حلبجة ورائحة التفاح

أحمد عبدالقادر محمود 
أرواحٌ حلّقت فراراً
من رائحة التفاح 
نادتْ على أُخريات 
يتخبطنّ هنا وهناك 
باحثاتٍ عن ملاذ
إلى هنا يا رفيقات
حيثُ المكان آمنٌ
لا مكان فيه للشيطان
تستجيب كُرها الأرواح
تحلّق زرافات وفرادة 
كلما أشتدت رائحة التفاح
أرِّخْ
إنها الساعة 
إنه السادس عشر من أذار
العام ألف وتسعمائة وثمانون وثمانية 
يوم الغدر 
يوم التعرية
يوم البواح
اليوم
لا صوت فيه للضمير
الإنسانية في إجازة 
ليس بعد اليوم نواح
وحدها
بقيت حلبجة بين الغبار 
تلملم ُ بقاياها
تُحصي مواقف العار 
وحدها
تطرد وبعناد 
بقايا الخردل والسيانيد
وحدها
تمزق وجه الغدّار
وتدفن في ذاكرتها
صور الأشرار
وحدها تحتفظ 
بكل الأسرار .
———
هولير 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…