هذيان

عمران علي
ليتهم يعلمون ..
مدى رحابة الضوء 
وهو يجول بالأرجاء
ليتهم يعلمون ..
وأنت هناك
بأنك مأهولة بالانكسارات
والصمت مطبق على المكان
لامنطوق يشيد بك
وأنت عائمة كالحشائش 
في منافي الماء
وليتهم يدركون ماهية أنزواءه
في أقاصي البوح
وهو يقدّ المضاجع
يرتمي في حشرجة الشرفة
يتقصى الصباح
ويرتهن لظلاله المترامية كالشجيرات 
يغمض أحدى عينيه بكدر
علّه يتناسى
علّه يسترجع مافاته منك
وفيما هو غائر في هلوساته
ترتبين حزنك
وتنفضين عنه الغبار
تعيدين أشياءك على محمل العطر
مرتدية ثوب المناسبة 
ومن صنوف الأدراج
ما أوجعها البلاد 
وهي تخفي عن أحجارها
شهقة البلاء
وليتها تعلم ذلك
ماأقساه الحنين
وهو يدب كالنمل 
في متاهات الجسد
ويستشري كالوباء في صنوف المسامات
وفيما هو هنا
وأنت هناك
تترنح المطارح
وتهذي بكما
وعلى سبيل العناق
ينام كلاكما في أرجوحة الانتظار
بأغماضة ذئب .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…