أعتذار للحياة لا للموت

خالد إبراهيم

يدنو مني حظي السيء متسللا برتابة، يعلو ثم يعلو ليصل سقف الألم ساعيا إلى تحطيم ملامح وجهي الذي كان يوماً ما ملتصقا بوجهك الجميل!!
أحبكِ… كلمةٌ باتت مستهلكة وعابرة وهشّة، لا معنى لها لأنكِ بالنسبة لي أكبر من هذه الكلمة.
في كل خلافٍ بيننا تتدحرج أمامي أمور كانت تخبىء نفسها لا أدري أين؟
أكتشفُ مزيداً من المشاعر الخانقة التي تحيط بي من كل صوب 
في كل خلاف بيننا أكتشفُ شيئا جديداً يُصعب علي الافصاح عنه هنا.
في كل يوم أعيشه بعيداً عنكِ، أكتشفُ أن لا خلاص ولا شفاء ولا دواء إلا أنتِ
نعم وبكل صدقٍ دعيني أصرخ هذه المرة وعلى الملأ 
إنه الهيام يا أنتِ 
فكيف يمكنني أن أتخيل شكل أيامي عمري الباقية وأنا بعيدٌ عنكِ 
ربما لم أكن جريئاً ولا حتى شفافا وشجاعاً وصريحاً مثل اليوم 
تائه أنا ما بين لفظي ولفظكِ، ما بين حزننا الذي يَشقُّ هذه الأرض ليحولها إلى خراب وصحراء قاحلة
تحت هذا المطر أبحث عن دفء قلبكِ وعن Perî 
أتألم وحطام عظامي تنغرز مثل السكين في هذه الأرصفة المبلولة 
لا أدري 
أهذا مطر؟
أم ملح دموعي؟
لا أدري كيف سيكون طعم الأيام القادمة وشكلها!!
النوم مخيف جداً، النوم شبيه الموت والطريق الى الراحة طويل ومتعب.
خانني الوقت وطعنني الزمن وبعثرتني الطرق 
أنهكتني التجارب والخيبات
عندما يحب الرجل امرأة بصدق تصبح نقطة ضعفهِ
وعندما تحب المرأة الرجل بصدق يصبح هو نقطة قوتها
مرة أخرى لا أدري يا حبيبتي، يا من تقرأين هذا النص وأعلمُ أن عينيك مغرورقتان بالدموع والاشتياق والإحباط.
حتى الأشياء التي كنت أخشى خسارتها، الأشياء التي راهنت عليها، الأشياء التي فضلّتها على كرامتي وشخصيتي مرارا وتكرارا أصبحتُ أنا من يتنازل عنها وبكل ألم يعصر قلبي 
لم أعد مهتما بكلام الناس ولا الحُسّاد لأني وقعتُ في أعظم فخ في تاريخ عمري.
ولكن أي أعتذار  أقدمه لنفسي أولا ولكِ ثانياً؟ 
لو أن الموت يُمحو الأخطاء ويجعلني مرة أخرى نبياً في عينيكِ لقلت له تعال بسرعة، لو أن الموت يصنع المعجزات ويحافظ على نبضات قلبكِ وهي تصرخ باسمي سأفعلها بقوة أمام نافذة منزلكِ، وسأجعل من رماد جثتي حبراً تكتب به آلاف القصص والحكايات.
ولكن إي ميتةً تليق بي؟
حرقًا، شنقاً، يأساً، صمتاً، جوعاً، عطشاً، تعباً، أو صلب نفسي على سكة القطار الذي يؤدي إلى بيتكِ؟
سأفعلها دون تردد إن كان هذا ما أستحقه!!
لا أخاف الموت، إنه يُحيط بكل الأماكن التي أمرُّ بها فهل سيأخذني على حين غرة أم سأنقلبُ عليه وأقتنصهُ هناكَ تحت تلكَ الشجرة التي حفرنا عليها أول حرفين من اسمينا؟
ما نفعُ الوجود إن خسرنا أجمل لحظات العمر، ما نفع الحياة وأين لذة العمر وقد خسرتُ التي كنتُ أحلمُ بها منذ ثلاثين عاما وحاربت لأجلها؟!
إي أعتذار يمكنه أن يُزيل قلقي وقلقكِ وخوفنا من المجهول الآتي؟
أي موت يكمن في ظلام انتظاري أليكِ ؟
أي موت …؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…