الكاتب الثائر، والبيشمركة الشهيد (أنور مايي)

ريوان ميراني

“الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئاً، بل هي خلودٌ في موتٍ رائع.” بيير كورني.
ماقيمة الكتابة إذا ظل الكاتب يقبع في برجهِ العاجي لا ينزل للناس، بل يُنظِّر ويتفلسف، في الوقت الذي تشتعل الثورة في بلاده ضد الظلم والطغيان، أيتحتم عليه أن يبقى متمسكاً باليراع ينأى بنفسهِ وراء الكواليس، في حين ظهور ثورةٍ تحتاج البندقية بقدر حاجتها للقلم، أم يظهر فينخرط فيها واضعاً روحهُ على كفه فداءاً للوطن وأبنائهِ ليبقى شعلةً من النور يهتدى بهِ لسبيل الحرية والتحرر كما فعل الكاتب الثائر والبيشمركة الشهيد أنور مايي؟
كان (مايي) الذي هو من مواليد (1913م) قرية مايي، منطقة برواري بالا التابعة لمنطقة (آميدي-للعمادية) محباً للعلم والمعرفة منذ نعومة أظافره، وأستمر في طلب العلم حتى حصل على الإجازة العلمية في علوم الدين على يد العالم الفاضل (شكري أفندي) مفتي العمادية. وشارك في العمل السياسي والثوري منذ إندلاع ثورة بارزان (1945م) وأعتقل وزج به في سجن الموصل عام (1946م)، إلى شهر شباط من عام (1984). عمل مايي في الإذاعة الكوردية ببغداد كما عمل في الصحافة وأصبح عضواً في أول هيئة إدارية لإتحاد الأدباء العراقيين كما أصبح عضواً في نقابة الصحفيين. سافر إلى الصين الشعبية عام (1959م) ضمن وفد شعبي حكومي عراقي وألقى محاضرة عن الشعب الكوردي. وعرج على الإتحاد السوفيتي (سابقاً) في طريق عودته والتقى ببعض الكتاب الكورد هناك وأقام معهم علاقات ودية أمثال قناتي كوردو و د. سلماسي وغيرهما. ونشر العديد من المقالات في الجرائد والمجلات آنذئذ. 
لكون منطقة (برواري بالا) التي ينتمي إليها (مايي) تحتوي على الكثير من المناطق الأثرية والقلاع التاريخية القديمة كقلعة قمري (هروري) و (بێ تەنیرێ- بیت النور) وغيرها من الأماكن الأثرية فقد أوجدت لدى (مايي) حب البحث والتقصي عن الحقائق التاريخية متأثراً بالمؤرخين الأفاضل الأمير شرفخان البدليسي، و العلامة محمد أمين زكي. فأنتج كتاباً مهماً في التاريخ الكوردي عن منطقة بهدينان بعنوان الأكراد في بهدينان وهو كتاب قيم ومصدر مهم للكثير من المعلومات التاريخية والأدبية المتعلقة بمنطقة بهدينان من زاخو ودهوك وآميدي و آكره وغيرها من المناطق. 
في عام (1962م) التحق (مايي) بالثورة الكوردية وتسلم جبهة خانقين بأمر من البارزاني الخالد وبقي هناك حوالي سنة، ثم استدعي من قبل البارزاني ليساعد المرحوم اسعد خوشفي في ثورة منطقة بهدينان فارتقى شهيداً عصر يوم السبت (22 حزيران 1963م) جراء قصف القنابل السورية المشاركة في حرب البعثيين ضد الكورد وتوقفت أصابعه عن الكتابة وعن الضغط على الزناد في الدفاع عن وطنه كوردستان. ليثبت للعالم بأن الشعراء والكُتّاب يقولون ويكتبون ويفعلون. 
مؤلفات أنور المائي:
(أ)- المؤلفات المنشورة:
1- محاضرة في الصين عن الأكراد، الطبعة الألى، بغداد – 1960، الطبعة الثانية، دهوك – 1995.
2 – الأكراد في بهدينان – الطبعة الأولى، مطبعة الحصان بالموصل ،1960. 
(ب)- المؤلفات المخطوطة الغير مطبوعة:
1- الفردوس المفقود – بحث عن منطقة برواري بالا بأسلوب قصصي، وهناك نسخة من المخططوة في المكتبة المركزية لجامعة دهوك.
2- ترجمة الجلوة (كتاب الكورد الايزدية المقدس)
3- ترجمة مصحەفا ڕەش (کتاب الکورد الايزيدية المقدس) .
4- مه ته لولۆکین کوردی (الأمثال الكوردية) بالأحرف اللاتينية .
5- مەولودا پێغمبەری (مولد النبي).
(ج)- المؤلفات المفقودة:
بسبب الظروف السياسية وحالة عدم الاستقرار التي شهدتها کوردستان، لاسيما بعد ثورة 11 أيلول 1916، وانغمار المابي في العمل السياسي وتعرضه للملاحقة والسجن والنفي، ضاعت وفقدت العديد من مؤلفاته، والمعروفة عنها هي:
1- ديارييا لاوان (هدية الشباب – نصائح وإرشادات وطنية واجتماعية.
2- باوەری (العقيدة)، لم يبق غير العنوان في دفتر قديم ((گولزەر ژ عەقيدا پێغەمبەری )
3- دیوان شێرێن وەلات (أسود الوطن) 
4- الأكراد في التاريخ، ألفه منة 1961 في المنفى (قلعة صالح).
6- ڤيان و تولەڤەکرن (الحب والانتقام) – قصة.
7- گەلی مزیرکا (مضيق مزيركا)، کتاب الله باللغة العربية عن تاريخ مقاومة منطقة بادینان لقوات الاحتلال البريطاني و المعركة الشهيرة
التي تم فيها دحر القوات البريطانية في ذلك المضيق الواقع بالقرب من منطقة العمادية سنة 1919.
8- تاریخ برواري بالا .(1)
المراجع:
(1)الأكراد في بهدينان – الطبعة الثالثة، دهوك،2011. 
___________________________
E-Mail: rewan.k@hotmail.com
مدينة زاخو، إقليم كوردستان    

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…