قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون

 نوجين قدّو
نبذة عن الكتاب:
أراد الكاتب من خلال كتابه ” الحب وجود والوجود معرفة” إيجاد ملتقى معرفي واسع النطاق، يجمع شتات جميع المعرفيين والمعرفيات، حيث كان إيمانه بقدراتهم كبيراً جداً فوجد فيهم طريق النجاة البشريّة إلى جانب الحب الذي له أن يديم اتصالهم:الروحي والإنساني. فقال في ذلك
ولعل فلسفة الحب وجود والوجود معرفة استخلاص نابع من حقيقة القيم الطبيعيّة كدعوة للإنسان الجديد في التخلّص من كل ما“ “يشوب علاقته بالآخر والعالم لأجل تحقيق الرفاهية المستدامة
:عن الكتاب
يتحدث الكاتب بشكل موسع جداً في كتابه عن المعرفة وتعاريفها وتفاصيلها وعن الحب الذي هو النواة التي يرتكز عليها الوجود الإنساني، يواجه الكاتب بين السطور الصراعات الأزليّة ويشرح التاريخ الدي امتدت فيه خسارات أصحاب الفكر والمعرفة ويبين الأسباب والنتائج بحسب وجهة نظره الشخصيّة، وأيضاً يستند على تحليلات وأقوال العظماء من مفكرين وسياسيين وفلاسفة، هدفاً .منه لتوثيق الحقيقة اعتماداً على تجارب الماضي الذي له أن يكتب حاضرنا والمستقبل حيث رأى الكاتب أن المجتمعات وتحديداً الشرق أوسطية لم تأخذ تجاربها السابقة وتجارب الآخرين بعين الاعتبار مما أدّى إلى .تفشّي الجهل والرجعية وارتكاب الحماقات
ينتقد الكاتب الإعلام المهيمن والسياسات الفاشية وفئة “القطيع” من الشعب، هؤلاء النسبة الكبرى المسلّمة بالواقع البائس
يوجّه أيضاً انتقادات مباشرة للديانات المتعصبة التي كانت ولا زالت سبباً في قولبة المجتمعات وتهميش دور الشعب “القوة “العظمى
يتحدّث طويلاً عن الموت ودوافع الإنسان تجاهه والمفاهيم الخاطئة والصائبة التي تتمحور حول ذلك. أيضاً يغذّي محتواه بصورة مكثّفة عن آراء الفلاسفة على مر العصور (جان جاك روسو، رينيه ديكارت، أرسطو، أبيقور وغيرهم الكثير.)
يحث ريبر هبون المعرفيين والمعرفيات على التحلّق حول المائدة المعرفية بصورة جماعيّة ويشجعهم أينما وجدوا على الاجتهاد .الحر والغير مقيّد كذريعة لوصول أفكارهم ورغباتهم البنّاءة بصورة ناضجة ومؤثّرة
يسلط الضوء على أسباب الحروب ونتائجها على الأرض وعلى النفس الإنسانيّة، حيث يطرق هنا أبواب الفلسفة الوجودية ويكشف الغطاء من منظاره عن الآلام والتساؤلات التي تحاكي الشعور البشري كالموت والحياة، التطرف، العنف الأسري والاجتماعي،الكره و الأوهام الناتجة عن الجهل. إضافة إلى أن الكاتب يؤكد على حقوق المرأة المعرفيّة كاملة وأنها النصف الأساس الذي لا يجب أن ينفصل عن الرجل قط وأن يكونا جنباً إلى جنب في جميع نواحي الحياة الإداريّة.
يخبرنا الكاتب في سطور عن الفساد الاجتماعي وأروقته وعن دور بعض الدول في سبيل إسقاط القضايا الإنسانيّة وتحديداً حقوق
الشعب الكردي، والعمل على محو الحق الكردستاني عن الوجود. أيضاً عن الأساليب التي لا تنتمي إلى الصنف البشري تلك التي .يتم اتباعها لتحقيق ذلك إلى يومنا هذا.
وخصّ بالذكر وحشيّة الفصائل المتطرفة المسببة للتخريب والتدمير والإرهاب (داعش) وما قامت ولازالت تقوم به من جرائم. بحق الشعوب على نطاق العالم والكرد على الوجه الخاص، غير التشوهات النفسيّة الفتاكة التي تسببت بها.
بدأ الكاتب محتواه وأنهاه بضرورة تكاتف المعرفيون والمعرفيات لبناء صرح جديد وفعّال من خلال الفكر الواحد، الحب الكبير والمعرفة الشاملة والواسعة التي ستعيد إثبات وجودنا البشري وتحمينا من انقراض وشيك وتجعلنا نتفوق بذواتنا على بقية .الأحياء الأخرى في هذا الكون الفسيح
:الرأي الشخصي-
 إنه بلا شك كتاب غني بالمعارف والمبادئ الفلسفيّة القيّمة، التي تدل على ثقافة الكاتب ومجهوده المبذول في سبيل ذلك والذي يمكن الاعتماد عليه كمرجع لكل ملم بالفكر والفلسفة. ولكن وجدت أن الاقتباسات والأقوال والآراء التي أخذت من عمالقة التاريخ كانت مكثّفة وبصورة بارزة جداً في المحتوى وذلك حتماً يغذّي فضول القارئ ولكن في الوقت ذاته يضعف الفكرة الخلاّقة التي .سعى الكاتب إلى إيصالها وتوثيقها في كتابه
أما تسلسل الأفكار والسير عبر التاريخ الزمني للأحداث والوقائع المذكورة فقد كانت بصورة منطقيّة وعمليّة جداً ولكن كان هنالك تكرار في بعض الأحيان لبعض التفاصيل والمصطلحات، حيث أرى أن التكرار يدعو إلى الشعور بالرتابة لدى القارئ. إضافة إلى أن المحتوى كان تفصيلي جداً فلم يترك الكاتب فرصة للقراء لطرح الأسئلة الذاتيّة والإبداعيّة والتي كانت .ستضيف إلى محتواه الفكري القيّم طابعاً جديداً من حيث النظرة الشاملة للكتاب: هو كتاب يتضمن أفكار بنّاءة ومعرفة فكريّة متجددة وهو دعوة سارة للانفتاح إلى العالم الحديث بأقدام أكثر متانة وصدر رحب، يحتوي بالحب للجميع. أضيف إلى ذلك أن لغة الكتابة كانت سلسة، مثقّفة وبسيطة والتنسيق .الداخلي للمحتوى كان متقناً وواضحاً أخيراً أتمنى لكل قارئ أن يجد ضالته الفكريّة بين سطور” الحب وجود والوجود معرفة” فيتحقق بذلك الهدف الذي سعى إليه .الكاتب ريبر هبون
:اقتباسات-
.الإنسان المعرفي ثائر على مفهوم الحزبيّة الضيّقة والتقولب بكافة أشكاله ويؤيّد الاتحادات التي تتم لأجل ترسيخ المرونة-
في التفكير.
.مبدأ وحدة الوجود هو التنوع-
نرى أمماً عديدة جعلها الانصهار القسري بلا لغة وبلا خاصيّة وتدريجياً أمة بلا أرض-
.فالحب قيمة مطلقة مستمدة من الوجود كما المعرفة والنسبي يكمن في الطاقة المحدودة لدى الأفراد في بلوغ الحقيقة-
الوجوديّة.
.علاقة المعرفي بأدوات الواقع علاقة مستمرة وحتميّة-
.إن تشرب الفرد للخوف هو بمثابة ابتعاده عن الذات.-
.الخوف وعاء الذاكرة المترامية الغائرة في الوجع القديم-
.يرى المعرفيون أن الروح هي إحدى أكبر تجليّات الما ّدة في الوجود-
.حيثما يتواجد المغفّلون، يتواجد المستغلّون-
نوجين قدّو
“روائية كوردستانية”
اسم الكاتب: ريبر هبون
اسم الكتاب: الحب وجود والوجود معرفة
نوع الكتاب: فكري ـ فلسفي
عن دار لوتس للنشر الحر
الطبعة الأولى/ أغسطس 2021
Bonn
17.10.2021

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…