ريوان ميراني
( شقاء)
في ليلةٍ ظلماء تبحث غجريةٌ في حاويات الزبالة عن فُتات الخبز لصغارها، ما أن شاهدت سيارة فارهة تقف بجانب حاويةٍ وترمي فيها كيساً ضخماً حتى إبتسمت، وذهبت لتفتحه بلهفة، فأشقتها السماء بطفلة أخرى.
(معارض)
كان رجل المعارضة الأشرس، الصارخ ملئ شدقيه، باسم العدالة، وما أن عطفت عليه السلطة بمنصب وضيع وحفنة من المال حتى صاح: “تحيا الحكومة ويحيا الوطن.”
(مساواة)
كان المتشددون دينياً سعداء وهم واقفون أمام الله وفخورين بأنفسهم وبعباداتهم في الحجرات، كانوا يتهيئون لسماع الله وهو يأمر الملائكة برمي الملحدين في الجحيم، إلا أن ظنونهم خابت حين وضع الله الجميع معاً في المكان ذاته.
(حلبجة)
كان ينظر من الأعلى، يراقب أولاداً صغار يلعبون بكرة من المطاط، تذكر أولاده، رجفت يداه، وأجهش بالبكاء، تردد بين خيارين، فأحجم ولم يضغط على قنابل غاز الخردل. فترك زوجته أرملةً وأولاده أيتاماً.