هذيان

عمران علي
ليتهم يعلمون ..
مدى رحابة الضوء 
وهو يجول بالأرجاء
ليتهم يعلمون ..
وأنت هناك
بأنك مأهولة بالانكسارات
والصمت مطبق على المكان
لامنطوق يشيد بك
وأنت عائمة كالحشائش 
في منافي الماء
وليتهم يدركون ماهية أنزواءه
في أقاصي البوح
وهو يقدّ المضاجع
يرتمي في حشرجة الشرفة
يتقصى الصباح
ويرتهن لظلاله المترامية كالشجيرات 
يغمض أحدى عينيه بكدر
علّه يتناسى
علّه يسترجع مافاته منك
وفيما هو غائر في هلوساته
ترتبين حزنك
وتنفضين عنه الغبار
تعيدين أشياءك على محمل العطر
مرتدية ثوب المناسبة 
ومن صنوف الأدراج
ما أوجعها البلاد 
وهي تخفي عن أحجارها
شهقة البلاء
وليتها تعلم ذلك
ماأقساه الحنين
وهو يدب كالنمل 
في متاهات الجسد
ويستشري كالوباء في صنوف المسامات
وفيما هو هنا
وأنت هناك
تترنح المطارح
وتهذي بكما
وعلى سبيل العناق
ينام كلاكما في أرجوحة الانتظار
بأغماضة ذئب .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…

عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي

أعْتَذِرُ

لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي

أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي

أَعْتَذِرُ

لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ

لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي

لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي

كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا…

ماهين شيخاني

هناك لحظات في حياة الإنسان يشعر فيها وكأنّه يسير على خيط رفيع مشدود بين الحياة واللاجدوى. في مثل هذه اللحظات، لا نبحث عن إجابات نهائية بقدر ما نبحث عن انعكاس صادق يعيد إلينا شيئاً من ملامحنا الداخلية. بالنسبة لي، وجدتُ ذلك الانعكاس في كتابات الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو (1913-1960).

ليس كامو مجرد فيلسوف عبثي…