احمد عبدالقادر محمود
يداي تؤلماني
ليس من البرد
كما تظنون
فيكفي أن أضعهما بين ثدي أمي
حتى أشعر بالدفئ
إنما من الرفع تضرعاً
فلم يتبقى لي إلا الدعاء
وليست دمعتي ألماً
ولا وجعا ولا حتى فرحاً
كما تظنون
إنما حزناً وقهراً
فغدي أسرته الضباع
ونهشت في جسد أفقي كل الضواري
لا أبكي على أرجوحتي التي سُرقت
وليست ألعابي التي حطّمها أخي
هي سبب نواحي
كما تظنون
إنما مقعدي وصفي ومدرستي
وكتبي ودفاتري وأقلامي
التي ابتلعتها سيوف المارقين
بعد كل هذا !
يسألونني ما بك ؟
جهلا و حمقا و أبلسةً
أو كما يظنون
فهلوة و شطارة وربما إستهزاء
ألا يعلمون
أنهم ليسوا بخير
إن كنت لست بخير
ألا يدركون أن غدهم سراب !
إن ضاع غدي ؟
ألا يفقهون إنهم هباب !
إن أحترقتُ بنار الحروب ؟
إن بردتٌ ستتخشّبون
أيها الحمقى .