«عفرين»

أحمد مرعان
ارتدت قوافل الحجاج متجهة إلى قلعة النبي هوري لاستكمال المناسك..
جعجعة تعلو المجالس بلا هوادة، دون أن يكترث أحد لما آلت إليه النتائج..
غيوم تلبدت في كبد السماء، فأمطرت حجارة من سجيل على رؤوس الأوغاد..
الكل يتهامس لابتكار نظريات جديدة تليق بالمقام والحدث..
الذئاب تعوي والقوافل تمر إلى ينابيع المياه والربيع المنتظر..
حليب الشاة يغذي أطفال القردة والخنازير ببواكير الحظيرة..
وبكل أسف، مازال الرعاة نياما وقد تعالت الشمس إلى كبد السماء، وستكمل مسيرها قريبا إلى الغياب..
حفاة. عراة. تطاولوا بالبنيان وهذا وعد الرحمن لعلامات بداية النهاية..
عذرا.. وما تزال بالقلب غصة تتحشرج بالحناجر  وبقايا دموع خبأتها للمقابر..
من لا يملك القرار لا يملك الإرادة، وما هم إلا كلاب مسعورة تنتظر الجيفة على المزابل ..
أسفي لمن نصبوا من أنفسهم حماة ويدركون أنهم ليس بقادر..
والبقية يشهد لهم التاريخ بالغدر والخيانة والتبرير ..
عفرين يا عروسة المجد والخلود تبقين الماً وأملاً لغد قادم ، وماتزالين حلم قريب غير آجل..
استكملي نومك للضحى كنوم العرائس فما زال الحلم يخفق بالحَملِ ليوم المخاض العاثر ، وبين أجندات الساسة وتجار المخافر والمنابر..
اعتصروا زيتونك دماً بدموع الكادحين والحرائر..
ستعودين رغم أنف الجاحدين وستهلهل اغصان التين والزيتون والرمان من الجبال والوديان ويرقص الصخر والحجر..
اللعنة على المارقين على أجساد الأبرياء ..
اللعنة على كل أفاك أثيم..
لك المجد والخلود يا عروسة الجبال يا حلم العاشقين الصابرين  ( عفرين )../..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…

صدرت الترجمة الفرنسية لسيرة إبراهيم محمود الفكرية” بروق تتقاسم رأسي ” عن دار ” آزادي ” في باريس حديثاً ” 2025 “، بترجمة الباحث والمترجم صبحي دقوري، وتحت عنوان :

Les éclaires se partagent ma tête: La Biography Intellectuelle

جاء الكتاب بترجمة دقيقة وغلاف أنيق، وفي ” 2012 ”

وقد صدر كتاب” بروق تتقاسم رأسي: سيرة فكرية” عن…

كردستان يوسف

هل يمكن أن يكون قلم المرأة حراً في التعبير؟ من روح هذا التساؤل الذي يبدو بسيطاً لكنه يعكس في جوهره معركة طويلة بين الصمت والكلمة، بين الخضوع والوعي، بين التاريخ الذكوري الذي كتب عنها، وتاريخها الذي تكتبه بنفسها الآن، فكل امرأة تمسك القلم تمسك معه ميراثاً ثقيلا ً من المنع والتأطير والرقابة، وكل حرف…