أجراس الغواية

عمران علي

حين غفوة 
وبإيماءة من الحلم 
حاولت وبإسهاب أن أصوغ لك 
جدائل من الحناء 
و بإمعان وافر بعضاً من الشقاوة
في البداية
رأيت الغرفة تنوء بي 
وتترنح على مسار خطوي
على بغتة
وذات توجس  
فاض المكان بشبح الغياب 
وتاهت عني التفاصيل 
بعناء تمسكت بمقبض النافذة
لأسند قامتي
وأن الملم ماتبقى من تبعثري 
قايضت الفسحة بنصوص المبادرة 
كي لا أرتمي مثلما الخطيئة 
في دوامة الشك
ولم أجاري السعاة 
لأهادن فحوى الأكاذيب 
فقط أنت .. 
من حاولت مراراً أن الوذ بك 
وأستفيض
إلى أن نبت العشب في كفي 
لو يعلمون 
كم اتسعت حدقة الوجع
وليتهم ذلك
لأتفادى ناصية الشتات 
وتسربها من بين خطوي
ليتهم أدركوا ما فاتني من الريح
لأدسّ في رخاءها الإصغاء 
وأتحاشى المعضلة
ليتها شدتني من ياقتي
ليتملكني اليقين
حينها فقط
كنت سأصغي لهداية أجراسها
وهي تغويني بالتريث
حينها فقط .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…

ماهين شيخاني.

 

وصلتُ إلى المدينة في الصباح، قرابة التاسعة، بعد رحلة طويلة من الانتظار… أكثر مما هي من التنقل. كنت متعبًا، لكن موعدي مع جهاز الرنين المغناطيسي لا ينتظر، ذاك الجهاز الذي – دون مبالغة – صار يعرف عمودي الفقري أكثر مما أعرفه أنا.

ترجّلتُ من الحافلة ألهث كما لو أنني خرجتُ للتو من سباق قريتنا الريفي،…