غروب

فينوس كوسا-سوريا
-قبل الغروب بهنيهة
عندما كانت الشمس تشعل عود ثقابٍ
في الغيمة المجاورة لتولع كبرتقالة..
في أسفل التلة عجوز تنثر الحنطة
في أرض بور
وتذر أغاني الحنين
في حياة بائرة
لأطفالها -أطفالها لأنهم في نظرها لا يكبرون -المذررين في المعمورة..
-قبل الغروب بقليل
عندما يبتلع الأفق طاسة الشمس كحوت يبتلع سمكة بعيداً جداً عن الشاطئ..
رحى الوقت تدور تهرس اللحظات
بروية لحظةً..لحظة..
أكاد أسمع قرقعة عظامها..
أناسٌ يبحثون عن لقمة لأنهم ببساطة لايملكون شيئاً..
وأناسٌ يبحثون عن هامش من الحرية لأن لديهم مايسد جوعهم
ومن يملك الرغيف والحرية يبحث عن الكرامة وإن وجدها يكسر الإطار ويفر من اللوحة ..
لاكرامة للجائع..لاكرامة للعبيد..
ومن يملك الكرامة يغادر لأن المكان هو القاضي وهوالسيد وهو سبابة النهر..
-أثناء الغروب
والشمس تنغمس في أفولها
وتوأد..
يسدل النهار أجفانه
على مشهد إحتضار الضوء..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…