فيروز رشك
كل العصافير بالأمس كانت تشبه أمي
العصافير الفادمة من الشمال
والراحلة إلى الجنوب
كل النساء الجميلات يشبهن أمي
النساء اللواتي يمزجن صور أبنائهن البعيدين مع الكحل ويحفظنها بين رموشهن الساحرة
النساء اللواتي قلوبهن تشبه دراقة ناضجة يشبهنها
ليلة ولدت الأنثى السادسة فقبلها أبي
وكأن بينه والذكورية ثأراً قديماً
كل النساء المتألمات يشبهنها
النساء اللواتي قتلن السرطان
ومتن معه
تاركات ضحكاتهن مفتوحة على مصراعيها
الأشجار تشبهها أيضا
وشهيق الهواء
والماء واللواتي مسهن الحب
ـ لحقل قمح في المساء!
البلاد التي ستتعافى من الحروب والطغاة
وتمد أذرعتها للشمس كذلك تشبه أمي
ربما الله خلق أشباهها الأكثر من أربعين
وكسر قواعد الخلق
لأكمل عد خرزات شالها الأبيض
وأدرك: أين أنا الآن
بعد تلك الرحلة
من هاتيك القرية شبيهة شامة خدها
قبل أن تمر قربي من فوق هذا الجسر
إلى منفى
في الدائرة المنكسرة
وتعود
تعود لأدركني
وأدركها أكثر
أدرك أن الإله لا يكسر قاعدة
إلا في حضرة مالا يشبه الآخرين.
كما أمي!