التدرؤ وراء اسم نورالدن ظاظا من جديد! تعالوا نتحاور من دون الإساءة إلى القامات الضوئية العالية

 إبراهيم اليوسف
ثمة شعوران متناقضان ساوراني وأنا أقرأ هذا الصباح مقالاً موقعاً باسم” محمد مصطفى” وبعنوان” النسر المحلق  الدكتور نورالدين ظاظا وهلوسات الكاتب ابراهيم محمود “في موقع الحوار المتمدن، أحالني إليه مقال المفكر إبراهيم محمود المنشور هذا الصباح في ولاتي مه بعوان “من يتاجر باسم نورالدين ظاظا ؟ «توضيح اضطراري حول ما كتبه محمد مصطفى عن هلوساتي المزعومة» إذ ينكأ المقال الأول جرحاً قديماً بعد أن نشر إبراهيم مقاله” هل كان نورالدين ظاظا خائناً حقاً ؟ صورة طبق الاصل عن وثيقة سرية” عن االمناضل الكبير نورالدين ظاظا – وكنت أحد الذين ساررهم إبراهيم عن فكرة المقال، إذ تحدث في بيتنا، وكان حولنا عدد من الأصدقاء، خلال مناسبة ماعدت أتذكرها، وكتبت عن ذلك-آنذاك- إلا أنه تم استغلال ذلك المقال من قبل أحد الأصدقاء، وبات يتم توزيعه يدوياً للتأليب عليه، بالرغم من أن من كان وراء ذلك، كان يدري تماماً أن إبراهيم لم يقصد الإساءة إلى د. نورالدين ظاظا، بل كان في إطار المرافعة عنه، في وجه من أساؤوا إليه، فتمت محاولة قلب السحرعلى الساحر، للثأر من إبراهيم على بعض مقالاته الجارحة التي نشرها في تلك الفترة، وكان مع كل من أصابه الحيف الرد عليه، ضمن حدود ما استشعره من أذى، وبلغة النقد ذاتها التي كتبها إبراهيم، فيما إذا كانت هناك مرافعات ذاتية، وهي من حق أي كان منا.
ملخص الشعورين اللذين استهللت بهما مقالي، وهما متناقضان هو: ترى هل أن كاتب المقال يقرأ المقالات” الإبراهيم محمودية” لأول مرة، واستفز، وأين كان قبل الآن؟، أم أنه يراه الآن وهو من حقه، بل إن من حق أي منا أن نعود لتقويم، أو حتى إعادة أي تققويم لأي مقال، أو كتاب، في أي وقت نشاء،  إلا أن موضع استغرابي هو كيف أن الأخ كاتب المقال لم  يقرأ – توضيحات إبراهيم- التي نشرها، أثناء تلك المعركة النقدية، و أقنعت كثيرين من حوله بأنه كان قد انطلق من موقف الغيور، المرافع عن د. نورالدين، لاسيما وإننا كمعنيين بالثقافة الكردية لطالما كنا نتناول، بل نشكو تلك الهوة التي تظهربين المثقف والسياسي،  وهذا جزء مما أقوله هنا، أما الجزء الثاني في ثنائية الشعور تكمن في أن ثمة ثأرية ما، أكاد أسميها، تجاه إبراهيم على موقف تقويمي قديم/ أو جديد بدر عنه- وليكن مقاله الأخير- أو تجاه مواقفه الأخرى، إذ يمكن مواجهته بذلك، والكتابة باسم صريح، لا سيما إن مانشرفي المقال الأخير بالرغم من بعض التمويهات ينم عن وجود قلم غير عابر وراءه!
وكان  لردود الفعل على مقال إبراهيم فعل عكسي – تماماً- إذ إنه راح يبين وجهة نظره، ويكتب سلسلة مقالات ضمتها دفتا كتاب صادر له في العام2007″الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا- موجز دراسة حياة مستمرّة- ضمناً: الذين يتاجرون باسمه” ” بين خلاله رؤيته تجاه أحد أعظم المثقفين، والمتنورين الكرد، في التاريخ المعاصر، ألا وهو د. نورالدين ظاظا،  ناهيك عن رائحة ردود فعله  المضادة على امتداد فصول الكتاب/ المقالات، وجدت أن ماتم أزال غبار النسيان، أو التناسي عن د. ظاظا الذي لما نزل مقصرين بحقه، وكنت قد سعيت قبل سنوات طويلة لإطلاق- جائزة- باسمه، بالإضافة للدعوة إلى جمع و إعادة طباعة تراثه، وأرشفة اللقاءات التي أجريت معه تلفزيونياً، أو عبرالصحافة، ناهيك عن تأسيس مركز ثقافي كردي باسمه، وإطلاق اسمه على شارع ما، وكل ذلك أعدت تثبيته في رسالة إلى حرمه، عبر صديق يسعى لترجمة بعض آثاره، ضمن ورشة من المقررأن أكون أحد المساندين المؤازرين لها، بحسب ماعرض علي، ناهيك عن تفاصيل أخرى، منها تكريم حرمه وإجراء حوار مطول معها، حول معاناة د. ظاظا  ونجله حتى مع بعض أهله!
يسجل المقال الموقع باسم محمد مصطفى مأخذه على إبراهيم محمود بأنه نبش تراب راحل كبير، ولقد أكد إبراهيم أن نبشه كان لإعادة ذكراه، و إزالة غبارالظلم والنسيان عن اسمه اللامع، والكبير، كأحد أكبر رموزنا الكردية في مكاننا، بينما هو راح ينبش الغبار –بدوره-عن ملف قديم، تمت مقاربات مهمة من رؤية إبراهيم محمود بعيد مرافعاته وهوما يسجل له، أقولها كأحد الشهود ليس على سيرمقالات الفعل وردود الفعل، بل على المقال الأول مفهوم التكتيكات -أصلاً- وهي تكتيكات اعتمد خلالها إبراهيم  على عنصرالمفارقة الكاريكاتيرية، وعلى وقائع العلم والمعرفة التي تتعلق بتاريخ اعتماد الهواتف الذكية، التي تسجل مايريد صاحبها تسجيله” أي أن كتب ساخراً من المسيئين إليه عن اعتماده الهاتف المكمرن قبل ظهوره”  اعتماداً على عنصرالزمن الذي تقافز فوقه من أرادوا إثارة الزوبعة حول إبراهيم محمود وخرج هذا الأخير منها مؤدياً رسالته، بأنه كان خيرمرافع عن د. ظاظا لا مبتغ نيل من قامته العالية التي لايستطيع أحدنا الدنومنها بغرض الإساءة- حاشاه- وإن كان مشروعه الفكري السياسي خاضعاً للنقد لاستكناه العمق الاستشرافي في روحه ورؤاه!
ومن هنا، فإنني لست في موقع استعراض تفاصيل ماجاء في مقال إبراهيم الأخير، ولا بصدد ما ورد في مقال الأخ صاحب المقال الموقع باسم – محمد مصطفى- والذي مضى لفتح أكثرمن ملف في المقال، لطعن إبراهيم محمود، لا للدفاع عن ظاظا وحده، وفي هذا مافيه من دلالات ومؤشرات؟!، وإن كنت وإبراهيم تناقشنا قبل أيام قليلة – فحسب- في أمر التجسيربينه و من تم سوء الفهم بينهم خلال معارك ثقافية سابقة لم أكن معها البتة” ومن بينها قراءته لكتاب تاريخي لأحد الأصدقاء” وقد أبى استعداداً كبيراً للتفهم ومد اليد  تجاه هؤلاء، بل تجاه أكثرمن آذوه- ولا أقول أن هناك من لم يتأذ من مقالات إبراهيم، وقد قلت موقفي له بصراحة، آنئذ، وكتبته علناً، من دون أن تثار حفيظته إزاء رأيي الخاص!
إن اللجوء إلى تخوين إبراهيم محمود، في قراءة معاكسة، مضادة، مزورة، لموقف أو رأي له تجاه د. نورالدين ظاظا، تذكرني بمواقف من كانوا إذا أرادوا إرهاب أحد، أو تشويه اسمه تقويله بشتم اسم – الرئيس- بحسب زعمهم، من دون ذكر لهذا الأخير، من قبل المتَّهَم – بفتح الهاء- إمعاناً في أذاه، مع الاعتذار من اسم المناضل د. نورالدين الذي سجل  بماء الخلود في قلوب وتاريخ أبناء شعبه، سيبقى هو كذلك، كأحد رموزنا الذين صمدوا، ودفعوا ضريبتهم، ولم يستسلموا أمام الدكتاتوريات، إلا أن سموم الأهلين، ومكائدهم، ولصوصياتهم كانت وراء انكساره وجرحه العظيم!
 أجل، وإذ كنت أقدم شهادتي عن إبراهيم – في معرض كبش إسماعيل- بأنه كتب مقاله – الملغَّم- للإمعان في هتك من آذوا د. نورالدين، فإن ألغامه كانت واضحة، ظاهرة للعيان، وكنت أحد الشهود على كلامه وإن لم أكن قد قرأت المقال آنذاك، لأن أبراهيم يثق بمايكتب ولا يعرضه على أحد، قبل نشره، إلا في مرات جد نادرة، لم يكن هذا المقال من بين ما عرضه، كما أنه سارر مدير موقع عامودا بمقدمة مرفقة مع مقاله، وهوما صرح به مديرالموقع: سيروان حج بركو آنذاك، بينما كانت ثمة جيوب ملأى بنسخ عن مقاله المقنبل  توزعه يد/أيد، يميناً وشمالاً ليتم استغلال بساطة أبعاضهم، مؤلبين الشارع الكردي عليه. الشارع الذي لن يذكرإلا من عمل مخلصاً لشعبه، في أحرج اللحظات، وكان في استثمار المقال، والزوبعة  حول اسم نورالدين أذى أكبر لاسمه، وقلت آنذاك: تعالوا نشكل لجنة محايدة لقراءة المقال وتقويمه إلا أن كل الأصوات ذهبت في خضم الزوبعة التي أفلت، وبقي اسم ظاظا كأحد أعظم قادة الكرد المعاصرين و رموزهم الثقافية والسياسية! 
أتمنى من الأخ كاتب المقال العودة إلى كتاب إبراهيم محمود” الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا – موجز دراسة حياة مستمرّة- ضمناً: الذين يتاجرون باسمه  “- مع عدم اتفاقي مع انفعاله أحياناً –  ليرى فيه موقفه الحقيقي كاملاً من مناضلنا الكبير، إن كان هدفه الحرص على اسم د. نورالدين وأنا معه، أما إن كان له هدف آخرمن إعادة نشرالمقال فنصيحتي له أنه لن يفلح، وأنه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع إبراهيم محمود فهو الآخر رمز ثقافي عظيم، له وعليه، في المقابل، كأي واحد منا، وأدعوه مجدداً، وكل من اختلفوا معه لفتح صفحة توادد جديدة، بل أدعو الصديق إبراهيم لكتابة الجزء الثاني-  وعي الذات الكردية- ولكن من خلال استبيان النقاط المضيئة  للأسماء التي تناولها، بمن فيها أسماء أكثرمن اشتركوا معه في تبادل الأذية: هؤلاء الأصدقاء من جهة وهو من جهة أخرى!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…