حوار مع الشاعر الكردي السوري زكريا شيخ أحمد

أجرى الحوار: نصر محمد 
في إطار سلسلة الحوارات التي اقوم بها بقصد إتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي والكتابة الأدبية بشكل عام و الذين يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن أصحاب الإبداعات الثقافية. لذلك فان الحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم عن قرب.
للقلم أسراره والكلمة شفرة البوح. فما ضاقت نفس إلا وتهاطلت تقاسيم التعبير ناحتة خلجات الروح ومن اسرها تعتق. فتعزف الأحاسيس بين خرير وحفيف. رحما لميلاد الكتاب من مختلف الأقطار. ليجمع الأدب. الراوي بالقاص بالناثر. فنجد المراقم تتنافس. من قديمها لحديثها. ومن رجالها لنسائها. فمنها حاذق اللسانيات. على غرار ضيفنا الشاعر السوري ابن منطقة عفرين الجريحة زكريا شيخ أحمد.
زكريا شيخ أحمد من مواليد قرية معراته في عفرين ١٩٧٢ اقمت بمدينة حلب منذ سن الرابعة 
تخرجت من كلية الحقوق في جامعة حلب ١٩٩٩ و من بعدها مارست مهنة المحاماة لغاية ٢٠١٢ 
أواخر عام ٢٠١٤ غادرت سوريا متوجها إلى تركيا بقيت فيها سنة ثم اجتزت بحر ايجه متجها لألمانيا التي أقيم فيها حاليا .
كانت رغبتي الأولى التمثيل و حين حصلت على شهادة الثانوية العامة لم اتمكن من دراسة التمثيل كون المعهد العالي للفنون المسرحية كان في العاصمة و ظرفي لم يكن يسمح لي بالإقامة بعيدا عن حلب ناهيك عن صعوبة قبولي في المعهد كوني لست عضوا في حزب البعث و ليس لدي اية واسطة .
كانت هناك العديد من الفرق الكوردية و التي كانت فيها فرع للمسرح فانضممت لها و عملنا العديد من المسرحيات ، كان تأليف النصوص المسرحية تتم بشكل جماعي من قبل قسم من اعضاء الفرقة و كنا نقدمها في الحفلات أو في رحلات خاصة حتى عام ٢٠٠٠
 بالنسبة للكتابة بدأت بكتابة الخواطر  و النصوص النثرية القصيرة منذ ١٩٨٨ بالضبط بعد مجزرة حلبجة لكن لم يطلع عليه اي أحد ، بعد دخولي الجامعة كنت في أحيان قليلة اقرأ لبعض الأصدقاء المقربين جدا بعضا من نصوصي ، ما دفعني لعدم إظهار ما أكتبه و الانخراط في الوسط الأدبي أو الشعري هو الغرور و بعض العقد النفسية التي كنت ألحظها على بعض الشعراء .
حين غادرت سوربا لم اصطحب معي الدفاتر التي احتوت نصوصي لأني حين غادرت كنت مقرا لتأمين عائلتي في تركيا و العودة و لكن للاسف العودة كانت مستحيلة و بعد مغادرتي استولى اللصوص على منزلي و  فقدت أكثر من خمسمائة نص ، فيما بعد قررت نشر قسم مما أكتبه على صفحتي في الفيس بوك و قمت انا و صديق تونسي بإنشاء مجلة نصوص إنسانية الإلكترونية هدفها الاهتمام بالجيل الشاب و تشجيعهم  و نشر نصوصهم .
منذ فترة يقوم صديق لي بترجمة بعض نصوصي للغة الألمانية  بغية إصدار ديوان، في فترة قريبة سانتهي من كتابة اول ديوان لي، و الله اعلم متى سينشر
اِعتراف
قبلَ ثلاثينَ سنةٍ وجدْتُ نفسيَّ أَكتبُ
أَكتبُ لأسبابٍ لا أعلمُها ،
للتباهي ربما أو للتقليدِ 
أو لإثباتِ إتقانيَّ اللغةَ التي أَكتبُ بها ،
ما لبثْتُ أنْ توقفْتُ عنِ الكتابةِ .
لكني و بعدَ عشرينَ سنةٍ عدْتُ إليها
ففوجئْتُ بإسنادِ تهمةِ الشِعرِ لي .
تهمةٌ أنا بريءٌ منها
براءَةَ الذئبِ منْ دمِ  يوسفَ .
أنا لمْ أَعدْ إليها كي تُسنَدَ إليَّ تهمةُ شاعر 
إنَّما عدْتُ 
لأُوقفَ إرتجافَ الطرقِ ؛
و لأتمكنَ منَ السيرِ عليها ،
عدْتُ كي لا أقفَ ساكناً
في هذِهِ الحياةِ المتحركةِ .
عدْتُ لإيقافِ هروبِ الأرضِ منْ تحتِ قدمي  
و لأضمنَ عدمَ سقوطيَّ في الهاوياتِ .
عدْتُ إليها و ما كنْتُ أعلمُ
أنَّ الكتابةَ هي الهاويةُ السحيقةُ التي سقطْتُ فيها .
عدْتُ إليها لأتمكنَ منْ رؤيةِ الشمسِ 
و لنفخِ الروحِ في أيامي .
عدْتُ للكتابةِ كي لا أصبحَ حجراً .
– من هو زكريا شيخ أحمد الإنسان والشاعر وماذا يريد؟
*  انا قطعة مؤقتة في العالم عاشت و لا تزال تعيش فصولا مختلفة أسقط و انهض مرارا و تكرارا احاول دائما الحفاظ على إنسانيتي .
الشعر بالنسبة لي مسكن للألم و الأوجاع المتأتية من الشر و الجهل و النفاق الموجود في العالم ، لدي الكثير من الرسائل الإنسانية سخرتني الطبيعةلإيصالها للعالم بالكتابة و الأدب.
– نأمل منكم معرفة علاقة زكريا شيخ أحمد بالشعر؟ وكيف صنع لنفسه هوية شعرية. دون غيرها. للنظر إلى الحياة والإنسان والمجتمع؟
* كان و ما زال هدفي في الحياة القضاء على المعاناة الإنساتية في البداية اخترت السياسية أو هي اختارتني لكني فشلت كسياسي في تحقيق حلمي، بعدها أردت امتهان التمثيل لإيصال أفكاري لكن الظروف لم تجعل مني ممثلا ، اخترت دراسة القانون لكن القانون لا و لم يقدر على زرع القيم الأخلاقية في الإنسان فالقانون للأسف خلق ليفكر الناس بكيفية عدم إتباعه و التملص و التهرب منه . جاء الشعر و الأدب ليظهرا أنهما افضل الوسائل لإيصال الأفكار للإنسان .و أنا أرى أن أسمى هدف هو الاهتمام بالإنسان لذلك اوجه التحية و أكن كل الاحترام والتقدير لكل إنسان يخدم البشرية أيا كان موقعه .
في البداية كنت أعاني من إرهاب اليأس و التشاؤم وعدم جدوى زرع القيم الإنسانية و الأخلاقية في مجتمع يسيطر عليه الشر و الجهل والمادة والشكليات، المظاهر الفارغة على حساب القيم الروحية و الأخلاقية لذلك كنت اخفي ما أكتبه أضف إلى ذلك كنت في وسط لا يحب الشعر و لا يشجع على كتابته أو قراءته.
بدأت بكتابة الخواطر و الشعر النثري بشكل خجول منذ سن الثامنة عشرة، درست الثانوية العامة الفرع الادبي و كنت الأول دائما ، إضافة للكتب المدرسية التي كانت تحتوي على ما تحتويه من شعر و أدب كنت اقرأ كل ما يقع بيدي من كتب ، أكثر من قرأت له الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين و نزار قباني و عباس محمود العقاد و مصطفى لطفي المنفلوطي و نجيب محفوظ و العديد من الكتب الفلسفية والروايات العالمية كالحرب و السلم ل ليو تولستوي و كيف سقينا الفولاذ و الأم ل مكسيم غوركي عزيز نيسن . في فترة لاحقة قرأت لأرنست همنغواي و فيكتور هوغو و ميلان كونديرا و خورخيه لويس بورخيس و الكثير من الكتب الفلسفية ، و كل ما تمت ترجمته لتشارلز بوكوفسكي .
– لأي شي يكتب الشاعر زكريا شيخ أحمد ولمن؟ وما جدوى الكتابة؟
* نصف الإجابة على هذا السؤال كتبته في إجابتي عن سؤالك الثاني و أضيف هنا انني اكتب لفئتين متناقضتين الأولى التي اكتب لها هم الذين يملكون حسا إنسانيا مرهفا و لا يمتلكون القدرة على التعبير عن مكنوناتهم لأحييهم و اشكرهم على إنسانيتهم و اقول لهم انهم جميلون . والفئة الثانية التي اكتب لها هي فئة الأشرار و المنافقين و المتذاكين الذين يحسبون الناس اغبياء و أنهم غير مكشوفين للناس لأقول لهم أنهم أغبياء و مكشوفون و مقززون .
بالنسبة لسؤال ما جدوى الكتابة أستطيع القول إن هذا ما كان يؤرقني و يحتلني طوال المدة التي كنت اخفي فيها ما أكتبه. و حتى الآن بعد كل فعل قبيح اسمع به أو خيبة أو صدمة من الذين نظن أنهم لن يخذلوننا يعود هذا السهم (ما جدوى الكتابة ) لينغرز في صدري فأسقط و لكني اعود و أنهض و اقول أن السيئون لن يغيروا من معادلة ان في هذا العالم الكثير من الجمال الذي يستحق البحث عنه و عيشه.
– ألا تجد بأن قاموس الشاعر. يجب أن لا يكون محصورا بالضرورة باللغة والإيقاع والصور؟
*  إننا نعيش في عالم كل ما فيه يتغير و الشعر و الأدب و الفن جزء من هذا العالم المتغير طاله و سيبقى يطاله التغيير طالما بقي هذا العالم قائما. لا أعير شكل الكتابة أهمية قصوى بقدر ما أعير الأهمية للرسالة التي يريد الشاعر أو الكاتب إيصالها و طالما أن الغابة ايصال رسالة فأنا اختار لغة و أسلوبا سلسلا و سهلا و بسيطا لأن ما يهمني هو فهم الرسالة، فأنا لست عالم طلاسم أو لوغارميات أو مدير استخبارات و أمن لأضمن رسائلي شيفرات و طلاسم تحتاج علماء و خبراء لفكها . ماذا سيحدث للغة الجزلة و القوية و الموسيقا و الإيقاع الشعري إن تمت ترجمة القصيدة أو النص للغة أجنبية؟ هل ستبقى محتفظة بتلك القوة؟ اشك في ذلك جدا . للأسف الشديد الكثير من الأدباء و الشعراء و الكتاب و القراء يرزح من حيث يدري أو لا يدري تحت إرهاب اسمه إرهاب الغموض ظنا منهم أن الغموض و النصوص العصية على الفهم هي دلالة على عمق الفكرة او ميزة لا يدركها إلا المبدع . قسم كبير منهم و في الكثير من الحالات يذعن و يحاول الظهور بمظهر الفاهم للنص خشية الطعن في فهمه أو ذكائه. أنا اعتقد ان البعض يتعمد الغموض لأنه يعاني من شح الفكرة أو عدم وجود الفكرة أصلا يريد تعويض ذلك بألفاظ غامضة. الغموض حاكم ديكتاتوري يجب تحرير العالم منه .
– كان تشيخوف يكتب على حافة النافذة. وتولستوي من عادته الصباح. وزكريا شيخ أحمد أين ومتى يكتب قصائده؟
* اغلب ما أكتبه يأتي بعد ثورة غضب من موقف أو حزن مفاجىء أو حالة إنسانية أو وحشية أصادفها
موقف يذكرني بموقف مر معي أو مع غيري، لذلك أكتب في كل الأماكن و الأوقات. و لكن بطبيعة الحال الليل هو سيد الموقف لأنه لا أحد موجود ليقاطع قلقك.
– تكتب قصيدة النثر. برأيك هل حققت قصيدة النثر ما طمح إليه الشعراء ام انها مازالت تحاول إثبات ذاتها؟
* اعتقد ان قصيدة النثر تجاوزت الامتحان و نجحت بجدارة تفوق ، و خير دليل على ما أقوله هو هذا الكم الذي يحتوي على الكثير من النصوص النثرية الجميلة و المبدعة في العالم . أحب النص العفوي وليد اللحظة و الموقف مهما كان تصنيفه و أعتقد ان هذا لا ينطبق على القصيدة العمودية أو التفعيلة . انا استغرب من إن يتم تأجيل كتابة قصيدة للبحث عن كلمة تتفق مع القافية أو الوزن. و كأن عملية صناعية . أو عملية تجميل طبعا انا لست ضد التجميل و لكن التجميل لا يظهر الحقيقة كما هي .و الشعر هي حالة إلهام و الإلهام لا يأتي دائما و لا يمكننا استدعاء الالهام لأننا نريد كتابة قصيدة. و بالنهاية أرى أن قصيدة النثر هي قصيدة الحرية و هي قصيدة المستقبل.
– لديك الكثير من القصائد المنشورة في الجرائد والمواقع الإلكترونية. لماذا لم تصدر حتى الآن ديوانك الشعري الأول؟
* إصدار ديوان بات ضروريا و في الحقيقة هناك عشرات الأصدقاء تكلموا معي بخصوص ضرورة إصدار ديوان و أنا تشجعت و جمعت قبل فترة  بعض النصوص. لكني صادفت صديقي الشاعر و الدكتور في قسم اللغات في جامعة بون سرجون فايز كرم تعهد بترجمة بعض نصوصي مع صديقة ألمانية من العربية للألمانية لإصدار ديوان عربي ألماني و فعلا قام بترجمة أكثر من عشرة نصوص إلا أن وباء كورونا أثر على تجهيز الديوان و لكن اعتقد في الفترة القادمة سيتم إصدار أول ديوان لي .
– لو لم يعد بإمكانك الكتابة والعزف. وحتمت عليك الظروف ذلك. فما الذي تفعله؟
* غالبا ما ألجأ للعزف حين يهاجمني حزن شديد أو أتعرض لخيبة نتيجة موقف من احدهم سواء حصل ذلك معي او سمعت عن حالة مشابهة او قرأت عنها ، و أعزف أحيانا إبتهاجا بصديق . الموسيقا ترافقني دائما . و كذلك كل نص أكتبه يقبع وراءه ألم أو حزن أو قلق شديد سواء كان ذلك الحزن و الالم يخصني أو يخص غيري . أغلب حزني على غيري . في الحقيقة لا اعرف ما الذي سيحصل  إن اجبرتني الظروف على عدم الكتابة أو العزف و لكن أعتقد أن الحياة ستكون جحيما و ساتحول لجثة لا تفعل شيئا غير التنفس .
– حينما يعود زكريا شيخ أحمد إلى أعماق نفسه. كيف يراها حقيقة؟
* حين اعود لأعماق نفسي أجد أو أعتبر نفسي مسؤولا عن كل الحروب التي في العالم و عن كل المآسي التي تحدث و عن كل الدموع التي تذرف، و كأن على عاتقي تقع مهمة منع تأذي أي كائن في هذا العالم . هذه المهام التي من الاستحالة على إنسان تحقيقها تشعرني بحزن عميق احرص أشد الحرص على عدم مشاركته مع أحد .
– احلامك وامالك كثيرة. مالذي علمتك الغربة وما الذي اكسبتها تجربتك فيها؟
* حين كنا في الوطن كنا نغني عن الغربة و كنا نتخيلها صعبة و مؤلمة لكن لا يمكن للإنسان مهما كان مرهف الشعور أن يشعر بالغربة كما يشعر بها من يعيشها، في كل يوم تعود مرة على الأقل للمكان الذي قضيت فيه أيامك بصرف النظر عن كون تلك الأيام جميلة ام سيئة و تشعر بغصة كبيرة، الأمر يشبه أن تكتب بناءا على طلب صديق لك  قصيدة حب لإمرأة يعشقها هو. الغربة زادتني تأملا في هذه الحياة
و علمتني دروسا اعتقد اني ما كنت لأعرفها لو اني لم أجبر على العيش في الغربة. لكن الإنسان كائن يتأقلم و العيش يجبر الإنسان على التأقلم، فلا مناص من التأقلم و البدء من الصفر . أحيانا يا صديقي لا نعيش من أجل أنفسنا بل من أجل الذين نحبهم.
– ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان زكريا شيخ أحمد؟. الحب.. الوطن.. الأمل.. الغربة .. الحياة.. كاوا الحداد.. نوروز
*  الحب : حياة ، أن تحب يعني أن تضحي بكل ما تملك في سبيل من تحب .
الوطن  : كرامة .
الأمل :  أكسجين الحياة و نوع ثان من الدم الذي يجري في شرايين الإنسان . 
الغربة : ترافقني منذ وعيت .
الحياة : أعز شيء وهبت للإنسان لكننا لا نعيشها كما نريد .
كاوا الحداد : رمز المقاومة و الحرية .
نوروز : العيد الوحيد الذي احتفل به كل سنة .
– في حياة كل منا لحظات لاتنسى. قد تكون لحظات سعيدة. او مؤلمة فما هي أهم اللحظات في حياة زكريا شيخ أحمد؟
* اللحظة الأكثر ألما حتى الآن كانت في عام ١٩٨٨  حين رأيت فيديو لشهداء مدينة حلبجة في كوردستان العراق . اللحظة الأكثر سعادة حتى الآن هو حين أرسل لي صديقي الروائي الأردني محمد جميل خضر  مقتطفا من روايته نهاوند ليخبرني انه استشهد بعض من نصوصي النثرية في روايته الرائعة نهاوند. كم واحدا برأيك في العالم يتصور أن هكذا موقف يبعث في القلب هذه الكمية الهائلة من السعادة لدرجة أنني كلما أتذكره ابتسم أستاذ نصر شكرا لك لأنك جعلتني أتذكر هذا الموقف و ابتسم الآن ايضا .
– انت ولدت في عفرين. كم سينطبق ذلك على حياة الشاعر زكريا شيخ أحمد الشخصية. هل كانت عفرين هي ذاتك أيضا هي الأخرى؟
* معراته قريتي التابعة لعفرين غادرتها في سن الرابعة . حتى الآن أنا أحمل في ذاكرتي اللحظات التي سبقت انتقالي منها لمدينة حلب اي مكان جميل أراه اقارنه بعفرين فأقول في نفسي هذا مكان جميل و لكنه ليس أجمل من عفرين ، إنه المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالأمان و الحرية و القوة، و ان الهواء هناك مختلف عن هواء كل العالم ، كل بيت في عفرين أعتبره بيتي . اسعى دائما لعدم ارتكاب اي خطأ يسيء لإسم عفرين .
– عند الحديث عن عفرين وعامودا وكوردستان لا من أسماء، حامد بدرخان. سليم بركات. شيركو بيكس. احمدى خانى. ماذا تقول عنهم؟
* حامد بدرخان، لم ألتقيه و لكني سمعت قصة حياته كلها من أهالي قريته و اصدقائه الذين أعرفهم و قرأت دواوينه ، كما قرات مقابلة عنه قام بها الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين و صفه فيها بالرجل المبعثر . حامد بدرخان كان مناضلا و شجاعا عاش حياة قاسية و لم ينل حقه من التكريم و التقدير لذلك كتبت ذات يوم عن حامد بدرخان: 
الشاعر الذي وضع رأسه
على صدر شعبه مات..
لم يدفنه الشعب 
واقفا كما أوصى 
ولم يزرع أحد حول ضريحه 
وردة ..أو زنبقة ..
٢٠١٤ 
سليم بركات، عراب المجاز . حصلت معي نهفة في إحدى المرات كنت اتحدث مع شاعر صديق 
فأطلق علي لقب ” عراب السهل الممتنع” . فخرجت متي ضحكة لم اضحك مثلها منذ سنوات،  قلت له : هل تعرف لمن أقرأ هذه الأيام؟
أجابني : العيد لا لمن تقرأ ؟
قلت له : إنني منذ أيام اقرأ ل سليم بركات .
و فعلا كنت وقتها و أنا اقرأ له اشعر اني داخل مختبر كيميائي للكلمات و المفردات و أراقب بشغف الابخرة المتصاعدة من صهر الكلمات فتخرج كلمات غير مألوفة و نادرا ما تكون قد مرت معي تلك العملية هي التي تخلق الدهشة و الصدمة. سليم بركات الشاعر الكوردي الذي كتب بالعربية ظاهرة فريدة و مدهشة جدا .
شيركوه بيكس : ذات يوم قال لي صديقي مهماز بأن هناك بعض من نصوصي تنتمي لمدرسة شيركوه بيكس ، الأمر الذي شجعني على القراءة للشاعر الكوردي الراحل شيركوه بيكس و أنا الذي كنت قد قرأت له القليل الذي وقع بين يدي ، فإذا بي أقف مذهولا امام ما كتبه من قصائد و نصوص مبدعة ما أجمل الشعر الذي كتبه . و انت تقرأ لشيركوه بيكس تشعر بنفسك طائرا تحط مرة  في جبال كوردستان و مرة تحط نفسك على ضفاف دجلة أو الفرات و في وادي اخضر من وديان كوردستان ، كل قصيدة تنقلك لفصل مختلف من فصول السنة ثم تشعر أنك تسمع سمفونية رائعة و ترى مختلف الألوان تبحر و تحلق في السماء . قلم كتب باختصار و إيجاز و بشكل مكثف عن الإنسان و عن الحرية . لروحه السلام و الامان. 
أحمد خاني: العالم و الفيلسوف و الشاعر الكوردي الذي ولد في النصف الثاني من القرن السابع عشر افتخر به فهو قامة فريدة و متميزة في الأدب الكوردي . أكثر ما يبهر في أعماله تلك القصائد التي استخدم في كتابتها اللغة العربية و التركية و الفارسية و طبعا الكوردية ، هذا عمل عبقري  صديقي العزيز إن تحتوي قصيدة واحدة و بيت واحد على كلمات من لغتين و ثلاث و أربع . و قرأت له رواية مم و زين و بعض القصائد المتفرقة . لروحه السلام و الامان .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…