غروب

فينوس كوسا-سوريا
-قبل الغروب بهنيهة
عندما كانت الشمس تشعل عود ثقابٍ
في الغيمة المجاورة لتولع كبرتقالة..
في أسفل التلة عجوز تنثر الحنطة
في أرض بور
وتذر أغاني الحنين
في حياة بائرة
لأطفالها -أطفالها لأنهم في نظرها لا يكبرون -المذررين في المعمورة..
-قبل الغروب بقليل
عندما يبتلع الأفق طاسة الشمس كحوت يبتلع سمكة بعيداً جداً عن الشاطئ..
رحى الوقت تدور تهرس اللحظات
بروية لحظةً..لحظة..
أكاد أسمع قرقعة عظامها..
أناسٌ يبحثون عن لقمة لأنهم ببساطة لايملكون شيئاً..
وأناسٌ يبحثون عن هامش من الحرية لأن لديهم مايسد جوعهم
ومن يملك الرغيف والحرية يبحث عن الكرامة وإن وجدها يكسر الإطار ويفر من اللوحة ..
لاكرامة للجائع..لاكرامة للعبيد..
ومن يملك الكرامة يغادر لأن المكان هو القاضي وهوالسيد وهو سبابة النهر..
-أثناء الغروب
والشمس تنغمس في أفولها
وتوأد..
يسدل النهار أجفانه
على مشهد إحتضار الضوء..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…

زوزان ويسو بوزان
1
كوباني على الحدودِ تصرخ..
تودِّع أبناءها واحدًا.. واحدا
وترحلُ في الليلِ مثقلةً بالوجيعةْ
تحملُ أحلامَها فوقَ أكتافها المتعبةْ
منهم من خرجْ.. حافيَ الروحِ والقدمينْ
ومنهم من تركْ غنائمَ العمرٍ الطويلْ
وسافرَ وحدَه مع ذاكرتهْ

فماذا جنتْ الشيخةٌ في الخريفْ
بأيِّ ذنبٍ تُشرَّدُ الطفولة
كأنَّ البلادَ نسيتْ أنَّهم من رَحِمِ الأرضِ
وُلدوا ها هنا
2
أيُّ دينٍ يبيحُ ذبحَ العجائزْ
أيُّ دستورٍ يشرعُ قتلَ الأباريح
أيُّ بلاد…

رضوان شيخو

بطبعة أنيقة وحلة قشيبة، وبمبادرة كريمة وعناية كبيرة من الأستاذ رفيق صالح، مدير مركز زين للتوثيق الدراسات في السليمانية، صدر حديثا كتاب “علم التاريخ في أوروبا وفلسفته وأساليبه وتطوره”، للدكتور عصمت شريف وانلي، رحمه الله. والكتاب يعتبر عملا فريدا من نوعه، فهو يتناول علم التاريخ وفلسفته من خلال منهج علمي دقيق لتطور الشعوب والأمم…

خلات عمر

في قريتنا الصغيرة، حيث الطرقات تعانقها الخضرة، كانت سعادتنا تزهر كل صباح جديد. كنا ننتظر وقت اجتماعنا المنتظر بلهفة الأطفال، نتهيأ وكأننا على موعد مع فرح لا ينتهي. وعندما نلتقي، تنطلق أقدامنا على دروب القرية، نضحك ونمزح، كأن الأرض تبتسم معنا.

كانت الساعات تمر كالحلم، نمشي طويلًا بين الحقول فلا نشعر بالوقت، حتى يعلن الغروب…