«موج شاحب»: الديوان الرابع للشاعر الكردي «رشيد جمال»

ريم رمضان – خاص ولاتي مه

صدر عن دار «فضاءات» للنشر والتوزيع – عمّان/ الأردن، ديوان (موج شاحب) للشاعر الكردي السوري «رشيد جمال»، وهو الديوان الرابع له بعد دواوين: «الحبُّ اليتيمُ»، عام 2005م (اللاذقية)، و «ترانيمُ الحبّ»، عام 2009م (دمشق)، و «رسائلُ منسيّةٍ على هوامش الحبّ والوطن»، عام 2017م (عمّان).
يقع الكتاب في (120) صفحة من القطع المتوسّط، ويضم تسع وعشرين قصيدة، إضافة إلى ست وعشرين ومضة، تنتمي فنيّاً إلى شعر التفعيلة، كتبت بين الأعوام (2009م – 2019م)، وحملت لوحة الغلاف توقيع الفنان الكردي السوري «بشير مسلم».
قصائد الديوان تبحث في موضوعات استبداد أنظمة الشرق الأوسط والفلسفة الوجودية والموت والثورة والحرب واللجوء وتحرير المرأة، وتحمل بعداً وجدانياً، وشخصياً في بعض الأحيان، كقصيدة (حديقة)، وهي قصيدة كتبت عن استبداد النظام السوري، الذي جعل من جغرافية سوريا حديقة له ولمَن يدعم ظلمه.
قصائد (موج شاحب) تسأل أكثر مما تجيب، وتبحث في اللغة والأسطورة والدين، تتحدث كثيراً عن الموت والفلسفة الوجودية، ولكنها تبحث عن الحياة في ظل نظام قمعي، يعبث بالبشر والشجر والحجر.
وفيما يلي مقطع من قصيدة عن الحرب واللجوء وسبي الكرامة والإنسانية:
«امرأةٌ في سوق النخاسَة.
ميلادُ طفلٍ على شاطئ الموت.
وطنٌ مشرّدٌ
بينَ مغازلاتِ الرصاص.
حاضرٌ يتجرّدُ من ماضيه،
وزمانٌ ما زالَ يلاحقُ لعنةَ المكانِ
القابعِ في مخيّلته.
إنها لغةُ العابرين نحو الوجودِ
المثقَلِ بالضياع.
إنها لغةُ الحربِ
ولا شيءَ آخر…!».
وفي قصيدة أخرى يفضح جور النظام السوري:
«عبيرُ تلك الأنثى
ملطّخٌ بنيبال «روسيٍّ»
وطفلُها ما زالَ يشمُّ
نسيمَ الخَرْدلِ
في رحمها.
القاطنون في حديقة القصرِ
يتفنّنون بقطف الأملِ،
وهندسةِ المقابرِ الجماعية.
إنهم في وليمة للموت
كلُّ المدعوِين من قصائدَ
لوحاتٍ
معزوفاتٍ موسيقيةٍ،
وقصصٍ قصيرةٍ
وطويلةٍ…».

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

رضوان شيخو

بطبعة أنيقة وحلة قشيبة، وبمبادرة كريمة وعناية كبيرة من الأستاذ رفيق صالح، مدير مركز زين للتوثيق الدراسات في السليمانية، صدر حديثا كتاب “علم التاريخ في أوروبا وفلسفته وأساليبه وتطوره”، للدكتور عصمت شريف وانلي، رحمه الله. والكتاب يعتبر عملا فريدا من نوعه، فهو يتناول علم التاريخ وفلسفته من خلال منهج علمي دقيق لتطور الشعوب والأمم…

خلات عمر

في قريتنا الصغيرة، حيث الطرقات تعانقها الخضرة، كانت سعادتنا تزهر كل صباح جديد. كنا ننتظر وقت اجتماعنا المنتظر بلهفة الأطفال، نتهيأ وكأننا على موعد مع فرح لا ينتهي. وعندما نلتقي، تنطلق أقدامنا على دروب القرية، نضحك ونمزح، كأن الأرض تبتسم معنا.

كانت الساعات تمر كالحلم، نمشي طويلًا بين الحقول فلا نشعر بالوقت، حتى يعلن الغروب…

عبدالجابر حبيب

 

منذ أقدم الأزمنة، عَرَف الكُرد الطرفة لا بوصفها ملحاً على المائدة وحسب، بل باعتبارها خبزاً يُقتات به في مواجهة قسوة العيش. النكتة عند الكردي ليست ضحكة عابرة، وإنما أداة بقاء، و سلاح يواجه به الغربة والاضطهاد وضغط الأيام. فالضحك عنده كان، ولا يزال يحمل في طيّاته درساً مبطناً وحكمة مموهة، أقرب إلى بسمةٍ تخفي…

أعلنت منشورات رامينا في لندن، وبدعم كريم من أسرة الكاتب واللغوي الكردي الراحل بلال حسن (چولبر)، عن إطلاق جائزة چولبر في علوم اللغة الكردية، وهي جائزة سنوية تهدف إلى تكريم الباحثين والكتّاب المقيمين في سوريا ممن يسهمون في صون اللغة الكردية وتطويرها عبر البحوث اللغوية والمعاجم والدراسات التراثية.

وستُمنح الجائزة في20 سبتمبر من كل عام، في…