أجرى الحوار: نصر محمد
شاعر يؤمن بترابط الموسيقا مع الشعر فهما عنده روحان في جسد واحد ولا يمكن تصور الشعر بمعزل عن الإيقاع والوزن هو الذي يضفي جمالا على بنيان القصيدة ويولد حالة طرب عند قارئها او سامعها معتبرا أن اي خروج عن هذه الإيقاعات وضوابطها قد يصيب القصيدة بالنشاز
شاعر يكتب الشعر بلغات عديدة على رأسها العربية والسريانية إضافة إلى اللهجات المحكية كالشامية والسريانية والجزراوية والفراتية. انه الشاعر السوري المغترب في هولندا جوزيف كورية ضيفنا وضيفكم لهذا اليوم ببرنامج ضيف وحوار
جوزيف كوريه
شاعر سوري مقيم في هولندا منذ 2014.
وُلِد في مدينة القامشلي 1980.
درس الأدب العربيّ في جامعة الفرات كما درس الترجمة الإنكليزيّة في جامعة حلب.
يكتب الشّعر بلغات عديدة على رأسها العربيّة و السّريانيّة، إضافة إلى اللهجات المحكيّة كالشاميّة و الجزراوية و الفراتيّة. إضافةً إلى كتابته العديد من الأغاني و تلحينه للبعض منها.
له مجموعتان شعريّتان مطبوعتان بالعربيّة الفصحى واحدة بعنوان (خبّئيني في حلم) والأخرى ( مرافئ) .
له أنشطة فنّيّة منها مشاركاته في مهرجانات دوليّة : بُصرى, تدمر, طريق الحرير, دورة المتوسط…
يشارك منذ وصوله اوربا في فعاليات شعريّة عديدة خاصةً في هولندا و ألمانيا و السويد ، و له نصوص باللغة الهولنديّة حيث نشرت عنه الصحافة الاوربيّة و استضافته بعض محطّات التلفزة.
أسس منذ عام تقريباً مؤسسة (سوريانا للثقافة و اللغات) في هولندا و التي تتضمن مدرسةً لتعليم اللغة العربية.
القنّاع
صانعُ الأقنعةِ بائعُها
لم ألتفِتْ
حتّى لأصواتِ الثّكالى خلفَ هاتيكَ الحدودْ
و رأيتُني سرّاً همستْ:
(( أنا لن أعودْ ))
و حزمْتُ أقنعتي و سِرْتْ
هي رأسُ مالي إنْ فقُرْتْ
…
هيّا بدينارٍ .. بفلْسٍ .. أو أقلْ
يا يائِساً هيّا تظاهرْ بالأملْ
غطِّ الوقاحةَ بالخجلْ
إبتَعْ ثلاثةَ أقنعةْ
و خذِ الهديّةَ رابعا
إبتعْ قناعا
إبتعْ قناعْ
و خذِ الوفاءَ بدرهمٍ
دارِ الخداعْ
أنا صانعُ الأقنعةْ
أنا بائعُ الأقنعةْ
أنا صانعُ
أنا بائعُ
أنا للعيونِ مُخادِعُ
ها قد عرفتْ
…
و إذا التقيتُ بفاسدٍ
أعطيهِ وجهَ القندلفتْ
و إذا التقيتُ بفاسقٍ
فهو الإمامُ المَرجِعُ
و هو الخطيبُ البارعُ
ما بينَ أرضٍ و السّماءِ وسيط
حتّى و إنْ كانَ الّلقيط
أنا مَن نحتتّْ
…
و إذا أردت كفالةً
فمدى الحياةْ
لا شأنَ لي بعدَ المماتْ
…
صرّفْتُ نصفَ بضاعتي
رمْتُ الرّخاءَ برحلتي
و إذْ تفقَّدْتُ الغلالَ بعودتي
ألفيتُ مالاً قد ربحت
لكنّني وجهي أضعتْ.
– في البداية نرجوا ان تعرفنا على بطاقتك الشخصية وتعطينا نبذة من سيرتك الذاتية لنتشرف بمعرفتك أكثر ؟
* ولدت في مدينة الحب القامشلي عام ١٩٨٠ و فيها نشأت و ترعرعت، درست الترجمة الانكليزية في جامعة حلب و الأدب العربي في جامعة الفرات، أقيم في هولندا منذ عام ٢٠١٤، متزوج و لي طفلة و طفل، صدر لي ديوانان بالعربية الفصحى عن دار موزاييك و لي ديوان ثالث باللهجات المحكية قيد الطبع إضافة إلى خمس مجموعات بالسريانية
– كغيرك من الشعراء،. لا بد أن تكون لديك بدايات على درب الأدب . متى وأين كانت اول تجربة شعرية لك ؟
* في الحقيقة كنت منذ الصف السادس الابتدائي أكتب نصوصا و أسميها شعرا حتى عرفت أنها لا تنتمي إلى جنس أدبي معين أو تكون أحيانا كلاما مسجعا أحاول من خلاله التعبير عن خلجات نفسي
أول نص صحت عليه تسمية شعر كان في عام ١٩٩٤ عندما أصبحت في الصف العاشر/ الأول الثاني
– ما المطلوب من النص الإبداعي في مرحلتنا الحاضرة المتغيرة او المتجددة. وهل ترونه يترجم ماتذهبون إليه شخصيا في ذلك ؟
* الإبداع هو عملية كشف و توليد و خلق و يتحقق الكشف من خلال خرق الأطوار المعروفة و السياقات الموجودة و المألوفة، التوليد يتأتى من خلال خلق علاقات جديدة بين الأشياء انطلاقا من كل مما سبق أعتقد أن مهمة النص الإبداعي أن يستمر بمهامه الأزلية الأبدية و لكن عليه في هذه المرحلة أن يطور أدواته بما يتناسب مع التغير الذي يطرأ على مجريات الواقع و أمزجة الناس و هواجسهم و أن يرصد الأحداث بطريقته غير المألوفة و يشير إلى الأخطاء بطرافة و ذكاء ليشخص الأمراض و يلمح إلى العلاج، يقول أكتوفيوبات: ((الشعراء يعبّرون عما لا يمكن التعبير عنه)) و هنا أجده اختصر علينا الكثير من الحديث في هذا الصدد. بمعنى آخر التقاط ما جرى و يجري و ما سيجري و ما يتمناه المبدع أن يجري من خلال اقتران الوعي باللاوعي و منه التقاط الحقائق المدركة و الغير مدركة تتم قراءة المشهد و التقديم أو الإيحاء بالمشهد الذي يريده المبدع إضافة إلى التعبير عن مشاعر الناس في آلامهم و أفراحهم أحلامهم و طموحاتهم و أمنياتهم و يفتح الآفاق أمام القارىء ليسافر فيها.
– يقال بان القصيدة والموسيقى تؤامان. فالقصيدة التي لاتطرب سامعها لايحق لها الإنتماء إلى الشعر .. مارأيك بهذا القول؟
* هما توأمان نعم و لكن تتمة الحديث لا أتفق مع التعميم، صحيح أن العروض تضفي جوا رائعا على النص و تشد حواس المتلقي و لكن الموسيقى موجودة ضمن اللغة عموما و الشاعر قد يوفق فيها دونما الاعتماد على أوزان الخليل مع أني أرى نسبة قليلة من كتاب قصيدة النثر وفقوا في هذه المغامرة في عالم الجمال
و بدون إهمال أهمية الشكل و جمالية المظهر يهمني أنا المضمون و يمكن التخلي عن الأوزان و لكن التعويض بموسيقى داخلية و طرافة الصور و تكثيف الإيحاءات و توظيف المجازات…
– ثمة مكان يحضر في القصيدة. بدون ان تسميه. هل لعبت القامشلي دورا في تشكيل هذا المناخ ؟ وبذكر المكان الآخر. كيف تقرأ تاثير الغرب عليك ككاتب تشتغل بالأدب؟
* القامشلي حاضنة الجمال مختزلة جمال الإنسانية نعم هي استمرت في التحريض الروحي على الإبداع ، مدينة ملونة جدا عميقة و الحي الذي ولدت فيه و تربيت(الحي الغربي) كنت أراه يتمتع بشيء من الصوفية . هي مدينة بأبعاد غير محدودة: سورية عربية كردية أرمنية. تأثير الغرب كان من خلال تهدئة الإيقاع الشعري لدي التركيز و التكثيف و عدم الإطالة بالإضافة إلى رفدي بمعطيات بيئية جديدة
– ماراي الشاعر جوزيف كورية بأدب الأقليات . هل تعتبر الدفقة السريانية في أعمالك ضمن هذا النوع الأدبي؟
* إذا اعتبرنا لغة الكتابة معيارا لرسم الحدود بين ((أدب الأقليات))و((أدب الأكثرية)) فحركة الترجمة نشطة جدا في هذا العصر ناهيك عن مبدعين كثر من أقليات عديدة نجحوا في الكتابة بلغة الأكثرية إذن النص لا ينتمي إلى عرق أو قومية بل قد يحمل بين طياته ثقافة هذه الأقلية. في الوسط الأدبي تجمعنا و تميزنا تيارات و مذاهب فكرية و أدبية و ليست قومية أو دينية، من جهة أخرى نتاج هذه المكونات هو نسغ يغني و يثري البحر العام لاستثمار التعابير المستخدمة في ثقافتهم الخاصة و لغتهم، لا بد من ذكر نماذج شامخة في هذا المضمار مثل (كافكا)اليهودي التشيكي القامة الألمانية و جبران خليل جبران السرياني في لبنان و منه إلى العالم، الدفقة السريانية أمدتني بروافد وسعت آفاقي الشعرية
– الشاعر جوزيف كورية ماهي علاقتك مع الشعراء الكرد. وهل لك كتابات عن الكرد كوردستان؟
* علاقتي بالشعراء الكرد تبدأ بصداقات على الصعيد الشخصي بحكم العيش في مدينة واحدة و امتدت لتشمل الزمالة في الحقل الأدبي أذكر على سبيل الأمثلة لا الحصر: د. أديب حسن – أ.علي مراد- أ.أحمد عثمان- أ.حيدر هوري و الماموستا دلدار أشتي. كانت لي تجربتان في الكتابة بالكردية و عن الكرد، الأولى كانت من خلال أربعة أبيات شعرية ألقيتها في إحدى الأمسيات في القامشلي قبل قرابة سبع سنوات والثانية كانت من خلال بيتين في قصيدتي(السلام للإنسانية) لا يكفي أن تجيد لغة ما أو حتى تتقنها كي تجرؤ على الكتابة بها بل عليك امتلاك مفاتيحها أيضا لذلك ما زلت أهاب الإسهاب في هذا المجال
– هل الشاعر كائن اللغة الاجمل. وماذا يعطي جوزيف كورية للكلمات كي تأتي إليه. لغتك الجميلة حدثني عن العلاقة بينكما . كيف تعرفتما ومتى وقعتما في الغرام؟
* نعم الشاعر هو برأيي كائن اللغة الأجمل أعطي الكلمات كلّي: قلبي و روحي و جسدي و وقتي أعطيها كل حواسي كل ما تحتاجه و ما تستحقه. تعرفنا في بداية نطقي، يقول أبواي أني تأخرت بضعة أشهر عن أشقائي في المشي و لكني سبقت كل من عرفوهم من أطفال في النطق المبكر
– يقول الشاعر المكسيكي الراحل اوكتافيو باث .. الحب موقف بطولي واعظم ابتكار للحضارة الإنسانية.. الشاعرجوزيف كورية كيف ينظم نعمة الحب لخدمة القصيدة لديه ؟
* لا أفارقه أبدا و لا يبارحني البتة أنا في حالة حب دائمة و ربما هذا ما يضفي على نصوصي-كما يقول النقاد- التوهج العاطفي حتى لو كانت واقعية أو رمزية
– أين تختبئ المرأة في عش الشاعر جوزيف كورية .وكيف يعايش يومياته في هديلها؟
* جميل هو هذا التعبير(هديلها) فهي الحمامة و اليمامة. المرأة هي الملهمة و هي الدائمة الحضور حتى لو كانت القصيدة لا تخصها مباشرة و لكن تراها حاضرة بشكل عفوي حتى لو خاطبت الوطن أو الأرض أو كتبت عن الطفولة عن الحرب … قد تخاطبها من خلال المرأة أو تعرج عليها على الأقل، ربما في مرحلة ما امتزج الشعر العذري بالماجن و لكنها بقيت و تبقى الحنونة و الرقيقة و الصديقة و الشقيقة .. هي الأم و البنت و عبر حياتي كانت النساء أكثر وفاءً من الرجال لست بصدد المزايدة و لكن أتكلم على مستوى الصداقة على الأقل. المرأة إن لم تكن موجودة في كل نصوصي فهي موجودة في كل مجموعاتي الشعرية
– قصيدة // السلام للإنسانية// كتبت بست لغات . السريانية والعربية والكردية والإنكليزية والألمانية الهولندية. الى اين يريد أن يصل جوزيف كورية في قصيدته هذا .؟
* أردت الوصول إلى قلوب جميع البشر و لو أمكنني الكتابة بمئة لغة لما ترددت عبر التاريخ كان المبدعون رواد التغيير نحو الأفضل و هنا حلمي سافر باتجاه تغيير العالم رغم أن الرومانسية خفتت. كثيرا في شعري تدريجيا في السنوات الأخيرة و رغم أن النص يندرج في العمود ضمن المذهب الواقعي إلا أني لا أفقد إيماني بقدرة المحبة على تغيير الواقع
– لك قصيدة بعنوان / بحر الاحزان / . ربما هناك قساوة في نطق الحزن . لكنه واقع يعيش به الكثير مع الأسف اليوم . كيف يصف الشاعر جوزيف كورية هذا الحزن الدافئ وكم من الحكايا عاشها شاعرنا ما دعى نصية القصائد رواية ما انتهت ؟
* أعتقد أن حزن الشعراء يشبه حزن الأنبياء ربما بسبب عدم الرضى عن الواقع أضف إلى ذلك رهافة حس الشعراء الحكايا كانت من خلال إفراطي الاجتماعي ما أدى إلى كثرة الوقائع التي مررت بها شخصيا أو اطلعت عليها زائدا تنقل العائلة في فترة بين بلدين هما سوريا و لبنان أغنى ذلك المنحى و قد يكون ذلك من أسباب وجود نفس درامي في بعض نصوصي
– صدر مؤخرا عن دار موزاييك للنشر والدراسات مجموعتك الشعرية تحت عنوان / خبئيني في حلم / كتبت نصوصه بين عامي 1994 و 2004 . لو تحدثنا بإيجاز مايحوي بين غلاف هذه المجموعة ولماذا لم ترى النور من قبل وصدر الآن؟
* المجموعة تحتوي مختارات من النصوص التي كتبتها في السنوات العشر الأولى من تجربتي الشعرية
لمَ لم ترَ النور؟ من طبيعتي أني إذا كتبت نصا و عدت إلى قراءته بعد شهر فأراه ما عاد يدهشني فكثيرا ما كنت أتردد في اعتماد عمر معين للقصائد و انتخابها للنشر . في عام ٢٠١٠ اتخذت القرار في النشر اعتبارا من السنة الأولى أي ١٩٩٤ و بالفعل قمت بإرسال المخطوط إلى الوزارة في سوريا و عندما طال الانتظار اتصلت بهم لأفاجَأ بأنه نسب إلى شاعرة أخرى ، قاموا بإجراءات التحقق حتى اعترفوا بخطئهم و لكننا كنا قد دخلنا في شهر آذار ٢٠١١ ليتوقف بعد ذلك المشروع برمته. أحببت أن أوثق تجربتي الشعرية منذ البدايات و أنا الآن لا أخجل منها بل أحترمها و أحن إليها.
– جوزيف كورية يكتب باللغة العربية الفصحى وباللغة المحكية كاللهجة الشامية واللهجة الجزراوية والفراتية. مع اي هذه اللغات بدأت. واي منهم تفضل ؟
* بدأت مع العربية الفصحى. لا أعتقد أن هنالك معيار للتفضيل أو التفاضل بقدر ما أنها الروح و ما تنطق به لحظة ولادة النص إذا كان لا بد من الإجابة فأظنني أفضل العربية الفصحى
– نحن في زمن جائحة الكورونا واذا افترضنا أن سوريا في خطر منها. وكذلك الدولة المضيفة هولندا. فايهما تنقذ ؟
* أنقذ كلا البلدين سوريا وطني الأم و هولندا وطني الثاني الذي منحني الكثير من الطمأنينة و التشجيع … و أظن أن هولندا أقل حاجة للإنقاذ و بما أني سوري الولادة و المنشأ و الهوى و سأبقى سوريا حتى و إن زالت سوريا -لا سمح الله- من على وجه الخريطة فالجواب بدون أي شك: سوريا
– مؤسسة سوريانا للثقافة واللغات في هولندا قمت بتأسيسها منذ عام تقريبا. لو تحدثنا بإيجاز عن هذه المؤسسة. اهدافها نشاطاتها الخ ؟
* كنت دائما على يقين بحاجتنا إلى خلق مظلة سورية في المنفى بعيدا عن الأشواك السياسية التي أدمتنا
و بحكم وجود النواة لهذا المشروع و هي مدرسة اللغة العربية التي أنشأتها و أعمل فيها قصدت توسيع الأفق لتكون المدرسة جزءا من مؤسسة ثقافية اجتماعية لا تقتصر على لغة بعينها و لا عرق أو لون أو دين فاستكملت جميع التراخيص و الناحية اللوجستية و تواصلت مع الأصدقاء و بدأنا نشاطنا أهدافها جمع الشتات و تلاقح الثقافات و الحفاظ على المنظومة الأخلاقية الثقافية الاجتماعية السورية بإيجابياتها و نبذ سلبياتها و أيضا دعم الحركة الثقافية لأبناء بلدنا و بلدان المنطقة من خلال إقامة الأمسيات الأدبية و الموسيقية و الندوات و معارض الفن التشكيلي … أيضا الإسهام في دعم و نشر نتاجات الكتاب و الشعراء في الداخل و دول الجوار من خلال إقامة حفلات توقيع لكتبهم في اوربا من أجل استمرار الحركة الإبداعية و نشرها على نطاق أوسع
– كشاعر كيف تعزز ملكات التواصل بينك وبين المتلقي؟
* طبعا من خلال اللغة الشعرية بوظيفتيها العقلية و الانفعالية دون إلغاء إحداهما للأخرى و عن طريق أمور عديدة منها: -الحفاظ على الانزياح اللغوي بشكل غير مبالغ فيه-نقل المتلقي عبر الصور الشعرية من مكان إلى مكان آخر و التحليق به في عوالم الدهشة-العصرنة إلى حد معقول من خلال امتلاك الأدوات التي تناسب العصر دون الانسلاخ عن جوهر الأصالة-عدم التكلف و التصنع في التعبير عن خلجات نفس المتلقي و ما يدور في خلده بعفوية و انسيابية و ليش بشكل مفتعل-و لو أن الشعر في إحدى تعريفاته هو مخالفة المألوف و لكن لبس لدرجة القطيعة بين الشاعر و المتلقي إذ أبرم أنا اتفاقا غير معلن لا لي و لا للمتلقي اتفاقا بيني و بين قلبه و عقله
– الشاعر جوزيف كورية كيف ترى واقع الحركة الشعرية في سوريا بشكل عام وفي منطقة الجزيرة بشكل خاص ومن يلفت نظرك من الشعراء المعاصرين؟
* لا أستطيع الحكم بعد ربما ما زال الشعراء تحت هول الصدمة فما سيكتب اليوم أو غدا يختلف كليا عن الأمس ففي السنوات العشر الأخيرة الواقع مختلف كليا و مؤلم و معقد إلى أبعد الحدود و يجب أن تكون النصوص عالية ترتقي لمستوى الحدث. لا أنكر وجود تجارب هامة و ثرية و لكنها حالات فردية معدودة أما في المجمل فبرأي أن الشعر السوري في هذه الفترة لم يرتقِ إلى المأمول بعد.
بالنسبة إلى الجزيرة فأرى الأمر أفضل نسبيا على الأقل من حيث الإعلام فظهور وسائل التواصل الاجتماعي و الانفتاح الذي تم بسبب المناخ التحرري في العقد الأخير كسرا حالة التعتيم و الإهمال الكانتا سابقا. أعتذر عن ذكر أسماء شعراء يلفتون انتباهي خشية أن أنسى أحدا فأظلمه و لكن دعني أتوجه إلى الأقلام الناشئة الواعدة أذكر على سبيل المثال لا الحصر نبيل أدهم
– الشاعر جوزيف كورية نريد نختم معك الحوار بقصيدة لها معزة خاصة لديك ؟
* أود أن أختم بقصيدة (السلام للإنسانية) سأدرجها في التعليق التالي ثم أدرج الترجمة في التعليق الذي يليه.
ܫܰܝܢܳܐ ܠܢܳܫܽܘܬ̣ܳܐ Syriac ܐܺܝ ܐܺܝܕܳܐ ܕܚܽܘܒܳܐ ܙܪܥܳܐ ܠܽܘ ܫܰܝܢܳܐ ܦܬܚܳܐ ܬܰܪܥܳܐ ܟܳܘܚܨܕܳܐ ܐܺܝ ܚܰܕܽܘܬ̣ܳܐ ܚܰܫܳܐ ܘܟܶܝܘܳܐ ܠܳܐ ܟܕܥܳܐܠܡܽܘܢ ܟܦܪܣܺܝܢܰܐ ܐܽܘ ܡܰܘܬܳܐ ܒܟܽܠ ܫܰܘܬ̣ܳܐ ܘܽܐܘܪܚܳܐ ܘܒܰܝܬܳܐ ܠܰܝܬ ܬܰܘܕܺܝܬ̣ܳܐ ܫܰܐܪܪܬܳܐ ܩܰܛܠܳܐ ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ ܟܒܥܳܐܕܡܺܝܢܰܐ ܠܳܐ ܠܽܘ ܩܪܳܒܳܐ ܐܰܠܦܰܝ̈ܳܐ ܐܺܝܢ ܠܺܝ ܚܽܘܒܳܐ ܐܽܘ ܥܬܡܳܐ ܕܡܳܠܶܐ ܐܽܘ ܕܰܪܒܳܐ ܠܟ ܬܳܠܶܐ ܒܰܗܪܳܐ ܕܫܰܡܥܳܐ ܐܽܘ ܗܰܘܢܳܐ ܕܳܘܘܶܐ ܚܺܐܪܳܐ ܛܳܘܘܪ ܟܽܠ ܩܰܝܕܳܐ ܘܢܺܝܪܳܐܠܟ ܦܳܝܫ ܠܳܐ ܦܰܩܺܝܪܳܐ ܘܠܳܐ ܟܰܦܺܝܢܳܐ ܥܠܺܝ ܐܰܪܥܳܐܡܣܰܟܝܢܰܐ ܠܺܝ ܫܰܘܝܽܘܬ̣ܳܐ ܚܒܩܺܝܢܰܐ ܐܺܝ ܛܰܠܝܽܘܬ̣ܳܐ ܚܳܝܺܝܢܰܐ ܒܺܝ ܢܳܫܽܘܬ̣ܳܐ ܐܺܝ ܫܡܰܝܳܐ ܐܶܠܰܢ ܫܡܥܳܐ…
Arabic
حرِّرْ ضَميرَكَ سِرُّ الكَونِ إنسانُ .. حَرِّرْ فدونَكَ كلُّ الكَونِ بُطلانُ أَنْبِتْ فؤادَكَ مِنْ حُبٍّ بِلا كَدَرٍ .. هيهاتَ تُبْنى بغيرِ الحُبِّ أوطانُ و ارعَ الطفولةَ إنْ غابَتْ ملاعبُها .. لا تُغمِضِ السّمْعَ إنْ ناداكَ جَوعانُ أَوقِفْ رحاها فهذي الحربُ دائرةٌ .. و القتلُ ليسَ لهُ دينٌ و إيمانُ
…Kurdish
Em dixwazin aştiyê
Ji bo hemî mirovan
غ bi hizkirinê
Em diparezin zarokan …
English
Will continue we will stay For love and peace do and pray We invite you from the heart Let war and hate go away
…Duits
Solange liebe halten kommt Freude auf ErdenWir werden immer singen en morgen kommt der Frieden
Dutch
En samen voor de liefde dat is de eerste waarde met hoop gaan we blijven van de wieg tot het einde
Nsr Mohammed
-سرياني-
اليدُ الّتي تزرعُ حُبّا … للسلامِ تفتحُ بابا
تحصدُ السّعادةَ .. لا تعرفُ حزناً و ألما
لماذا نزرعُ الموت ؟..في كلِّ حيٍّ و شارعٍ و بيت
لا توجدُ ديانةٌ حقيقيّة..تريدُ قتلَ الإنسان
نقولُ: لا للحرب .. ألف نعم للحبّ
إنْ غمرَ الظلامُ الدرب..لن يطفىءَ نورَ شمعة
العقلُ إن تحرَّر ..يكسرْ كلَّ قيدٍ و نِير
لن يبقى أيُّ فقيرٍ و لا جائعٍ على الأرض
نحتضنُ الطفولة .. نتأملُ المساواة
نحيا بإنسانيّة .. السماءُ ستسمعُنا
…
…
-عربي:
حرِّرْ ضَميرَكَ سِرُّ الكَونِ إنسانُ .. حَرِّرْ فدونَكَ كلُّ الكَونِ بُطلانُ
أَنْبِتْ فؤادَكَ مِنْ حُبٍّ بِلا كَدَرٍ .. هيهاتَ تُبْنى بغيرِ الحُبِّ أوطانُ
و ارعَ الطفولةَ إنْ غابَتْ ملاعبُها .. لا تُغمِضِ السّمْعَ إنْ ناداكَ جَوعانُ
أَوقِفْ رحاها فهذي الحربُ دائرةٌ .. و القتلُ ليسَ لهُ دينٌ و إيمانُ
-كردي:
نحنُ نريدُ السّلامَ .. من أجل البشريّة
معاً للحبِّ .. و حمايةِ الطفولة
-انكليزي:
..سنستمرُّ .. سنبقى
من أجلِّ الحبِّ و السّلامِ نعملُ و نصلّي
إنّا ندعوكم من القلب
دعوا الحربَ و الكرهَ يذهبا بعيدا
…
-ألماني:
طالما نحملُ المحبّةَ
سيأتي الفرحُ إلى الأرض
سنبقى لذلكَ نغنّي
و غداً يعمُّ السّلام
…
-هولندي:
معاً للحبِّ
تلكَ هي القيمةُ الأولى
معَ الأملِ سنبقى
من المهدِ إلى الّلحد