نمارق الكبيسي
قرحٌ قابعٌ بآثارِ غِيَابكَ، يَنزفُ كلَّ يومٍ بِعنفُوان، كُلّمَا حَاوَلتُ أن أجتَني مِن قُوّتِي ضمادًا،
أرَاهُ يَشتَدُّ ألمًا، يَشتعِل جَمرًا.
كَيفَ أغفر لك؟
وَ أنَا أستَرِقُ من دجىٰ اللّيلِ نَجمَة تُوَاسيِني فِي وِحدَتي، وتُخَفّف حِدّة الألَم.
كَيف اغفر لك؟
وأنَا أَرزَحُ مِن صَمتِ الجَوَىٰ، أصرُخُ بِصوتٍ مشبوبٍ بِحشرَجَةِ الكَلماتِ التِي تُعتقَلُ قَبل خُروجِها مِن أوتَار حُنجرَتِي، أنتَ تَعلَمُ كَم من الأسَىٰ أن يَبكِي الإنسَان بِلا دُمُوعٍ، يصرخ دون حرفٍ واحدٍ يصل لمن حَولهُ؟
ثَمّةَ نارٌ تلظّت فِي جَوفِ صَدرِي، حتّىٰ تَفَحّم، وثَمّةَ أحزَان تَعَشّشت فِيها عَناكبُ حُبّنَا حتّىٰ اضمَحَلّت.
هَل مِن المُنصِف أن أغفر لك؟
وَ أنَا مَازلتُ فِي حَالةِ هَذَيان،
لَن يُؤازِرنِي حتّىٰ البَحث عَن سَبَبٍ مُقنِع لِرحِيلِك؟