فدوى درويش
« الغريبة » رواية للكاتبة المغربية مليكة أوفقير صدرت باللغة العربية عن دار التنوير ـ بيروت مترجمة عن الفرنسية ( ترجمة حسين عمر ).
ويأتي « الغريبة » بعد كتابها الأول « السجينة » الذي كان قد صدر عن« دار الجديد ـ بيروت » عام 2003 ليعلن للعالم صورة بشعة من صور الاستبداد والظلم في السجون العربية. ترويها بطلة الرواية كما عاشتها مع أفراد أسرتها خلال عشرين عاماً من السجن في ظروف لاإنسانية.
مليكة أوفقير ابنة الجنرال محمد أوفقير، والتي كان قد تبناها الملك محمد الخامس منذ الخامسة من عمرها لتعيش أميرة في قصر رباط الملكي. وجاءت محاولة الانقلاب التي جرت عام 1972 ضد الحسن الثاني نقطة تحول نحو الهاوية في حياتها وحياة أسرتها حيث يقتل الأب محمد أوفقير ويحكم على زوجته وأولاده الستة بالسجن وكان أصغرهم في الثالثة من عمره.
تروي لنا مليكة في « السجينة » يومياتها المعذبة وهي تصارع الجوع والألم والكبت إلى أن تفرّ من السجن بطريقة أشبه بالخيال ثم تقضي خمس سنوات تحت الإقامة الجبرية في مراكش، ثم تُمْنَع من السفر لخمس سنوات إلى أن تحصل على جواز سفر وتغادر إلى فرنسا.
إنّها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة أثرت في ضمائر الملايين من الأحرار في العالم.
« الغريبة » هو الجزء الثاني من « السجينة »، تروي مليكة حكاية السجن الذي سكنها وسيطر على ذاكرتها ورافقها إلى بلاد الحرية . تتابع بنفس الاسلوب الشهرزادي لسرد تجربتها المؤلمة والمؤثرة, بعد صراع من أجل البقاء دام سنوات طويلة في غياهب سجون الصحراء ولا إنسانية السجان . منتصرة أخيراً في إرادة الحياة على ظلم وجشع السلطان.
تنطلق مليكة في عالم الحرية … عالم بدت غريبة عنه ولم يكن التواصل معه سهلاً إلا بمساعدة أناس أحبّوها وأحبّتهم، خرجت من السجن، إلاّ أنّ السجن أبى أن يخرج منها.
” بقيت زمناً طويلاً في سجن وهمي متفرد مكئب مذعر، لا تمرّ الدقائق بالنسبة لي بالطريقة التي تمر بها للآخرين. إنّها طويلة متوعدة غامضة. “
تصطدم بمظاهر التطور والتغيير الحاصل على كل شيء، حتى للبشر فكيف لها أن تعايش عالماً متغيراً بمفاهيم أصبحت هي متخلفة عنها.
” لقد احتفظت من الزمن بمنظور مشوه يمنعني، اليوم، من أن أكون دقيقة في مواعيدي . لقد تخلفت بخمسة عشر عاماً عن الحداثة. ”
هذا الصراع الداخلي الذي يبدأ معها من أبسط الأمور، كطريقة حصولها على المال والدفع لسائق التكسي والمغاسل في المطعم وغيرها من الأمور اليومية وصولاً إلى هاجس الأنوثة الذي ظل يلاحقها طيلة فترة السجن ” احتفظ جسدي الغارق في الرقاد لزمن طويل جداً بالانعكاسات الضرورية للبقاء ـ الأكل ـ الشرب ـ النوم ـ السير…” العقم هو الأثر الأبشع الذي تركه السجن لمليكة، هذا الداء الذي لايمكنها الشفاء منه. فقد حرمت إلى الأبد إحساس الأمومة، هذا الاحساس الوحيد الذي ربما يجعلها تغدو امرأة.” غفرت لأولئك الذين سجنونا لعشرين عاماً إلاّ عن شيء وحيد ـ حرماني من أن أكون أماً. “
« الغريبة » محاولة لاستعادة الحياة والعودة بجرأة إلى العالم بعد أن فقدت الانسجام والتواصل معه، بحضور ملفت، إنّها الولادة الجديدة. وتتمكن هذه المرأة بإرادة وحب للحياة وبمساعدة أصدقاء لها أن تكسب الجولة الأخيرة مع الزمن، فتعيش قصة حب رائعة مع رجل استثنائي. تعود امرأة طبيعية تمارس الحب مع زوجها دون خوف ولا مشاكل نفسية من خوف وقلق، كما تكسب أصدقاء حقيقيين سواء في المغرب أو في فرنسا، حيث عاشت مع ايريك زوجها وابنة أختها نوال وطفلها بالتبني آدم، لتعيش شعور الأمومة الذي افتقدته بعدم قدرتها على الانجاب.
مليكة نجمة في أشهر برنامج في العالم مع أوبرا وينفري. وأخيراَ،ً صاحبة أشهر كتاب « السجينة »، الذي حقق نجاحاً كبيراً وتصدّر قائمة الكتب الأكثر رواجاً لصحيفة نيويورك تايمز لأكثر من عشرين أسبوعاً.
مليكة التي كسبت الحياة، عالجت نفسها من آثار معاناة العمر الذي سُرق منها، تستعيد توازنها النفسي وتتواصل بحب مع الآخرين حتى سجانها الذي ظلت تحتفظ بشعور طيب عن الفترة التي عاشتها معه ولم تنتشي بشعور الانتقام حين سمعت خبر موت الملك، بل كانت حزينة لموت والدها بالتبني وتمنت لو إنه اعترف بخطأه تجاه عائلتها واعتذر قبل موته.
هذه البطلة ” العائدة من بلاد الموتى” تقتحم عالم الاحياء وتبدأ تعلم ألف باء الحياة الجديدة بصبر وشجاعة وكثير من الأمل وشغف بالحرية، محطمةً كل الجدران ضد إرادة الحاكم بالظلم والعنف والاقصاء.
تروي لنا مليكة في « السجينة » يومياتها المعذبة وهي تصارع الجوع والألم والكبت إلى أن تفرّ من السجن بطريقة أشبه بالخيال ثم تقضي خمس سنوات تحت الإقامة الجبرية في مراكش، ثم تُمْنَع من السفر لخمس سنوات إلى أن تحصل على جواز سفر وتغادر إلى فرنسا.
إنّها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة أثرت في ضمائر الملايين من الأحرار في العالم.
« الغريبة » هو الجزء الثاني من « السجينة »، تروي مليكة حكاية السجن الذي سكنها وسيطر على ذاكرتها ورافقها إلى بلاد الحرية . تتابع بنفس الاسلوب الشهرزادي لسرد تجربتها المؤلمة والمؤثرة, بعد صراع من أجل البقاء دام سنوات طويلة في غياهب سجون الصحراء ولا إنسانية السجان . منتصرة أخيراً في إرادة الحياة على ظلم وجشع السلطان.
تنطلق مليكة في عالم الحرية … عالم بدت غريبة عنه ولم يكن التواصل معه سهلاً إلا بمساعدة أناس أحبّوها وأحبّتهم، خرجت من السجن، إلاّ أنّ السجن أبى أن يخرج منها.
” بقيت زمناً طويلاً في سجن وهمي متفرد مكئب مذعر، لا تمرّ الدقائق بالنسبة لي بالطريقة التي تمر بها للآخرين. إنّها طويلة متوعدة غامضة. “
تصطدم بمظاهر التطور والتغيير الحاصل على كل شيء، حتى للبشر فكيف لها أن تعايش عالماً متغيراً بمفاهيم أصبحت هي متخلفة عنها.
” لقد احتفظت من الزمن بمنظور مشوه يمنعني، اليوم، من أن أكون دقيقة في مواعيدي . لقد تخلفت بخمسة عشر عاماً عن الحداثة. ”
هذا الصراع الداخلي الذي يبدأ معها من أبسط الأمور، كطريقة حصولها على المال والدفع لسائق التكسي والمغاسل في المطعم وغيرها من الأمور اليومية وصولاً إلى هاجس الأنوثة الذي ظل يلاحقها طيلة فترة السجن ” احتفظ جسدي الغارق في الرقاد لزمن طويل جداً بالانعكاسات الضرورية للبقاء ـ الأكل ـ الشرب ـ النوم ـ السير…” العقم هو الأثر الأبشع الذي تركه السجن لمليكة، هذا الداء الذي لايمكنها الشفاء منه. فقد حرمت إلى الأبد إحساس الأمومة، هذا الاحساس الوحيد الذي ربما يجعلها تغدو امرأة.” غفرت لأولئك الذين سجنونا لعشرين عاماً إلاّ عن شيء وحيد ـ حرماني من أن أكون أماً. “
« الغريبة » محاولة لاستعادة الحياة والعودة بجرأة إلى العالم بعد أن فقدت الانسجام والتواصل معه، بحضور ملفت، إنّها الولادة الجديدة. وتتمكن هذه المرأة بإرادة وحب للحياة وبمساعدة أصدقاء لها أن تكسب الجولة الأخيرة مع الزمن، فتعيش قصة حب رائعة مع رجل استثنائي. تعود امرأة طبيعية تمارس الحب مع زوجها دون خوف ولا مشاكل نفسية من خوف وقلق، كما تكسب أصدقاء حقيقيين سواء في المغرب أو في فرنسا، حيث عاشت مع ايريك زوجها وابنة أختها نوال وطفلها بالتبني آدم، لتعيش شعور الأمومة الذي افتقدته بعدم قدرتها على الانجاب.
مليكة نجمة في أشهر برنامج في العالم مع أوبرا وينفري. وأخيراَ،ً صاحبة أشهر كتاب « السجينة »، الذي حقق نجاحاً كبيراً وتصدّر قائمة الكتب الأكثر رواجاً لصحيفة نيويورك تايمز لأكثر من عشرين أسبوعاً.
مليكة التي كسبت الحياة، عالجت نفسها من آثار معاناة العمر الذي سُرق منها، تستعيد توازنها النفسي وتتواصل بحب مع الآخرين حتى سجانها الذي ظلت تحتفظ بشعور طيب عن الفترة التي عاشتها معه ولم تنتشي بشعور الانتقام حين سمعت خبر موت الملك، بل كانت حزينة لموت والدها بالتبني وتمنت لو إنه اعترف بخطأه تجاه عائلتها واعتذر قبل موته.
هذه البطلة ” العائدة من بلاد الموتى” تقتحم عالم الاحياء وتبدأ تعلم ألف باء الحياة الجديدة بصبر وشجاعة وكثير من الأمل وشغف بالحرية، محطمةً كل الجدران ضد إرادة الحاكم بالظلم والعنف والاقصاء.
جاء كتاب « الغريبة » تجربة امرأة استعادت الحياة بجدارة.