أحمد عبدالقادر محمود
أرواحٌ حلّقت فراراً
من رائحة التفاح
نادتْ على أُخريات
يتخبطنّ هنا وهناك
باحثاتٍ عن ملاذ
إلى هنا يا رفيقات
حيثُ المكان آمنٌ
لا مكان فيه للشيطان
تستجيب كُرها الأرواح
تحلّق زرافات وفرادة
كلما أشتدت رائحة التفاح
أرِّخْ
إنها الساعة
إنه السادس عشر من أذار
العام ألف وتسعمائة وثمانون وثمانية
يوم الغدر
يوم التعرية
يوم البواح
اليوم
لا صوت فيه للضمير
الإنسانية في إجازة
ليس بعد اليوم نواح
وحدها
بقيت حلبجة بين الغبار
تلملم ُ بقاياها
تُحصي مواقف العار
وحدها
تطرد وبعناد
بقايا الخردل والسيانيد
وحدها
تمزق وجه الغدّار
وتدفن في ذاكرتها
صور الأشرار
وحدها تحتفظ
بكل الأسرار .
———
هولير