أجرى الحوار: نصر محمد
// يقال دوما ان الشعر ابو الخسارات. وان الموت ليتحول لدى الشعراء بخلفياتهم الفلسفية والوجودية المتنوعة إلى ذريعة لأنسنة الحياة . وقد افتقدت الكثير من ملامحها وقوى تجددها. في ذاتها او في مدى انعكاسها على مرآة النفس//
يسعدنا ان نفتح في هذه الكوة عبر برنامج ضيف وحوار لننصت لصوت نسائي انبثق من رماد حرارة الفقد .
نتعرف على مسار إنسانة انبثق هوسها للكتابة والإبداع. عن الشعر والقصة والحياة وأشياء أخرى. كانت لنا هذه الوقفة مع الشاعرة السورية رودي سليمان
رودي سليمان شاعرة وكاتبة سورية تقيم في السويد لها مخطوطتان قيد الطباعة ومشاركة في انطولوجيا للشعر العربي المترجم الى الفرنسية
شاركت في العديد من المهرجانات المقامة في اوربا منها كولن ،برلين ،هولندا واستوكهولم
تكتب رودي النص الحديث والسرد والقصص القصيرة ولها مخطوط رواية الا انه قيد التنقيح والتدقيق
الكلمات التي كتبتها لك
غسلتها للمرة الخمسين
هاهي منشورة على حبل الغسيل
علّ الأحزان تتبخر منها
كانت أمي تغسل وتنفض ثوبها كلما مرّ عزاء من القرية
الشخير عادة جديدة
تدربتُ عليها وأتقنتها
بات أولادي يسدون آذانهم عني
لطالما كان شخيرك أرقاً منعك النوم على أرائك الحب
الحافلة التي استقلها كل ليلة
فقدتْ بصرها
وسقطتْ من علو جبل شاهق
قالوا في الصحف أنه انتحار جماعي
لكل من انتظرك ليالٍ كثيرة وخذلتهم
الصابون
امتصني كلي في محاولة منه إزالة ذراتك عن مساماتي
هاأنا الآن محجوزة في فقاعة تائهة بين بابين
لا أدرك أيهما باب الرجوع إلى الرشد
وأيهما باب اليقين
الدوائر في رأسي
شكل هندسي بلازوايا ولا أضلاع
تخمّر آهاتي فيه
وكأنها وصية علي
فهي بانتظارك
لتدحرجها وتصيبها هدفاً نحو اللا وجود
أما أنا
فمازلت أفتخر بصمودي أمام الخط المنحني
وجاذبية دلعه اللامبرر
المثلثات لها مني
ضلع للقلب
ضلعي الروح والعقل
الأول في حروب معك
الثاني يعاني اختناقاً حاداً كل ليلة
الثالث مصلوب على شجرة قلبك المتيبسة
أستطيع القول أني
مثلث ذو احتياجات خاصة
آذار
يتباكى الكورد عليه حيناً
ويرفعونه من التقويم أحايين
سمةً الربيع
أما آذاري
تنمو أغصانك جداً في قلبي
يزهر اسمك في رماد التنور
تنقر عصافير تائهة حبات الحنطة فتدغدغ الوجع
الأنهار فيه جروح نازفة
الحقيقة الوحيدة هنا
صمتنا كلينا
كي نسمع رثاء القمر
– رودي الكاتبة والشاعرة هل أثرت على رودي الإنسانة؟ في سطور عرفينا على رودي سليمان الإنسانة والشاعرة ؟
* نستطيع القول أن رودي الانسانة أثرت على رودي الشاعرة أكثر ،فكتبتُ كما لو أني أعيش حياتي التي أحب وأتمنى في كتابتي ، أنا رودي سليمان من قرى عفرين و مواليد حلب ١٩٨٤ درست معهد الموسيقا في حلب انحدر من عائلة متوسطة ثقافياً عشت حياة صاخبة اجتماعياً نظراً أن الجد والجدة كانوا معنا في نفس البيت وان ابي كان مهتماً بالسياسة وقتذاك .
فأستطيع القول أن هذا الأمر هو الذي قربني أكثر من عالم الكبار والناضجين أكثر من الذين من عمري وحتى الآن ،أي استطيع خوض حوارات هائلة وطويلة مع أصدقاء أبي (وجدي في الماضي)واستمع لهم ويستمعون إلي
فهذا التقارب بيني وبين وعوالم سابقة نشط مخيلتي أكثر من الواقع حولي وأكثر من الذين من هم في عمري .كان ذلك نعمة مرات بأن ينضج الانسان مبكراًونقمة مرات بأن المرء فوّت الكثير من المشاغبات التي كان عليه خوضها في مراحل حياته تباعاً
تزوجت في ال٢٠٠٥ وانجبت ابنتي آرڤين وابني جان درّست الموسيقا لفترة مابين ٢٠٠٧و ال٢٠١١ وبعد قيام الحرب تغربت شأني كشأن أغلب الناس في سوريا (لجأت إلى القرية ثم تركيا وثم ست سنوات في السويد وهاأنا الآن بصدد البدء في هولندا)
– لنبدأ بما قاله اليوناني .إليتيس بأن الشعر يأتي في أوقات الشدة ليشهد على الأسرار والضوء في آن. هل تعتقد الشاعرة رودي سليمان بأن وظيفة الشعر فعلا هي رؤية الضوء في عتمات الذات والوجود؟
* نعم على الشعر أن يفضح الاسرار والمشاعر ومكامن الخوف والاضطراب والعوالم الخفية ،عليه أن يخرج من لب الحدث ولب القلب أن لايقولب نفسه وبذات الوقت أن لاينحني نحو القاع على ألا يسقط في بئر الانحطاط، اي أن يوازن نفسه بإشهار فضائح الشعور دون ابتزال والتقليل من قيمته ووقعه على المتلقي، أن تقف حريته عند توظيفه لمآلات ليست حقيقية
– القديرة رودي سليمان تكتب الشعر وتكتب القصة . هل كان الشعر هو أول خطوة لك ام القصة ؟ وأين تجدين نفسك أكثر؟
* الشعر والقصة تعابير عن المكنون في ذات الأديب ،أنا عني كتبت القصة القصيرة قبل الشعر ولكن كلاهما الاول في المرتبة يتنازعان فيّ بمعزتهما. فأبي مثلاً يحب أن أتخصص بالقصة ويستمتع بذلك ويحثني على كتابتها أما أنا أجد نفسي في كل كتابة أو نص استطيع إيصاله بأبهى صوره
– المرأة كائن مبدع بالفطرة ولايفصل بينها وبين الخلق الفني سوى العثور على صوتها الموؤد. وفي بلداننا ولادة المبدعة غالبا تكون اشبه بعملية قيصرية بسبب العقبات التي تواجهها تارة من قبل العائلة وتارة من المجتمع. لذلك نجد حضور المرأة ضئيلا في المشهد الثقافي بالنسبة للرجل؟
* هو التقليل من شأن المرأة ليست مشكلة أو عائق للمرأة وحدها وإنما على الجانب الآخر أيضاً أي الرجل إن كان هو الذي يقلل من وجودها أو يحرص على تغطية بصمتها ومحوه وهذا يدل على احساسه بالمنافسة وعدم تقبله لهذا الأمر، ولكن في المجمل المرأة المستقلة التي تحاول رسم هدف لها تعاني في البدايات وعندما تصل للنقطة التي تريدها دون تنازلات واجبة عليها لن يقف أحداً في طريقها بالعكس تماماً ستكون إثباتاً أنه لايصح إلا الصحيح وستكون مثالاً للتحفيز من مَن حولها لا أعتقد أننا في زمن اضطهاد المرأة مقدور عليه ، الرجل والمرأة إن سلكوا سلوك الابداع سيصلوا إليه وإنما الاستمرارية هو مايعيق أحدهما وبما أن المرأة واجباتها أكثر في المجمل فتضطر للوقوف في مكان ما لذا وجودها في الوسط أقل
– ما دور الرجل في مسيرة الشاعرة رودي سليمان الزوج . الاخ . الصديق . الحبيب؟
* دور الرجل الزوج ليس لدي زوج فلن اذكره فنحن منفصلان دعك من هذا الشق من السؤال. الأخوة لدي خمس وهم غير مهتمين بالأدب صراحة هم أخوة جيدين ولكن لاأحس بذاك الدعم الأدبي الذي تقصده.
الصديق أنا بطبعي أحب أن اكون صديقة الرجل أكثر من المرأة لكن للآن لاأصدقاء حقيقيين لي ،لدي أناس اتعرف عليهم نتحادث لكن الاستمرارية في ذات الصداقة والشعور المؤكِد بأنها صداقة خالصة فقط بلامصالح او أنانية هي
نادرة إذن هنا أيضاً استطيع القول أنه لاأصدقاء حقيقيين لي.
أما الحبيب لاأعرف ربما إن خضت التجربة يوماً سأتمكن من الإجابة
ههههههههههههه وبعد الاجابة على هذا السؤال اكتشفت أني وحيدة تماماً
كان الرجل في كل كتاباتي لكنه اختفى حقاً من الواقع
– لك العديد من المشاركات الأدبية داخل السويد وخارجه. حدثينا عن هذه المشاركات ؟ وماذا تعني لك تلك المشاركات؟
* كانت مشاركتي الاولى في اوربا في معرض الكتاب في مدينة هالمستاد السويدية وفي كولن في ملتقى حالة مع بعض الشعراء الجميلين وفي برلين في معرض الكتاب (هالة زالة) وفي استوكهولم مع القدير فرج بيرقدار وفي هولندا (دنهاخ و سخاخن) وفي بلجيكا مدينة خينت وقبل مدة قصيرة في معرض الكتاب في مالمو السويدية.
بالطبع كانت مشاركات جميلة تعرفت على أناس كثر طيبين وراقيين واستطعت أن أوصل صوتي ، لكن للاسف ليست هناك دعوات من الجمعيات المعنية بالشأن الكوردي فأنا عند الكورد متنكرة للغتي واكتب بالعربية وعند العرب أنا كوردية أزاحمهم في لغتهم فبت في البين (المنتصف)
– الشاعر ليس ببعيد عن قضايا أمته . هل الشاعرة رودي سليمان استخدمت خيالها الشعري بتناول تلك القضايا؟
* طبعاً ودائماً وسأظل. ربما نقدني البعض أني لست من الاناس الذين يكتبون في فورة كل أمر او كل ضائقة نمر بها كقضايا ومشاكلها إلا أني أكتب دون اتحيز لأي فئة حزبية عن أخرى او نستطيع القول أنني لست مقولبة سياسياً اعبر بحرية أكثر و أنظر إلى الصواب والحق من وجهة نظر بعيدة عن الانتماءات السياسية فأستطيع القول أنني مازلت محتفظة بشفافية حريتي دون اللجوء الى التملق وهذا أبعد الكثير عني . الا أني افتخر بنفسي و بكورديتي وبسوريتي وبلا تبعيتي لأحد سوى أفكاري
نعم كان للقضايا الكثير والكثير من نصوصي
– الشاعرة رودي سليمان لديك الكثير من القصائد المنشورة في الجرائد والمواقع الإلكترونية . لماذا لم تصدري حتى الآن ولا مجموعة شعرية ؟
* لأنني أجبن دائماً على خطو خطوة كتلك ،ان تكتب كتاباً ليس معناه ان تطبع وتنشر ويأتي معارفك ليشتروا منك وتحقق بذلك سمعة بينهم وكفى ،أن تكتب وتنشر في كتاب أي أن تسطر شعراً أو قصة أو عملاً أدبياً يتشوق أحدهم في الطرف الآخر من العالم ليكمل إنهاء قراءته أريد أن اطبع كتاباً وأغرز دبابيساً وهمية بين حروفه تحفّز القارئ ليسأل (هل من مزيد) هذا هو ماأريد ،لاأريد انتشاراً زائفاً بل وقعاً قوياً لعملي في النفس ،وأنا عندما أجد تأثيراً كتلك في كتاباتي على الاخرين سأهمّ بطباعة ديوان،أي عندما أرضى عن نفسي لاشيء آخر يثنيني فهي مسألة وقت لاغير
– عند الحديث عن سوريا ..عفرين ..عامودا.. كردستان.. لا بد من ذكر محمد الماغوط وحامد بدرخان. وسليم بركات. وشيركو بيكس واحمدى خانى . ماذا تقول الشاعرة رودي سليمان عنهم ؟
* شعراء رائعون خلدوا أسماءهم في زمن صعب كان أنقى من زمننا ،لكن لا أنكر أنني من الذين يمجدون النص على الكاتب فمن المستحيل أن تكون أعمال الكاتب كلها رائعة ولكن هناك نصوص خالدة مجدّت كتّابها
– الإغتراب عن الوطن .هل يعني إغتراب الإرتباط الروحي والمشاعر الإنسانية صوب الوطن ؟
* الاغتراب هو موضوع شائك جداً. بصراحة أحن إلى نفسي في الوطن وأحن إلى تلك الارواح النقية التي كانت ،أحن إلى البساطة،لكن الوطن الان الذي حتى وان عدنا إليه لن نألفه ولن نتعرف عليه او يتعرف علينا لاأهله بقيوا كما كانوا ولا حال الوطن ذاتها و كل شيء تبدل . أعتقد أن كلٌ منا يحن إلى نفسه كما كان في الوطن قبلاً ويحن للوطن بالهيئة التي غادرها ولا يتقبل حتى المآل الذي هو بات عليه و وطننا ولو في تصوره. نعم ارتبط روحياً بما فقدته عندما غادرت الوطن لذا تجده حاضراً في هموم كتابتي
– لكل كاتب او شاعر مغترب وطن خاص به وعالمه السرمدي . هل تمكنت الشاعرة رودي سليمان أن تشيد وطن خاص بها
* الوحدة أصبحت وطني لاأستطيع اللجوء إلا إليها لأرتاح
– ما الذي أعطته الغربة لك وما أخذت منها ؟ وهل أوصلت صوت شعبك لمنابر الدولة المضيفة لك ؟
* أعطتني جواز سفر لأجوب العالم بحرية أكثر ،ولكنها أخذت الكثير الكثير دعنا لانبكي على مافقدناه، لا لم أوصل صوتي للسويديين هناك اختلاف كبير في النظرة العامة والتربية والتصور والخيال ومدى العمق في الاحاسيس
– رودي سليمان هل كتبت بلغتها الأم. وهل يعتبر ابداع الكاتب الكردي الذي يكتب بغير لغته الأم إبداعا كرديا ؟
* لا للأسف لم أكتب باللغة الكوردية كنت أتمنى ذلك لكني لم أتعلمها نظراًوجودنا في دولة يحكمها ديكتاتور وحاشيته لذلك لاأتقنها قواعدياً ولاأريد الخوض في تجربة لست أهلاً لها. نعم يعتبر ابداع الكاتب الكوردي ابداعاً كوردياًولو كتب بغير لغته لديك مثال عن ذلك العالم الذي اخترع لقاح كوفيد ١٩ ألماني ولكن يتهافت الجميع لينسبوه إليهم بالرغم من أنه لم يهتم لانتمائه
والكثير من الشعراء والكتّاب والمغنون أيضاً كذلك مادامت أرواحهم لاتنفي انتمائهم في كتاباتهم لكن لاذنب لي ان ظروفي كانت كذا
-هل دور الأدباء الكورد والفنانين في المهجر يرتقي الى مستوى المسؤولية؟
* لست من يقرر أو يجب عليه الإجابة، لكن كرأي شخصي كل يغني على ليلاه وكل يتبع جيبه إلا ماندر
– انت كشاعرة كوردية تعيشين في المهجر هل دورك ترتقي إلى مستوى المسؤولية
* طبعاً يجب أن أقوم بشيء يخدم القضية بمكان ما ،لكن يد لوحدها لن تصفق ولن يلتقي مجموعة من الأدباء الكورد او الفنانين للسعي نحو الارتقاء الثقافي الا وكانت الايديولوجيات المختلفة حاضرة فيسبب الشقاق في الغالب
– اعرف انك تكتبين روايتك الأولى حاليا . لماذا انتقلت من الشعر إلى الرواية . هل لأنه زمن الرواية ام ماذا؟
* لم انتقل ولايمكن فصل الزمن تبعاً لما نفعل إلا أن الرواية بدأت بها منذ سنتين أو أكثر عندما حضرت في بالي حبكة لها وفي الحقيقة كنت سأكتبها قصة لمسابقة في الشارقة والا اني بعد الخوض في كتابتها تعديت شروط المسابقة بعدد الكلمات وووو فقررت أن أكملها كما بدأت بها ولم أشارك بها وقتذاك ولكن من ناحية اخرى أن أكتب هو الخلاص بالنسبة لي من الكم الهائل للكدر المخزون لذا سأقتلعه كيفما كان ،إن كانت بالرواية أو القصة أو بالشعر
-هل الرواية الجديدة تتقارب مع تجربة رودي سليمان الشعرية ؟
* لا ، لاتتقاطع الرواية مع التجربة الشعرية كفكرة لكن العنصر المشترك هو رودي بلحمها وشحمها (الروح والمشاعر و الاحاسيس والضمير والثورة الدائمة والصراحة المنمقة والحرص على عدم الوقوع في الوحل الكتابي المبتذل)
– الشاعرة رودي سليمان ماهو رأيك بالنقد الآن. وهل واكب مسيرة الشعر التي نشهد فورانا لها منذ سنوات قليلة ؟
* كالشعر هناك نقد بناء وهذا يثري إن كان الناقد متمرس في نقده ،وهناك نقد متملق (وهذا يكون فقط للشعر النسوي من قبل نقّاد رجال أو من قبل منتمين لإيديولوجيات يقدسون زعمائهم )وهناك نقد ثالث هدّام لايمت للنقد بصلة سوى أنه موجود بسبب غيرة أو كره أو قلة ثقة الناقد بنفسه فيمشي عكس التيار دائماً ليظهر ويشتهر (كسمك السلمون )
– نريد ان نختم معك بقصيدة لها معزة خاصة لديك ؟
* هكذا
أقبّلك ويلمسك جبيني ثم أضعك زاوية القلب
ربوني أهلي
أن أقبّل النعمة قبل الاحتفاظ بها في ركنٍ ما
هكذا
أرسم ريشة على سحابة بيضاء
لتنمو حتى المساء
وأطيّر قلبي إليك ليلاً (كطائر)
نعم أنا الطائر العاشق
يحمل بمنقاره صرةً
فيها بقايا القلب المتيبس مذ بعدّتنا المسافات
هكذا
أمرّن قلبي تمارينه الاعتيادية
ليكون أكثر لياقةً
وهو يركض خلف عبقك الساحر
هكذا
أغامر
وأتهوّر نحو وكر الدبابير
لتلسعني حشرات الغابة الصيفية
أبرّر بأكثر من حجة لتورم قلبي من حبك
فتتجاهلني ألسنة البشر
هكذا
أصبح راعية (بريفانة)* لخرافي في جبالٍ بعيدة
أتعوّد المشي وراء تلك القرابين
وأهشها بعصا الرمان الرفيع
فأجدُ متسعاً من الأرض
وحججاً كثيرة
لأربي قلبي أن يحبك بتقشّف ريثما أرعى القطيع
هكذا
تعيش أنت َحياتك باعتيادها
وأعيش حياتي بمغامراتها
وكأنّ مغامراتي الكثيرة تاهت عن اعتيادك
فحبذا لو نلتقي عند عمود الإنارة
في الشارع الأخير قبل البحر
والجادة الثانية
المدخل الأول
هناك
حيث يشاء القمر الانتحار على صدى خطوتك
في كل خروجٍ لك من البيت
وهكذا
أهرولُ في سبيل الشمال
وتمشي أنت نحو الجنوب
نلتقي
حيث وقع مني قلبي
ودفع بك الحظ العاثر
فيُقال فينا المثل هنا:
(لمة المنحوس على خايب الرجا)