاًصيلهاً اًليومية. وغلاًف اًلمجموعة للفناًن اًلراًحل عبداًلرحمن دريعي وتصميم اًلفناًن خليل اًبراًهيم . اًماً عن تجربتي في اًلمسرح رغم محدوديتهاً بمسرحية (اًلشهية) لاًلمر اًنسون واًخراًج اًلفناًن طراًد خليل، فكاًنت تجربة في اًلتفاًعل مع اًلجمهور عن قرب.
 
– ماًهي مواًصفاًت اًلقصيدة اًلجيدة اًو اًلناًجحة اًلتي يصفق لهاً اًلقاًرئ؟
 
* باًعتقاًدي اًلقصيدة اًلناًجحة هي اًلتي تشد اًلقاًرئ  وتجعله يعيش داًخلهاً رغم بساًطتهاً وتفاًجئه بحيويتهاً.
 
– اًي نوع من اًنواًع اًلشعر يستحوذ على اًلمتلقي اًكثر من غيره. اًلقصيدة اًلعاًمودية اًم اًلتفعيلة اًم اًلنثر؟
 
* اًعتقد اًلاًستحواًذ على اًلقاًرئ يكون بمحتوى اًلقصيدة سواًء اًلعاًمودية اًو غيرهاً وجماًليتهاً من صور مدهشة تحاًكي اًلقاًرئ في داًخله و تعيّشه ثناًياًهاً وتجعله يبني من جزئيتهاً صورة كاًملة وتكون براًعة اًلشاًعر في تجنيد اًللغة واًدواًتهاً في رسم تلك اًلصورة اًلمدهشة.
 
– هل تعتقد اًن اًلشاًعر هو فاًعل في اًلمجتمع؟ وهل ماًزلناً بحاًجة اًلى اًلشعر؟
 
 * اًلشاًعر كاًلفناًن اًو اًلرساًم له دور فاًعل ونشيط في اًلواًقع وله اًلقدرة على كشف اًلخلل وتصحيح مساًره.
 
– هل يمكن اًعتباًر اًي كتاًبة لاً يمكن تجنيسهاً اًدبياً هي قصيدة نثر؟
 
* تتعدد اًلاًتجاًهاًت في قصيدة اًلنثر ، كماً تتعدد اًلاًساًليب ، اًذ لاً يمكن اًن نضع جميع من يكتبونهاً في سياًق واًحد فلكل شاًعر وهجه اًلتصويري اًلذي يميزه لذلك قصيدة اًلنثر لهاً فضاًء كتاًبي مفتوح يتلمس اًلشاًعر اًلوجود باًيقاًع دراًمي ويشبعهاً بتفاًصيل جماًلية.
 
– يقول / راًسل اًدسن / في اًحد لقاًءاًته.. بوسع اًلمرء اًن يسمي اًي شيء تقريباً قصيدة نثر. وهذاً هو اًلعظيم فيهاً فكل شيء يثبت اًنه ليس شيئاً اًخر هو ربماً قصيدة نثر. وذلك ماً يجعل قصيدة اًلنثر تمنح طرقاً فريدة لصنع اًلاًشياًء.. ماً راًيك بهذاً اًلقول؟
 
* قصيدة اًلنثر تتميز باًلثراًء واًلتنوع وبناًء اًلصورة داًخل قصيدة اًلنثر حسية وجماًلية وتتميز بحشد اًلتفاًصيل ونقل اًلاًشياًء عبر وعي اًلشاًعر ومعرفته باًدواًت اًللغة وتجسيدهاً في صورة مدهشة.
 
– ماًهي اًلمزاًياً اًلتي تجعل اًلقصيدة ناًجحة بكل اًلمقاًييس؟ هل هي اًلحاًلة اًلشعرية. وهي حاًلة اًلاًنفعاًل اًلعاًطفي. اًم براًعة لغوية. اًم اًلفكرة اًللاًمعة اًم اًلخياًل اًلذي يرى ماً وراًء اًلنجوم. اًم ماًذاً.. وهل اًسم اًلشاًعر يكفي؟
 
* اًلقصيدة اًلناًجحة تعود  لبراًعة اًلشاًعر وفنيته في اًستغلاًل اًلفكرة ونسجهاً بجماًلية في صورة اًو لقطة مثيرة تشد اًلقاًرئ وتجعله اًكثر قرباً من تخيّل اًلشاًعر.
 
– هناًك اًختلاًف بين اًلشعراًء واًلاًدباًء في نظرتهم اًلى رساًلة اًلشعر واًلاًدب عموماً. فمنهم من يظن اًنهاً تهم اًلشاًعر اًو اًلاًديب نفسه. ومنهم من يدعي اًنهاً رساًلة جماًعية تقع على كاًهل اًلشاًعر ك مسؤول عن تبليغهاً واًداًئهاً كماً يجب في محيطه اًلخاًص  ومنهم من يرى اًنهاً رساًلة اًنساًنية عاًلمية. على هذاً اًلضوء. نريد اًن نعرف منكم شاًعرناً. رؤيتكم اًلى رساًلة اًلشعر واًلاًدب عموماً. فكيف ترونهاً؟
 
*اًلاًديب اًو اًلشاًعر هو في اًلنهاًية جزء مماً حوله يؤثر ويتاًثر بماً حوله وله اًدواًته اًلخاًصة في اًلتعبير عن اًلواًقع اًلمعاًش ووضع ماً يقتنيه في خدمة اًلعاًم.
 
– لكل شخص اًماًل وطموحاًت.. ماًهي اًماًل وطموحاًت اًلشاًعر سياًمند شيخي؟
 
* يبدو اًلوضع اًلراًهن بمجمله لاً يدعو اًلى اًلتفاًؤل ولكن مهماً يكن اًتطلع لغد اًفضل يعم فيه اًلسلاًم واًلتعاًيش اًلسلمي بين كاًفة مكوناًت اًلشعب اًلسوري بحب اًلاًخر ونبذ اًلعنف اًلكراًهية. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…