أحمد عبدالقادر محمود
مرآتي الساحرة
فيها أبحث عني
كلما أضعتني
يصفعني شعاعها
فأجدني مرتميا باكيا ضاحكا
تناديني : كن ما تشاء
أنا محيطك …….أنا أنت
تأخذني من ناصيتي
تقذفني في مدارها
لامارس شقاوتي
تهبني فرحاتٍ
بمذاقات مختلفة
تمارس عليّ سحرها
تنبذني …..تجذبني
طفلا مرة
عاشقا مرة
ورجلا وكهلا مرة
تحاصرني … تأسرني
في قنديلها
في فنجان قهوتها
في لفافة التبغ
في محفظتها
بين الوان شَعرها
بين جدران شِعرها
بين كريات النسغ
لا مفر…… لا منجى
عيناها وميض نور ونار
عطرها رحيقُ ترابٍ مبلل
ريقها طعمُ ماء بعد الظمأ
أنفاسها نسيمُ ربيعٍ يتجول
ذاتها هي ذاتها
كانت الألهة وهي المخلوق
كانت الكل وهي النصف
كانت السر وهي السر
سر الوجود سر الحياة سر الخلود
لا كون بلا كونها
لا حياة بلا وجودها
لا فلسفة لا أدب ولا لسان