الشهيدة في الأمسية السابعة لمبادرة أسرى يكتبون

عقدت رابطة الكتّاب الأردنيين، وبالتعاون مع اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين يوم السبت 3 نيسان 2021 عبر تطبيق زوم، الأمسية السابعة من مبادرة 
“أسرى يكتبون”، تم فيها مناقشة رواية (الشهيدة)، للأسير في سجون الاحتلال الروائي هيثم جابر، وأدار الندوة الكاتبة والباحثة مريم عنانزة. شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء العرب، وبحضور أعضاء من الرابطة: أكرم الزعبي رئيس الرابطة، والروائي عبد السلام صالح، والأديبة هدى أبو غنيمة. 
قدمت في البداية الأديبة الفلسطينية المقيمة في لندن د. لينا أبو بكر قراءة نقدية للرواية، وقالت فيها إن الرواية الفلسطينية عمل مقاوم من الأسرى الفلسطينيين للاحتلال، وتحدثت عن إيجابية الرواية من حيث الصنعة الفنية والإبداعية، مبينة في تحليلها لرواية “الشهيدة” أهم المرتكزات الفنية والإبداعية للنص، كما قالت إن هيثم جابر كان منحازا للمرأة الفلسطينية، وتحدثت عن بعض محفزات النص، بخصوص حجاب بطلة الرواية سلمى، ما أثار نقاشا من الروائي أحمد الغماز بما تم طرحه من خلال الحجاب، فأوضحت أبو بكر ما كانت تقصده في تحليلها للنص الروائي.
وكانت مشاركة الكاتب هيثم جابر بكلمة ألقاها نيابة عنه أخوه علي جابر حيّا فيها المشاركين، وشكر رابطة الكتاب الأردنيين على هذه المبادرة، مضيفاً: نحن لا نكتب في الأسر كي نطلب الشهرة، بل نكتب من فعل مقاوم، فكما قاومنا بدمنا ونحن أحرار خارج السجن، نقاوم من داخل السجن بفعلنا النضالي الكتابي، وقال لا تتعاملوا مع أدب الأسرى من مبدأ الشفقة، ولكن حاكموا العمل فنيا، وليتم مناقشة الإيجابيات والسلبيات”.
ثم فتحت مديرة الندوة للمشاركين المجال للمناقشة، فتحدث المحامي حسن عبادي حول علاقته بالأسرى الكتاب من خلال مشروع لكل أسير كتاب، وأشار إلى اهتمام هيثم بالقراءة وتطوير الذات وحرصه على أن تصله الكتب من خارج السجن، وخاصة الكتب النقدية.
أما الأديب الفلسطيني محمود شقير فقد قال في مداخلته أن الشهيدة رواية غرقت “في التفصيلات الكثيرة، وكنت أتمنى أن يترك مجالا لخيال القارئ، وأن يكون هناك فارغات يعمل القارئ على تعبئتها ليكون مشاركا في العمل بصورة ما”.
ثم تحدث الناقد رائد محمد الحواري عن فنيات النص، وقال: إن هيثم قاصاً أفضل مما هو روائي، وروائي أفضل مما هو شاعر. وأما الكاتب فراس حج محمد فقرأ قصيدة “بلادي” من ديوان هيثم جابر “زفرات في الحب والحرب -2”. مشيرا باقتضاب إلى ما في القصيدة من نواحٍ جمالية.
وكان للأسيرة المحررة عبير عودة مداخلة أشارت فيها إلى التجاهل الذي يعاني منه أدب الأسرى، وأفصحت عن العمل الجديد القادم للأسير هيثم جابر وهو الحزء الثالث من ديوانه “زفرات في الحب والحرب”. وأكدت الكاتبة أسماء ناصر ضرورة متابعة الأسرى وهمومهم عامة وللمبدعين في الأسر خاصة، أما الكاتبة الفلسطينية المقيمة في ليبيا جمانا العتبة فقرأت بعض المقطوعات من رواية الشهيدة وأبدت إعجابها بكافة أعمال هيثم الروائية والقصصية والشعرية.
وفي ختام الأمسية شكر عضو رابطة الكتاب الأردنيين الكاتب محمد عارف مشة، المشاركين جميعا، ورحب بكافة أعمال الأسرى والمحررين لتجد طريقها إما للنشر أو للمناقشة والإشهار عبر هذه الأمسيات.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…