الإبداع الكردي في سوريا ومعادلة الرقابة على النشر

إبراهيم اليوسف 
مدخل أول
توطئة: إذ ا كانت سوريا بحدودها الحالية ، قد تأسست في العام 1921، بموجب اتفاقيات سايكس بيكو التي تم أثناءها تقاسم تركة الرجل المريض، ومن بينها كردستان ، فإن كرد سوريا ، أصبحوا بموجب ذلك ضمن حدود الجمهورية السورية، التي ستصبح الجمهورية العربية السورية لاحقاً.
ولعلّ اللغة الرسمية التي باتت تعتمد في سوريا هي اللغة العربية، كي يتم ّ تدريجياَ طمس وتحجيم اللغات الأخرى في سوريا، ومن بينها اللغة الكردية، لغة ثاني أكبر قومية في سوريا، تشكل نسبة16 بالمئة من السكان.
وإذا كان الكرد بشكل عام، قد دخلوا الإسلام أثناء “فتوحات” عياض بن غنم في 16 هجرية، التي شملت كردستان،  وهو ما انعكس سلباً على إبداعهم، حيث تم ضياع وتضييع الكثير من الإبداعات الكردية ، التي صارت تصب في بوتقة الإسلا، وتمّحي ملامحها تدريجياً، فإن اللغة الكردية رغم كلّ ذلك،  قد صمدت في وجه عوامل امّحائها، محافظةً على نفسها، وثمّة انعطافة مهمّة تمت في تاريخ الوعي القومي الكردي، الذي ظهرت بواكيره لدى الشاعر أحمدي خاني،  كي يتمّ تناول ذلك من قبل البدرخانيين، وتنشأ بواكير إبداع جديد، من خلال الصحافة، وإن كان الشعر أحد أشكال الإبداع التي بقيت مستمرةً، في وجه ضروب الحرب عليه، كافة، انطلاقاً ممّا بات يفرضه الإسلام من قناعات جديدة ،حيث أخذ الإسلام بلبّ وقلب من دخلوا حظيرته من الشعوب، بمن فيهم الكرد الذين دفعوا ضريبة دخولهم في هذا الدّين ، غالية، على حساب تراثهم، وإبداعهم ، بل وجودهم، لأنّ ثقافتهم وإبداعهم تعرضا للامّحاء، وتعرّضوا بدورهم لمحاولات التذويب ،ضمن ثلاث قوميات هي : العربية – الفارسية – التركية .
وإذا كانت سوريا دولةً حديثةً، في ما لو وضعنا خريطتها الحالية بعين الاعتبار، فإنّ الخط البياني للشعر الكردي الجديد ـ قد سجل في أربعينيات القرن المنصرم انطلاقة مهمةً على يدي الشاعر الكردي جكرخوين( 1903-1984 ) ومن جاء من أسماء مهمة ،من بعده.
فإنه، وتأسيساً على ما سبق، يمكننا تقسيم مراحل مسيرة الحركة الإبداعية الكردية في سوريا، إلى ثلاث مراحل:
– المرحلة الأولى :من مرحلة الاستقلال إلى الوحد ة 1945 – 1958
حيث كان الكرد قد ساهموا في صنع استقلال سوريا، وليس أدلّ على ذلك من أن الرصاصة الأولى التي أطلقت ضد فرنسا كانت من بندقة كردي اسمه محو إيبش ، ناهيك عن دور إبراهيم هنانو و انتفاضة بياندور في الجزيرة ودور كرد دمشق – كآل البارافي في صنع الاستقلال، وغيرهم كثيرون .
-المرحلة الثانية: من 1958-1963
وتميّزت هذه المرحلة بصعود التيار العروبوي الشوفيني، و بلوغ الاستبداد أعلى مستواه، إذ تمّ قمع الرأي الآخر، وكمّ الأفواه، وكان الضغط على الكرد قد بلغ ذروته، وزجّ بالمثقفين الكرد في السجون السورية، كي يلتقي في سجن المزة في فترة الوحدة(1958-1961) وبطش عبد الحميد السراج كل من: نور الدين ظاظا- جكرخوين- رشيد كرد – أوصمان صبري- قدري جان وآخرون ، وتكاد الصورة لا تتغير إبان تصاعد الخط البياني لهذا التيار القوموي الذي يواصل الإمساك بدفة الحكم في ما بعد.
ومن هنا، وكأمثلة ساطعة على إعمال آلة القمع حتى في دمشق العاصمة التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من الكرد منذ قرون، فإن هذه السلطات قامت بغلق نادي هنانو الكردي، وقد كان مقرّه في حي الكرد – جسر النحاس- ونادي كردستان ، لتقوم بغلق نادي ديرسم للمرحوم راشد جلعو في ساحة شمدين، أيضاً ، بل وغلق ناد كردي في مدينة عامودا،  أقصى الشمال الشرقي في سوريا.
المرحلة الثالثة: وتمتدّ منذ صبيحة الثامن من آذار1963 وحتى نهاية السبعينيات، وهي بدورها تنقسم إلى ثلاث مراحل:
أ – مرحلة ارتفاع وتيرة القمع، بعد وصول حزب البعث إلى السلطة، ومحاولة تذويب المكوّن الكردي الرئيس في سوريا ، في بوتقة العروبة، نزولاً عند مقولة :”كل من يعيش بين ظهرانينا فهو عربي”…! ، وسواها ، من الشعارات الاستفزازية، التي صار يتمّ العمل لترجمتها على أرض الواقع.
ب – مرحلة التخفيف النّسبي من وطأة الضغط السلطوي على الكرد وهي ما بين1980- 2000 ، وذلك إثر وبعيد حركة “الأخوان المسلمين ” في سوريا، وتوجّه النظام لمن هم أكثر خطورة، بسبب استهدافه المباشر من قبل هؤلاء.
ب – مرحلة تصعيد الضغط ضد الكرد بوتائر عالية جداً ، وتبدأ من 12 آذار2004 وحتى الآن ، وذلك بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين، وإثر التعاطف الطبيعي من قبل كرد سوريا ، مع أخوتهم كرد العراق ، وهو ما ألّب عليهم الأحقاد، من قبل بعض الأوساط الشوفينية ، ولايزال بأسف.
دور كبير للمجلات الكردية:
لعل ّ للمجلات الكردية التي كانت تصدر بشكل متقطع دوراً كبيراً، في تحفيز الإبداع باللغة الكردية الأمّ، في مجال القصة والشعر على نحو خاص ،على اعتبار أن طباعة الكتب كانت تعتبر صعبة بالنسبة إلى المبدع الكردي ، لأسباب متعدّدة: الرّقابة – الوضع الاقتصادي-عدم توافر الدائرة الواسعة من القرّاء.
ولقد كان لمجلتي: ” هاوار وروناهي ” دور ثقافي كبير في عقد الأربعينيات من القرن العشرين، حيث صدر للشاعر جكرخوين بمساعدة جلادت بدرخان وبتمويل من الشيخ أحمد خزنوي ديوانه الأول Pêt û pirîsk في دمشق سنة (1945في مطبعة كرم في دمشق ) وجكرخوين اسم تربع على عرش الشعر الكردي منذ بداية العشرينيات من القرن العشرين إلى فترة رحيله في الثمانينيات،  ويقول الأديب الناقد جان دوست: إن جكرخوين كان بمثابة الناقوس الذي ظل ّ يدق طوال ستين عاماً داعياً النائمين إلى الاستيقاظ، والخاملين للنهوض.
– كلاويز gelawej –  وكان يديرها الراحل مجيد حاجو
ولقد ظهرت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات مجلات كردية كثيرة ، اهتمّت بالأدب الكردي ، بل وظهر منها بالعربية مجلات تعنى بالأدب الكردي، وأذكر هنا منها على سبيل الذكر لا الحصر : ستير- النجمة Stêr : كرزك كل-gurzek gul -وكانت تصدر بأعداد قليلة لا تتجاوز الخمس عشرة نسخة، يصدرها كل من عبد الباقي حسيني و كوني رش .
زانين -Zanîn مجلة ثقافية كانت تصدر بالكردية وكان صاحباها كل من: باقي حسيني و الراحل فرهاد جلبي، وكنت عملت كمستشار فيها، وكان صندوق بريدها لي.
-آسو -Aso إحدى أهمّ المجلات الثقافية وكان أصحابها: سيامند إبراهيم – عبد الحفيظ عبد الرحمن – عبد السلام داري، ولقد عمل معهم في الأعداد الأولى كل من: صلاح برواري الذي يعود إليه الفضل أيضا في احتضان وطباعة الكثير من الإبداعات والكتب الكردية ، وكذلك الفنانان: رشيد ومحمود حسو .
برس :  pirsالسؤال- وتصدر باللغة الكردية ، ولا تزال مستمرةً .
كما ظهرت مجلات كردية أخرى، أغلبها توقف عن الإصدار مثل : كلستان gulîstan التي أصدرها الشاعر جكرخوين 1968 – خنافXunav- دجلةDecle- جينداjînda –- روجداRojda-
ومن بينها مجلات لا تزال مستمرةً، وثمة مجلات توقفت بعد إصدار عدد أو عدة أعداد.
– مواسم وكنت قد أطلقتها في عام 1992، وكانت وراء ظهور أو تقديم أسماء أدبية كردية كثيرة، بالتعاون مع الملتقى الثقافي الذي كنت أديره على امتداد ربع قرن- وإن تم تراخي أنشطته بعد سنواته العشر الأولى- وصدرت عنه جائزتا: جكرخوين ورشيد كرد وغيرهما.
– الحوار مجلة ثقافية مهمّة لا تزال مستمرة، واستقطبت أسماء كثيرة
– أجراس، وهي مجلة ثقافية مهمة نشرت الإبداع الكردي
– حجلنامة- أصدرها في السويد الشاعر محمد عفيف الحسيني وقدمت أسماء كثيرة صار لبعضها حضوره
وإذا كان بعض المجلات جدّ هزيل ، يدعو إلى الشفقة، وقد صدر دون ستراتيجية ، ولمجرد الطموح، وبإمكانات متواضعة جداً، مستفيدة من حالة عدم وجود ضوابط للنشر، لدرجة أن بعضها لم تكن انطلاقته من أجل الرسالة الثقافية ، بل لأغراض خاصة، فإن من بينها من كان يحمل مشروعه المهم الذي تم إجهاضه، بسبب ما يمارس من ضغوطات على المطبوعات بشكل عام ، ومن بينها حتى الثقافية.
وحقيقة، إنه إذا كان جكرخوين يعتبر آخر الكلاسيكيين الكرد- رغم إن الكلاسيكية الكردية لم تستنفد تماماً وظلت مستمرة – إلا إن قصيدة جكرخوين تعتبر مختلفة عن القصيدة الجزرية، و الخانية، من خلال تشذيبها من الفارسية، والتركية، والعربية، وتأسيس لغة كردية متميزة، و الاعتماد على الإيقاع الخارجي، على نحو لافت، ووضع الإصبع على صعيد المضمون، على مجمل جراحات إنسانه، كي يكون لقصيدته دور مهم ، وتستظهر من قبل جمهور، بات يتسع يوما ً بعد يوم ، لتلعب دوراً رائداً في تنشئة الأجيال، واستقطابها، بل وكسب قرّاء كرد باللغة الأم، و يشكل هذا الشاعر بحضوره الاجتماعي الكبير انعطافاً كبيراً في دائرة الوعي القومي الكردي، بشكل عام، ناهيك عن براعته في مجالات شعرية أخرى على نحو متميز : الوصف – الغزل.
وإنه رغم آلة القمع الرّهيبة، إلا إن بداية النهضة الأدبية الكردية في سوريا، مهّدت بشكل لافت إلى تغذية الشعور القومي، وتوسيع هذه الدائرة.
وقد نشر جكرخوين نفسه قصائده الأولى على صفحات مجلة “هاوار”، ويعتبر من الشعراء الكلاسيكيين المجددين في القصيدة الكردية، وظهرت مواهبه منذ طفولته، و قد طبع في الخمسينيات ديوانه الثاني تحت عنوان Sewra azadi ثورة الحرية 954 1
وتتالت في ما بعد دواوين وإبداعات شاعرنا جكرخوين ، حيث تمت طباعة ديوانه : كيم أز Kîme ez من أنا ؟- بيروت- لبنان ، ولتتم ّ طباعة قصته الشعرية:-جيم وكلبري- قصة- دمشق 1948 ، وسالار وميديا 1973 – بيروت
كما تميزت هذه المرحلة ببداية العودة إلى العيون الأدبية والتراثية، حيث تمت طباعة عدد من الكتب التراثية من بينها: ملحمة مم وزين في حلب1947، من قبل الملا بشير الشيخ حسن الهاشمي، وكانت تشكل تحفيزاً للنشء الكردي للإطلاع على تراثهم الإبداعي .
يقول جكرخوين في قصيدته كيم أز kîme ez? ” من أنا؟:
الكردي الكردستاني
أنا الشرقي
هذه الأبراج والقلاع
وهذه المدن والقرى
أنا من صان وحمى هذه الشرق
من غدر الروم والإفرنجة
هذه الصحارى وهذه الواحات
كلها كانت في قبضتي
وبالقتال الضاري
مزقت شوكة وكبرياء الغزاة
ترجمة : جان دوست
و “إنه نتيجة للظروف (الديمقراطية) النسبية التي سادت في سوريا في أعقاب عدة انقلابات عسكرية، سعى مجموعة من المثقفين الكرد، من خلال اجتماع عقد في حلب بدار الدكتور محمد نوري ديرسمي ، تمخّض بتاريخ 18-6-1955 عن إعلان عن تأسيس جمعية باسم ( جمعية الثقافة والتعاون الكردي) المكوّنة من سبعة أعضاء مؤسسين منهم الدكتور محمد نوري ديرسمي، وحسن هشيار، وروشن بدرخان، والقاضي أوصمان أفندي، والمدرس حيدر حيدر”
“وفي ظلّ توافر ممارسات ديمقراطية في سوريا ، استهدفت هذه الجمعية في ضوء برنامجها المعد ّ في تلك الحقبة من قبل حسن هشيار سردي ، ومحمد نوري ديرسمي (ري أوول”Rê û  ol ) إحياء التراث الكردي ، ورغم قصر عمرها الذي لم يتجاوز العامين ، فقد أسهمت بنشاطات مهمة نوجزها كالآتي:
الاتّفاق مع منظمة”  أيوكا”  التحررية آنذاك في قبرص التي كانت تشنّ حرب عصابات ضد القوات الإنكليزية والتركية المهيمنة على قبرص، أسفر عن الاتفاق بإصدار صحيفة (الوجدان) تحت إشراف الصحفي الآشوري المعروف يوسف ملك من كردستان العراق، وذلك في بيروت عاصمة لبنان، وبشرت بنشر فعاليات منظمة ” أيوكا “، بالإضافة إلى أبحاث ودراسات عن وضع الشعب الكردي، ومن ثم أعقب ذلك صحيفة باسم ( الحرية ) وأيضاً تحت إشراف الصحفي المذكور باللغتين العربية والإنكليزية، ومن أهم المحررين الكرد في هذا النشاط كل من: الدكتور محمد نوري ديرسمي، الأديبة والمربية روشن بدرخان، وحسن هشيار سردي، وبعض الأقلام من كردستان العراق ومن سويسرا: الدكتور عصمت شريف وانلي، والدكتور نورالدين ظاظا ، وكانت توزع بسهولة في صفوف الجماهير الكردية بفعل المدّ الثوري والديمقراطي الذي ساد المنطقة وفي سوريا بشكل خاص”
“هذا وقد تطرق المؤرخ حسن هشيار إلى مجمل نشاطات هذه الجمعية في مذكراته ، ومجلة” آكاهي”، نذكر منها الآتي:
– رفع مذكرة مكونة من 18 صفحة باللغتين العربية والإنكليزية إلى مؤتمر” باندونغ” في دورته المنعقدة بالقاهرة برئاسة أنور السادات، عن طريق المناضل الكردي البارز رفيق حلمي تتضمن أوضاع الشعب الكردي المأساوي وأهداف الحركة التحررية الكردية”1″.
وقد أصدر أوصمان صبري ألفباء تعليم اللغة الكردية سنة 1954في دمشق، ولعل اسم الأديب الكردي أوصمان صبري يقفز إلى الذاكرة مع أسماء أخرى: قدري جان المجدد في الشعر الكردي، والذي التحق بالثورة الكردية،  ليضطر بعد ملاحقته من قبل الحكومة العراقية للسفر إلى سوريا،  وأن يطبع هناك ديوانه الثاني 1958، كأحد آخر النتاجات الإبداعية المطبوعة في هذه المرحلة.
ولعل أوصمان صبري (1905-1992 ) كان قادراً على ترك بصماته الأدبية الإبداعية بأكثر، لولا أنه انشغل ب”هاجس” السياسة بأكثر، شأن جيله من المثقفين، بل انخرط في لجّة العمل التنظيمي السياسي، ما أثر على قطوف تجربته الإبداعية. 
عموماً لقد أصدر الأديب” آبو” ديوانين شعريين هما: – باهوز 1956 -دردين مه Derdên me دمشق- 1956، بل ولينقطع طبع إبداعاته الأخرى بسبب ظروف الرقابة إلى عقود تالية.
وقد كتب الأديب أوصمان صبري في جميع المجلات الكردية من هاوارhewar روناهي ronahî وستيرsitêr وكلاويزgelawêj,  وحتى قبيل وفاته. يقول:
لن أخضع للظلم والعبودية
يجب أن أذهب مرفوع الرأس إلى قبري
حينئذٍ أستحق أن أكون ابن كردستان
قدري جان أبو الحداثة الشعرية :
” كما إن الشاعر الكردي قدري جان – والذي يذكر عنه أنه- عندما كان شاباً في كردستان تركيا ، ترصدته السلطات الكمالية، وحكم عليه بالإعدام ، فتمكن من الفرار هو وصديقه اللغوي والأديب رشيد كرد”- فقد كانا يدرسان معاً في دار المعلمين-” إلى جزيرة ((Binya xetê.)) وقد التقى بهما جكرخون في عامودا عندما كانا في الشهادة الثانوية ((أنهيا الليسه)) وعيّن عام1942، مديراً في إحدى مدارس عامودا ،وعمل في وزارة التربية وكان عضواً من أعضاء جمعية ( (Xoybon”
“ثم سافر إلى الاتحاد السوفيتي- سابقاً- عام 1957 م ضمن وفد الشبيبة الكردية، وهناك زار للمرة الأولى الزعيم الكردي برزا ني وتعرف على البروفيسور قناة كردويف، واعتقل قدري جان بين عامي (1959- 1961م) أمضاها في سجن المزه. وفاته: توفي الشاعر قدري جان في 9/8/1972 م إثر جلطة دماغية، و دفن في مقبرة مولانا الشيخ خالد النقشبندي في حي الكرد في دمشق “
أعماله القصصية والشعرية:
“يذكر أن الشاعر والكاتب قدري جان ” لم يطبع له أي كتاب في حياته، فكان يكتب القصة القصيرة والشعر والمقال الأدبي ومارس الترجمة أيضا وكتب مقدمة عن الديوان الأول للشاعر جكرخون ثم كتب أول قصيدة له (ريا تازة) و هو من مؤسسي المدرسة الواقعية الحديثة في الأدب الكردي.
ومن أعماله القصصية: (القرية المحدثة ) .( يتحدث فيها عن جمال الطبيعة.*(بصرى الذهبية ) . يتحدث فيها عن النزاعات العشائرية الكردية .
وكما إن له قصصاً أخرى منها : (البدر) (القسم او التآخي ) (الذنب). (كلجين ) ( الأيام الماضي)حيث يتحدث عن حياة معلم في عامودا . (كلاب المصايف) (خاتم سليمان) (صيد الخنازير) (الخاتمة) (الثعلب الماكر
إبداعات شعرية:
(إن وجدت الصرخة فالشكوى تليها ) .قدمها لأوصمان صبري . ( برا زاني ) (ريا تازه) (لوريا بدرخان) و من المرثيات التي كتبها : (التبوت المدمّى) لروح عبد الرحمن كارسي كتب أيضاً (روح محمد سيد) بالإضافة إلى العديد من القصائد الشعرية الرائعة منها (الحداد) (رسالة) ” *
يقول في إحدى قصائده:
“بشراك أيها الشعب الكردي
لقد أشرقت شمس كردستان
بعودة القائد إلى الوطن
لقد عاد الأسد إلى عرينه
بشراك لقد عاد القائد “
ويضيف قائلاً:
“لقد كانت جبال كردستان
صامته كئيبة
وكانت الرياض باهتة الألوان شاحبة
وظلت ساحات الوغى خالية من أبطالها
لقد أشرقت شمس كردستان
بعودة قائدها”
وكانت الصبغة السياسية والأيديولوجية، والفكر الإنساني، هي السائدة في أغلب قصائده، كما في قصيدته الموسومة بـ(الوردة الحمراء) والتي يقول فيها:
” الوردة الحمراء دخلت إلى الحجرة
ونثرت عطرها
الوردة الحمراء
نمت خلف جبل قاف
وأحبها الناس
الوردة الحمراء نعشقها
فقد أثملتنا بعطرها
فأصبحنا سكارى
ومحررين ومبتهجين
“نازه نين” باسم الأحزان
إنها وردة دون أشواك
نمت في حديقة”إيرم”
الوردة الحمراء
اجتمعنا حولها
واستنشقنا عطرها”
ونتيجة تصاعد حدة التيار الشوفيني السلطوي في سوريا، فقد توقفت حركة النشر والطبع نهائياً أي منذ تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري 1958، وبسبب هذا التضييق والسجون فقد اتّجه غالبية المثقفين إلى العمل الثقافي السرّي جداً، و أصدر رشيد كرد قواعد اللغة الكردية، ومن سنة1957 وإلى الثمانيينات من القرن العشرين لم يطبع أي كتاب في سوريا، باستثناء بعض المجلات الكردية ك: كلستان التي أصدرها جكرخوين سنة 1968 على ورق السحب الستانسل.
عقب تصاعد التيار القوموي العروبوي في الخمسينيات من القرن الماضي، وإغلاق النوادي الكردية في دمشق وعامودا، فقد تم التضييق على النشاط الثقافي الكردي في عموم الوطن، وقد انحسرت حركة النشر بعد الخمسينيات،  إلا من بعض الكتب الطفيفة كماً، ودخلت الحركة الثقافية والنشر الكردي مرحلة السبات الثقافي، إذ لم يصدر من الكتب الكردية إلا القليل القليل ….! 
كما إنّه وفي الستينيات من القرن الماضي وعلى إثر ملاحقة الأحزاب الكردية والشيوعية، وقمع الحركة الثقافية الكردية، فقد ساد الصمت والسكون الحركة الثقافية، و تحوّل معظم المبدعين الكرد إلى الواقع السياسي، فأوصمان صبري، نور الدين ظاظا. قدري جان، وتركوا الأدب إلا نادراً، فكتبوا في بعض الصحف التي كانت تصدر في تركيا، أو في أوروبا.
وفي مرحلة السبعينيات، تتحول بيروت بسبب دورها الثقافي، إلى ملجأ ليس للكتاب العرب الهاربين من القمع، بل استقطبت عدداً من الكتاب الكرد، وكان من بينهم الشاعر جكرخوين الذي طبع في بيروت عدداً من إبداعاته، كي تصبح بيروت قبلة للمثقفين الكرد الذين سيطبعون كتبهم، بعيدا ً عن سلطة الرقابة في بلدهم.
مرحلة غضّ نظر الرقابة “الجزئي” على المطبوعات الكردية:
وفي الثمانينيات من القرن الماضي، وجد غضّ نظر ضئيل في الموقف من النشر بالكردية، نتيجة ظروف سياسية، مستجدة تعرّض لها النظام ، ولا أقول : هامش ديمقراطي البتة، لأنه حتى الآن ، لم يتم الاعتراف حتى ب”الوجود الكردي ” في سوريا، بل وإنه لم تخل حتى في التسعينيات مضايقة بعض المشتغلين في مجال الطباعة ، وكانوا يتعرضون للسجن والتعذيب،  كما حدث مع الكاتب: سيامند إبراهيم وسواه كثيرون**، ومنهم من وضع جسده تحت المكبس الكهربائي، فانكسر عمود ه الفقري* .
وكان الصحفي سيامند إبراهيم قد طبع مسرحية كاوا لمحمد برز نجي (كاوا حداد، وقصة تيمور و جللكو) ضمن مجموعة واحدة.
عموماً، إنه ينسب للدكتور محمدعبدو نجاري دوره الشخصي، من خلال موقعه الحسّاس في وزارة الإعلام في سوريا، حيث رخصت وزارة الإعلام سنة 1989سلسلة تعليم اللغة الكردية لأول مرة في سوريا.
عموماً لقد تمت طباعة الكتب التالية:
ديوان دلاور زنكي -ديوان عصمت سيدا( مقدّمة إبراهيم اليوسف وحفيظ عبد الرحمن-ديوان ملا احمدي بالو- ديوان جكرخوين الأول- ديوان جكرخوين الثاني – ديوان جكرخوين الثالث – ديوان ملا بشير- شبك – الجرح الأسود – مسرحية لموسى عنتر ترجمة غياث الخزنوي – وأنديرا يوسف سوريا -قامشلي 1990 – فواز عبدي ودحام عبد الفتاح وآخرون 0 
وفي سنة 2000 قامت السلطات السورية بحملة مسعورة على المطابع ، وأغلقت بعضاً منها, كمطبعة فيحاء الشام، لقيامها بطباعة كتاب كردستان مستعمرة دولية لإسماعيل بيشكجي.
وقد تعرّض الصحافي سيامند إبراهيم للاعتقال التعسفي ، وحكمت عليه المحكمة عرفياً بثلاثة أشهر في سجن عدرا،  بجرم طباعة دواوين كردية ، بالإضافة إلى مجلة – آسو- الثقافية في دمشق
المدرسة الجكرخوينية:
إضافة إلى الشاعرين ملا نوري هساري ، وملا أحمدي بالو اللذين كتبا القصيدة التقليدية الكردية( وإن كانت لبالو موهبة كبيرة جداً ) فإنه لابد لأي دارس للشعر الكردي في سوريا من أن يتناول عدداً من الشعراء الذين لهم حضور لافت من خلال كتابتهم القصيدة الكلاسيكية ، يمكننا أن نقول : الجكرخوينية ، ومن هؤلاء: سيدايي كلشSeydayê keleş الذي يعتبر الأقرب- تواصلاً- مع جكرخوين لعدة أسباب، كما راح يشرحها هو ذات مرة في مقال له.
وكذلك الشاعر الكردي الراحل تيريج î rêj T
 الذي عرف بغنائيته ، وكان ذا موهبة فائقة، فريدة ، وهو صاحب قصيدة : Ey bilbil ê dil şad î 
  و تميزبحضوره الشعري كالأهم بين من جاؤوا بعد جكرخوين ، وكذلك الشاعر بي بهار Bêbuhar ( يوسف برازي ) وقد عرفت قصائد شهيرة لهؤلاء تم غناؤها .
وضمن الفلك نفسه دارت قصائد الشعراء: هادي بهلوي و خليل محمد علي و تنكزار وصالح حيدو، وربما آخرون أيضاً، ولعلنا نستطيع التحدث عن الشاعر محمد علي حسو الذي حاول في أكثر من تجربة الخروج على مدرسته هذه من خلال نصوص محدّدة.
وحقيقة، إن كل واحد من هذه الأسماء، و ربما غيرها من الأسماء التي لم نتمكن من ذكرها، ليستحق في الحقيقة وقفة مطولة، عند تجربته …!
أسماء جديدة: 
ظهرت في عقدي الثمانينيات، والتسعينيات، في القرن الماضي، أسماء إبداعية كثيرة في عالم الشعر، والقصة، بل والرواية ، ونشطت حركة الترجمة والعودة إلى العيون التراثية الكردية التي تعرّضت للسرقة والنهب من قبل بعض اللصوص .
وإذا كانت القصيدة الكلاسيكية، قد هيمنت على عدد من الأسماء القديمة التي باتت تكتب الشعر، الذي يذكر إلى حد بعيد بشعر جكرخوين، إلا إن أسماء جديدة كتبت الشعر على نحو إبداعي، ومنها من تمكن من طباعة نتاجه ، ومنها من لم يتمكن من طباعة نتاجه. 
ولعل ّ من كتب بروح حداثوية ، كانوا في الغالب من تأثروا بأقرانهم من الشعراء الكرد – بخاصة – الذين كتبوا القصيدة الجديدة بالعربية .
ولقد برزت أسماء عديدة: دحام عبد الفتاح  وجان دوست وكجا كرد وديا جوان و أحمد حسيني- غمكين رمو- تنكزار ماريني- فرهاد عجمو-عز يز خمجفين – فتح الله حسيني- فواز عبدي وحليم يوسف و حفيظ عبد الرحمن ( لم يتمكن من طبع نتاجاته حتى الآن ) هو شنك بروكا- سليمان آزر، وكاسي وصلاح محمد وقادو شيرين وماهين شيخاني و رزو غرزي وسليمان آزر و آزر أوسي ومحمد حمو وآخرون كثيرون.***
– يقول عزيز خمجفين في أولى قصيدة له رأت النور في عام 1990
و هي (Bê azadî nabe) أي (لا حياة بدون حرية:
“السجن ضيق و عميق …
طريقنا بعيد جداً
هدفنا هو الوطن
ماذا نفعل بالموسيقى…!؟
………………..
أسفاً
دم شبابنا
يسفك ويسترخص
انهضوا أيها الشباب
مطلبنا هو كردستان “
وأيضاً ، نشر في ما بين 1985 و 2000 و حتى إعداد هذا البحث العشرات من القصائد،
وفي 1990 طبع أول كتاب ألفباء كردية وفيها قصيدتان
الأولى بعنوان(Ziman( اللغة ، وكانت ذات طابع تعليمي خطابي:
أيها الطالب
امسك بيدك القلم والصفحة
اقرأ الدرس
استقلال كردستان
مقدمة لكل سؤال
يا مطلب أحمد خاني
يا مخلصاً لوطنك
يا أمل الأمة
اعرف قيمة اللغة …!
وكانت للراحل فرهاد جلبي قصة بعنوان” المحكمة”تمت ترجمتها وغيرها ، ضمن ملف أطلقته في مجلة “مواسم ” التي كنت أرأس تحريرها، كما قمت بترجمة قصة” كورتكي *” الساخرة لقادو شيرين ، للملف نفسه بالإضافة إلى غيرهما
كما إنه تمت طباعة روايات ومسرحيات كردية منها: الجبال المروية بالدم لبافي نازي 1980 وكتبها تحت تأثره بالمدرسة الواقعية الاشتراكية، وصدرت عنها النسخة الكردية، ولا يعرف حقيقة: أيّهما مترجمة عن الأخرى، كما صدرت له: حدثينا يا ستوكهولم، وصدرت لآزاد أحمد رواية: المشردون.
و صدرت عدة مسرحيات كردية منها: لناصر حمسورو بعنوان: أحلام العجائز قبل عيد نوروز و( اجتماع الورود) لكل من محمد حمو وغمكين رمو
الأدب الكردي المكتوب بالعربية:
ثمة أدب كردي مكتوب بالعربية، يمكن الإشارة إليه في مجال الشعر والقصة والرواية ، وقد بلغ درجة مهمة من الإبداع في مرحلة السبعينيا ت بخاصة على أيدي كل من: حامد بدرخان- سليم بركات- نيروز مالك – إبراهيم محمود وآخرون كثيرون.
بل إن مرحلة الثمانينيات شهدت بروز أسماء مهمة أيضاَ، كان لها حضور سوري وعربي لافتان، ولعل إبداعات الشاعر الكردي بغير لغته الأم، كانت ملفتة ، لدرجة أن الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد رأى فيها علامة مؤثرة في الشعر السوري، لما فيها من رموز خاصة، وعلامات فارقة.
إن الأدب الكردي المكتوب بالعربية، صار الآن مكتبة كبرى،  صحيح أن اللغة التي يكتب بها هي غير اللغة الأم لمبدعيه ، إلا أنه مسكون بالهم والحلم الكردي، وهو يصنف من قبل النقاد في خانة خاصة، بل يتم تهميش أسماء أغلب مبدعيه، وليس أدلَّ على ذلك أكثر من أن أكثر من أنطولوجيا للشعر الكردي أسقطت اسم سليم بركات و محمد عفيف الحسيني – ومحمد نور و عبد المقصد الحسيني وجميل د اري وطه خليل وأديب حسن وإبراهيم اليوسف، وغيرهم كثيرون- يحتاجون إلى مسرد خاص- لأسباب معروفة، وهو ما يتم- للأسف- من قبل كتاب ومبدعين سوريين كبار، حتى الآن ….!.
من هنا ، نجد أن الرقابة السورية ، لعبت دوراً سلبيا ً جداً، في قمع الأصوات الإبداعية الكردية، وما أكثر تلك الأصوات التي لم تستطع الاستمرار ، نتيجة عدم توافر الهامش الديمقراطي، بل بسبب الاستبداد والضّغط على المثقفين، ومنع كلّ ما هو كردي.
ولعلّ فترتي ما بعد الانقلابات في سوريا والثمانينات ، التي تضاءل فيهما الضغط- نسبياً- على المبدعين الكرد، لقي الإبداع الكردي فيهما ازدهاراً كبيراً، كان من نتيجته أن المكتبة الكردية امتلأت في كلتا المرحلتين بالإبداعات المختلفة: شعر- قصة- رواية – مسرح إلخ …..!
إلا إن صدور المرسوم رقم 5-12-2002، الذي تعطلت بموجبه الصحافة، ليعد من أسوأ المراسم في العالم ، من حيث الموقف من حرية الصحافة والنشر، كان وراء تعطيل الحريات الفكرية، وهو ما ازدادت وتيرته الآن، وتم اعتقال أكثر من كاتب كردي بسبب آرائهم، وتمت ممارسة الضغط على آخرين.
إشارات:
***
زمن كتابة ونشر هذا الفصل 2009
*محمد أمين أبو العباس. موظف السكك الحديدية من قامشلي والمقيم حالياً في ألمانيا
مسارد الأسماء على سبيل الذكر لا الحصر وخريطة الإبداع اتسعت وصارت  لها ملامح وخطوط وتفاصيل كثيرة، وهو ما يدعوني للاعتذار، سلفاً، لأن المقال كتب لتناول موضوعة الرقابة، لا الأرشفة أو الببليوغرافيا، ناهيك عن أن العقد الماضي قدم أسماء ونتاجات جد مهمة.
**
ويذكر هنا كل من: سيامند إبراهيم- دلاور زنكي- عمركوجري-
زودني سيامند إبراهيم- رحمه الله- ببعض مراجع هذا الفصل ودققت بعض الأسماء في هذا التصويب
للراحل صلاح برواري دور كبير في طباعة المجلات والكتب الكردية في سوريا
لرابطة كاوا دور كبير أيضاً في طباعة الكتاب الكردي ومن بينها كتاب نقدي عن مجموعتي الشعرية” عويل رسول الممالك” تأليف د. سامية السلوم
أول دار كردية للنشر- دار الزمان- صاحبها سراج عثمان
أسماء مهمة عديدة كتبت الشعر بالعربية، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي و أوائل ثمانينياته، ولم يتح لها إصدار نتاجاتها، منها على سبيل الذكر، فحسب:
خضر سلفيج ويونس الحكيم  و زردشت محمد ومرفان كلش
المصادر:
1- مقالات عدة للكاتب سيامند إبراهيم. كنت حصلت عليها منه، ووجدت لاحقاً أن الصديق دلاور زنكي أيضاً كان قد تناولها كما فيما يتعلق بحسن هشيار، وكلها  في الأصل بين أقواس وتنصيصات!
2- جان دوست
3– عبد الباقي حسيني
4– مقالات في الإنترنت عن الشاعر قدري جان
5– وترجمة لمقاطع من نصوصه
6- إصدارات الشعراء والكتاب
7- عزيز خمجفين
– مابين “……….. ” أو(… ) من مقاطع مأخوذ من الأنترنت، ولم نتمكن من معرفة أسماء كاتبيها، وتم هنا تدقيق أسماء بعض كتابها كما الحال مع اسمي: جان دوست ودلاور زنكي
– كلمة ” كورتكي”  من كورتك Kortik : شيخ المحشي- عنوان قصة لقادو شيرين، قمت بترجمتها، ضمن ملف من ملفات الأدب الكردي التي أطلقتها في مجلة مواسم 1992، والتي توقفت عن” الإشراف” عليها منذ 2004.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…