إبراهيم محمود
صدور كتاب الدكتور نجاة عبدالله نائب رئيس الأكاديمية الكردية، في أربيل، الدكتور عبدالفتاح البوتاني: الإمبراطوريات، الحدود والقبائل الكردية ” كردستان ونزاع الحدود التركي – الإيراني 1843-1932 “، باللغة العربية ” ترجمة الدكتورة سعاد محمد خضر “، والذي يقع في ” 720 ص ” ومن القطع الكبير، والصادر عن مركز ” زين Jîn “للتوثيق والدراسات في السليمانية، يشكّل حدثاً ثقافياً كبيراً، في إطار ما يُكتَب من دراسات عما هو كردي ” في صْلب القضية الكردية، والتاريخ الكردي “، فهو بالأصل أطروحة دكتوراه بالفرنسية ” جامعة باريس العاشرة : نانتير ” في ” 16 حزيران 2006 “، ونشِر بالفرنسية في إقليم كردستان العراق، ثم أضيف إليه المزيد من المعلومات المستجدة مع التوضيحات والتنقيحات، كما يذكر المؤلف ” ص9 “، وتلك نباهة منه، تأكيداً على التجاوب النوعي مع ما هو جديد ومعمّق للسابق. وليظل الجدير بالتذكير، والمعزّز لأهمية الكتاب هذا، أنه ربما يكون الوحيد في محتواه، جهة مصادره وجانبها التوثيقي، فهناك أكثر من ” 50 ص ” من المصادر والمراجع المختلفة : 603-653 “، وجهة التنويع فيها، فنقرأ أبواباً فيها: مصادر أرشيفية- الأرشيف البريطاني- ومن ذلك:ملفات وزارة الخارجية- ملفات وزارة المستعمرات- وزارة الحرب- وهناك: الأرشيف الفرنسي- ومصادر منشورة، ومنها: وثائق أرشيفية منشورة-وثائق فرنسية- وثائق إيرانية- روسية- عثمانية- تركية- مصادر أولية- مذكرات ورحلات- دوريات، ومؤلفات.. وقائمة بالمراجع الكردية والعربية، وما يصل بالموضوع مباشرة: الفرنسية، الانكليزية والألمانية، إلى جانب ملاحق الكتاب، حيث نكون مع مجموعة قيمة من الوثائق وغيرها تغْني الموضوع..الخ .
لقد اطَّلعتُ عليه مخطوطاً، في نسخته العربية، وكان لي شرف تقديمه في طبعته العربية هذه، وبعد قراءتي الدقيقة، ما أمكنني ذلك للكتاب، وقد تجاذبني دافعان: دافع الانغماس في قراءته، وما يرافق قراءة كهذه من متعة خاصة، ودافع التركيز على محتوى الكتاب في كلّيته، بغية التدقيق، وأنا على يقين تام، أو شبهه، أن هناك صراعاً في العملية. فالقراءة القائمة على المتعة لا أظنها تستغرق الكتاب كاملاً، وليس الكتاب، أي كتاب، على سوية واحدة في سيرورة أفكاره، أو طبيعة عناوينه الداخلية وتفاوتات بُناها الثقافية، ذلك من شأنه تحفيز فعل القراءة، ومن ناحية أخرى، ظهور كل عنوان فرعي بمظهر المنافس للآخر، بما له من متعة عائدة إليه، وهذا يتطلب المزيد من ضبط النفس، ومن التركيز، لتعاش ” متع ” القراءة كاملة، والتساوي فيما بينها، لحظة النظر في الكتاب، والحديث عنه، وهأنذا أحاول التطرق إليه، بقراءة موجزة: تعريفية، لا أظنها المُوفية لحق الكتاب في القراءة، إنما على الأقل، طرْق لبابه الكبير.
كتبتُ بداية، وتحت عنوان ” الحدود بوصفها كابوساً تاريخياً ” ) ليس للحدود من وجود، إنما أُوجِدت، فالكون واحد، بكل عناصره المعلومة لدينا إلى جانب المجهولة. والطبيعة من جهتها ليست أكثر من اسم مركَّب : هائل، رهيب، لأنها تضم ما لا يحصى من المكوّنات، هي بدورها منتمية إليها، وتسهم في بنائها، إلا أنها أنها تبقى أبعد من حدود الاسم…ص15 ) .
كتبت في أمكنة مختلفة عما هو حدودي، كما في” كردستان والحدود في القرن العشرين، لأصليخان يلدرم، الذي ترجمتُه، ونشرته الأكاديمية الكردية، في أربيل، سنة2016 “، وكتبتُ بتركيز، في محاولة لمجاراة الكتاب، حيث نعيش حدودياً ( يعني ذلك أن الحدود لا تفارقنا في ترسيماتها، إنما تخترقنا، ولا تقف عند نقطة معينة…ص19 ).
ويظهر أن كتاب الدكتور عبدالله عايش الحدود، وليس أي حدود،إنها الحدود الكردية التي تلتهب تحت ضربات حدوداً أخرى، وهي تتحداها وتهددها في عقر دارها ” الجغرافية ” ولهذا حاولت مصادقةَ المحتوى( إن الذي يقرأ كتاب عبدالله، يستصعب المضيّ في قراءته، إذ يلاقي عسْر هضْم في قراءته هذه، ليس لصعوبته، ولا لأنه جار ٍ نسْجه بصورة تفتقر إلى الدقة، وإنما نظراً للكم الهائل من المواد، التواريخ، الأمكنة، والأشخاص، إلى جانب المعاهدات واللقاءات والمفاوضات ذات الصلة كردستانياً في المحيط الإقليمي والدولي، ورهبة الدائر هنا.ص 26 ).
كان عبدالله صائباً في اختياره للموضوع، ومقدّراً نوعية المصاعب المعلوماتية، وحتى المسئولية الأخلاقية لحظة التقابل بين المعلومات، والنظر فيها، والتزام العلمية، وفي جامعة فرنسية، لا تراعي- بالتأكيد- فلتة عاطفة، أو سهواً لها، كما نلاحظ في تقريظ مشرفه البروفيسور فرانسيس ديميير له، وتثمينه لجهده البحثي وحساسيسة موضوعه ” ص12-13 “.
إن التحديد الزمني يراعى هنا، وهو على غلاف الكتاب، حيث يأتي التأريخ للمشاكل الحدودية بين إيران وتركيا حول كردستان، وقد ( امتدت من معاهدة أماسية المؤرخة في 29 مايو/ أيار 1555 حتى الترسيم النهائي للحدود سنة 1932 . ص 9 ) .
والبدء هو انفجار الجغرافية مع مجابهات كردية منقسمة على نفسها ” قبائلياً ” لكل من العثمانيين أولاً ومن ثم الإيرانيين، في أربعينيات القرن التاسع عشر.
علينا تصور حجم الصراعات الحدودية، وكيفية ” تقاذف ” الكرد بين طرفيّ الحدود وداخل جغرافيتهم المجزَّأة والمستهدفة تاريخياً .
وما يزيد في مكانة الكتاب التاريخية، هو في كونه ترجِم كذلك إلى التركية ” ص 11 “.
الخرائط تتقدم كتاب المؤلف ” صص 33-36 “، فالصورة تتكلم، ولو أنها خطوط، ولكنها قادرة على جذب النظر، للتدقيق في نقاطها الحيوية الكبرى، وتغيراتها تاريخياً بين الدولتين: تركيا وإيران .
ولعل المؤلف والباحث لم يخرج عن جادة صواب التاريخ، حين أورد التالي في مستهل بحثه كيف ( كانت الحدود العثمانية- الإيرانية دوماً وفي الأوقات ” كافة “، حدود عسكرية في حالة حرب. ص 37 ).
ذلك يدفع إلى التذكير بما يقلق الكرد وهم بين اعتبارهم ذوي نسب قومي، وظهورهم في سيماء قبائلية ( ومن الضروري القول، إن تاريخ الكرد هو تاريخ القبائل. ص 39 ) .
ويجد المؤلف نفسه مضطراً إلى سرد تاريخي عن الكرد، كما هو مقروء في الكثير من الكتب ذات العلاقة: نشأة الكرد، توضعهم الجغرافي، والخلاف حولهم…الخ.
وبالمقابل، ولحظة الحديث عما هو جغرافي، وجهة غنى كردستان بالثروات الباطنية والمائية وغيرها، يتم استدعاء التاريخ، والربط بين الجغرافية وكيفية التصارع عليها، والتاريخ، وكيفية تعرض الكرد في انتماءاتهم القبائلية إلى تدخلات الأعداء، ليتم إلحاقهم بما هو حدودي.
وربما أمكن القول هنا، وحين نقف عند نهاية الفصل الثاني ” ص 97 “، أننا بمقدار ما نمعن النظر في الموقع الاستراتيجي للجغرافية الكردية، وما فيها من ثروات وموارد، وإلى اليوم، طبعاً، بمقدار ما يسهل علينا، التفكير، طرداً، جهة الضغوط التجزيئية لقوى الكرد، ولا بد أ، في ذلك حضوراً للقانون الفيزيائي، جهة ضغط القوة. إننا، وكما يُخيَّل إلي، أن الكرد في تاريخهم الذي يشكل مدونات مأساتهم، وجغرافيتهم التي تعرّف بهم في جنباتهم، عاشوا ولازالوا يعيشون قانون ” السقوط الحر Free fall “: فهم يستمرون في سقوطهم الحر في التاريخ، عاجزين عن التحكم في سقوطهم، لأن جاذبية الأرض ” الجغرافية التي تسمّيهم ” هي التي تتولى أمر شدهم الذي لا يقاوَم هنا إلى الأسفل. يعني ذلك، أن سؤال التاريخ الكردي هو في عهدة جغرافيته، وهم فيها، يعني أن ليس من تاريخ وجغرافية حياديين.
حتى بالنسبة إلى الفصل الثالث، يتبع ما قبله ” اللغة واللهجات والأدب الكردي . صص81-95 “، حيث أتصور أنه كتِب ليكون هناك توضيح لما هو مهم، أي كيف أن أعداءهم ضاعفوا جهودهم ليبقوهم في حدود لهجاتهم، وليس ” لغتهم ” المنشودة، آدابهم الشفاهية، وليس ” أدبهم المكتوب والقومي الواحد تالياً “.
وربما كان الفصل الرابع ” الإسلام والمجتمع الكردي ” إشعاراً بما هو مأساوي كردياً. فالإسلام، وكما يشير المؤلف، لم يدخل أرض الكرد إلا بالسيف، وهو ما يشدد عليه تاريخ كان، لازال يحتفظ بأدلته طبعاً، ومن خلال أمثلة حية “ص99”.
وإذا كان المؤلف يتعرض للإسلام، وكيف كان عليه الكرد قبل نشره في أوساطهم، وهم في تعددية معتقداتهم ” ومنها الزرادشتية “، فإنه في حديثه عن انتشار الطرق الصوفية في الجهات الكردية، كالقادرة والنقشبندية “، وحتى ما تعرض له في الفصل الخامس ” الغلاة والأقليات الدينية . صص 119-144 “، إنما يحفّز على التفكير والمضيّ بالقول إلى ماوراء المكتوب، أو المثار، وهو أن شهود الطرق الصوفية كردياً” في إقليم كردستان العراق ، كمثال جليّ “، إنما في وجه أبرز له، تعبير حي ومقاوِم في الصميم، عن تلك الإرادة الكردية التي صدَمت بدين قادم من الخارج، في أن تسعى جاهدة إلى هضمه، رغم عسْره، ليتناسب قدر المستطاع، مع الثقافة الغابرة والقارة في لاوعي الإرادة الجماعية تلك، كما لو أن التصوفيات الكردية الطابع، أو المعلومة بحقيقتها كردياً، إنما تردُّ على وحدة دينية: إسلامية، بتعدد ديني تصوفي، وتحويل وحدانية الإله الواحد نفسه، ومن خلال نصوصها، إلى أكثر من نسخة متجاوبة مع توجهاتها.
ليكون الفصل السادس، بيت القصيد ” القبيلة والنظام القبلي الكردي “:
هناك مكاشفة لبنية القبيلة الكردية، واختلافها عن سواها، كونها مرتبطة بالمكان ” ص 147 “.
وفي الحديث عن الحرب وربطها بالقبيلة الكردية ما يؤلم ، حيث ( تعتبر الحرب جزءاً لا يتجزأ من الثقافة القبلية الكردية..ص156 ).
ذلك من شأنه، طبعاً، لفْت النظر، إلى مساعي الأعداء للدفع بها، لتنشطر من الداخل بالترغيب والترهيب، كما يقول التاريخ نفسه، وحتى وقائع اليوم، والقوى الداخلية الفاعلة في أنشطتها، وهي قوى ليست مستقلة بدائرتها الجغرافية الضيقة، إنما تتأثر بالقوى الأكثر نفوذاً منها، وهي قوى خارجية تستهدفها في مجموعها، وتمثّل ” مركز الجاذبية “، ولعلها مستمرة إلى اللحظة، رغم كل ما يقال عن نوع من الاستقلالية، ولكنها لم تتحرر من صورة الأعداء في داخلها، عندما نتلمس في الكثير منها مراكز جاذبية ، بوكالة ما ، لتصفية بعضها بعضاً.
و لا أعتقد هنا البتة، أن عبدالله، كان يتابع كشوفاته ناحية المصادر أو الوثائق أو أرشيف أي دولة معنية بالكرد تأريخاً وجغرافية، وتداول قضية، دون أن يعيش حرارة البحث وخطورته، أي ما يزيد في عامل اليقظة الذهنية، وكيف يمكنه التعرف إلى ما وضعه نصْب عينيه !
ذلك ما يفيدنا به المؤلف في المتن ( كانت النزاعات ولعبة المعارضة السمات المميزة للقبائل الكردية دائماً، وتلك الثقافة احتواها تأريخ المجتمع الكردي التقليدي، مكونة نظاماً للوكلاء الذي لا زال قائماً فعالاً في المجتمع الكردي منذ القرن الخامس عشر وحتى اليوم. ص 159 ).
يعني ذلك أن وراء ” البذلة المدنية ” ورباطة العنق، وحتى العطور الأجنبية، تتفاعل معاً، وفي الذهنية الجماعية إجمالاً، يستمر الخطاب النافذ والمحلي، والمنقسم على نفسه، للباس القديم، والكم والكولوز، والخنجر الكردي، ودلالة المرعى ومن يدير شئونه بأكثر من معنى .
والعثمانيون لم يدخروا جهداً في ذلك، كما نلاحظ في الفصل الثامن ” صص 189-208 “.
وما لعبه العثمانيون من دور سلبي من دفع للكرد قبائلياً ليكون لهم سهم في النيل من الشعب الأرمني ، كما هو محتوى الفصل التاسع ” الكرد والقضية الأرمنية . صص 209-223 “.
أما بالنسبة للدولة التركية: الكمالية، فقد أفلحت أكثر في تمزيق الكرد، والحيلولة دون نشوء حلمهم القومي بنشوء دولة كردية، وهو بمثابة الفصل العاشر، لنكون في عهد الجزء الثاني، وتلك الصراعات الدامية والمهلكة حدودياً، بين تركيا وإيران، حيث إن الدولتين واجهت كل (محاولات الانتفاضة لدى القبائل الكردية ضد السلطة المركزية في كلتا الدولتين.ص272 ).
وفي درس الإمارات الكردية، الحكمة المرة تاريخياً بالنسبة إلى الكرد، حكمة تواجهنا إلى الآن.
وبالتوازي مع هذه الصراعات، تدخلت القوى الاستعمارية بالمقابل، تعبيراً عن مصالحها، لتزيد في وطأة الواقع اليومي ( التاريخ الكردي بشكل عام، تاريخ القبائل، والمجتمع الكردي في القرن التاسع عشر، وهو تاريخ مجتمع تقليدي، ومن تلك الحقيقة، أصبحت المساحة السياسية والثقافية الكردية مشروعاً لنظام قبلي، انتشر واجتاح المجتمع الكردي كله. ص358 ).
ومن المؤكد أيضاً، أنه بمقدار ما نتقدم في التاريخ، ينحسر هذا التاريخ كردياً، ويضيق الخناق الجغرافي على الكرد، والمثال الصارخ متمثل في الحرب العالمية الأولى، إذ ( كان اندلاع الحرب العالمية الأولى، نتيجة لتوسع الدولة الاستعمارية الأوربية وصراع مصالحها.ص426).
ويمكن القول، أن كل الذي يأتي به المؤلف، اعتماداً على لغة الوثائق والمصادر الدقيقة بلغات مختلفة، بصدد صراعات المنطقة، ووضع القوميات في المنطقة، والمفاوضات..الخ، لا يعدو أن يكون ترجمة تأريخية للمسيرة المفجعة للكرد هنا، صوب انحسارهم داخل دول تقاسمتهم.
وما آل إليه وضع الكرد، إلى درجة نفيهم عن اسمهم ” الكرد “، بعد تقسيم الحدود نهائياً بين تركيا وإيران 1932 ( ومنذ ذلك التأريخ تم تقسيم كردستان، وأصبح كرد تركيا يدعون ” أتراك الجبل ” وفي إيران بقوا كما في السابق دائماً إيرانيين، وفي سوريا ” بعضهم سوريين بدون جنسية “، وفي العراق ” سكان شمال العراق “. هكذا قطعت ووزعت أشلاء شعب كبير وأصيل وهو الشعب الكردي الذي يُعد أحد الشعوب الأربعة الكبيرة التي استوطنت الشرق الأوسط منذ أزمنة سحيقة . ص 586 ).
طبعاً لا ينتهي الكتاب هنا، حيث إن التوقف عند المصادر مهمة تأريخية تفيد كل باحث في التاريخ، ومعني به، وإلى جانب الملاحق ذات الصلة .
وإذا كنت قد أوجزتُ في الحديث، وأنا بصدد الجزء الثاني من الكتاب، فلتقدير بحثي، وقراءة ذات دلالة، وهي أن ما تقدمت بإظهاره في البداية يعزّز هذا الموقف مما سيلي، إلى جانب أن مجمل ما أفصح عنه المؤلف بخصوص مواقف الدول الاستعمارية، ومحاولات الدولتين: الإيرانية- التركية، وقائمة الإمارات الكردية، والانتفاضات الكردية، والجهود الحثيثة للكرد فيما بعد للحصول على حقوقهم، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، برسم المعلوم كثيراً. إنما دون نسيان، أن ما ليس في حكم المعلوم، هو تلك المصادر التي ترد في أسفل صفحات الكتاب، وتتجمع في خاتمته، وهي بلغات محلية وإقليمية ودولية، وتدافعاتها السياسية، وهي في مجموعها تسمّي بصمة الباحث والمؤرخ الكردي الدكتور نجاة عبدالله .
ثمة رهان أثبّته في الختام الذيلا يُختَتم واقعاً، وهو: قبْل أن يقرأ أيٌّ كان، كتاب ” كردستان ونزاع الحدود التركي- الإيراني 1843-1932 ” لن يكون هو نفسه، بعد قراءته !
وهذا القول الأخير ليس فيه أي مديح للكتاب ومؤلفه، وإنما اعتراف بحقيقة ما تشكَّل من خلاله الكتاب فصلاً ووصلاً، متناً وهامشاً، عنواناً واستبياناً، أو على الأقل، هو شعوري نحوه …!