عبد الستار ابراهيم
ما ان دفعت رئيسة الممرضات باب (غرفة الراحة) حتى واجهتها دفقة ضوء باذخة، مصدرها شمعات النيون الأربع الموزعة على الجدران باتساق.. وللتو خطر في ذهنها البون الجلي بين الاضاءة الكابية للممر بين الردهات، والاضاءة الساطعة لغرفة الاستراحة.. هنا، داخل الغرفة وعلى كل جدار اسطوانة نيون ترسل ضوءها الحليبي الوهاج.
وعلى النقيض من ذلك، كان ممر الردهات قد اضيء بمصابيح باهتة تنوس داخل كرات زجاجية بلون الكفن.حيت رئيسة الممرضات زميلتها الشابة التي كانت قد سبقتها لتهيىء وجبة الافطار اليومية المشتركة، ثم اقتربت من المدفأة الكهربائية وراحت تدفئ كفيها وتمسح على بشرتها المحمرة بتأثير تيار الهواء القارس المندفع عبر منعطفات الممرات.
كانت الممرضة الشابة قد حضرت شيئا من الجبن والعسل في صحن توسط صينية ضمت اليها عدة الشاي، وجلست الاثنتان قبالة بعضهما.. ثمة تعابير اسى أرتسمت على محيا الرئيسة.
وكانت الأولى تدرك السبب.. فلقد مات الرجل الذي جيء به قبل ساعات ولم تنفع كل المحاولات لانقاذ حياته. بأسف بالغ وكمن يزيح عن صدره ثقلا قالت رئيسة الممرضات أقرب للهمس:
المسكين.. مات بعد ادخاله صالة الطوارئ بقليل. ما زال شابا فهو لم يتعد الثلاثين.
-أن الموت لا يميز بين كهل وصبي.
علقت الممرضة الشابة وهي تتناول ترموس الشاي لتصب في الكوبين المعدين في صينية الافطار.شرعت الاثنتان بتناول طعامهما، وسرعان ما أكتفت رئيسة الممرضات ببضع لقيمات واعادت كوب الشاي الى مكانه بعد ان ارتشفت قليلا منه.
لقد كانت شهيتها معدومة. قالت بتنهيدة: لقد أخرجوا صورة ملونة من جيب الرجل.. أنها لأطفاله بالتأكيد.. ثلاثة أطفال يتطلعون الى عدسة الكاميرا بفرح طاغ وشيطنة بريئة.. مزقوا نياط قلبي)
لم تعلق الشابة بدت مثل مغلوب على أمره في ما/ ان صمت تام، شمل الاثنتين خلاله كدر عميق.بعد لحظات حانت من الممرضة الشابة نظرة الى المزهريات المرصوفة على مصطبة من الموزائيك وضعت قريبا من النافذة.. حيث النور.
خمس مزهريات كل واحدة احتوت باقة من الزهور، ولمست باناملها الوريقات الذاوية علها تعثر على نسغ حي خفي يمكن ان يعيد للأخيرة نضارتها:-
(على الرغم من جمالها الآخاذ، فهي قصيرة العمر.. وهذه عين المأساة) همست في ذاتها، قالت رئيسة الممرضات وهي تتكئ بظهرها على الكرسي: (لقد عثروا على مفكرة ورقم هاتف في جيب الرجل، وتم الاتصال بذويه) التفتت الشابة لمحدثتها ولم تنبس ببنت شفة، بل شردت بأفكارها وتصورت كيف سيكون الأمر لحظة يرن جرس الهاتف في منزل الرجل، لينقل لهم الصوت القادم الخبر المشؤوم.. بالطبع سيخبرهم (الصوت) أول وهلة: أن رجلهم تعرض لأزمة طارئة بسيطة، وانه الآن تحت العناية الطبية المركزة.. سيجزئ الفجيعة، فكذبة بيضاء خير من صدمة مباشرة قد تفقد الرؤوس عقولها)
وكان شهود عيان ذكروا: ان الرجل ما ان تعرض لعصف انفجار السيارة المفخخة، حتى هوى على الارض وظل يتلوى لدقائق وقد ملأ الزبد شدقيه.
لم يكن المكان ليبعد كثيراً عن المستشفى. وقد تكفل بعض المارة بنقله الى الأخيرة خلال وقت قصير.. مع ذلك فقد توقف نبض قلبه حال أدخاله صالة الطوارئ..
-هل يمكن لعصف أن يميت انساناً؟
تساءلت الممرضة الشابة بحيرة وقد وقفت الآن ازاء النافذة تماماً.
قالت الرئيسة: (لم لا؟ حتى قلوب الثيران والملاكمين الاشداء يمكن ان يتوقف نبضها بسبب هول الانفجار وعصفه، وان لم تمس الاجساد بشظية طائشة) دفعت دفقة هواء ظلفة الباب قليلا.. تلك الاثناء كان ثمة وقع خطى مختلط بصرير عجلات عربة تخترق الممر.
تطلعت الاثنتان ناحية الباب، وما لبث ان خطف عاملان وهما يدفعان عربة نقل الموتى وقد سجى الرجل عليها، حيث سيتم ايداعه (البراد) تمتمت الشابة وقد الفت نفسها تحت سطوة كدر بليغ:
(يالفاجعته! هوذا يصبح مجرد ذكرى.. وسيغدو رقما منسيا في عداد الموتى ومحض شمعة نفخت الريح على ذبالتها) خيم الصمت تارة أخرى لدقائق.
تمتمت رئيسة الممرضات وهي تلم نفسها داخل صدريتها البيضاء: لا علينا.. كلنا سنمضي على الطريق نفسه.
* * *
عبر النافذة، أرسلت الممرضة الشابة نظرة طويلة الى الحديقة الكبيرة.. على الرغم من زخات مطر الليلة الفائتة، فقد كانت (زهور الخريف) متفتحة، تملأ الخطوط والمساحات الخضر المخصصة لها.. فثمة خط أمتلأ بزهور (بنت القنصل)، وخط ثان كان من حصة (الكاردينيا كاسيا) وآخر اذعن لطوفان (ألروز) الكثيف، وفكرت الشابة: ان طلائع غيوم الخريف طفقت تتوافد منذ أيام، حتى أن السماء الرصاصية لهذا اليوم- الخامس عشر من تشرين الثاني- وكما لحظت ذلك على صفحة التقويم الياباني الجذاب المعلق على الجدار، قد اضفت على الممرات والزوايا عتمة أضافية خفيفة.. وكانت ثمة ايد ماهرة اعتنت بجانب الحديقة القريب من البناية الشاهقة للمستشفى ذات العشرة طوابق، فيما تركت الجانب الآخر.. الجزء المنحدر قليلا مع الضفة، محض منحدر فاقع الخضرة.. ارض بكر باورادها البرية ونباتاتها المنبسطة حتى الضفة المحتشدة بشريط طويل من القصب وشجيرات الأثل والسيسبان.
-هه.. الى أين وصلت ياأنسة؟
تساءلت رئيسة الممرضات وهي تلحظ الشابة سرحت متأملة سرب نوارس حلق فوق مجرى النهر وما لبث أن نأى بأتجاه الجسر ذي السكة الحديد الملغاة.
التفت الأخيرة الى محدثتها وافتر ثغرها: انا هنا سيدتي.
-لا أحسب ذلك.. على أية حال الى أين وصلتما في موضوع زواجكما.
فوجئت الشابة وأختلجت عيناها هنيهة بيد انها قالت: كل شيء بات قريبا.
-لا تكلميني بعمومية ياشاطرة.. أنا متلهفة لسماع التفاصيل.
وأتسعت أبتسامة الشابة الآن، فيما اردفت الاولى مداعبة وبمكر: ماذا تنتظران؟
ان كل يوم من العزوبية هو عبارة عن:أرق ، وتقلب، وحمى.. أم ان ما اقوله ليس دقيقا؟
اطرقت الشابة وأحمر وجهها. تلك الاثناء اخذ قرص الشمس يتحرر رويدا رويدا من بين ذوائب نتف الغيوم المنقشعة التي ما لبثت ان نأت حيث الأرجاء القصية، وسرعان ما تبددت هناك.. فتجلت اثر ذلك صحفة السماء شديدة الصفاء لها زرقة البحيرات.
ووجدت الاخيرة نفسها تقول: سنتزوج في مطلع الربيع، وسنمضي شهر العسل في المصايف.
انعش حديث الاماني رئيسة الممرضات التي قالت بدورها: آه المستقبل.. انني احب سماع كل ما يخص الغد.. فالاحلام والمشاريع ترتبطان به دائماً، أما الامس فقد طوى خيمته ورحل، واليوم لحظة جاهزة.. ثمرة أكتمل نضوجها وها نحن نمتص عصارتها.. هل ترينني اتفلسف يازميلتي؟
-ليكن.. ان افكارك تنعش القلب.
وفكت الشابة تشابك ذراعيها المعقودتين على صدرها وانزلتهما الى جانبيها، وعادت لتجلس على مقعدها وقد ملأها أحساس انها بخفة فراشة، ثم جعلت ترى منظر التقويم الملون المثبت على الجدار.. وانتشت لمرأى الشلال وهو ينهمر مصطخبا من اعلى قمة جبلية شاهقة.. تيار ناصع البياض كأنه رغوة زبد تيار بحري، وخالت نفسها وخطيبها يشاكسان بعضهما بطرطشة الماء كلا على وجه الآخر، هناك عند أسفل الجبل حيث يصب الشلال وسط بحيرة احتشد حولها المصطافون.
.. وهي كذلك، طرقت أصابع الباب. التفتت الاثنتان ناحية الصوت. أطل وجه احدى المعينات: الطبيب يطلبك ياسيدتي) أحكمت رئيسة الممرضات شالها على رأسها ثم غادرت الغرفة بعد ان القت نظرة خاطفة على ساعتها.
ووجدت الشابة نفسها وحيدة.. استندت بمرفقيها الى المنضدة مرخية رأسها بين راحتيها، مرسلة نظرة طويلة عبر النافذة، الى: الحديقة، والنهر، والافق البعيد.
وبهيئتها تلك، بدت كما لو أنها نصف غافية.. تحلم بالغابات، وبالشلالات، وبغرف النوم الوثيرة الخاصة بالعرسان في الفنادق السياحية.
وكانت الأولى تدرك السبب.. فلقد مات الرجل الذي جيء به قبل ساعات ولم تنفع كل المحاولات لانقاذ حياته. بأسف بالغ وكمن يزيح عن صدره ثقلا قالت رئيسة الممرضات أقرب للهمس:
المسكين.. مات بعد ادخاله صالة الطوارئ بقليل. ما زال شابا فهو لم يتعد الثلاثين.
-أن الموت لا يميز بين كهل وصبي.
علقت الممرضة الشابة وهي تتناول ترموس الشاي لتصب في الكوبين المعدين في صينية الافطار.شرعت الاثنتان بتناول طعامهما، وسرعان ما أكتفت رئيسة الممرضات ببضع لقيمات واعادت كوب الشاي الى مكانه بعد ان ارتشفت قليلا منه.
لقد كانت شهيتها معدومة. قالت بتنهيدة: لقد أخرجوا صورة ملونة من جيب الرجل.. أنها لأطفاله بالتأكيد.. ثلاثة أطفال يتطلعون الى عدسة الكاميرا بفرح طاغ وشيطنة بريئة.. مزقوا نياط قلبي)
لم تعلق الشابة بدت مثل مغلوب على أمره في ما/ ان صمت تام، شمل الاثنتين خلاله كدر عميق.بعد لحظات حانت من الممرضة الشابة نظرة الى المزهريات المرصوفة على مصطبة من الموزائيك وضعت قريبا من النافذة.. حيث النور.
خمس مزهريات كل واحدة احتوت باقة من الزهور، ولمست باناملها الوريقات الذاوية علها تعثر على نسغ حي خفي يمكن ان يعيد للأخيرة نضارتها:-
(على الرغم من جمالها الآخاذ، فهي قصيرة العمر.. وهذه عين المأساة) همست في ذاتها، قالت رئيسة الممرضات وهي تتكئ بظهرها على الكرسي: (لقد عثروا على مفكرة ورقم هاتف في جيب الرجل، وتم الاتصال بذويه) التفتت الشابة لمحدثتها ولم تنبس ببنت شفة، بل شردت بأفكارها وتصورت كيف سيكون الأمر لحظة يرن جرس الهاتف في منزل الرجل، لينقل لهم الصوت القادم الخبر المشؤوم.. بالطبع سيخبرهم (الصوت) أول وهلة: أن رجلهم تعرض لأزمة طارئة بسيطة، وانه الآن تحت العناية الطبية المركزة.. سيجزئ الفجيعة، فكذبة بيضاء خير من صدمة مباشرة قد تفقد الرؤوس عقولها)
وكان شهود عيان ذكروا: ان الرجل ما ان تعرض لعصف انفجار السيارة المفخخة، حتى هوى على الارض وظل يتلوى لدقائق وقد ملأ الزبد شدقيه.
لم يكن المكان ليبعد كثيراً عن المستشفى. وقد تكفل بعض المارة بنقله الى الأخيرة خلال وقت قصير.. مع ذلك فقد توقف نبض قلبه حال أدخاله صالة الطوارئ..
-هل يمكن لعصف أن يميت انساناً؟
تساءلت الممرضة الشابة بحيرة وقد وقفت الآن ازاء النافذة تماماً.
قالت الرئيسة: (لم لا؟ حتى قلوب الثيران والملاكمين الاشداء يمكن ان يتوقف نبضها بسبب هول الانفجار وعصفه، وان لم تمس الاجساد بشظية طائشة) دفعت دفقة هواء ظلفة الباب قليلا.. تلك الاثناء كان ثمة وقع خطى مختلط بصرير عجلات عربة تخترق الممر.
تطلعت الاثنتان ناحية الباب، وما لبث ان خطف عاملان وهما يدفعان عربة نقل الموتى وقد سجى الرجل عليها، حيث سيتم ايداعه (البراد) تمتمت الشابة وقد الفت نفسها تحت سطوة كدر بليغ:
(يالفاجعته! هوذا يصبح مجرد ذكرى.. وسيغدو رقما منسيا في عداد الموتى ومحض شمعة نفخت الريح على ذبالتها) خيم الصمت تارة أخرى لدقائق.
تمتمت رئيسة الممرضات وهي تلم نفسها داخل صدريتها البيضاء: لا علينا.. كلنا سنمضي على الطريق نفسه.
* * *
عبر النافذة، أرسلت الممرضة الشابة نظرة طويلة الى الحديقة الكبيرة.. على الرغم من زخات مطر الليلة الفائتة، فقد كانت (زهور الخريف) متفتحة، تملأ الخطوط والمساحات الخضر المخصصة لها.. فثمة خط أمتلأ بزهور (بنت القنصل)، وخط ثان كان من حصة (الكاردينيا كاسيا) وآخر اذعن لطوفان (ألروز) الكثيف، وفكرت الشابة: ان طلائع غيوم الخريف طفقت تتوافد منذ أيام، حتى أن السماء الرصاصية لهذا اليوم- الخامس عشر من تشرين الثاني- وكما لحظت ذلك على صفحة التقويم الياباني الجذاب المعلق على الجدار، قد اضفت على الممرات والزوايا عتمة أضافية خفيفة.. وكانت ثمة ايد ماهرة اعتنت بجانب الحديقة القريب من البناية الشاهقة للمستشفى ذات العشرة طوابق، فيما تركت الجانب الآخر.. الجزء المنحدر قليلا مع الضفة، محض منحدر فاقع الخضرة.. ارض بكر باورادها البرية ونباتاتها المنبسطة حتى الضفة المحتشدة بشريط طويل من القصب وشجيرات الأثل والسيسبان.
-هه.. الى أين وصلت ياأنسة؟
تساءلت رئيسة الممرضات وهي تلحظ الشابة سرحت متأملة سرب نوارس حلق فوق مجرى النهر وما لبث أن نأى بأتجاه الجسر ذي السكة الحديد الملغاة.
التفت الأخيرة الى محدثتها وافتر ثغرها: انا هنا سيدتي.
-لا أحسب ذلك.. على أية حال الى أين وصلتما في موضوع زواجكما.
فوجئت الشابة وأختلجت عيناها هنيهة بيد انها قالت: كل شيء بات قريبا.
-لا تكلميني بعمومية ياشاطرة.. أنا متلهفة لسماع التفاصيل.
وأتسعت أبتسامة الشابة الآن، فيما اردفت الاولى مداعبة وبمكر: ماذا تنتظران؟
ان كل يوم من العزوبية هو عبارة عن:أرق ، وتقلب، وحمى.. أم ان ما اقوله ليس دقيقا؟
اطرقت الشابة وأحمر وجهها. تلك الاثناء اخذ قرص الشمس يتحرر رويدا رويدا من بين ذوائب نتف الغيوم المنقشعة التي ما لبثت ان نأت حيث الأرجاء القصية، وسرعان ما تبددت هناك.. فتجلت اثر ذلك صحفة السماء شديدة الصفاء لها زرقة البحيرات.
ووجدت الاخيرة نفسها تقول: سنتزوج في مطلع الربيع، وسنمضي شهر العسل في المصايف.
انعش حديث الاماني رئيسة الممرضات التي قالت بدورها: آه المستقبل.. انني احب سماع كل ما يخص الغد.. فالاحلام والمشاريع ترتبطان به دائماً، أما الامس فقد طوى خيمته ورحل، واليوم لحظة جاهزة.. ثمرة أكتمل نضوجها وها نحن نمتص عصارتها.. هل ترينني اتفلسف يازميلتي؟
-ليكن.. ان افكارك تنعش القلب.
وفكت الشابة تشابك ذراعيها المعقودتين على صدرها وانزلتهما الى جانبيها، وعادت لتجلس على مقعدها وقد ملأها أحساس انها بخفة فراشة، ثم جعلت ترى منظر التقويم الملون المثبت على الجدار.. وانتشت لمرأى الشلال وهو ينهمر مصطخبا من اعلى قمة جبلية شاهقة.. تيار ناصع البياض كأنه رغوة زبد تيار بحري، وخالت نفسها وخطيبها يشاكسان بعضهما بطرطشة الماء كلا على وجه الآخر، هناك عند أسفل الجبل حيث يصب الشلال وسط بحيرة احتشد حولها المصطافون.
.. وهي كذلك، طرقت أصابع الباب. التفتت الاثنتان ناحية الصوت. أطل وجه احدى المعينات: الطبيب يطلبك ياسيدتي) أحكمت رئيسة الممرضات شالها على رأسها ثم غادرت الغرفة بعد ان القت نظرة خاطفة على ساعتها.
ووجدت الشابة نفسها وحيدة.. استندت بمرفقيها الى المنضدة مرخية رأسها بين راحتيها، مرسلة نظرة طويلة عبر النافذة، الى: الحديقة، والنهر، والافق البعيد.
وبهيئتها تلك، بدت كما لو أنها نصف غافية.. تحلم بالغابات، وبالشلالات، وبغرف النوم الوثيرة الخاصة بالعرسان في الفنادق السياحية.
……….
التآخي