عمران علي
كالشمال ..
جاثية أنت
يرمقك البعيد
وعلى كتفه صرّة ترحاله
يحبو صوبك كاللهفة
وعلى قبالة منك
تنكمش من تلقائها البيادر
قلقة خطواته
ويكبله التردد
يتحين مرايا الضفة
ليتهيأ شارات العبور
يمضغ لفافة تبغ
متجاهلاً الكمائن المنضوية للمبادرة
وسحنات القادمين
يتمتم ملئ حنجرته
يسهو عن درك المفاجئة
فيما عيناه منذورتان للقمة
ونزق نزواتها
وحين يتبارى للصعود
ترتأيه الأسلاك
يتشابك غنائه
ويتوه عن المسير
يبحث عن حزمة ضوء في سترته
يعلوه الدويَّ
يحتمي خلف ساتر هش
كان الأشقاء أعدّوه متراساً
تنهال عليه شظايا التراب
وهو ممسك بالصرّة
يهامس قرارة اصراره
لن يحيدني عنها عوائهم
ولن يخذلني المعبر الرحيم
بحنق ينادي
لاتنامي أيتها الشمالية
قادم أنا وإن كنت بساق مبتورة
أو أشلاء يدٍ تنازع على مشارف
الصعود .