إن بردتُ ستتخشبون أيها الحمقى

احمد عبدالقادر محمود 
يداي تؤلماني 
ليس من البرد 
كما تظنون 
فيكفي أن أضعهما بين ثدي أمي 
حتى أشعر بالدفئ 
إنما من الرفع تضرعاً 
فلم يتبقى لي إلا الدعاء 
وليست دمعتي ألماً 
ولا وجعا ولا حتى فرحاً 
كما تظنون 
إنما حزناً وقهراً 
فغدي أسرته الضباع 
ونهشت في جسد أفقي كل الضواري 
لا أبكي على أرجوحتي التي سُرقت 
وليست ألعابي التي حطّمها أخي 
هي سبب نواحي 
كما تظنون 
إنما مقعدي وصفي ومدرستي 
وكتبي ودفاتري وأقلامي 
التي ابتلعتها سيوف المارقين 
بعد كل هذا !
يسألونني ما بك ؟
جهلا و حمقا و أبلسةً 
أو كما يظنون 
فهلوة و شطارة وربما إستهزاء 
ألا يعلمون 
أنهم ليسوا بخير 
إن كنت لست بخير 
ألا يدركون أن غدهم سراب !
إن ضاع غدي ؟
ألا يفقهون إنهم هباب !
إن أحترقتُ بنار الحروب ؟ 
إن بردتٌ ستتخشّبون 
أيها الحمقى .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…