الممسوخ (مستوحاة من قصة التحول لفرانز كافكا)

د. آلان كيكاني

صحوت صبيحة ذات يوم بعد كابوس مرعب وقد تحولت إلى كائن غريب. كنت مستلقياً على جنبي وقد غطى وبرٌ بنيٌّ كثيفٌ كامل جسمي حتى استحال عليّ رؤية جلدي، بينما غابت الأصابع من نهاية أطرافي الأربعة وحلّت محلها أظلاف كبيرة وصلبة. حاولت تحريك رأسي لكني لم أستطع، فقد غرز قرني في الفراش الذي أنام عليه حتى اصطك بمعدن السرير فأصدر صريراً مزعجاً سبّبَ ألماً في أسناني. ألقيت نظرة على أنفي لأكتشف أنه هو الآخر، والذي كان جميلاً أتباهى به دائماً، قد تحول إلى خطم ينتهي بمنخرين واسعين متهدلَي الحواف أحدثا شخيراً عندما زفرت الهواء بقوة من رئتيّ ونشرا رذاذاً من المخاط اللزج افترش بعضه على الوسادة تحت رأسي.
 إلا أن أكثر ما أدهشني هو امتداد ذنب من نهاية عصعصي إلى مستوى قريب من نهاية قائمتيّ الخلفيتين، فقد بدا لي الأمر مزعجاً ومهيناً، لكن سرعان ما راق لي تحريكه لإبعاد الذباب الذي منعني من النوم الهادئ طيلة الليل. في البداية حسبت أن ما يجري هو امتداد للكابوس الذي عكّر صفو نومي على مدار الليل وتوقعت أنني بمجرد الصحو سأرى نفسي على طبيعتي البشرية. لكن الواقع حالاً عبر عن نفسه وخيب ظني، فها هي خيوط الشمس الواهنة في فترة الصباح تدخل من خلال النافذة وتعبر من فوق رأسي لتسقط على الجدار المقابل والتي كانت فيما مضى تبعث النشاط والتفاؤل في نفسي في كل صباح، فأندفع إلى العمل مفعماً بأمل في حياة كريمة، وها هو نداء بائع الخبز أسمعه بوضوح، وكذلك سعال أبي الذي يشتد كل يوم في الصباح الباكر ويأخذ شكل صدى مقذوف مدفع في الهواء، أما زقزقة العصافير على سطح البيت في مستهل هذا الربيع فلا يمكن أن تخطئها أذني. حاولت الصراخ لكنّي لم أسمع سوى خوار غليظ ومخيف خرج من فمي وأيقظ أفراد أسرتي الغارقين في نومهم في الغرفة المجاورة، وبثَّ الرعب في قلوبهم وجعلهم يلتجئون مسرعين إليّ طلباً للحماية.  
كنت الأكبر بين أخوتي وأخواتي. وبعد أن تقاعد أبي عن العمل وأنهكه مرض الربو والتهاب القصبات المتكرر نتيجة الإفراط في التدخين، اضطررت إلى ترك المدرسة والبحث عن عمل وأنا في الخامسة عشر من عمري. ولما كانت الديون قد تراكمت على عائلتي، وتعقدت ظروف المعيشة، ودب القحط في أرجاء البلد، كان عليّ أن أبذل مجهوداً إضافياً في عملي، لا لسد الديون وتوفير تكاليف المعيشة فحسب، بل لمحاولة ادخار شيء من المال لأختي فاطمة التي كانت على وشك الانتهاء من المرحلة الثانوية في دراستها، وكانت تحلم بأن تصير معلمة في مدرسة القرية. وغالباً ما كنت أعود إلى البيت في وقت متأخر من المساء لأنقضّ على الفراش وقد نال مني التعب دون القيام بأي نشاط اجتماعي أو ترفيهي على غرار فتيان القرية ميسوري الحال ممن هم في سني. وبما أنني كنت شاباً كبير الهامة ومفتول العضلات فقد اخترت العمل في مجال الحدادة، أصحو عند الشروق والجميع نيام، وألتهم قليلاً من الخبز والزيتون، وأتناول كأساً من الشاي، ثم ألبس لباس العمل وأتجه إلى بلدة أم اللبن المتاخمة لقريتنا، قاطعاً مسافة أربعة أميال سيراً على الأقدام في طريق صخري يرغمني على الوقوف عشرات المرات لإخراج الحصى من خفيّ المهترئين. وهناك في الورشة أبدأ بطرق الحديد وتلحيمه وفكه وتركيبه وليّ قضبانه لأكثر من اثنتي عشر ساعة تتخللها فترة غداء قصيرة، ومن ثم أعود في المساء إلى البيت وقد أوشك الناس على النوم. هكذا هي حياتي منذ سنوات، شقاء في شقاء، وتعب في تعب، إلا أن هذه الحياة الصعبة لم تنل من عزيمتي أبداً، ففاطمة يجب أن تتابع تعليمها، وديون العائلة يجب أن تُسدد في وقتها، ويجب أن يكون في البيت دائماً ما يسد الرمق. ولم أكن لأقبل بأقل من ذلك.
كانت فاطمة هي أول الواصلين، وعندما لمحتني على السرير بهيئتي الجديدة غاب السواد من عينيها وبقي البياض وحده، وشحب لونها، وخارت قواها، وسقطت على عتبة الباب، بينما لاذ الآخرون بالفرار وهم يولولون ويطلبون النجدة. شعرت بحزن شديد وهممت بالوقوف، فوقفت، لكن على أربع. هرعت باتجاه أختي لأحملها فلم أجد وسيلة لرفعها بعد أن تحولت يداي إلى استطالتين تنتهيان بظلفين قاسيين لا يصلحان إلا للمشي عليهما أو حفر الأرض بهما، فاكتفيت بالتخطي من فوقها والخروج من الغرفة والتوجه نحو حاكورة البيت والوقوف في منتصفها كما يفعل النجم السينمائي عندما يصعد خشبة المسرح مستعرضاً جمهوره. التفتُّ حولي لأستطلع الأوضاع فرأيت أبي وأمي وأخوتي الصغار يراقبونني بصمت من نافذة غرفة نومهم مذعورين، أما أختي فلا زالت مستلقية في مكانها الذي سقطت فيه وقد بدأت بالتحرك ومحاولة النهوض. وفيما عدا ذلك فكل شيء على حاله، القرويون ينسلّون من بين بيوتهم ويتجهون إلى حقول الزيتون والفستق، والرعاة يسوقون مواشيهم إلى المراعي، وطلائع التلاميذ تسلك طريق المدرسة، ونسيم شهر آذار يهب بلطف من جهة الغرب.
نعم، كل شيء على حاله، ولم يتغير شيء، ووحده أنا الذي تغيرت، وأيّ تغيرٍ! يا للغرابة، ويا للعيب، ها هي أعشاب الحاكورة ونبتات الزينة التي زرعتها وعشقتها فاطمة تمضغها أسناني الكبيرة بعنف، سأقضي عليها في ظرف ساعة، لكن نشيج أمي الحزين الذي أسمعه الآن بوضوح، ونظرات الأسى من عيون أبي وأخوتي الصغار، ومنظر فاطمة الممددة على عتبة غرفتي تُعذّر عليّ البلع وتثبط شهيتي. ليتني كنت أستطيع البكاء! 
عند الظهيرة انتشر الخبر في أنحاء القرية وسمع به القريب والبعيد، وتقاطر الناس عليّ بدافع الفضول، صغارهم وكبارهم، رجالهم ونساؤهم، وشكلوا حلقة حولي يطيلون النظر إليّ باستغراب دون أن يتجرؤوا على الاقتراب مني، فقد كان الخوف بادياً في أعينهم، وكل حركة من ذيلي أو طرفة من عيني كانت تجفلهم، وكأنهم قطيع من الخراف في حضرة ذئب، إلا أن الخوف لم يمنعهم من الثرثرة وإلقاء التهم واجترار التعليقات، فمنهم من اجتهد وعزا تحوليّ إلى لعنة إلهية ألمّت بي جزاء ذنبٍ كبير ارتكبتُه، ومنهم من ادّعى أن مساً من الجنّ لا بد وأنه أصابني، وآخرون شكَّوا بدواء قد أكون تناولته وحولني إلى وحش عجيب. وبما أنني كنت ساكناً أصغي السمع إليهم دون حركة تذكر لنحو ساعة من الزمن، فقد تجرأ البعض بالدنوّ مني ورجمي بجمرات كانت في أيديهم، وتلفظ آخرون بكلمات ساخرة ومهينة، وعلت قهقهات البعض دون أن يقيموا اعتباراً لمشاعري ومشاعر أفراد أسرتي الذين كانوا يراقبون المشهد بعيون دامعة ووجوه بائسة، الأمر الذي دفعني إلى الثورة، فاشتعل في عروقي لهيب غضب لم أستطع السيطرة عليه، وضربتُ الأرض بقوة بحوافري، وأحنيتُ رأسي حتى لمست التراب، وزفرت بقوة من منخري الكبيرين تمهيداً للهجوم، ثم أطلقت خواراً شديداً ومجلجلاً، فما كان من القوم إلا أن تفرقوا وولوا الأدبار مرعوبين.
حلّ الليل فلجأت إلى حظيرة الحمار في طرف الحاكورة. رأيته رابضاً مسترخياً على بابها. وكان هذا الحمار هو الحيوان الوحيد الذي نقتنيه في بيتنا منذ سنوات. مات أبوه وهو لا يزال جحشاً صغيراً فاعتنينا به حتى كبر واشتد عوده، ورغم أنه كان جميل المظهر، فإنه كان أحمق ومتوحشاً، يرفس لأتفه الأسباب دون أدنى تقدير للأيدي التي تقدم له العلف، وإذا تعذر عليه الرفس مطَّ عنقه الطويل ونطح كالتيوس. وكنا قد بنينا له حظيرة تحميه من برد الشتاء القارس، ووضعنا له فيها بضعة أكياس من التبن وقليلاً من الشعير نعلفه منها عندما يحل الشتاء ويغيب العشب من الحاكورة. ولأنني أعرف عناده وطبعه العدواني فقد لجأت إلى تخويفه من الوهلة الأولى، فأصدرت خواراً محذراً، لكنه لم يتحرك. كنت أظن أنه سيحترمني ويفسح المجال لي، أنا الذي دلّلته منذ نعومة حوافره، وأطعمته من كد يدي. لا أدري لماذا تملكتني رغبة شديدة في غرز قرني في بطنه ونشر أحشائه على أرضية الحظيرة والتخلص منه! فكل من عاشرني في حياتي شهد عليّ باللطف واللين وعدم الرغبة في إلحاق الأذى بالآخرين. صحيح أن الظروف القاسية جعلتني في كثير من الأحيان أغلي وأتمرد من الداخل، إلا أنني حافظت دائماً على وداعتي في الظاهر، ولم أكن عدوانياً في وقت من الأوقات مثلما أنا الآن. وقد اكتفيت بنطح الحمار ودفعه بعنف لأتمكن من العبور إلى داخل الحظيرة، ففزّ ونهق. ثم التفت وأطال النظر إليّ بعينين متوعدتين يطير الشرر منهما، فإطلالتي المفاجئة عليه في البيت الذي يحتكره منذ سنوات ويعتبره ملكه لا بد وأنها تعني له بروز منافس على الحظيرة وكمية التبن والشعير الشحيحة فيها، وعلى الحاكورة شبه الجرداء، ولهذا لم يألُ الحيوان جهداً في الهجوم، فاستدار نصف دورة وبدأ يرفس برشقات سريعة من حوافره، فتراجعت عنه خطوة استعداداً للنطح. وهكذا قضينا الليل كله في الرفس والنطح حتى بزوغ ضوء الشفق، وقد بان الإجهاد على كلينا. وعندها يبدو أن هدنة قد فرضت نفسها علينا دون أن ندري وخلدنا إلى النوم قليلاً. وفي الصباح عاودنا الكرة وترافسنا وتناطحنا حتى نال الجوع منا، وعند الضحى كنا معاً في الحاكورة، نرعى ساعة ونتدافع أخرى.
لم يمض زمن طويل حتى نفد التبن والشعير من الحظيرة، وتحولت الحاكورة إلى أرض يباب ليس فيها سوى آثار الحوافر، ولم يكن حال البيت بأفضل من حال الحاكورة، فقد طالته ركلات الحمار وطعنات قروني في جولات صراعنا العنيف حتى غدت جدرانه مثل وجهٍ تعافى حديثاً من مرض الجدري، وبدا معه البيت وكأنه سيتداعى حالاً. وبدأ زمن الجوع. 
مددت رأسي ذات ظهيرة مشمسة لأرى ما على المصطبة فرأيت كمية من الخضار المتنوعة وقد نشرتها أمي تحت أشعة الشمس بغية تجفيفها واستخدامها خارج أوقات مواسمها، وبحركة خفيفة، ومثل قط رشيق، قفزت في الهواء حتى كنت واقفاً على قوائمي الأربع فوق المصطبة، وأتيت على الخضرة، حبة حبة، حتى لم يبقَ منها سوى ما عجن بروثي تحت حوافري، وابتلَّ ببولي وعرقي. 
وفي تلك الأثناء بدأ النحول يدب في جسمي، فطرزت لي أمي جراباً مهدب الحواشي تضع فيه قشور البطيخ والبصل وما يزيد من حاجة العائلة من فتات الخبز وتعلقه على قرنيّ فيتدلى من ناحية ذقني وينوس ساعة المشي. وقد زاد به خوف الحمار مني وبات أكثر عدوانية وشراسة في رفساته التي يسددها عليّ كل يوم. 
وذات يوم وجد بعض الأطفال طريقهم إلى الحاكورة وبدأوا يكيلون لي المسبات. وأخرج أحدهم خرقة حمراء من جيبه وصار يلوّحها في الهواء بغية إثارتي، فسَرَت شرارة من النار في أعصابي، وانقضضت بأقصى سرعة أطارده، ولم أزل أجري وراءه حتى مرّ الولد من خلف الحمار، ونال منه ركلة قوية على خاصرته حتى كاد أن يسقط، وعند ذلك طالته قروني، وأبطحته أرضاً، ولم أتركه حتى أثخنته بالرضوض وبدأ ينزف من عدة مواضع من جسمه. وفي آخر نطحة سددتها على ظهره سمعت طقطقة عظامه، وركن الولد بعدها وهدأ، فتركته وعدت إلى حاكورتي بينما التمَّ عليه رفاقه يحاولون إسعافه. وبعد ساعة أقبل رجال الشرطة وقيدوا أبي أمام نظري واعتقلوه، وتضاعفت مأساة أسرتي وزاد عويل أمي. إلا أن غياب أبي لم يدم سوى أسبوعاً واحداً. وعندما رأيته يمشي لاهثاً في طريق عودته إلى البيت بعد إطلاق سراحه اقتربت من نافذة غرفة الجلوس أتجسس. كان شديد الإعياء ويتنفس بصعوبة. سمعته يقول لأمي بصوت متقطع: 
– علينا أن نتخلص من هذا البهيم قبل أن يبلينا ببلاء آخر.
ثم سعل سعالاً شديداً، فساعدته أمي على الجلوس، ولما استعاد أنفاسه تابع:
– استدنت مالاً إضافياً لأدفعه دية لأهل الولد حتى استطعت الخروج من الزنزانة. وإلا كان سيحكم عليّ بالسجن لسنوات، أو كان عليّ مواجهة عملية انتقامية قد تكلفني حياتي.
 فأجابته أمي بالنحيب. ثم ساد هدوء ارتعدت خلاله فرائصي ووددت لو استطعت الدخول ونطح أبي. وقبل أن أنصرف تابع أبي وقال باقتضاب: 
– سأبيع البيت لأسدد الديون المتراكمة عليّ. 
فزاد نحيب أمي وسألت: 
– وأين نسكن؟ 
وبعد صمت أجابها بمرارة: 
– سنبيع البهيم ونشتري بثمنه خيمة ونسكنها.
لم أنم بعدها، لا في الليل ولا في النهار. وكان مزيج من الألم والحزن والقلق يعتصر قلبي طوال الوقت. ولا أدري كم يوماً مرّ من الزمن عندما دخلت مجموعة من الرجال بيت أبي، كانوا غرباء وملابسهم أنيقة. وفشلت كل محاولاتي لإبعاد فكرة أن الرجال تجّار جاؤوا ليشتروا البيت عن ذهني. صرت أفكر بمصيري فيما إذا باع أبي البيت وهاجر أهلي. 
ترى لمن سيبيعونني؟ 
وماذا سيفعل بي من سيشتريني؟ 
هل سيستخدمني في خدمته؟ أم أنه سيذبحني ويأكل لحمي ويطعم كلابه عظامي؟ وولج قلبي في اكتئاب قاتم.
لم يمض زمن طويل حتى خرجت من الحظيرة في ضحى أحد الأيام واقتربت بخطى بطيئة من البيت أستطلع الأوضاع. كان الصمت مطبقاً. حسبت نفسي في مقبرة. نظرت من خلال النوافذ فكان البيت خاوياً على عروشه وكأنه طللٌ مهجور منذ زمن بعيد. درت باتجاه الحاكورة وسرت عبثاً وقلبي يتفطر حزناً. رأيت الحمار واقفاً عند طرف الحاكورة دون أن تبدو عليه دلائل حزن. كانت السماء رمادية والشمس متوارية خلف غيوم داكنة ورذاذ المطر بدأ يتساقط. تذكرت أمي ودموعها، وتذكرت أختي فاطمة ووعدي لها بمساعدتها على إكمال دراستها، وتخيلت أخوتي الصغار تحت الخيمة جياعاً. تمنيت لو أعود إنساناً لدقيقة واحدة، لا لشيء أكسبه سوى القدرة على البكاء وذرف الدموع. ولم أزل شارد الذهن أفكر بأهلي حتى شعرت بوخزة في فخذي، التفتُّ إلى جهة الوخز ورأيت محقنة طبية تتدلى من فخذي، بينما كان بضعة رجال يقتربون مني، حاولت التحفز للدفاع عن نفسي، ولكن قواي خارت، وترنحت هامتي، وسقطتُ مغشياً عليّ، وآخر ما لمحته هو بريق نصل ساطور في يد أحد الرجال.
………..
2016
من المجموعة القصصية (قلب من ذهب)

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…