معرض الشهيد هركول الرابع للكتاب.. ما له وما عليه

دلشاد مراد
كان قرار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بإقامة “معرض الشهيد هركول للكتاب” في سنته الرابع جريئاً وسط  ظروف غير مستقرة إلى حد ما، وخاصة فيما يتعلق بمسألة وباء كورونا. وقد اختصر أيام المعرض من ستة إلى خمسة أيام بسبب ظهور حالات في مدينة قامشلو والحسكة في التوقيت نفسه. 
ضم  المعرض 38 جناحاً (12 دار نشر، 4 مكتبات، 8 اتحادات للمثقفين والكتاب، 9 مراكز بحوث وأكاديميات ومؤسسات وجمعيات ثقافية، 3 مجلات أدبية وفكرية، كاتبين اثنين، جناح واحد للأطفال). وضم 11 ألف عنوان بمختلف اللغات (العربية والكردية والسريانية وحتى التركية والإنكليزية). ورافقه  محاضرات وجلسات حوارية وتواقيع كتب عديدة.
ما ميز المعرض في سنته الرابعة هو مشاركة دور نشر ومؤسسات ثقافية جديدة مثل (المدى، النقش، آفا، رابطة كاوا للثقافة الكردية …)، وتخصيص جناح لأدب الطفل. ويشير مشاركة دور النشر الجديدة على جدية فعالية المعرض على المستوى المحلي والخارجي، وإن لم يبلغ المستوى المطلوب، وهنا لابد من الإشارة إلى الظروف السياسية (حالة اللااستقرار في المنطقة عموماً) والاقتصادية (الأزمة المعيشية في سوريا عموماً) والصحية (انتشار وباء كورونا في العالم والمناطق المحيطة بشمال وشرق سوريا) أيضاً التي كان لها أثرها الكبير في عدم مشاركة العديد من دور النشر العالمية والإقليمية، وكذلك في تدني مستوى بيع الكتب، وكذلك في الإقبال على المعرض، فدور النشر الخارجية كانت لها حسابات بهذا الشأن، مما شكلت لديها مخاوف من تلقي خسارة كبيرة. ورغم ذلك كان هناك إقبال على الكتب مقارنة بالظروف المشارة أعلاه وإن بمستويات متدنية، وتركت سوء الأوضاع المعيشية أثرها على الإقبال بالنسبة للجمهور المحلي. 
كما أن مشاركة رابطة كاوا للثقافة الكردية في المعرض يدحض كافة الأقاويل المضادة بشأن انتهاكات الحريات الأدبية في روج آفا وشمال وشرق سوريا، حيث أثار العديد من الأقلام الغير الموضوعية مسألة كتاب مترجم لأحد الكتاب المقيمين في الخارج محاولاً الاتفاق مع إحدى دور النشر المحلية لعرضها في المعرض دون أن تقوم دار النشر ذاك بإعلام إدارة المعرض بذلك، كون المشاركات تكون بإصدارات دور النشر ذاتها أو يتم إبلاغ إدارة المعرض أن هناك كتب من جهة ما سيتم عرضها في جناحها، وبذلك حصل سوء فهم بين الطرفين، ليستغل بعض الأقلام هذا اللبس وإظهارها وكأن هناك منع لنتاجات الكتاب المعارضين للإدارة الذاتية، علماً ان ذاك الكتاب كان متواجداً في العديد من المكتبات المحلية في روج آفا. مع العلم أن رابطة كاوا تعود لمعارض معروف للإدارة الذاتية، بل أن العديد من كتب صاحب الرابطة عرض أيضاً، وهذا أيضاً يحسب إيجابياً للإدارة الذاتية وإدارة المعرض. فالاتجاهات المختلفة للأفكار لها أثر في تطوير الحالة النقدية والمعرفية بالمجتمع إن أحسنت النخبة المثقفة استغلال ذلك دون أي تعصب لطرح الأفكار أو النزوع إلى العنف وإقصاء الآخر. 
أما من ناحية المقترحات، لابد أن نشير إلى ضيق مساحة البناء المخصص لمعرض الكتاب، والحاجة إلى بناء معرض مدينة للمعارض بمساحة كبيرة، وإلى تحديد نسبة حسومات لأسعار الكتب بما يلائم قدرة الجمهور المحلي على شراءها. علماً إن المعرض شهدت قيام بعض الأجنحة بطرح كتب شبه مجانية وأخرى – وكذلك بعض الكتاب- قامت بعرض كتبها مجاناً أمام الجمهور خلال اليوم الأخير للمعرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*زاوية ” الحديث الثقافي”، صحيفة روناهي الصادرة في روج آفا – شمال وشرق سوريا، الأربعاء 29 تموز 2020م.
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

رضوان شيخو

بطبعة أنيقة وحلة قشيبة، وبمبادرة كريمة وعناية كبيرة من الأستاذ رفيق صالح، مدير مركز زين للتوثيق الدراسات في السليمانية، صدر حديثا كتاب “علم التاريخ في أوروبا وفلسفته وأساليبه وتطوره”، للدكتور عصمت شريف وانلي، رحمه الله. والكتاب يعتبر عملا فريدا من نوعه، فهو يتناول علم التاريخ وفلسفته من خلال منهج علمي دقيق لتطور الشعوب والأمم…

خلات عمر

في قريتنا الصغيرة، حيث الطرقات تعانقها الخضرة، كانت سعادتنا تزهر كل صباح جديد. كنا ننتظر وقت اجتماعنا المنتظر بلهفة الأطفال، نتهيأ وكأننا على موعد مع فرح لا ينتهي. وعندما نلتقي، تنطلق أقدامنا على دروب القرية، نضحك ونمزح، كأن الأرض تبتسم معنا.

كانت الساعات تمر كالحلم، نمشي طويلًا بين الحقول فلا نشعر بالوقت، حتى يعلن الغروب…

عبدالجابر حبيب

 

منذ أقدم الأزمنة، عَرَف الكُرد الطرفة لا بوصفها ملحاً على المائدة وحسب، بل باعتبارها خبزاً يُقتات به في مواجهة قسوة العيش. النكتة عند الكردي ليست ضحكة عابرة، وإنما أداة بقاء، و سلاح يواجه به الغربة والاضطهاد وضغط الأيام. فالضحك عنده كان، ولا يزال يحمل في طيّاته درساً مبطناً وحكمة مموهة، أقرب إلى بسمةٍ تخفي…

أعلنت منشورات رامينا في لندن، وبدعم كريم من أسرة الكاتب واللغوي الكردي الراحل بلال حسن (چولبر)، عن إطلاق جائزة چولبر في علوم اللغة الكردية، وهي جائزة سنوية تهدف إلى تكريم الباحثين والكتّاب المقيمين في سوريا ممن يسهمون في صون اللغة الكردية وتطويرها عبر البحوث اللغوية والمعاجم والدراسات التراثية.

وستُمنح الجائزة في20 سبتمبر من كل عام، في…