(ومضات) قصص قصيرة جداً

ريوان ميراني

( شقاء)
في ليلةٍ ظلماء تبحث غجريةٌ في حاويات الزبالة عن فُتات الخبز لصغارها، ما أن شاهدت سيارة فارهة تقف بجانب حاويةٍ وترمي فيها كيساً ضخماً حتى إبتسمت، وذهبت لتفتحه بلهفة، فأشقتها السماء بطفلة أخرى.
(معارض)
كان رجل المعارضة الأشرس، الصارخ ملئ شدقيه، باسم العدالة، وما أن عطفت عليه السلطة بمنصب وضيع وحفنة من المال حتى صاح: “تحيا الحكومة ويحيا الوطن.”
(مساواة)
كان المتشددون دينياً سعداء وهم واقفون أمام الله وفخورين بأنفسهم وبعباداتهم في الحجرات، كانوا يتهيئون لسماع الله وهو يأمر الملائكة برمي الملحدين في الجحيم، إلا أن ظنونهم خابت حين وضع الله الجميع معاً في المكان ذاته.
(حلبجة)
كان ينظر من الأعلى، يراقب أولاداً صغار يلعبون بكرة من المطاط، تذكر أولاده، رجفت يداه، وأجهش بالبكاء، تردد بين خيارين، فأحجم ولم يضغط على قنابل غاز الخردل. فترك زوجته أرملةً وأولاده أيتاماً.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…