شرنقة سكون

عصمت شاهين دوسكي
صباح بان أرخى ليل مصون
والندى تجلى انعاما مركون
البلابل غردت في أعشاشها
تشدو الحياة من هذا الكون
الأشجار أطلقت أوراق أغصانها
لتسد على الأرض خضرة الحائرين
من نعمة الهوى تهب بلا قيود
على همس شرنقة سكون
مالي ابحث عنك في الأجواء 
أنت في النبض والروح والعيون ..؟
مالي أتأملك في خيالي أميرة 
بين الجنان والنرجس والزيزفون ..؟
مالي في عمر الخمسينِ مراهقا 
ناضجا  يرنو لمحة العشرين ..؟
كأن الصبابة عادت مشرقة 
بين حنايا الضلوع تنبض بالسنين
فلا أجد إلا امرأة ناعمة 
تنعم طيبا منذ قرون
شوقي المكتوم لهيبا 
 يجود تضرعا باللقاء بين الفنون
***************
ها أنا ذا يا سيدتي العاشقة 
أكتب بلا حدود من زهر حرف النون
فاسقيني ريق البيان واللسان 
شهدا في ظل مس قالوا مجنون
الكرى شوقا يداعبني ليلا
ترتيل الصباح يشدو كن فيكون
ارتجل الشعر في حضرتك همساً
فلا أمسك نفسي 
فأرفرف وجلاً بين الكاف والنون
لا تخشى لهيب الشوق أبدا 
فالهوى في محرابه بكل لون
أنا يا سيدتي هكذا كشلال 
يرسل قطرات من نقاء مأمون
كناسك في محرابه عاشقا 
يضيء الشموع وبالحلم شجون
يخفق القلب للجمال والحب 
والإحساس كطفل يداعب صدر حنون
فإن تحلى قال انعاما 
وإن شكا حرمانا قال تمون
زمان فيه عصمة الإحساس 
إن تخاصمت نسرين ونوال وغصون
فالنساء جنائن في الرؤى 
تارة ورود وتارة هوى أفيون
***************
سيدتي لست زير النساء فخرا 
بل عطرهن كالسحر مكنون
لست فرعون يقول ما يقول 
ثم في جوف البحر هالك ملعون
لست من صحف الشعراء غاوون 
في كل واد يهيمون
فطرة نبوءة من مهد 
راح يفطم على بحر موزون
فلا حشو كلام في سطور 
ولا قمم شهادات من كرتون
أنا الفارس المعنى في قلبي 
وجع من حضارات مخزون
أجود بالحب عشقا بلا نضوب 
وقد أزهرت أشجار الزيتون
ها هي الشمس بانت
أشرقت على الورى مكورة ليمون
فأصبحت نعمة من انعام 
واصبح قلبي في حضرتك مرهون
شرنقة سكون هامت إلهاما 
رأت الكون فكان وكنا ويكون

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…

حاوره: إدريس سالم

إن رواية «هروب نحو القمّة»، إذا قُرِأت بعمق، كشفت أن هذا الهروب ليس مجرّد حركة جسدية، بل هو رحلة وعي. كلّ خطوة في الطريق هي اختبار للذات، تكشف قوّتها وهشاشتها في آنٍ واحد.

 

ليس الحوار مع أحمد الزاويتي وقوفاً عند حدود رواية «هروب نحو القمّة» فحسب، بل هو انفتاح على أسئلة الوجود ذاتها. إذ…

رضوان شيخو
وهذا الوقت يمضي مثل برق
ونحن في ثناياه شظايا
ونسرع كل ناحية خفافا
تلاقينا المصائب والمنايا
أتلعب، يا زمان بنا جميعا
وترمينا بأحضان الزوايا؟
وتجرح، ثم تشفي كل جرح،
تداوينا بمعيار النوايا ؟
وتشعل، ثم تطفئ كل تار
تثار ضمن قلبي والحشايا؟
وهذا من صنيعك، يا زمان:
لقد شيبت شعري والخلايا
فليت العمر كان بلا زمان
وليت العيش كان بلا…